تقول دراسة علمية حديثه أن الحرمان من الحب والشعور بالإحباط والألم الناتج من فقدان الأحبه والأصدقاء من أبرز العوامل المؤديه إلى إضعاف مناعة الجسم وإحتمال إصابته بالأزمات القلبية .
بينما الحياة بين تيار متدفق لا يتوقف من أحاسيس الحب والإستقرار النفسي والعاطفي يشكلان أداة مهمه للحماية من الأمراض .
فالفراغ العاطفي والوحده والحرمان من الحب يتسبب في زيادة عدد الوفيات بين مرضى القلب .
فكيف يؤثر الحب والإستقرار النفسي على مقاومة الجسم من أمراض القلب بالذات والحد من أخطارها
تجيب الدراسه على هذا السؤال بالآتي : إن وجود الحب الخالي من المنغصات والصداقة الوفيه يعملان على وضع حواجز أمام الضغط العصبي أو النفسي ... فالإتجاه إلى شخص تفضي إليه بما تشعر به من فرح وحزن من شأنه أن يخفف الضغط على جهازك العصبي ، والدورة الدمويه ويتيح لهما أفضل مناخ للهدوء والإستقرار ، بما يحقق الإيقاع المنتظم لجميع أعضاء الجسم بلا نشاز أو شذوذ أو إرتباك .
وأظهرت الدراسات أيضاً أن الحياة الزوجيه التي يسودها الحب والتفاهم تساعد على تخفيف التوتر والضغط العصبي وما يترتب عليهما من آثار ضاره من بينها إصابة الغدد الحيويه في الجسم بالإرتباك ، وفقدان قدرتها على إفراز الهرمونات بالمعدل المطلوب دون نقص أو إفراط .
لذلك يعتقد المشرفون على هذه الدراسه بأن الحياة تحت مظلة الحب والأسره والأصدقاء تصبح مصدر دعم عاطفي ووجداني يسهم بدور مهم في علاج أمراض القلب .
وإذا كانت الدراسة الأخيره قد ركزت الأضواء على مشاكل المناعه والقلب ، فإن دراسات سبقتها توصلت إلى نتائج مماثلة ، وإن كان ميدانها شمل العديد من الأمراض الناتجه عن التوتر أو القلق أو معاناة الشعور بالوحدة.
حيث تبين أن من يتميزون بسرعة الغضب تفرز أجسامهم معدلات ضارة من الهرمونات تؤدي إلى ظهور الكوليسترول الخبيث في الشرايين المغذيه للقلب وبالتالي تزايد إحتمالات الإصابه بالجلطات الدمويه الخطره .
ذلك أن الجسم في حالته الطبيعيه يفرز مادة تحول دون تكوين هذه الجلطات في الشرايين الحيويه للقلب او المخ بينما يتوقف إفرازها عند حدوث مشاكل نفسيه أو عصبيه . فالغضب السريع المتكرر والشعور بإفتقاد الحب أو فقدان من نحب ، أو حتى معاناة الإحباط بسبب مشاكل العمل من العوامل المساعده على الإصابة بالأزمات القلبيه، بينما الإسترخاء والإحساس بما في الحياة من بهجة وجمال وتأمل عجائب خلق الله هي : أعظم عقــــــــــــار للوقاية من هذه الأزمات .
وفي تجربة شهيره على مجموعتين من قردة الشامبنزي ، برزت حقائق تؤكد ذلك ، حيث قدم العلماء للمجموعتين أغذيه ذات مستوى منخفض من الدهون ، وتأكد العلماء من تماثل المجموعتين في الوزن والعمر وضغط الدم . ولكن العامل الوحيد الذي إختلف بينهما كان التوتر والقلق عن طريق حرمان إحداهما من الإستقرار النفسي والإجتماعي بعزلها عن أفراد أسرتها ومن تحب بينما نعمت المجموعه الثانيه بالهدوء والإستقرار ... ولم تتعرض لمحنه الحرمان الأسري والعاطفي .
فكانت النتائج تتمثل في إصابة المجموعه الأولى بتزايد معدلات الكوليسترول الضار من شرايين قلوبها وظهور نذر الإصابة بالأزمات القلبيه .. نتيجة للتوتر والقلق والغضب والحرمان من الأحباء والأصدقاء والأبناء .
( المصدر : زاوية عالم الغد ، صحيفة الأخبار)