،،،،،،
الأخ الفاضل ( غريب ) حفظه الله ورعاه
قبل أن أجيب على تساؤلكم ، فإنه لا يليق بنا إلا أن نحتفل بكم في منتدانا الغالي فنقول :
هلا باللي نهليبــــه......وشوفته تشرح البال
ولو رحبت مايكفي.......لك مليون ترحيبــــه
هلا وغلا بالأخ الحبيب ( غريب )
في منتداكم ( منتدى الرقية الشرعية )
احدى الصروح الرائدة المتواضعة في عالم المنتديات الصاعدة
والتي تزهو بالعلم الشرعي والمعرفة والفكر والثقافة
كلنا سعداء بانضمامكم لمنتدانا الغالي
وكلنا شوق لقراءة حروف قلمكم ووميض عطائكم
هلا فيكم
ونحن بانتظار قلمكم ومشاركاتكم وحضوركم وتفاعلكم
تمنياتي لكم بالتوفيق وإقامة مفعمة بالمشاركات النافعة
ونحن نعلم بأنكم قد زرتم الموقع لأسباب واعتبارات خاصة ، ولكن واجب الضيافة يحتم علينا ذلك 0
بارك الله فيكم أخي الحبيب ( غريب ) ، اعلم يا رعاكم الله بأن أي معالج يتدخل في مسائل الطب العضوي أو النفسي بأي حال من الأحوال فقد جانب الصواب ، ولأجل مثل تلك الممارسات الخاطئة سواء من قبل الأطباء أو المعالجين وتدخلاتهم الغير مبررة في عمل الطرف الآخر فقد ألفت كتاباً موسوماً بعنوان :
وهذا الكتاب يؤصل العلاقة بين الطب العضوي والنفسي وبين الرقية الشرعية ، ومما قلته فيه - فصل ( العلاقة بين الطبيب والراقي ) ، تحت عنوان :
* كيف يمكن التوفيق ما بين الرقية الشرعية والطب العضوي والنفسي :
وما يهمنا تحت هذا العنوان أن نؤصل العلاقة بين الطبيب المسلم والراقي أو المعالج ، خاصة أن العلاقة التي تجمع بينهما علاقة هامة ، كما سوف يتضح من خلال ثنايا هذا البحث ، ومن الأمور التي يجب التركيز عليها والتنبيه إليها الآتي :
1)- يجب أن تكون العلاقة بين الطبيب المسلم سواء كان متخصصا بالطب العضوي أو الطب النفسي ، وبين الراقي علاقة أخوية متميزة ، مبنية أساسا على العلم الشرعي ثم الطب البشري التطبيقي :
ولا بد أن يدرك الراقي أن لهذا العلم أسساً وقواعداً اكتسبها الأطباء من خلال الاختصاص العلمي والتجربة العملية التطبيقية 0
كذلك بالنسبة للطبيب المسلم يجب أن يدرك أن الأمراض التي تصيب النفس البشرية من صرع وسحر وعين وحسد ونحوه ، هي حق وصدق ، وقد وردت بها الأدلة الصريحة الثابتة في الكتاب والسنة ، فعليه أن يقر وأن يسلم بذلك ، وأن يعلم أنه لا يمكن تشخيص تلك الحالات عن طريق الأجهزة الطبية المتنوعة مهما بلغت دقتها وتقدمها العلمي وتطورها ، لأنها خارجة عن النطاق المادي المحسوس الملموس الذي يتعامل معه الأطباء ، ومن ثم لا يمكن الكشف عن تلك الأمراض من خلال الإمكانات الطبية المتاحة مهما بلغت في التطور والرقي ، وهنا تجدر الإشارة للتنبيه على ما يحصل من الخلط أحيانا بين عدم إمكانية تشخيص هذا النوع من الأمراض وبين إمكانية الاستدلال عليها ببعض الأعراض ، التي يمكن أن تشترك مع غيرها مما سببه اختلال عضوي 0
يقول الأستاذ سعيد عبد العظيم : ( ونحن في هذا المقام لا ننكر وجود الصالحين ممن خلصت نواياهم ويعالجون وفق الشرع والدين ، ولكنهم قلة وندرة وسط غثاء كثير ؛ فالواجب علينا أن نرد الحق لنصابه ، وأن لا نغفل دور الأطباء النفسانيين وغيرهم فطائفة منهم قديماً وحديثاً تثبت الصرع الجني وعندهم من العلم والتقوى ما يستطيعون به التمييز بين المس الشيطاني والمرض العضوي ؛ فلا داعي للتحرج من مراجعتهم والاستفادة مما عندهم – إن لم يخالف الشرع – وإلا فمن تطبب بغير طب فهو ضامن ، والسبيل الذي نراه لتحقيق المصلحة ودفع المضرة والمفسدة ، أن يتم التعاون مع الأطباء عموماً والنفسيين خصوصاً ، لا التنفير منهم أو تقمص شخصياتهم )( الرقية النافعة للأمراض الشائعة – ص 82 ) 0
2)- إن الشعور بأية أعراض وآلام مرضية ، تتطلب من المرضى التوجه للطبيب المختص لإجراء الفحوصات الطبية الدقيقة اللازمة :
وعند التأكد من كافة هذه الفحوصات وعدم وضوح وتحديد أية أمراض عضوية أو نفسية نتيجة لتلك المعاناة ، عند ذلك لا بد للطبيب المسلم من توجيه النصح والإرشاد للحالة المرضية بالتوجه أولا إلى الله سبحانه ، ثم اللجوء للرقية الشرعية الثابتة في الكتاب والسنة 0
أما إن أثبتت الفحوصات الطبية بأن المريض يعاني من مرض عضوي أو نفسي ، فواجب الطبيب المسلم إضافة إلى تحديد الداء ووصف العلاج اللازم والمناسب ، أن يربط المريض بخالقه سبحانه ، وأن يوضح له أن الشفاء مرهون بتوجهه إلى الله سبحانه وتعالى وحده 0
3)- من الأمور التي يجب أن يهتم بها الراقي العودة للطبيب واستشارته في بعض الاستخدامات التي قد يلجأ إليها مع المرضى :
وذلك لمعرفة مدى ضررها من الناحية الطبية ، ولا بد أن يدرك المعالج أن المرضى أمانة في عنقه وهو ضامن من الناحية الشرعية ، كضمان الطبيب المسلم ، فعليه أن يستشير أهل الخبرة والدراية ليكون على بينة وبصيرة فيما يقوم به ، لكي لا يقع في محظورات طبية تؤدي لمحظورات شرعية قد تكلفه الكثير 0
4)- من الأمور الهامة التي يجب مراعاتها من قبل الطبيب والراقي عدم تدخل كل منهما في عمل الآخر :
فلا يحق للراقي أن يتدخل في المسائل الطبية كتشخيص المرض بجوانبه العضوية أو النفسية إلا في حالة حصوله على إجازة أو درجة علمية لممارسة مهنة الطب ، كأن يجمع بين الرقية والطب ، أما أن يشخص للمرضى من خلال قراءة الكتب والخبرة والاطلاع الثقافي ، فهذا جاهل يجب ردعه وإيقافه عند حده لخطورة النتائج المترتبة عن فعل ذلك ، أو أن يطلب من المريض التوقف عن أخذ الدواء أو العلاج ، أو صرف أي نوع من أنواع الدواء الطبي ، أو طلب تحاليل أو صور أشعة أو تقارير طبية ، وهذا كلام بغير علم ، ولا يقل جهلا عن سابقه ، وقد يعجب الكثير من طرح مثل تلك القضايا وإمكانية حدوثها ، وهذا واقع محسوس مشاهد عاينته بنفسي وعشت معاناته وقهره ، بل وصل الأمر بأحدهم ممن تفنن بأساليب الجهل والتلاعب بعقول الناس السذج إلى حد فاق التصور والوصف حيث عمد إلى تعليق وسائل تعليمية طبية في عيادته ليشرح للمرضى تأثير الجن والسحر والعين على هؤلاء المرضى ، وإن كنت أنقل هذا الكلام وأنشره على صفحات هذا الكتاب فإني والله أتألم غاية الألم من أمثال هؤلاء الجهلة وتصدرهم لحمل أمانة هذا العلم ومعالجة المسلمين ممن ابتلي بهذه الأمراض ، وواقع الأمر أن أمثال هذا الجاهل يحتاج لعلاج نفسه قبل أن يعالج الآخرين ، فما أظن إلا أنه قد أصيب بلوثة فكر ، أو نظرة كبر اعتقد من خلالها أنه أصبح صاحب علم لدني لا يباريه فيه أحد ، ولا يجاريه فيه مجد ، فإلى الله المشتكى ولا حول ولا قوة إلا بالله 0
وأذكر لكم قصة واقعية حصلت قبل سنوات ، تؤكد على هذا الواقع الأليم الذي وصلنا إليه ، وحقيقة الأمر أن هذا قطر من فيض فاقرأ وتمعن :
امرأة عانت من مرض عضوي مزمن ، ووصف لها الأطباء استخدام نوع من أنواع الدواء في ساعة محددة من الليل ، وأوعز الأطباء بأن عدم استخدام الدواء في وقته قد يؤدي لمضاعفات غير محمودة العواقب ، وذهبت المرأة لمعالج بالرقية الشرعية للاستشفاء من هذا المرض ، فأمرها بترك العلاج الطبي بدعوى أنها مصابة بالعين والحسد ، فأخبرته بقول الأطباء بخطورة ترك أخذ الدواء عن موعده المحدد ، فأصر على قوله ، فما كان منها إلا أن توقفت عن أخذ الدواء ، وحصل ما حذر منه الأطباء ، وبقيت في العناية المركزة لمدة معينة نتيجة لذلك التصرف ، والله تعالى أعلم 0
وعليه فمهمة المعالج حال وقوفه على الأسباب الرئيسة للمعاناة وأنها ناتجة بسبب التعرض للإصابة بمرض من الأمراض التي تصيب النفس البشرية ، هو الاهتمام بالجانب المتعلق بعمله فقط وهو الرقية الشرعية ، دونما الخوض في القضايا الطبية والبحث فيها ، أو إعطاء أي توجيهات للحالة المرضية تتعلق بهذه الناحية كترك المراجعة الطبية أو العزوف عن استخدام الدواء ، وقد تكون المعاناة مزدوجة ، أي أن المريض يعاني من مرض عضوي ومرض آخر من الأمراض التي تصيب النفس البشرية كالصرع والسحر والعين والحسد ونحوه ، وهذا يؤكد على أمر في غاية الأهمية يتعلق بتركيز المعالج على النواحي والجوانب التي تهمه فقط دون الخوض والبحث في المسائل الأخرى التي قد يؤدي البحث فيها لعواقب وخيمة تضر بالرقية الشرعية وأهلها وتعطي فكرة للعامة والخاصة ملوثة بالشوائب والرواسب ، مع أن الرقية الشرعية علم قائم بذاته جعلت لتحقيق أغراض وأهداف سامية ونبلية يتحقق من ورائها المصلحة الشرعية العامة للمسلمين 0
وكذلك الأمر بالنسبة للطبيب المسلم فعليه واجب شرعي يتمثل بتوجيه المرضى وتعلقهم بالخالق سبحانه وتعالى والتضرع إليه ، وكذلك توجيههم للرقية الشرعية وحثهم على رقية أنفسهم للاستشفاء بالكتاب والسنة ، وكذلك تحفيزهم على طلب الرقية الشرعية عند من يتوسم فيه الخير والصلاح من أهل الخبرة والاختصاص في هذا المجال ، خاصة إذا علم أنه يقوم بعمله وفق منهج شرعي سليم محافظا على سلامة المرضى وصحتهم ، وأن لا يمانع من الرقية الشرعية كما قد يفعل البعض وإظهار أن الطب بشقيه العضوي والنفسي لا يؤمن بتلك الأمراض وأعراضها وتأثيراتها والطرق الشرعية المتاحة لعلاجها 0
5)- حرص المعالج على استخدام كل ما هو نافع وثابت في الكتاب والسنة كالعسل والحبة السوداء وماء زمزم وزيت الزيتون ونحوه :
والابتعاد عن وصف أو إعداد أية مواد طبية أو أعشاب متنوعة دون علم ودراية ودون ترخيص أو إجازة من الجهات المسؤولة عن ذلك ، وقد يؤدي مثل ذلك التصرف لإيذاء المرضى ، وقد يتسبب استخدام تلك الأعشاب دون علم ودراية لمضاعفات جسيمة ذات عواقب وخيمة لا يعلم مداها وضررها إلا الله ، وتكون المسؤولية عظيمة آنذاك أمام الخالق سبحانه وتعالى ، وأمام الآخرين من ذوي العلاقة والحسبة ، وقد تم بحث هذا الموضوع مفصلا في الموسوعة الشرعية ، الكتاب الموسوم ( منهج الشرع في علاج المس والصرع ) تحت عنوان ( علاج صرع الأرواح الخبيثة ) 0
قال الشوكاني - رحمه الله - : ( قال ابن رسلان وقد اتفق الأطباء على أنه متى أمكن التداوي بالأخف لا ينتقل إلى ما فوقه فمتى أمكن التداوي بالغذاء لا ينتقل إلى الدواء ومتى أمكن بالبسيط لا يعدل إلى المركب ومتى أمكن بالدواء لا يعدل إلى الحجامة ومتى أمكن بالحجامة لا يعدل إلى قطع العرق )( نيل الأوطار - 8 / 205 ) 0
6)- حرص الطبيب المسلم على الجمع بين دراسته الأكاديمية التخصصية في مجال الطب وبين الأمور الشرعية التي تعتبر عاملا أساسيا في التوفيق والسداد لو استغلت على الوجه المطلوب :
فيبدأ الطبيب بالتسمية وذكر الله قبل معاينة المرضى ، وكذلك وضع اليد مكان الألم قبل أو بعد المعاينة ، ويقول سبعا : ( اسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك ) كما ثبت من حديث عن ابن عباس - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله :
( ما من مسلم يعود مريضا لم يحضر أجله فيقول سبع مرات : أسأل الله العظيم ، رب العرش العظيم ، أن يشفيك ، إلا عوفي )
( صحيح الجامع 5766 )
أو أن يقول ( بسم الله 000 بسم الله 000 بسم الله 000 أعيذك بعزة الله وقدرته من شر ما تجد وتحاذر ) ، كما ثبت من حديث عثمان بن أبي العاص - رضي الله عنه – فقد اشتكى إلى رسول الله وجعا يجده في جسده منذ أسلم ، فقال النبي :
( ضع يدك على الذي تألم من جسدك وقل : بسم الله ثلاثا ، وقل سبع مرات : أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر )
( أخرجه الإمام مسلم في صحيحه - كتاب السلام ( 67 ) : باب استحباب وضع يده على موضع الألم ، مع الدعاء - برقم 2202 )
وبذلك يجمع الطبيب بين الطب العضوي وبين النصوص الثابتة التي لو خرجت من قلب صادق مخلص لتعدى نفعها وفائدتها أضعافا مضاعفة لما يمتلكه الطب العضوي من مقومات ، وهذا يساهم ويساعد في العلاج الطبي لاعتماده على الله في العلاج والتشخيص ومعرفته التامة بأن تيسير الشفاء على يديه هو توفيق من الله وحده ، وبذلك يتم الجمع بين أسباب الشفاء المختلفة ، وهذا العمل يساهم بشكل فعال في نفسية المرضى وتقبلهم للطبيب والدواء 0
7)- لا بد للطبيب المسلم أن يعتقد جازما أن نظريات الطب وقوانينه عرضة للتبديل والزيادة والنقص ، وربما تعدى ذلك إلى إلغاء تلك القوانين والنظريات من أساسها ، لما يشوبها من خطأ أو زلل أو انحراف أثبتته الأيام والخبرة والتجربة على مر السنين :
وكم من دواء أثبتت الأيام نتائجه السلبية الضارة على جسم الإنسان ووظائفه المختلفة بحيث تم سحبه من الأسواق وإلغاء اعتماده كدواء ناجح وفعال ، وكل ذلك يعزى إلى أن تلك النظريات والأبحاث من تفكير وإبداع البشر ، وأما النصوص الثابتة في كتاب الله وسنة رسوله في علاج كثير من الأمراض ليست عرضة للخطأ أو الزلل وهي قائمة إلى قيام الساعة ، وتحتاج لتوظيف الكوادر التي تقوم في البحث والدراسة للاستفادة منها على أكمل وجه وأنفعه ، وهذا يؤكد على ضرورة اهتمام الطب في العصر الحاضر بهذا الجانب ، ودراسة وعمل الأبحاث الخاصة باستخدامات العسل والحبة السوداء والزيت ونحوه ، واستخدامها في العلاج إضافة للوصفة الطبية الخاصة بالمرض 0
واليوم نرى بجلاء ووضوح بعض الباحثين والدارسين الإسلاميين الذين تصدروا مثل هذا العمل ، ومن هؤلاء الدكتور أحمد القاضي والدكتور أسامة قنديل في الولايات المتحدة الأمريكية ، وكذلك بعض الأبحاث الصادرة عن جامعة الملك عبدالعزيز بجده ، فجزى الله الجميع خيراً على مجهوداتهم وشكر سعيهم ووفقهم لما فيه الخير والمصلحة الشرعية للمسلمين 0
قال ابن القيم - رحمه الله - : ( وليس طبه كطب الأطباء ، فإن طب النبي متيقن قطعي إلهي ، صادر عن الوحي ، ومشكاة النبوة ، وكمال العقل ، وطب غيره ، أكثره حدس وظنون ، وتجارب ، ولا ينكر عدم انتفاع كثير من المرضى بطب النبوة ، فإنه إنما ينتفع به من تلقاه بالقبول ، واعتقاد الشفاء به ، وكمال التلقي له بالإيمان والإذعان ، فهذا القرآن الذي هو شفاء لما في الصدور – إن لم يتلق هذا التلقي – لم يحصل به شفاء الصدور من أدوائها ، بل لا يزيد المنافقين إلا رجسا إلى رجسهم ، ومرضا إلى مرضهم ، وأين يقع طب الأبدان منه ، فطب النبوة لا يناسب إلا الأبدان الطيبة ، كما أن شفاء القرآن لا يناسب إلا الأرواح الطيبة والقلوب الحية ، فإعراض الناس عن طب النبوة كإعراضهم عن الاستشفاء بالقرآن الذي هو الشفاء النافع ، وليس ذلك لقصور في الدواء ، ولكن لخبث الطبيعة ، وفساد المحل ، وعدم قبوله ، والله الموفق )( زاد المعاد – 4 / 35 – 36 ) 0
وأما ما يتناقله بعض العلماء والأطباء العضويين من أن القرآن الكريم هو كتاب للعقيدة والشريعة وهداية الإنسان وضبط حياته ، وليس كتاباً في الطب ، أو أن القرآن شفاء للأمراض الاجتماعية والأخلاقية والانحرافات بكل أنواعها فأنى له أن ينقل من ميدانه هذا ليوضع في المستشفيات كي يكون علاجاً للمرضى ، فهذا الكلام مجانب للصواب لاعتبارات كثيرة أهمها أنها تخالف مجمل النصوص النقلية الصريحة في الكتاب والسنة وأقوال علماء الأمة قديماً وحديثاً 0
يؤكد الداعية الإسلامي الشيخ محمد الغزالي – رحمه الله – على هذا المفهوم بقوله : ( ما كان القرآن إلا شفاء للأمراض الاجتماعية والأخلاقية بكل أنواعها ، فكيف ينقل من ميدانه العام ليوضع في المستشفيات ليكون علاجاً للمرضى ، هذا كلام لا يقال ولا حل له ، بل هو نوع من الدروشة التي ينبغي أن يتجرد منها العلم الإسلامي ، لأن الدراويش الذين لا عقل لهم قد أضاعوا الإسلام بالبدع والخرافات التي لا أصل لها 0
وتأسيساً على ذلك يعتبر الشيخ الغزالي أن القول بأن قراءة القرآن تشفي الأمراض ، وتغني عن عملية جراحية هو نوع من الشطط الذي ينبغي أن يقف عنده العقل 0 وفي التحليل الأخير هناك اتفاق على أن قراءة القرآن الكريم تفتح الصدور التي أغلقها القلق والتوتر ، وأن الصلاة تقي المسلم من الهواجس القاتلة ، أما العلاج الطبي فهو السبيل الوحيد لشفاء الأمراض العضوية )( مقالة في مجلة " كلام الناس " ) 0
يقول الدكتور هشام أبو النصر أستاذ جراحة المخ والأعصاب : ( إن العلاج له مجاله الطبي ، ونحن نستجيب لدعوة الرسول الكريم حينما علمنا أن لكل داء دواء وحثنا على التداوي ، وفي الوقت نفسه ندعو للمريض لأن الشافي هو الله خالق الداء والدواء ومنزل القرآن الكريم 0
ويشرح الدكتور أبو النصر رأيه قائلاً : أن القرآن الكريم هو كتاب للعقيدة والشريعة وهداية الإنسان وضبط حياته ، وليس كتاباً في الطب ، ولأننا لم نصل حتى الآن إلى تحقيق هذه الوظيفة الأولى للقرآن في عالمنا الإسلامي في مجال العقيدة والشريعة ، فإنه من السابق لأوانه أن نترك هذه الأولويات ونتحدث عن القرآن باعتباره وسيلة علاج 0
أما النقطة الثانية – يقول الدكتور أبو النصر – فهي أن ما جاء في السنة النبوية عن العلاج ، في عهد سيدنا محمد إنما يدخل في إطار الدعاء للمريض بالشفاء ، لأن الشافي هو الله وحده ، يؤكد ذلك الرسول الكريم الذي نصح بالتداوي بالعسل أو التبريد أو الحجامة أو الكي أو حبة البركة ( الحبة السوداء ) مثلاً ، وفي الوقت نفسه نصح بالدعاء للمريض ، ولم يحدث سوى أن شخصاً معيناً ذا صلة معينة استشفى من لدغة عقرب بواسطة فرد آخر يجيد الرقية بالفاتحة ، وأجازه على هذا الرسول الكريم ، وإنما لم يقل في الأحاديث المتفق عليها أن الآية الفلانية استعملوها في شفاء هذا المريض أو ذاك ، ولم يرد في الأحاديث النبوية الصحيحة أن هناك آية معينة تستعمل في شفاء الصفراء أو الإسهال مثلاً )( أفعال شيطانية – ص 20 – 21 ) 0
وفي الختام فإنني أقدم النصح لكل الاخوة الأطباء-وفقهم الله لكل خير- سواء كانوا عضويين أو نفسيين أن يرأفوا بإخوانهم المعالجين وأن يحسنوا صحبتهم وعشرتهم ، ولا يمنع ذلك البتة من تقديم التوجيه والنصح والإرشاد فيما يرى من تجاوزات وشطحات تتعلق بتجاوز الضوابط الطبية أو رؤية ما هو مخالف للأحكام الشرعية الظاهرة ، وهذا الأمر سوف يعمق التواصل بين الجميع ويؤكد على أخوة الإسلام وعظم قيم هذا الدين الحنيف ، حيث يؤكد سبحانه وتعالى على هذه الحقيقة فيقول جل شأنه :
( إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون )
( سورة الحجرات - الآية 10 )
سائلاً المولى عز وجل أن يوفق الجميع للعمل بكتابه وسنة نبيه ، كما اسأله سبحانه أن يهدينا لما يحب ويرضى وأن يزرع المحبة في قلوبنا وأن يرينا الحق حقاً ويرزقنا اتباعه ، وأن يرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه 0
8)- ومن الأمور الهامة التي يجب أن تتبلور بين الراقي والطبيب عقد اجتماعات ولقاءات دورية لتدارس الحالات ووضع الملاحظات التي ستؤدي لنتائج ذات فائدة عظيمة للطرفين :
ولما يترتب عن تلك اللقاءات من مصلحة شرعية عامة للمسلمين ، بحيث يكتسب الطبيب رؤية واضحة جلية عن تلك الأمراض التي أقرها الشرع وأثبتها ، وبذلك يزداد إيمانا بخالقه وهو يرى أمام ناظريه بعض الحقائق عن هذا العالم الغيبي التي لم تستطع كافة المكتشفات الطبية بلوغه بكل ما وصلت إليه من التطور والرقي العلمي ، وأن يسترشد الراقي بإرشادات الطبيب لعدم الوقوع في أخطاء تتعلق بصحة وسلامة المرضى 0
ومما يؤكد هذا المفهوم كلام جميل أنقله للدكتور الفاضل محمد بن عبدالله الصغير الطبيب النفسي في جامعة الملك سعود بالرياض – قسم الباطنية – فرع النفسية - في تقديمه للكتاب الموسوم " كيف تعالج مريضك بالرقية الشرعية ؟ " للشيخ عبدالله بن محمد السدحان ، يؤكد من خلاله ثمرة التعاون في هذا المجال لعلاج عدد من الحالات المرضية حيث يقول :
( وقد اختلفت مع الأخ عبدالله في بعض النقاط المتعلقة بالأمور النفسية ، من واقع ما أعايشه – وزملاء المهنة في الطب النفسي – وقد استجاب مشكوراً ، حرصاً منه على التقارب في وجهات النظر وسعياً إلى إيجاد حلول عملية واقعية لكثير من الممارسات والأخطاء التي تقع في هذا الجانب ولئلا يكون المريض وأقاربه في حيرة وقلق ولئلا يقع منهم ما يخلّ بالأمور المشروعة 0 وكان ثمرة هذا التعاون علاج عدد من الحالات المرضية النفسية بصورة أكمل وتماثلت للشفاء في وقت أسرع بعد توفيق الله تعالى ، والله الموفق )( كيف تعالج مريضك بالرقية الشرعية ؟ - ص 17 ) 0
9)- إن بعض الأطباء النفسيين يقعون في خطأ إعادة كافة الأعراض المتعلقة بالحالات المرضية في حالة اليقظة أو النوم لأسباب نفسية بحتة ، وكذلك الحال بالنسبة لبعض المعالجين ممن يعيد تلك الأعراض للإصابة بالأمراض الروحية كالصرع والسحر والعين والحسد ونحوه :
وكل ذلك مخالف للصواب ، فلا بد أن تكون الدراسة الموضوعية والبحث والتقصي في هذا المجال كفيلين للوصول لما يصبو إليه الطبيب والمعالج وهو سلامة وشفاء المريض بإذن الله تعالى ، وبما أن الهدف والغاية واضحة فلا بد من التقاء جاد بين الطرفين الأطباء والمعالجين لدراسة تلك الأعراض وتحديد الوجهة الصحيحة للعلاج ، وهذا لا يعني مطلقا ترك اتخاذ أسباب العلاج بالرقية الشرعية ، بل المقصود من ذلك تحقيق الغاية والهدف الذي يسعى له الجميع 0
ولا بد أن تكون تلك الدراسة بعيدة عن التخبط أو الانحياز والتعصب لرأي خاطئ ما لم تكن الأعراض والأدلة تشير إلى طبيعة الحالة ومعاناتها ، وبذلك يستفيد كل طرف من الآخر ، ويسعى الجميع لتحقيق المصلحة الشرعية 0
وبعض القصص المعبرة التي أوردتها في الموسوعة الشرعية - الكتاب الموسوم ( منهج الشرع في بيان المس والصرع ) تحت عنوان ( موقف الأطباء في العصر الحديث ) ، وبخاصة ما ذكرته عن قصة ذلك الطبيب في صفحة ( 176 ) الذي أعلن إسلامه مع امتلاكه للعلم الواسع في مجال الطب وفنونه ، ومع ذلك أقر بهذا العالم وأحواله وخفاياه ، لأنه أيقن تماما أن تلك الأمور والأحداث ليس لها علاقة بالطب العضوي من قريب أو بعيد ، وكافة تلك القصص تؤكد ذلك وتبين أهمية الاستفادة من هذا الجانب وتسخيره لخدمة الإسلام والمسلمين 0
وكذلك معاينة الدكتور نبيل ماء البارد أخصائي الجراحة والأعصاب والعمود الفقري ، لحالة صرع بالأرواح الخبيثة ودراسته لها دراسة علمية موضوعية مستفيضة ، وقد تأكد له بعد المعاينة والدراسة أن الأمر لا يتعلق بمرض عضوي ، إنما الذي عاينه ورآه بأم عينه يعتبر من أحوال العالم الغيبي الذي أخبرنا عنه الحق تبارك وتعالى في محكم كتابه ، وبينه لنا رسولنا في سنته المطهرة ، وقد أقر بذلك مذيلا توقيعه بالاسم والتخصص ، فجزاه الله خيرا 0
وكافة تلك القصص تم إعادة ذكرها في هذا الكتاب ( المبحث الثامن - التساؤل الثالث - إثبات الإصابة بالأمراض الروحية – تحت عنوان " عدم قياس أمور الرقية عقلاً " - البند التاسع " إن العلوم قديمها وحديثها لا ينفي إمكانية حدوث الاقتران الشيطاني " ) ، لأهميتها وإعطاء صورة دقيقة واضحة عن رؤية الأطباء العضويين لواقع تلك الأمراض 0
هذا ما تيسر لي بخصوص هذه الموضوع المهم والخطير والذي جنح فيه البعض من المعالجين بالرقية وأطباء الطب العضوي والنفسي عن جادة الحق والصواب ، وأدعو لعامة مرضى المسلمين فأقول :
( أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك )
( أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك )
( أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك )
( أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك )
( أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك )
( أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك )
( أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك )
( بسم الله ... بسم الله ... بسم الله ... )
( أعيذكِ بعزة الله وقدرته من شر ما تجد وتحاذر )
( أعيذكِ بعزة الله وقدرته من شر ما تجد وتحاذر )
( أعيذكِ بعزة الله وقدرته من شر ما تجد وتحاذر )
( أعيذكِ بعزة الله وقدرته من شر ما تجد وتحاذر )
( أعيذكِ بعزة الله وقدرته من شر ما تجد وتحاذر )
( أعيذكِ بعزة الله وقدرته من شر ما تجد وتحاذر )
( أعيذكِ بعزة الله وقدرته من شر ما تجد وتحاذر )
بارك الله فيكم أخي الحبيب ( غريب ) وحياكم الله وبياكم مرة ثانية في منتداكم ( منتدى الرقية الشرعية ) وزادكم الله من فضله ومنه وكرمه ، مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية :
أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0