💌 الوسائل المفيدة للحياة السعيدة 💌
ومما يدفع به الهم والقلق
اجتماع الفكر كله على الاهتمام بعمل اليوم الحاضر
وقطعه عن الاهتمام في الوقت المستقبل
وعن الحزن على الوقت الماضي
ولهذا استعاذ النبي صلى الله عليه وسلم من الهم والحزن، (6)
فلا ينفع الحزن على الأمور الماضية التي لا يمكن ردها
ولا استدراكها
وقد يضر الهم الذي يحدث بسبب الخوف من المستقبل
فعلى العبد أن يكون ابن يومه
يجمع جده واجتهاده في إصلاح يومه ووقته الحاضر
فإن جمع القلب على ذلك يوجب تكميل الأعمال
ويتسلى به العبد عن الهم والحزن.
والنبي صلى الله عليه وسلم
إذا دعا بدعاء أو أرشد أمته إلى دعاء فإنما يحث
مع الاستعانة بالله والطمع في فضله على الجد والاجتهاد
في التحقق لحصول ما يدعو بحصوله.
والتخلي عما كان يدعو لدفعه لأن الدعاء مقارن للعمل
فالعبد يجتهد فيما ينفعه في الدين والدنيا
ويسأل ربه نجاح مقصده.
ويستعينه على ذلك، كما قال صلى الله عليه وسلم
(احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز، وإذا أصابك
شيء فلا تقل : لو أني فعلت كذا كان كذا وكذا، ولكن قل:
قدر الله وما شاء فعل، فإن لو تفتح عمل الشيطان) (7)
فجمع صلى الله عليه وسلم بين الأمر
بالحرص على الأمور النافعة في كل حال.
والاستعانة بالله وعدم الانقياد للعجز الذي هو الكسل الضار
وبين الاستسلام للأمور الماضية النافذة
ومشاهدة قضاء الله وقدره.
وجعل الأمور قسمين:
قسماً يمكن العبد السعي
في تحصيله أو تحصيل ما يمكن منه، أو دفعه
أو تخفيفه فهذا يبدي فيه العبد مجهوده ويستعين بمعبوده.
وقسماً لا يمكن فيه ذلك
فهذا يطمئن له العبد ويرضى ويسلم، ولا ريب
أن مراعاة هذا الأصل سبب للسرور وزوال الهم والغم.
⏰ تــــــــابعونـا في الـغد إن شاء الله تـعـالـى
📚 [كتاب الوسائل المفيدة للحياة السعيدة
تأليف الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله]
:::::::::::::
6- في الحديث الذي رواه البخاري ومسلم.
7- رواه مسلم.