،،،،،،
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد وعلى آله وأصحابه وسلم ،،،
استخدام هذا الجهاز وما على شاكلته هو بدعة محدثة ، ولذلك قلت في موضوع لي تحت عنوان :
( && كيف تعالج نفسك بالرقية الشرعية && )
مقدماً للموضوع ( النقطة الثالثة ) ما نصه :
( لا يجوز التبرك مطلقاً لا بالماء ولا بالزيت ولا بماء زمزم ونحو ذلك من أمور أخرى ، إنما يكون نفع الاستخدام من جراء مباشرة أثر الرقى للماء أو الزيت أو العضو المريض ، كما هو الظاهر من فعله – صلى الله عليه وسلم – وفعل أصحابه – رضي الله عنهم – )
ولمزيد من الفائدة حول مسألة النفث والتفل أنقل ما ذكرته في كتابي الموسوم ( فتح الحق المبين في أحكام رقى الصرع والسحر والعين ) تحت عنوان : ( رقية القرحة والجروح ) وهو على النحو التالي :
عن عائشة - رضي الله عنها - قالت :
( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اشتكى الإنسان أو كانت به قرحة أو جرح ، قال باصبعه : هكذا ووضع سفيان سبابته بالأرض ، ثم رفعها ، وقال : "بسم الله ، تربة أرضنا ، بريقة بعضنا ، يشفى سقيمنا بإذن ربنا " )
( متفق عليه )
قال ابن القيم - رحمه الله - : ( وهل المراد بقوله : " تربة أرضنا " جميع الأرض أو أرض المدينة خاصة ؟ فيه قولان ، ولا ريب أن من التربة ما تكون فيه خاصية ينفع بخاصيته من أدواء كثيرة ، ويشفي بها أسقاما رديئة 0 قال جالينوس : رأيت بالاسكندرية مطحولين ، ومستسقين ، كثيرا يستعملون طين مصر ، ويطلون به على سوقهم ، وأفخاذهم ، وسواعدهم ، وظهورهم ، وأضلاعهم ، فينتفعون به منفعة بينة 0 قال : وعلى هذا النحو فقد ينفع هذا الطلاء للأورام العفنة والمترهلة الرخوة ، قال : وإني لأعرف قوما ترهلت أبدانهم كلها من كثرة استفراغ الدم من أسفل ، انتفعوا بهذا الطين نفعا بينا ، وقوما آخرين شفوا به أوجاعا مزمنة كانت متمكنة في بعض الأعضاء تمكنا شديدا ، فبرأت وذهبت أصلا 0 وإذا كان هذا في هذه التربات ، فما الظن بأطيب تربة على وجه الأرض وأبركها ، وقد خالطت ريق رسول الله صلى الله عليه وسلم وقارنت رقيته باسم ربه ، وتفويض الأمر إليه ، وقد تقدم أن قوى الرقية وتأثيرها بحسب الراقي ، وانفعال المرقي عن رقيته ، وهذا أمر لا ينكره طبيب فاضل عاقل مسلم ، فإن انتفى أحد الأوصاف فليقل ما شاء )( الطب النبوي - ص 187 ) 0
قلت : وكما قال ابن القيم - رحمه الله - : ( وقد تقدم أن قوى الرقية وتأثيرها بحسب الراقي ) انتهى - فقد أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم كما ثبت في الحديث ( بريقة بعضنا ) وهذا تأكيد على أن تأثير الرقية يعتمد على عوامل كثيرة بحسب حال الراقي ، ومن تلك العوامل الأساسية التي تجعل الرقية مؤثرة نافعة بإذن الله تعالى صحة العقيدة والمنهج والسلوك ، ومن هنا يتضح لنا أن الريق وحده لن يكون مؤثرا ونافعا مع مخالطته للنصوص القرآنية والحديثية ما لم تتجلى تلك الأسس المشار إليها آنفا ، فالخبيث الذي تأصلت نفسه على المعصية وحب الشر والإيذاء لا يمكن أن يؤثر برقيته ، ولن يجعل الله سبحانه وتعالى تأثيرا في مباشرة ريقه للرقية لنيل المنفعة المطلوبة ، ومن الاستحالة بمكان التقاء قوى الخير والشر ، ومن هنا فإن انتفاء المنفعة هي الطابع الغالب لتلك النفوس الخبيثة ، وأما الصالح المشهود له بالاستقامة والسريرة الطيبة ، المقبل على الله تعالى بالطاعات ، القائم بالواجبات ، المجتنب للنواهي ، فهو المسدد والموفق ، لموافقته كتاب ربه ، وهذا بمكان يجعل له من التأثير والقوة ما يبلغه المراد والمقصود بمشيئة الله تعالى وحده لموافقته الأسس والقواعد الرئيسة للرقية الشرعية ، والتي تحقق الهدف والغاية التي شرعت من أجله ، وسيجعل الله سبحانه وتعالى خيرا في مباشرة ريقه للرقية ومخالطته ذلك للآيات والأدعية النبوية المأثورة0
قال الحافظ بن حجر في الفتح : ( قال ابن القيم : " وهذه الكيفية لا ينتفع بها من أنكرها ولا من سخر منها أو فعلها مجربا غير معتقد " ) ( فتح الباري - 10 / 205 ) 0
وقال ايضا : ( قال النووي : معنى الحديث أنه أخذ من ريق نفسه على اصبعه السبابة ، ثم وضعها على التراب فعلق به شيء منه ثم مسح به الموضع العليل أو الجريح قائلا الكلام المذكور في حالة المسح )( فتح الباري - 10 / 208 ) 0
وقال : ( قال البيضاوي : قد شهدت المباحث الطبية على أن للريق مدخلا في النضج وتعديل المزاج وتراب الوطن له تأثير في حفظ المزاج ورفع الضرر بإذن الله 0
وأما الريق فهو يختص بالتحليل والإنضاج وابراء الجرح والورم لا سيما من الصائم الجائع ، ثم أن للريق والعزائم لها آثار عجيبة تتقاعد العقول عن الوصول إلى كنهها )( فتح الباري - 10 / 205 ) 0
قال الشيخ محمد بن إبراهيم - رحمه الله - : ( وقال النووي : فيه استحباب النفث في الرقية ، وقد أجمعوا على جوازه واستحبه الجمهور من الصحابة والتابعين ومن بعدهم 0 ثم أن الرقى والعزائم لها آثار عجيبة تتقاعد العقول عن الوصول إلى كنهها ) ( فتاوى الشيخ محمد بن إبراهيم - باختصار-1 / 92 ، 93-جزء من فتوى رقم 26 ) 0
سئل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين عن الحديث آنف الذكر " تربة أرضنا " فأجاب – حفظه الله - بقوله : ( ذكر بعض العلماء أن هذا مخصوص برسول الله صلى الله عليه وسلم وبأرض المدينة فقط وعلى هذا فلا إشكال 0
ولكن رأي الجمهور أن هذا ليس خاصا برسول الله صلى الله عليه وسلم ولا بأرض المدينة بل هو عام في كل راق وفي كل أرض ، ولكنه ليس من باب التبرك بالريق المجردة ؛ بل هو ريق مصحوب برقية وتربة للاستشفاء وليس لمجرد التبرك ) ( مجموع فتاوى ورسائل محمد بن صالح العثيمين – 109 ) 0
قلت : إن الأدلة الثابتة في السنة المطهرة تؤكد أن ريق المؤمن خير وشفاء ، وقد ثبت من حديث عائشة - رضي الله عنها - آنف الذكر ، وهناك بعض الأحاديث الموضوعة التي لا أصل لها ومعناها صحيح ، قد أيدت ذلك كما أفاد أهل العلم - حفظهم الله - ، ومثال ذلك :
( سؤر المؤمن شفاء )
( لا أصل له ، وقد ذكره الحوت في " أسنى المطالب " – برقم ( 718 ) ، والقاري في " الأسرار المرفوعة " – برقم ( 217 ) ، والغزي في "إتقان ما يحسن من الأخبار" – برقم ( 915 ) وقال : ليس بحديـث ، والزبيدي في " تمييز الطيب من الخبيث فيما يدور على ألسنة الناس " – برقم ( 91 ) ، والعامري في " الجد الحثيث في بيان ما ليس بحديث " – برقم ( 178 ) ، والجبري في " المشتهر من الحديث الموضوع والضعيف " – برقم ( 113 ) ، والهروي في " المصنوع في معرفة الحديث الموضوع " – برقم (144) ، والسخاوي في " المقاصد الحسنة " – برقم (534) ، والمدني في " تحذير المسلمين من الأحاديث الموضوعة " – برقم ( 101 ) ، والهلالي في "سلسلة الأحاديث التي لا أصل لها" – برقم ( 27 ) ، والعجلوني في "كشف الخفاء"– برقم (1500) ، أنظر السلسلة الضعيفة 78 - قال صاحب الأحاديث التي لا أصل لها : ( وأما ما يدور على الألسنة من قولهم " سؤر المؤمن شفاء " فصحيح من جهة المعنى رواه الدارقطني في " الافراد " من حديث ابن عباس مرفوعا : " من التواضع أن يشرب الرجل من سار أخيه " أي المؤمن )
وكذلك حديث :
( ريق المؤمن شفاء )
( لا أصل له ، وقد ذكره الحوت في " أسنى المطالب " – برقم ( 718 ) ، والقاري في " الأسرار المرفوعة " – برقم ( 217 ) ، والزبيدي في " تمييز الطيب من الخبيث فيما يدور على ألسنة الناس " – برقم ( 86 ) ، وابن طولون في " الشذرة في الأحاديث المشتهرة " – برقم ( 468 ) ، والمشيشي في " اللؤلؤ المرصوع " – برقم ( 229 ) ، والهروي في " المصنوع في معرفة الحديث الموضوع " – برقم (144) ، والسخاوي في " المقاصد الحسنة " – برقم (534) ، والسنباوي في " النخبة البهية " – برقم ( 137 ) ، والمدني في " تحذير المسلمين من الأحاديث الموضوعة " – برقم ( 137 ) ، والهلالي في " سلسلة الأحاديث التي لا أصل لها " – برقم (28) ، والعجلوني في " كشف الخفاء " – برقم ( 1405 ) ، والزرقاني في " مختصر المقاصد " – برقم ( 505 ) ، قال السخاوي في " المقاصد الحسنه " ( 534 ) : معناه صحيح وقد أورد السخاوي شواهد لمعناه الصحيح الحديث الذي ذكرته آنفا )
وكيف وإن خالط النفث كلام الله عز وجل ، وقد وردت الأدلة الثابتة المؤيدة لذلك ، فقد ثبت من حديث يزيد بن أبي عبيد ، قال :
( رأيت أثر ضربة في ساق سلمة ، فقلت : ما هذه ؟ قال : أصابتني يوم خيبر 0 فقال الناس : أصيب سلمة ، فأتي بي رسول الله صلى الله عليه وسلم فنفث في ثلاث نفثات ، فما اشتكيتها حتى الساعة )
( أخرجه الإمام أحمد في مسنده – 4 / 48 ، والإمـام البخاري في صحيحه – كتاب المغازي ( 38 ) – برقم ( 4206 ) ، وأبو داوود في سننه – كتاب الطب ( 19 )– برقم ( 3894 ) ، أنظر صحيح أبي داوود 325 )
وثبت أيضا من حديث عائشة – رضي الله عنها – قالت :
( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينفث في الرقية )
( أخرجه ابن ماجة في سننه - كتاب الطب ( 38 ) - برقم ( 3528 ) ، وقال الألباني حديث صحيح ، أنظر صحيح الجامع 5022 ، أنظر صحيح ابن ماجة 2843 )
قال المناوي : ( " كان ينفث في الرقية " بأن يجمع كفيه ثم ينفث فيهما ويقرأ فيهما قل هو الله أحد والمعوذتين ثم يمسح بهما ما استطاع من جسده يبدأ بهما على رأسه ووجهه وما أقبل من بدنه يفعل ذلك ثلاثا إذا أوى إلى فراشه وكان في مرضه يأمر عائشة أن تمر بيده على جسده بعد نفثه هو فليس ذلك من الاسترقاء المنهي عنه كما ذكر ابن القيم وفيه دليل على فساد قول بعضهم أن التفل على العليل عند الرقى لا يجوز ) ( فيض القدير - 5 / 250 ) 0
ومعلوم أن السحر عمل خبيث يعتمد على تكيف نفس ونفث الساحر بالخبث والشر ، وبالمقابل فنفث المعالِج المخلص الموحد يتكيف بالخير ، خاصة إذا باشر النفث والتفل كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، وقد وردت بعض الأحاديث التي تدل على خاصية ريق المؤمن وأن فيه خير وشفاء ، وهذه الأحاديث لا تصح عن رسول الله صلى اله عليه وسلم إلا أن معناها صحيح بدليل حديث عائشة رضي الله عنها آنف الذكر ، وكما أن السحر نفخ في العقد بريق يخرج من نفس خبيثة ممزوجة بالشر والأذى ، فإن ما يضاد ذلك ريق المؤمن خاصة مباشرة ريقه لآيات أو سور من كتاب الله أو أدعية مأثورة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فهي تخرج من نفس طيبة ممزوجة بالخير وحب المساعدة ، ومن هنا فإنه لا يرى بأس بفعل ذلك ، إلا أن الأولى تركه لعدم وجود أصل شرعي في المسألة والله تعالى أعلم 0
وبعد هذا العرض بخصوص النفث والتفل يعلم بأن المفصود من مسألة النفث او التفل بالعموم سواء كان ذلك في الماء او الزيت أو العسل او الحبة السوداء او سائر الأطعمة والأشربة كما بين ذلك بعض أهل العلم ، وكذلك النفث في الكريمات والزيوت كما نقل ذلك عن العلامة بقية السلف الشيخ ( عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين ) - رحمه الله - هو اختلاط النفث الذي خالط كلام الله عز وجل بكل ما ذكر آنفاً 0
هذا ما تيسر لي بخصوص هذا الموضوع ، وأدعو لعامة مرضى المسلمين فأقول :
( أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك )
( أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك )
( أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك )
( أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك )
( أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك )
( أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك )
( أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك )
( بسم الله ... بسم الله ... بسم الله ... )
( أعيذكِ بعزة الله وقدرته من شر ما تجد وتحاذر )
( أعيذكِ بعزة الله وقدرته من شر ما تجد وتحاذر )
( أعيذكِ بعزة الله وقدرته من شر ما تجد وتحاذر )
( أعيذكِ بعزة الله وقدرته من شر ما تجد وتحاذر )
( أعيذكِ بعزة الله وقدرته من شر ما تجد وتحاذر )
( أعيذكِ بعزة الله وقدرته من شر ما تجد وتحاذر )
( أعيذكِ بعزة الله وقدرته من شر ما تجد وتحاذر )
بارك الله في الجميع ، وزادكم الله من فضله ومنه وكرمه ، مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية :
أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0