عندي صاحبة لي وهي تحفظ كتاب الله
ومن أروع ما يكون في الأخلاق والكل يحبها
وهي قدوة بكلامها وأخلاقها
ولكن......؟؟؟؟!!!
فجأة بدأت الحظ عليها بعض التغيرات في هذه الأيام
حاولت أن اكتشف السر لكن دون جدوى......
فهمت من كلامها أنها
تعلقت بالكمبيوتر وأنها بدأت تجلس الساعات الطوال أمامه.....
تبدل حالها الى الأسوء وانا أحاول معرفة السبب....
وفي يوم من الأيام تحدثت معها وصارحتها بالموضوع
وقلت لها بأنها قد تغيرت وحتى الفاظها تغيرت فهي كثير ما صارت تتحدث عن الحب وما شابه ذلك....
ولم نكن نعهد منها هذا الحديث...
فقالت لي بالحرف الواحد...
هل تعلمين اني لم أكن عااااايشه.؟؟؟
تعجبت من قولها...
وما الذي تقصدينه؟
قالت :انا لا اعرف الحب مع زوجي ولا أعرف الحنان...
أما الأن فقد عرفته..؟؟؟
سألتها..وأنا متعجبة من جرأتها..كيف؟؟؟
قالت:
وليتها لم تقل . لقد تعرفت على مجموعة من الشباب ؟؟ .....(اااه ليتني لم أسمعها او بالأحرى لم أعرفها )
ياإلهي هل ما تقولينه صحيح...صعقت ؟ذهلت.كدت أن أجن؟؟؟
هل أنتي صادقه ...مستحيل...
لم أصدقها...
فأخذتني وفتحت لي الأيميل..
جلست ابكي بحرقة ولما ولما؟؟
الا تخافين ربك اما تستحين من نظر الجبار في علااااه؟؟؟
قاطعتها فترة من الزمن...
وأنا آسى على حالها
كنت أرسل لها وأناصحها لكني لم أعد أقابلها.
اتصلت بي في يوم من الأيام وقالت أريد مقابلتك ضروري
رفضت الذهاب إليها...
أرسلت لي رسالة وهذا نصها
((هل هذه هي معنى الصداقة ...هل هذه هي الأخوة...هل تتركيني وأنا في أمس الحاجة إليك..
أيعقل أن أعز من أحببتها تتركني
هل لمتني لأني أبحث عن الحب. عن المتعة
أنا لم أجدها مع زوجي وقد حرمت منها.أليس لي الحق بأن أتمتع مثله؟؟
أنا في غاية التعب .أنا مريضه
لقد تورطت مع أحد الشباب وأعطيته رقمي وأنا أخاف بأن يعرف زوجي ذلك
...))
وقد كتبت كلام كثير
أنا صعقت مما قرأت
أيعقل بإمرأة متزوجة أن تفعل هذا؟؟
ومن المرأة القدوة في يوم من الأيام
فأنا احترت ماذا أفعل لأني لست خبيرة بمثل هذه الأمور
أرجوك دلني عاجلا غير آجل
أنا والله إني لا أنام الليل من كثرة التفكير
أرجوك ؟؟؟؟ماذا أفعل
الشيخ لقد تعجبت كيف تمكن الشيطان من خداع هذه المرأة واستدراجها عن طريق هؤلاء الغلمان المراهقين وهي القدوة الحافظة ذات السن والفضل والأخلاق والعلم...!!!
ولكنها خطوت الشيطان التي لا ينجو منها إلا من اتبع أمر ربه عندما حذّر منها بقوله ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه يأمر بالفحشاء والمنكر..)
وكان مدخل الشيطان.. جهل (الزوجين) باختلاف طبيعة الرجل عن طبيعة المرأة..
فأكثر الرجال يرون أن سعيهم لتحقيق سبل السعادة والحياة الهانئة لزوجاتهم ، وتوفير طلباتهم
وبذل الوسع لإنجاز حاجياتهم أي الجانب العملي هو أقوى دلالة على الحب والحنان من التأكيد اللفظي المستمر..
خلافاً للمرأة التي تميل لإثبات الحب والحنان بالكلام العاطفي ودغدغة المشاعر، وتكرار ذلك دون انقطاع..
فأنا أجزم أنّ زوج هذه الأخت لم يقصر في تحقيق رغباتها ، ولكنه غفل أو جهل حاجتها المستمرة للإعلان عن حبه لها وشوقه إليها..
فاستغل الشيطان تلك الحاجة فجعلها أول خطواته لاستدراجها بكلمات جوفاء من شباب مجهولين لا يتبعها تكاليف ولا أعباء ، وأوهمها أنها قمة الحب والحنان..
ولكن لو فرضنا أن زوج هذه المرأة –فعلاً- مقصر في حقها ، بل ولو كان ظالماً لها..فهل هذا مبرر لتغضب الله وتقع في حبائل الشيطان، وتستجيب لداعي الهوى..؟؟؟!
فيا حاملة القرآن:
كيف وقعتِ في الخطوة الأول وسمحت لنفسك بالحديث مع الرجال الأجانب وأنت مؤمنة عاقلة متزوجة تحفظ كتاب الله وتعتبر قدوة لمن حولها...!!
أجل فماذا نقول عن المراهقات اللاتي انجرفن وراء الشهوات ، وهجرن كتاب الله، وتبرجن في الأسواق ، وأهملن الصلاة ، وما الفرق بينك وبينهنّ ؟!!..
ألهذه الدرجة إلتزامك ضعيف وهش يتهاوى من أول محاولة لخلخلته، فكيف لو واجهتي ما هو أشد من الفتن والابتلاءات..؟!!
أخشى أن تكوني ممن قال الله فيهم( ومن الناس من يعبد الله على حرف فإن أصابه خير اطمأن به وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه خسر الدنيا والآخرة..)
أين أنت من امرأة فرعون التي ضربها الله مثلا للمؤمنات..؟!!
وأيهم أسوء حالاً: زوجها الكافر الأثيم أم زوجك المسلم الذي قد يكون قصّر في بعض الأمور ؟؟
وأين ثباتكِ من ثباتها؟!!!
وهل صحيح أنكِ تعتبرين حياتك السابقة مع القرآن كأنكِ لم تكوني عائشة.. وأنّ العلاقة المحرمة مع الشباب الضائع المنحرف هي الحياة الطيبة...؟؟!!! ....
إنه لكلامٌ (تكاد السموات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هدّاً )... ** كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا **.
أتستبدلين الذي هو أدنى بالذي هو خير؟ وتفضلين كلام المغازلين الساقط البذيء ، على كلام الله العزيز الذي نوّر الله به قلبك ؟؟!!!
فأين حب الله والشوق إلى لقاءه ، من المحبة البهيمية.... وأين الشوق إلى اللقاءات القذرة مع هؤلاء الفجرة ؟!!!
وأين الإيمان؟!!
وأين العقل؟!!
وأين الحياء؟!!
وأين كتاب الله؟!!
وماذا بقي من أخلاقك بعد أن سقطتِ في أوحال عبارات الفحش والسوء..؟
وبأي شيء يُقتدى بك وأنت تخاطبين السفلة بالكلام الفاحش، وتتلهفين على عمرٍ مضى بغير علاقات محرمة ؟!
وكيف ستقفين بين يدي ربك-إن لم تتطهري من هذه الخطيئة- وقد خنت ميثاق الزواج الغليظ بالحديث مع الأجانب ؟!!
وهل ينفعك أن تتستري بأخلاق ظاهرة بين صويحباتك ، وأنت متلطخة بجريمة قذرة لو فاحت رائحتها لما جلس إليك أحد..؟!!
أختي الفاضلة:
إن كان زوجك يتحمل جزء من المسئولية في ذلك لأنه حسب (كلامك) أهملك ولم تجدي عنده شيء من الحب والحنان..
فإني أسألكِ :-
أولاً:هل ناقشتيه في ذلك وبينتي له ما قد يكون غفل عنه أو جهله..؟؟!!
ثانياً:ألا تتوقعين أن سبب إغفال زوجك مما تطلبين من حب وحنان هو إهمالك لنفسك ولزينتك، وأنه -قد- لا يجد ذلك منك ليبادلك إياه..؟!!
قد تقولين: أستحيي من إظهار هذه الأمور ومصارحته بها... أفما استحييتي من الحديث بها مع شباب أجانب عنك ؟؟!!!
ثالثاُ: لو فرضنا أنك فعلت ذلك كله ولم تجدي منه أي تجاوب فهل هذا مبرر للوقوع في معصية الله ؟!!فالخطأ لا يعالج بخطأ، والنار لا تطفأ بالوقود.
وهل الحياة الزوجية هي حب فقط ؟! فأين الرحمة وقد قال الله(وجعل بينكم مودة ورحمة)..
رابعاً: كيف انخدعت بـ(مجموعة) من الشباب المراهقين ، واستسلمتِ لهم وأسلمت لهم قلبك...وأنت لا تعرفين من هم؟ وماهي أخلاقهم؟
وأنت تعلمين أنّهم ماهم إلا ذئاب شهوات، اتخذوا منكِ ألعوبة يتسلون بها.. وما أنت إلا إحدى الضحايا المغفلات..
ألمجرد كلمات يمكن أخذها من أي كتاب....والعجيب أنهم(مجموعة) فأيهم الذي يحبك حقاً ؟!!!وما نوع هذا الحب(المشترك)؟!!!
خامساً: لماذا لجأت للعادة السرية ..؟؟!
فإن كانت غلَبَتْ عليك الشهوة.. فكيف أعرضت عن طريقها الحلال مع بقاء حيائك وشرفك، وبحثتِ عنها في طريق الحرام مع ذهاب حيائك وكرامتك ؟؟!!!
وإن كنت تقولين أنّ زوجك لايشبع رغبتك الجنسية لأي سبب من الأسباب - والله لا يستحيي من الحق- فلكِ الحق (شرعاً)أن تطلبي الخلع كما فعلت امرأة رفاعة القرظي رضي الله عنهما..
لا أنْ تتمتعي بالطرق غير المشروعة المبنية على الخيانة والعلاقات المحرمة..
ختاماً:
إعذرني أخيتي : فقد أكون قسوت عليك بالكلام.. وإنما حملني على ذلك أنكِ لست كغيرك من النساء فأنت(كما تصف صديقتك) حافظة لكتاب الله وقدوة لغيرك وامرأة متزوجة فالعتب عليك شديد.. والمؤمل منك خلاف ما حصل منكِ..
وإني لواثق -بإذن الله- أنّ هذه الكلمات سيكون لها وقع على نفسكِ الزكية وقلبك الحي..
وإن كان من إضافة أخيرة فأوجه رسالتين...
أولاهما: للأزواج..
أن يتقوا الله في زوجاتهم ويستوصوا بهنّ خيرا..فإن لهنّ – من الحقوق النفسية والمادية- مثل الذي عليهن..وليكونوا عوناً لهنّ على العفة والتقوى..
وألا يكونوا سبباً في تسلط شياطين الإنس والجن عليهنّ ، فإنهن ناقصات عقل ودين إن لم يعصمهنّ الله ما أسهل ما يسقطنْ ، ولنا في هذه الأخت عبرة...
والرسالة الثانية: للأخوات في الله
ألا يتخلين عن أخواتهن إذا رأينْ عليهن تغيراً وفتوراً أو ضعفاً وانحرافاً.. فالمرأة-كما تعلمن- سريعة التأثر ، قوية العاطفة، رقيقة القلب..
فهي أحوج ما تكون في حالة ضعفها للأخت الناصحة، والصديقة الصالحة،التي تمسح على كتفها ، وتقف بجوارها ، وتأخذ بيدها ، وتنتشلها من وهدة السقوط..
ووقوعها في الذنب أو مقدماتها ليس مبرر لهجرها أو الانقطاع عنها مهما بلغ بها الانحدار، فهي بالله القوي العزيز ثم بأخواتها الداعيات..