أولاً : تعريف إبليس :
لغة : أبلس الرجل إبلاساً فهو مبلس إذا قطع به وسكت وتحير .
وأبلس من رحمة الله أي يئس وندم وحزن يقال : أُبلِسَ من رحمة الله أي أُويس
ومنه قوله تعالى : ويوم تقوم الساعة يبلس المجرمون.. أي ييأسون من كل خير؛ وذلك لأنهم ما قدموا لذلك اليوم إلا الإجرام والتعدي علي حرمات الله. والبلس : من لا خير عنده .
والإبلاس : هو الانقطاع والسكوت مع الحيرة والندم والقنوط واليأس ولهذا سمي إبليس بهذا الاسم لانقطاع حجته وحيرته ويأسه من رحمة الله تعالى إذ لا خير عنده .
روى ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: إبليس أبلسه الله من الخير كله وجعله شيطاناً رجيماً عقوبة لمعصيته.. وقال ابن كثير: " فلما أبى إبليس أن يسجد أبلسه الله : أي أيسه من الخير كله وجعله شيطاناً رجيماً عقوبة لمعصيته
وجاء عند البعض أنه لم يسمى إبليس إلا بعد المعصية أما قبل المعصية وامتناعه عن السجود فقد ذكرت بعض الآثار غير الثابتة، أن اسمه كان الحارث وفي بعضها عزازيل وفي أخرى نائل وفي رابعة الحكم وخامسة يافل وفي بعض الآثار يكنى مرة وفي بعض آخر أبا كدوس وأبا الكروبيين
والحق أنه لم يثبت في كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم شيء من تلك الأسماء والكنى فوجب الوقوف عند النص.
وإبليس اسم أعجمي غير مشتق عند الأكثر فلا ينصرف للعجمة والتعريف؛ فهي كلمة معربة جمعها أبالسة وأباليس.
وقيل هو عربي وزنه إفعيل مشتق من أبلس إذا أيس لم ينصرف للتعريف ولأنه لا نظير له في الأسماء فشبه بالأسماء الأعجمية.
اصطلاحا: إبليس اسم علم على عدو الله تعالى الذي خلقه من نار وأمره بالسجود لآدم عليه السلام إكراماً له وتشريفاً فأبى إبليس أن يسجد لآدم واستكبر فلعنه الله وطرده وأنظر إلى يوم الوقت المعلوم.
اختلف العلماء في علاقة إبليس بالجن والشياطين على ثلاثة أقوال هي:
الأول : أن إبليس هو أبو الجن مؤمنهم وكافرهم ، وكفارهم هم الشياطين وعلى هذا فإبليس هو أصل الجن والشياطين ومصدرهم.
الثاني : أن إبليس هو أبو الشياطين وأصلهم أما الجن فإن أصلهم هو الجان الوارد ذكره في قوله تعالى (( والجان خلقناه من قبل من نار السموم ))
الثالث : أن إبليس ليس هو أبا للجن ولا للشياطين وإنما هو واحد من الجن بدليل قوله تعالى : (( إلا إبليس كان من الجن))
قال بدر الدين العيني: اختلف في أصلهم فعن الحسن أن الجن ولد إبليس ومنهم المؤمن والكافر ، والكافر يسمى شيطان .
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال : هم ولد الجان وليسوا شياطين منهم الكافر والمؤمن وهم يموتون والشياطين ولد إبليس لا يموتون إلا مع إبليس وقد روي عن ابن عباس أن الجان في الآية هو إبليس .
وأقول والله تعالي أعلي وأعلم:
أن كل العلماء الأجلاء الذين قالوا أن ابليس أبو الجن قد جانبهم الصواب ولسبب بسيط أنه ليس لديهم دليل وان كان لديهم دليل فأين هو؟؟ ومن أين أتوا به؟؟
وكذلك من قالوا هو أصل الشياطين حيث أن الشياطين ليسوا صنف من أصناف الجن بل هو صفة لهم ولهذا نجد الشياطين في الجن والانس علي سواء..
فلايتبقي أمامنا الا أن ابليس هو ليس أبا للجن ولا للشياطين وانما هو واحد من الجن بدليل قوله تعالي: (الا ابليس
كان من الجن )) وهذا الرأي الذي قال به الرازي : والأصح أن الشيطان قسم من الجن فكل من كان منهم مؤمنا فإنه لا يسمى بالشيطان ، وكل من كان منهم كافرا يسمى بهذا الاسم؛ وممن رجح ذلك أيضاً السعدي رحمه الله في تفسيره.
هذه هي النقطة الاولي ، وأما النقطة الثانية هو اني أعترض علي القول بأن أصل الجن واحد كما في البشر؛ لماذا؟ أخبركم:
الرسول صلي الله عليه وسلم وضح لنا أصناف الجن حين قال: الجن على ثلاثةأثلاث: فثلث لهم أجنحة يطيرون في الهواء، وثلث حيات وكلاب، وثلث يحلون ويظعنون
الراوي: أبو ثعلبة الخشني - خلاصة الدرجة: إسناده جيد رواته أئمة ثقات لذا فهناك أصناف مختلفة من الجن فهم ليسوا مثل البشر ولهذا نقول أن أصل الجن بدأ
بعدة أصناف من الجن علي الشكل التالي:
الصنف الطيار من ذكر وانثي
الصنف الحيات من ذكر وانثي وهكذا.
ولا أعرف لماذا يذهب تفكير الناس أن الله خلق الجن مثلما خلق الانس؛ خلق أولا منهم الذكر ثم خلق منه الانثي ، مع أن
الاسلم والأقرب الي العقل أن الله تعالي خلق من كل شئ زوجين كما أخبرنا به تعالي: (وخلقنا من كل شئ زوجين ) وبه
يثبت ماذهبنا اليه من أنه تعالي خلق من كل صنف من الجان زوجين وهكذا؛ ولا يعترض علي كلامي بقوله تعالي : (والجان خلقناه من قبل من نار السموم ) ونقول ان الجان هو أصل الجن!! لأن الجان في الآية هم الجن وليس اسم لأنه تعالي قال قبلها (والانسان )
هذا ماأري وأعلم والله تعالي أعلي وأعلم
أخوكم ومحبكم في الله
اسماعيل مرسي أحمد