* يكفي المسلمة أن تعلم أنها بلبسها حجابها الشرعي تطيع الله عز وجل ، وتطيع رسوله صلى الله عليه وسلم ، وفي ذلك سعادة الدارين ، والفوز العظيم الذي لا يعدله فوز ؛ قال تعالى [ ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزأً عظيما ].
* والمسلمة بلبسها حجابها الشرعي تقف سداً منيعاً أمام الفتنة حتى لا تجد لها مقاماً وسط جماعة المسلمين ، الذين لا تتبرج نساؤهم ، وَتَرْكُهَا حجابها ، وتبرجها أمام الرجال الأجانب بسبب ظهور الفتنة ، لأنها بتبرجها تدعو إلى النظرة المسمومة ، وهي أول خطوة من خطوات إبليس في طريق الفساد ، الذي يسبب فساد المسلمين وهلاكهم .
* والمسلمة بلبسها حجابها الشرعي وإخفائها الزينة التي أمر الله بإخفائها عن الرجال الأجانب تكون حرةً ، كما أراد الله ، ولا تكون نهباً لمل ذئبٍ بشري ، يغرز أنياب نظراته في جسدها العاري طولاً وعرضاً ، وإن سنحت له فرصة صنع أكثر ، وهذه خطوات الشيطان ، التي يستزل بها من أطاعه ، وذلك أن نظرة الرجل تُنشيء في قلبه ميلاً إلى من أعجب بها ، ثم يتحول الميل إلى حب والحبُّ يجر إلى إدامة التفكير ، وعزماً على الوصال بمن تعلق قلبه بها ، وقد قيل شعراً :
نظرة فابتسامة فسلام *** فكلام فموعد فلقاء
ومن المعلوم أن أنوثة المرأة رأسُ مالها ، وقيمتها التي تمكن فيها قوتها ، وكلما صانت المرأة أنوثتها عن الابتذال كلما زادت أنوثتها قوة ، وأنوثة المرأة لها مثل رجولة الرجل له ، فهو يعتز بهذه ، وهي تفتخر بتلك ، وكلما ابتذلت المرأة نفسها كلما نقصت أنوثتها ، وقلّ قدرها ، وكلما نقصت أنوثة الرجل كلما قلّ قدره فهذه بهذه ، وتلك بتلك ، الكلُّ بـالكلّ ، والحصة بالحصة !
* والمسلمة بلبسها حجابها الشرعي وإخفائها زينتها ، لسان حالها يقول لكل رجل أجنبي : غض الطرف ، فلستُ لك ، ولستَ لي . إنِّي حرّة ، لا أستجدي عيناً نظرة ؛ فأنا أعلى من ذلك قدراً ، لكوني قد أعلنت للجميع طهري وعفافي ، وحريتي بلبسي لحجابي .
أما المتبرجة ، التي تبذلت بإظهار محاسنها للرجال الأجانب ، فمسكينة مسكينة ، لسان حالها يستجدي كل ذئب بشري ، ويترجاه : هل من نظرة ؟ هل .... وهل ... ؟ تستجدي هذا وذاك ، وتتهالك على عتباتِ نظراتهم ، علَّ أحدهم يجود عليها بنظرة !
فقولي لي _ بربك _ أي المرأتين حرّة مستقلة ؟ التي رفعت نفسها ، وتعالت بها عن هذا الإسفاف المقيت ، أم تلك التي ارتمت على أعتاب نظرات الرجال ؟
واعلمي ، بارك الله فيك ، أن الرجل عرضة للافتتان بالمتبرجات ، ولو كانت زوجته جميلة ، فكيف إذا لم تكن كذلك ؟
اعلمي _ أُخَيّة _ إن الحجاب الذي أمركِ الله به هو الذي يمنع نظرة الرجال إليك ، ولا يجعل قلوبهم تتعلق بك ، وإن وقعت نظرة بعد ذلك فلن يرى صاحبها ثياباً لا تفتنه ، وبذا يتحقق ما شرع من أجله الحجاب ، قال الله تعالى : [ ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين ] .
ومن تأمل النصوص الشرعية يجد أنها جعلت للحجاب ثلاث صفات ، لا بد من توافرها حتى يكون حجاباً مؤدياً للغرض الذي شرع له ؛ وهي :
أولاً : أن يكون ساتراً لجميع بدن المرأة .
ثانياً : أن لا يكون ملفتاً لنظر الرجال الأجانب .
ثالثاً : أن لا يكون فيه تشبه بمن نهى الله عز وجل المرأة عن التشبه بهم
فَضَائِلُ الحِجَابِ ومَثَالِبُ التّبَرّجِ
أحمد بن عبد العزيز الحمدان
مدير مركز الدعوة والإرشاد بجدة
والمشرف على موقع نوافذ الدعوة