أخوتي أخواتي الكرام ...
من أهم صفات الشخصية الناجحة ...في الجانب الديني والدنيوي هي تلك الشخصيات التي تملك صفة التفكير الإيجابي ...حيث تستطيع دائماً أن...
ترى النور وسط الظلمة الحالكة ...
والأمل في جوف اليأس ...
والمنحة في قلب المحنة ....
ومن هؤلاء الذين خلد لهم التاريخ مواقف مشرقة ...في التفكير الإيجابي عروة بن الزبير ...التابعي الجليل ...رضي الله عنه ...
وشيخ الإسلام بن تيمية ...
فتعالوا بنا نلقي الضوء على قصتهما ثم نعود لموضوع التمرين على التفكير الإيجابي ...!
روي أن عروة خرج إلى الوليد بن عبد الملك ، حتى إذا كان بوادي القرى ، فوجد في رجله شيئاً ، فظهرت به قرحة الآكلة ، ثم ترقى به الوجع ، وقدم على الوليد وهو في محْمل ، فقيل : ألا ندعوا لك طبيباً ؟ قال : إن شئتم ، فبعث إليه الوليد بالأطباء فأجمع رأيهم على أن لم ينشروها قتلته ...
و لما دعي الجزار ليقطعها قال له : نسقيك خمراً حتى لا تجد لها ألماً ، فقال : لا أستعين بحرام الله على ما أرجو من عافية ، قالوا : فنسقيك المرقد ، قال : ما أحب أن اسلب عضواً من أعضائي وأنا لا أجد ألم ذلك فأحتسبه ...
قال : ودخل قوم أنكرهم ، فقال : ماهؤلاء ؟ قالوا : يمسكونك فإن الألم ربما عَزَبَ معه الصبر ، قال : أرجو أن أكفيكم ذلك من نفسي ...
ثم قال : إن كنتم لا بد فاعلين فافعلوا ذلك وأنا في الصلاة فإن لا أحس بذلك ولا أشعر به ....
قال : فنشروا رجله من فوق الآكله من المكان الحيَّ احتياطاً أنه لا يبقى منها شيء وهو قائم يصلي فما تصور ولا اختلج فلما انصرف من الصلاة عزّاه الوليد في رجله ...
وكان معه في سفره ذلك ابنه محمد ، ودخل محمد اصطبل دواب الوليد ، فرفسته دابة فخر ميتاً . فأتى عروة رجل يعزيه ، فقال : إن كنت تعزيني برجلي فقد احتسبتها . قال : بل أعزيك بمحمد ابنك ، قال : وماله ؟ فأخبره ...
فقال : اللهم إنه كان لي أطراف أربعة فأخذت واحداً وأبقيت لي ثلاثة فلك الحمد .....
وكان لي بنون أربعة فأخذت واحداً وأبقيت لي ثلاثة فلك الحمد ....
وأيم الله لئن أخذت لقد أبقيت ولئن ابتليت لطالما عافيت ....
وأما شيخ الإسلام بن تيمية فله كلمة هي قمة التفكير الإيجابي مع أشد المواقف صعوبة ...
حيث سطرت له كتب السير مقولة رائعة أثناء تعرضه للمحن والابتلاءات والسجون ...
يقول شيخ الإسلام :
ماذا يفعل أعدائي بي ...أنا جنتي وبستاني في قلبي ...أينما ارتحلت فهي معي ...
أنا ..............سفري سياحة !!
وسجني ...................خلوة !!
وقتلي.....................شهادة !!
والآن أعزائنا الكرام جاء دوركم في التمرين ....وسنضرب بعض الأمثلة ونريد منكم أن تجعلو شخصيات هذه الأمثلة تفكر تفكيراً إيجابياً رغم المصاعب والمحن ...
""""""""
التمرين الأول وهو خاص بالاخوات :
أمرأة مسحورة ...!
بالكاد تستطيع إدارة حياتها الأسرية ...فهي في برنامج يومي للرقية والعلاجات الحسية ...
وتقوم برعاية زوجها واولادها ...
بشكل جيد ...وليس الأفضل والأكمل ...
ولكن الوساوس ...تعذبها ...
والعارض (الجن) المرتبط بالسحر ...يقلق راحتها ...
فلا تجدها إلا في قراءة للقرآن ...أو ترديد للأذكار ...أو الضغط على نفسها للقيام بواجباته اليومية في الاسرة ...
وفي تلك الأثناء تجد أنها في قمة العذاب ...
وأن مرضها قد طال لسنوات عديدة ....وتقارن نفسها بغيرها من النساء اللاتي في خير حال وأفضل حياة لا منغصات ولا أكدار !
فيزيد ألمها وتتضاعف حسرتها !
وتشعر بأنها ملت من هذه الحياة ..ومن الترداد على الرقاة ...وملت من كثرة الوساوس ...والأحلام المزعجة ...والبكاء المتكرر ...
وترى أنها أتعس امرأة في العالم ...
وأن بلاءها لا يماثله بلاء ...
وأن شقاءها ...لا يشابهه شقاء ...
وجرحها الغائر نازف بلا توقف ....
ومرضها لا علاج له ...
رغم طول السنوات .... وطول المعاناة ....
لو كنت أختي مكانها ...
كيف ستفكرين إيجابياً في هذه الحالة ؟؟
ننتظر أولى الأخوات ...
لكي تفتح الباب وتدخل واثقة من الجواب ...
على هذا التمرين الهام ...