هده مجموعة من رسائل جوال تدبر القرآن
و هي للأمانة منقولة من أخت فاضلة ....
أُرسلت لها هده الرسائل من مجموعة من المشايخ
*********
مامعنى التدبر؟
قال العلامة العثيمين:
والتدبر هو التأمل في الألفاظ للوصول إلى معانيها،فإذا لم يكن ذلك ،فاتت الحكمة
من إنزال القرآن،وصار مجرد ألفاظ لا تأثير لها ولأنه لا يمكن الاتعاظ بما في القرآن بدون فهم معانيه)
*********
تدبر كتاب الله مفتاح للعلوم والمعارف ،وبه يستنتج كل خير وتستخرج منه جميع العلوم ، وبه يزداد الإيمان في القلب وترسخ شجرته
(ابن سعدي)
*********
حقيقة التدبر:
إن هذا القرآن قد قرأه عبيد وصبيان لا علم لهم بتأويله،وما تدبر آياته إلا بإتباعه،وما هو بحفظ حروفه وإضاعة حدوده، حتى إن أحدهم ليقول : لقد قرأت القرآن فما أسقطت منه حرفا وقد_ والله_ أسقطه كله ، ما يرى القرآن له في خلق ولا عمل
(الحسن البصري)
*********
من مفاتيح التدبر التأني قي القراءة :
روى الترمذي وصححه أن أم سلمه نعتت قراءة النبي صلى الله عليه وسلم
فإذا هي قراءة مفسرة حرفا حرفا وهذا كقول أنس - كما في البخاري :
كانت قراءة النبي صلى الله عليه وسلم مدا .
وقال ابن أبي مليكة:
سافرت مع ابن عباس ، فكان يقوم نصف الليل ،فيقرأ القرآن حرفا حرفا ،
ثم يبكي حتى تسمع له نشيجا .
*********
في مثل هذا اليوم وقعت غزوة بدر الكبرى ، التي سماها الله (يَوْمَ الْفُرْقَانِ ) ، وجاءت سورة الأنفال تتحدث عن تفاصيل هذه الغزوة ، ومافيها من الدروس والعبر، فحري بالمؤمن أن يتدبرها ، ويتأملها ، ويعتبر بما فيها من آيات عظيمة ، ومما ينصح به : قراءة تفسير العلامة السعدي لهذه السورة ، مع تعليق ابن القيم عليها في زاد المعاد.
*********
" في غزوة بدر تعانق السلاح المادي مع التكوين الإيماني : فالنبي صلى الله عليه وسلم هيأ الجيش ، ونظم الجند ، واختار المواقع ، ورفع المعنويات ، ثم توجه إلى ربه في ضراعة وإلحاح ، يستنزل النصر ، ويناشد المدد ، فتحقق المراد (إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُم بِأَلْفٍ مِّنَ الْمَلآئِكَةِ مُرْدِفِينَ (*) وَمَا جَعَلَهُ اللّهُ إِلاَّ بُشْرَى وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ ) " .
[ د . صالح ابن حميد ]
*********
قال تعالى : (وَلاَ تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ ) استدل العلماء بقوله : (وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِد ) على أن الإعتكاف لا يصح إلا في المسجد ووجه الدلالة : كأن الأمر مستقر ومفروغ منه ، أن الإعتكاف لا يكون إلا في المسجد وقد حكى القرطبي وغيره الإجماع على ذلك .
*********
" (وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ ) كم من شرف عظيم تميزت به هذه الليلة ؟ شرف المنزل فيها ، وشرف الزمان ، وشرف العبادة ، وشرف المتنزلين ، وشرف العطاء بلا حدود ، ومسك ذلك (سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ ) فيا لطول حسرة المفرطين ! ويا أسفى على من تخلف عن ركب المشمرين ! "
[ أ . د . ناصر العمر]
*********
" ذكرت ليلة القدر في سورة القدر خمس مرات ، واشتملت على خمس فضائل : إنزال القرآن ، و أنها خير من ألف شهر ، وأن الملائكة والروح ( جبريل ) تتنزل فيها ، وفيها يفرق كل أمر ، وأنها سلام هي حتى مطلع الفجر ، فهل نقدرها حق قدرها ، ونعظمها كما عظم الله شأنها ؟ "
[ د . محمد الربيعة ]
" تدبر كيف جمع الله في ليلة القدر أنواع البركات : فالقرآن مبارك ، ونزل في ليلة مباركة ، وفي شهر مبارك ، ومكان مبارك ، ونزل به أكثر الملائكة بركة على أكثر البشر بركة ، وواهب البركات كلها هو الله جل جلاله ، فحري بالمؤمن أن يجتهد لعله يدرك بركة هذه الليلة ، فينعم ببركتها في الدنيا والبرزخ والآخرة "
[د . عبدالله الغفيلي ]
*********
" ينبغي لقاريء القرآن أن يعتني بقراءة الليل أكثر ، قال تعالى ( مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَآئِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللّهِ آنَاء اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ ) و إنما رجحت صلاة الليل وقراءته ، لكونها أجمع للقلب وأبعد عن الشاغلات والملهيات ، والتصرف في الحاجات وأصون عن الرياء وغيره من المحبطات "
[ النووي في التبيان ]
*********
قام نبيك صلى الله عليه وسلم ليلة كاملة بآية يرددها حتى أصبح ، وهي ( إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ) لذا قال ابن القيم " فإذا مر بآية ـ وهو محتاج إليها في شفاء قلبه ـ كررها ولو مائة مرة ، ولو ليلة ! فقراءة آية بتفكر وتفهم خير من قراءة ختمة بغير تدبر وتفهم ، وأنفع للقلب ، وأدعى إلى حصول الإيمان ، وذوق حلاوة القرآن "
( وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان )
فقال : " وفي ذكره تعالى هذه الآية الباعثة على الدعاء متخللة بين أحكام الصيام ، إرشاد إلى الاجتهاد في الدعاء عند إكمال العدة بل وعند كل فطر
*******************************
" صلاة االليل أعون على تذكر القرآن والسلامة من النسيان ، وأعون على المزيد من التدبر، ولذا قال سبحانه: ( إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْءاً وَأَقْوَمُ قِيلاً )
قال ابن عباس : ( وَأَقْوَمُ قِيلاً ) : أدنى أن يفقهوا القرآن ، ، وقال قتادة : أحفظ للقراءة " .
[ ابن عاشور ]
*******************************
" ينبغي للقاريء أن يكون شأنه الخشوع ، والتدبر ، والخضوع ، هذا هو المقصود المطلوب ، وبه تنشرح الصدور ، وتستنير القلوب ، وقد بات جماعة من السلف يتلو الواحد منهم آية واحدة ليلة كاملة أو معظم ليلة يتدبرها عند القراءة "
[ النووي ].
*********
دعاؤنا لربنا يحتاج منا دعاء آخر أن يتقبله الله ، قال تعالى عن خليله ابراهيم عليه السلام - بعد أن دعا بعدة أدعية : ( ربنا وتقبل دعاء )
" قد علم أنه من قرأ كتابًا في الطب أو الحساب أو غيرهما فإنه لابد أن يكون راغبًا في فهمه وتصور معانيه ، فكيف بمن يقرأ كتاب الله تعالى الذي به هداه ، وبه يعرف الحق والباطل والخير والشر ؟ فإن معرفة الحروف بدون المعاني لا يحصل معها المقصود إذ اللفظ إنما يراد للمعنى "
[ ابن تيمية ]
تأمل ! جبل عظيم شاهق ، لو نزل عليه القرآن لخشع بل لتشقق وتصدع ، وقلبك هذا الذي هو في حجمه كقطعة صغيرة من هذا الجبل ، كم سمع القرآن وقرأه ومع ذلك لم يخشع ولم يتأثر ؟ والسر في ذلك كلمة واحدة : إنه لم يتدبر ."
[ أ.د. ناصر العمر ]
*********
جمع الله تعالى الحمد لنفسه في الزمان والمكان كله فقال : ( وله الحمد في السموات والأرض ) الروم / 18 ، وقال : ( وهو الله لا إله إلا هو له الحمد في الدنيا والآخرة ) القصص / 70 ، فتبين بهذا أن الألف واللام في ( الحمد ) مستغرقة لجميع أنواع المحامد ، وهو ثناء أثنى به تعالى على نفسه ، وفي ضمنه أمر عباده أن يثنوا عليه "
[ الأمين الشنقيطي ]
( يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ )
النور-35
تأمل
وفقك الله كم حرم هذا النور أناس كثيرون
هم أذكى منك!
و أكثر اطلاعا منك!
وأقوى منك!
وأغنى منك.
فاثبت على هذا النور حتى تأتي
-بفضل الله-
يوم القيامة مع
( النبي والذين آمنوا معه نورهم يسعى بين أيديهم
و بأيمانهم )
التحريم-8
وصيه من إمام عاش مع القران :
عليك بتدبرالقران حتى تعرف المعنى ، تدبره من أوله إلى آخره، واقرأه بتدبر وتعقل ، ورغبة في العمل والفائدة ، لا تقراه بقلب غافل ، اقرأه بقلب حاضر ، واسأل أهل العلم عما أشكل عليك ، مع أن أكثره – بحمد الله – واضح للعامة والخاصة ممن يعرف اللغة العربية
[ بن باز ]
*********
تأمل هذاالتاريخ : ( من 1ـ 29رمضان )!
كم قرأت وسمعت فيه من الآيات..؟
والسؤال : كيف كان أثر القرآن على قلبك وسلوكك وأخلاقك ؟
إن كان قلبك في آخر الشهر كما هو في أوله فهذه علامة خلل..
فبادر بإصلاحه ؛ فالمقصد الأعظم من نزول القرآن صلاح القلب ".
[ د. عبدالرحمن الشهري ]
تأمل في سر إختيار القطران دون غيره في قوله تعالى ( سرابيلهم من قطران ) إبراهيم 50
وذلك – والله أعلم – لأن له أربع خصائص : حار على الجلد ، وسريع الإشتعال في النار ، ومنتن الريح ، و أسود اللون ، تطلى به أجسامهم حتى تكون كالسرابيل ! ثم تذكر – أجارك الله من عذابه – أن التفاوت بين قطران النيا وقطران الآخرة ، كالتفاوت بين نار الدنيا ونار الآخرة !
[ الزمخشري ] .
إياك – ياأخي – ثم إياك , أن يزهدك في كتاب الله تعالى كثرة الزاهدين فيه , ولا كثرة المحتقرين لمن يعمل به ويدعو إليه , واعلم ان العاقل , الكيس ,الحكيم , لايكترث بانتقاد المجانين .
قال تعالى ( وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُّخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤاً مَّنثُوراً ) الإنسان19
تأمل ..
هذا وصف الخدم، فما ظنك بالمخدومين؟! لاشك أن حالهم ونعيمهم أعظم وأعلى جعلنا الله وإياك من أهل ذلك النعيم .
*********
تأمل قوله تعالى – لما جيء بعرش بلقيس لسليمان عليه السلام : ــ ( فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرّاً عِندَهُ ) فمع تلك السرعة العظيمة التي حمل بها العرش ، إلا أن الله قال ( مُسْتَقِرّاً ) و كأنه قد أتي به منذ زمن ، والمشاهد أن الإنسان إذ أحضر الشيء الكبير بسرعة ، فلابد أن تظهر آثار السرعة عليه وعلى الشيء المحضر ، وهذا ما لم يظهر على عرش بلقيس ، فتبارك الله القوي العظيم "
[ ابن عثيمين ] .
*********
المؤمن العاقل إذا تلا القرآن استعرضه ، فكان كالمرآة يرى بها ما حسن من فعله وماقبح ، فما خوفه به مولاه من عقابه خافه ، وما رغب فيه مولاه رغب فيه ورجاه ، فمن كانت هذه صفته – أو ما قاربها – فقد تلاه حق تلاوته ، وكان له القرآن شاهداً وشفيعاً ، و أنيساً وحرزاً ، ونفع نفسه ، و أهله ، وعاد على والديه وولده كل خير في الدنيا والآخرة " .
[ الإمام الآجري ] .
*********
" من النصح لكتاب الله :
شدة حبه وتعظيم قدره ، والرغبة في فهمه ، والعناية بتدبره ، لفهم ما أحب مولاه أن يفهمه عنه ، وكذلك الناصح من الناس يفهم وصية من ينصحه ، و إن ورد عليه كتاب منه ، عُني بفهمه ، ليقوم عليه بما كتب به فيه إليه ، فكذلك الناصح لكتاب ربه ، يُعنى بفهمه ليقوم لله بما أمر به كما يحب ويرضى ، ويتخلق بإخلاقه ، ويتأب بآدبه " .
[ ابن رجب ]
*********
إذا ذكر أهل الكتاب ـ في القرآن ـ بصيغة :
( الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ ) فهذا لا يذكره الله إلا في معرض المدح ،
وإذا ذكروا بصيغة : ( أُوْتُواْ نَصِيباً مِّنَ الْكِتَابِ ) لا تكون إلا في معرض الذم ،
و إن قيل فيهم : ( أُوتُواْ الْكِتَابَ ) فقد يتناول الفريقين ، لكنه لا يفرد به الممدوحون فقط ،
وإذا جاءت ( أَهْلِ الْكِتَابِ ) عمت الفريقين كليهما .
[ ابن القيم ] .
*********
" إذا عظم في صدرك تعظيم المتكلم بالقرآن ، لم يكن عندك شيء أرفع ، ولا أشرف ، ولا أنفع ، ولا ألذ ، ولا أحلى من استماع كلام الله جل وعز ، وفهم معاني قوله تعظيماً وحباً له ، وإجلالاً ، إذ كان تعالى قائله ، فحب القول على قدر حب قائله " .
[ الحارث المحاسبي ] .
الصبر زاد لكنه قد ينفد ، لذا أُمرنا أن نستعين بالصلاة الخاشعة ، لتمد الصبر وتقويه :
" في سورة الشعراء آية (52) قال تعالى في قصة أصحاب موسى ـ : ( أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي ) فلما ضعف توكلهم ، ولم يستشعروا كفاية الله لهم ، سلبهم هذا الوصف الشريف ، فقال عنهم (61) : ( قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ ) " .
[ د . محمد بن عبدالله بن جابر القحطاني ]
*******
" يجب على من علم كتاب الله أن يزدجر بنواهيه ، ويخشى الله ويتقيه ، ويراقبه ويستحييه ، فإنه حمل أعباء الرسل ، وصار شهيداً في القيامة على من خالف من أهل الملل ، فالواجب على من خصه الله بحفظ كتابه ، أن يتلوه حق تلاوته ، ويتدبر حقائق عبارته ، ويتفهم عجائبه ، ويتبين غرائبه ، قال الله تعالى : ( كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ ) " .
( أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ ) وغير ذلك كثير جدا ، فنسأل الله تعالى حسن الخاتمة .
*******
تأمل في قوله تعالى عن المنافقين ( ذَهَبَ اللّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ ) [ البقرة / 17 ] كيف قال ( بِنُورِهِمْ ) فجعله واحداً ، ولما ذكر ( الظلمات ) جمعها ،
لأن الحق واحد ـ وهو الصراط المستقيم ـ بخلاف طرق الباطل ، فإنها متعددة متشعبة ، ولهذا يفرد الله الحق ويجمع الباطل ،
سمعت العلامة ابن باز يبكي لمَّا قريء عليه قوله تعالى ـ عن أهل الكتاب ـ : ( وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيراً مِّنْهُم مَّا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ طُغْيَاناً وَكُفْراً ) ويقول : نعوذ بالله من الخذلان ! بدلاً من أن يزيدهم القرآن هدىٍ وتقىٍ زادهم طغياناً وكفراً !
وهذا بسبب إعراضهم وعنادهم وكبرهم ،
فاحذر يا عبدالله من ذلك حتى لا يصيبك ما أصابهم " .
[ د . عمر المقبل ]
*******
من المفاتيح المعينة على تدبر القرآن : معرفة مقصد السورة ، أي : موضوعها الأكبر الذي عالجته ،
فمثلاً : سورة النساء تحدثت عن حقوق الضعفة كالأيتام ، والنساء والمستضعفين في الأرض ،
وسورة المائدة في الوفاء بالعقود والعهود مع الله ومع العباد ،
بينما سورة الأنعام ـ هي كما قال أبو إسحاق الإسفراييني ـ : فيها كل قواعد التوحيد وقس على ذلك " .
[ د . عصام العويد ]
*******
لم ترد آية في الربا إلا جاء قبلها أو بعدها ذكر الصدقة أو الزكاة ،
وفي هذا إشارة لطيفة بأن الربح الحقيقي في الصدقة والزكاة ، لا بالربا ، كما يتوهم المرابون ،
أنه تعالى أرحم بخلقه من الوالد بولده ، حيث أوصى الوالدين بأولادهم ، فعلم أنه أرحم بهم منهم ،
كما جاء في الحديث الصحيح " فنسأل الله أن يشملنا بواسع برحمته .
*******
وصف الله كتابه بأنه ( مثاني ) " أي تثنى فيه القصص والأحكام ، والوعد والوعيد ، وتثنى فيه أسماء الله وصفاته ،
وكذلك القلب يحتاج دائماً إلى تكرار معاني كلام الله تعالى عليه ،
فينبغي لقاريء القرآن ، المتدبر لمعانيه ، أن لا يدع التدبر في جميع المواضع منه ،
فإنه يحصل له بسبب ذلك خير كثير ، ونفع غزير " .
[ ابن سعدي ].
*******
ومن أعظم ما يتقرب به العبد إلى الله تعالى من النوافل :
كثرة تلاوة القرآن ، وسماعه بتفكر وتدبر وتفهم ،
قال خباب بن الأرت لرجل : تقرب إلى الله ما استطعت ، واعلم أنك لن تتقرب إليه بشيء هو أحب إليه من كلامه .
[ ابن رجب ]
*******
الإستغفار بعد الفراغ من العبادة هو شأن الصالحين ، فالخليل وابنه قالا ـ بعد بناء البيت ـ : ( وَتُبْ عَلَيْنَا ) وأمرنا به عند الإنتهاء من الصلاة : ( فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلاَةَ فَاذْكُرُواْ اللّهَ ) وبينت السنة أن البدء بالإستغفار ، وكذا أمرنا به بعد الإفاضة من عرفة ، فما أحوجنا إلى تذكر منة الله علينا بالتوفيق للعبادة ، واستشعار تقصيرنا الذي يدفعنا للإستغفار.
[ د . عمر المقبل ]
*******
فتدبر القرآن إن رمت الهدى *** فالعلم تحت تدبر القرآن
"فيه حسن أدب المرأة عند خطاب الرجال، واقتصارها من الكلام على ما تحصل به الحاجة؛
فلم تقل: أنا عجوز عقيم ، واقتصرت على ذكر السبب الدال على عدم الولادة ،
ولم تذكر غيره ،
وأما في سورة هود فذكرت السبب المانع منها ومن إبراهيم وصرحت بالعجب.
[ابن القيم]
*******
" سورة النحل افتتحت بالنهي عن الإستعجال ، واختتمت بالأمر بالصبر ،
وسورة الإسراء افتتحت بالتسبيح وختمت بالتحميد " .
[ السيوطي ]
*******
نتابع الرسائل نفعني الله وإياكم بها
المتدبر لمناسبة مجيء سورة الشرح بعد "الضحى"
ينكشف له كثير من المعاني المقررة في السورة ،
ومنها ما في قوله : (فإن مع العسر يسرا * إن مع العسر يسرا)
فمجموع السورتين يعطيان مثالا حيا لتقرير هذه السنة ،
فسورة الضحى تمثل جوانب العسر التي عانها نبينا عليه السلام؛
ليعقبها جوانب اليسر في "الشرح"
حتى إذا انتهى المثل، يأتي التعقيب بأن مجيء اليسر بعد العسر سنة لا تتخلف.
[ د. فلوة الراشد ]
*******
فَمَا لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ * كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُّسْتَنفِرَةٌ * فَرَّتْ مِن قَسْوَرَةٍ )المدثر49- 51 ،
" فشبِّه هؤلاء في إعراضهم ونفورهم عن القرآن بحمير رأت أسوداً ، أو رماة فـفـرت منهم ،
وهذا من بديع القياس والتمثيل ،
فإن القوم في جهلهم بما بعث الله به رسوله كالحمير ، وهي لا تعقل شيئاً ،
فإذا سمعت صوت الأسد أو الرامي نفرت منه أشد النفور وهذا غاية الذم لهؤلاء " .
[ ابن القيم ]
*******
"قد لا تختم الآية الكريمة بأسماء الله الحسنى صراحة ،
ولكن قد تذكر فيها أحكام تلك الأسماء،
كقوله تعالى - لما ذكر عقوبة السرقة، فإنه قال في آخرها -: ( نكالا من الله، والله عزيز حكيم ) المائدة/38،
أي: عز وحكم فقطع يد السارق، وعز وحكم فعاقب المعتدين شرعا، وقدرا، وجزاء".
[ ابن سعدي]
********
" ** وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى ** البقرة/197،
أُمر الحجاج بأن يتزودوا لسفرهم ولا يسافروا بغير زاد ،
ثم نبههم على زاد سفر الآخرة وهو التقوى ،
فكما أنه لا يصل المسافر إلى مقصده إلا بزاد يبلغه إياه ،
فكذلك المسافر إلى الله تعالى والدار الآخرة لا يصل إلا بزاد من التقوى ،
فجمع بين الزادين ، فذكر الزاد الظاهر والزاد الباطن " .
[ ابن القيم ]
" جاء لفظ القرآن في بيان الرخصة بالأسهل فالأسهل :
** فَفِدْيَةٌ مِّن صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ ** البقرة/196،
ولما أمر النبي صلى الله عليه وسلم كعب بن عجرة بذلك أرشده إلى الأفضل فالأفضل
فقال : ( انسك شاة أو أطعم ستة مساكين ، أو صم ثلاثة أيام ) متفق عليه ،
فكل شيء حسن في مقامه " .
[ ابن كثير ]
*******
وصف الله تعالى المسجد الحرام بقوله ** الَّذِي جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ ** الحج/25
" للإيماء إلى علة مؤاخذة المشركين بصدهم عنه ،
لأجل أنهم خالفوا ما أراد الله تعالى منه ،
فإنه جعله للناس كلهم يستوي في أحقية التعبد به
العاكف فيه - أي : المستقر في المسجد - والبادي - أي : البعيد عنه إذا دخله –" .
[ ابن عاشور ]
*******
بعد أن ذكر الله تعالى المناسك – في سورة الحج – قال :
** ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ عِندَ رَبِّهِ ** الحج/30 ،
ففيه إشارة إلى أن الحج ليس أقوالا وأعمالا جوفاء ،
وأن الخير الكثير إنما هو لمن تنسك ؛ معظماً لحرمات الله ، متقياً معصيته ،
ولعل في افتتاح السورة بالأمر بالتقوى ، واختتامها بالجهاد في الله حق المجاهدة تأكيداً على ذلك .
[ د . عبدالله الغفيلي ]
********
" قال تعالى : ** وَلاَ تَحْلِقُواْ رُؤُوسَكُمْ ** البقرة/196،
ولم يقل : ولاتقصروا ، ففيه دلالة على أن الحلق أفضل ،
وهو مقتضى دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم للمحلقين ثلاثاً وللمقصرين مرة ".
[ القرطبي ]
********
لما نهى الله تعالى عباده عن إتيان القبيح قولاً وفعلاً :
** فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ ** البقرة/197
حثهم على فعل الجميل ، وأخبرهم أنه عالم به ،
وسيجزيهم عليه أوفر الجزاء يوم القيامة :
** وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللّهُ ** " .
[ ابن كثير ]
********
قال ابن عقيل: " من حسن ظني بربي، أن لطفه بلغ أن وصى بي ولدي إذا كبرت فقال: ** فلا تقل لهما أف **"
[الآداب الشرعية]
فما أحوجنا - أهل القرآن - أن نحسن الظن بربنا مهما طال الزمن واشتدت المحن،
قال تعالى - في الحديث القدسي -: " أنا عند ظن عبدي بي، فليظن بي ما شاء" .
********
قال تعالى : ** لَن يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِن يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنكُمْ ** الحج/37 ،
" فالعبادات إن لم يقترن بها الإخلاص وتقوى الله ، كانت كالقشور الذي لا لب فيه ، والجسد الذي روح فيه " .
[ ابن سعدي ]
********
قال تعالى في سياق آيات الحج : ** وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ ** الحج/34 ،
" ثم ذكر للمخبتين أربع علامات :
وجل قلوبهم عند ذكره – والوجل خوف مقرون بهيبة ومحبة - .
وصبرهم على أقداره .
وإتيانهم بالصلاة قائمة الأركان ظاهراً وباطناً .
وإحسانهم إلى عباده بالإنفاق مما آتاهم . "
[ ابن القيم ]
فما أجمل أن ترى الحاج وقد جمل ظاهره وباطنه بهذه العلامات
********
** المال والبنون زينة الحياة الدنيا ** الكهف/46
"وتقديم المال على البنين في الذكر؛ لأنه أسبق لأذهان الناس،
لأنه يرغَب فيه الصغير والكبير، والشاب والشيخ، ومن له من الأولاد ما قد كفاه".
[ابن عاشور]
********
ركزت آيات الحج في سورة البقرة على إظهار كمال الشريعة بتضمنها للتخفيف والتيسير ،
وإبطال ما أحدثه المشركون وأهل الكتاب في الحج من تحريف وتغيير بعـد ملة إبراهيم عليه الصلاة والسلام ،
بينما ركزت سورة الحج على مقاصد الحج الكبرى بربطه بالتوحيد ، وتأكيد الإخلاص ، وتعظيم الشعائر والحرمات " .
[ د . محمد الربيعة ]
********
** يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ ** الحج/27
في تقديم ذكر الرجال على الركبان فائدة جليلة وهي أن الله تعالى شرط في الحج الإستطاعة ،
ولابد من السفر إليه لغالب الناس ،
فذكر نوعي الحجاج لقطع توهم من يظن أنه لا يجب إلا على الراكب ،
فقدم الرجال اهتماماً بهذا المعنى وتأكيداً ،
أو أن هذا التقديم جبراً لهم لأن نفوس الركبان لا تزدريهم " .
[ ابن القيم ]
********
فمن تدبر القرآن، وتدبر ما قبل الآية وما بعدها،
وعرف مقصود القرآن تبين له المراد،
وعرف الهدى والرسالة، وعرف السداد من الانحراف والاعوجاج" .
[ ابن تيمية ]
*******
** الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً ** المائدة/3
" وهذه أكبر نعم الله تعالى على هذه الأمة حيث أكمل لهم دينهم ،
فلا يحتاجون إلى دين غيره ، ولا إلى نبي غير نبيهم ، ولهذا جعله الله تعالى خاتم الأنبياء ،
فلا حلال إلا ما أحله ، ولا حرام إلا ما حرمه ، ولا دين إلا ما شرعه " .
[ ابن كثير ]
********
** ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ ** الحج/32
" أضاف التقوى إلى القلوب ، لأن حقيقة التقوى في القلب ،
ولهذا قال عليه الصلاة والسلام – كما في الصحيح - :
( التقوى هاهنا ) ثلاثاً ، وأشار إلى صدره " .
[ القرطبي ]
********
** فَمَن تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلاَ إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَن تَأَخَّرَ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَى ** البقرة /203
" وفي هذا دليل على أن الأعمال المخير فيها إنما ينتفي الإثم عنها
إذا فعلها الإنسان على سبيل التقوى لله عزوجل دون التهاون بأوامره ،
لقوله تعالى ** لِمَنِ اتَّقَى **
وأما من فعلها على سبيل التهاون ، وعدم المبالاة فإن عليه الإثم بترك التقوى ،
وتهاونه بأوامر الله تعالى " .
[ ابن عثيمين ]
********
" بعد أن أباح الله تعالى التعجل لمن اتقاه قال :
** وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ** البقرة/203
فالعلم بالجزاء من أعظم الدواعي لتقوى الله تعالى ، فلهذا حث الله تعالى على العلم بذلك " .
[ ابن سعدي ]
********
" من بلاغة القرآن في قوله تعالى عن الهدي - : ** فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ .....** الآية البقرة/ 196 أنه لم يحدد ما الذي لم يوجد ؛ ليشمل من لم يجد الهدي ، ومن لم يجد ثمنه ، فاستفدنا زيادة المعنى مع اختصار اللفظ " . [ ابن عثيمين ]