من دفء حرص المحبين ... ومن دوح حنان الناصحين ...
ومن أشواك نبرات الساخرين والمغرضين ......
بلغني أنك أي أخي تذكرني بسوء في مجالسك ....
وتسلقني بلسانك في أحاديثك...
وإنك لم تفتر عليّ ما ليس فيّ ...
ولكنك تعدد مثالبي ... وقد تضخم معائبي ...
وما أحد بناج من خطأ أو سالم من عيب ...
وإني على ما في من سوء ونقص ...
إلا أني أحب أن أشكر كل من أسدى إلي نعمة...
أو تفضل عليّ بمنة... أو قدم لي هدية ... أو أكرمني بعطية ...
وقد فعلت لي ذلك كله ... وإني لذلك أشكرك ...
إذ تمنحني عن طيب خاطر ورضا نفس حسناتِك...
وقد تأخذ عني بعض سيئاتي.
لا أدري إن كنت تفقه ذلك أو لا ؟؟؟؟؟؟؟
وهل تعي يا ترى مقدار خسارتك ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
وهل تدرك معنى ذهاب حسناتك ...... واكتسابك سيئات غيرك؟؟؟؟؟؟
أتدري أنك مهما كنت الآن في غنى يد وسرور نفس وصالح عمل ...
ومهما كنت مجتهدا في العبادات محافظا على الطاعات ... فإنك في الحقيقة مفلس !!!
فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم سائلا أصحابه معلما لهم: ( تدرون من المفلس ؟)
قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع.
قال : ( إن المفلس من أمتي يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة ...
ويأتي قد شتم هذا وقذف هذا وأكل مال هذا وسفك دم هذا وضرب هذا ...
فيقضى هذا من حسناته وهذا من حسناته ...
فإن فنيت حسناته قبل أن يقضي ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار )
فامرح ... وافرح ... واشف غليلك ... واقتل وقتك ...
في التهكم ... والخوض في الأعراض ...
ونبش مدافن المعايب ...
ونقد ظواهر المثالب...
فإنما هي دنيا قصيرة وتزول اللذة ويأتي جزاؤها...
وجزاء عملك أن من تغتابه قد يصير في النهاية خيرا منك ...
لأنه اكتسب ما عندك من الخير، وحملت أنت عنه بعض جزاء آثامه ...
فالخاسر هو أنت ...
أما أنا ففائز بإذن الله ...
وأسأل الله أن يجعل عيبك لي بداية هدايتي وإصلاح نفسي...
"فكل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون"
وأنا أعرف عيوبي ...
وأحاول بعون الله إصلاح ما يمكن إصلاحه مما يتعلق بأعمال القلوب والجوارح ...
وأجتهد بعون الرحمن في تهذيب نفسي وتزكيتها ...
وأستفيد من غيبتك لي حسنات لم أعملها فتثقل ميزاني ...
ولست بفضل الله ممن تستفزه أقوالك ليمعن فيما هو فيه أو يرد عليك بمثل.
بل أنا فرح بهديتك لي ...
إذ تهديني أغلى ما يمكن أن يهدى في العالم ...
تهديني ما تعبتَ أنت فيه وعملته، وتقدمه لي جاهزا لم أبذل فيه شيئا ...
حقا إن من تدبر القرآن خرج بحظ وافر من كنوزه العظيمة ...
مما يفتحه الله عليه ويمن به على من يشاء ...
فهو تعالى يقول: "لا يكلف الله نفسا إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت" البقرة ...
وقال عن الإثم خاصة: "لكل امرئ منهم ما اكتسب من الإثم" النور.
فعبّر عز وجل بفعل (كسبت) عما يجنيه المرء من حسنات ...
لأنها قد تجمع بغير جهد ...
أما السيئات فتكتسب بجهد ...
ويبذل فيها المرء شيئا من طاقته أو ماله أو وقته ...
بل إنك إن فكرت في السيئة ولم تعملها كتبها الله تعالى لك حسنة كاملة ...
كما ورد في الحديث الشريف ...
فاكتسبت حسنة بغير جهد ...
بل هي نتيجة الامتناع عن الجهد المؤدي للوقوع في السيئة ...
ولكن ...
ومن باب النصح والدعوة والأخوة في الله فأني أقول لك:
اتق الله ولا تغتب أحدا ...
وحافظ على ما بقي في سجلاتك من حسناتك ...
لتكون رفعة لك في درجاتك ...
وتمسك بما ستكسبه منها مستقبلا ...
وتجنب أن يُطرح عليك آثام من اغتبته ...
فتبوء أنت بالخسران ويخرج هو فائزا ناجيا
واعلم أن بعض السلف كان إذا سمع أن أحدا اغتابه ...
حمل إليه هدية من أجود الثمار يقدمها له على طبق هدية طيبة بها نفسه ...
ردا على إهدائه له حسناته على طبق من ذهب بلا تعب أو نصَب،
ويقول له: (اعذرني فإني لا أقدر أن أكافئك على التمام)
وحق له فوراءه يوم عصيب يبحث فيه المرء عن درجة ترجح به كفة النجاة ...
فاتق أن يأتي ذلك اليوم فترجح الكفة الأخرى
ترى هل وعيت هذه المعادلة السهلة الصعبة في آن؟؟؟
أنت تغتاب ........
ومقابل الغيبة يؤخذ مما كتب لك من الحسنات أو تمنَح سيئات الآخرين.
هي سهلة كما ترى ولكن نتيجتها صعبة !!!!!!
أتتخيل أنك تعمل وتكدح وتحصل على المال مقابل عملك ...
فتودعه في رصيدك الذي ينمو باستمرار ...
ولكنك ترتكب خطأ ما فيسحَب منه جزء ثم جزء ؟
ألن يأتي يوم ينفد فيه رصيدك الذي جمعت لا سيما إن كثرت أخطاؤك؟
هل بدأت تستشعر تلك الخسارة ؟
ماذا ستفعل حينها؟
ألن تجتهد ما وسعك الجهد لتتوقف عن تلك الأخطاء
التي تسلب منك أجزاء من رصيدك المالي؟
فهل هي أكبر من خسارتك يوم الفزع الأكبر حين يستجدي المرء حسنة ويرجو درجة؟
إن كنت تحافظ على مال زائل فماذا عما يؤخذ منك مقابل كلمات سهلة تطلقها ولا تلقي لها بالا؟
فبادر إلى التوبة مما اقترفت ...
واطلب المغفرة ممن اغتبت ...
واعلم أن الله قد يعفو عن حقوقه التي تقصر فيها ...
لكنه لا يعفو عن حقوق العباد إلا إن رضوا ...
وعليك بالإكثار من الطاعات وتقديم الصدقات تنوي بها طرد السيئات
"إن الحسنات يذهبن السيئات" هود
وإن عدت للغيبة ...
فعد للتوبة ...
واستغفر ربك ... وذكر نفسك دوما بنهيه الصريح ...
"ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه" الحجرات...
وتذكر أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد وصف إشارة من أم المؤمنين
بأنها قالت (كلمة لو مزجت بماء البحر لمزجته)
فماذا يكون حال من يعتاد ذكر الناس بسوء دوما ...
تاركا حبل لسانه على غاربه في النهش من لحوم الناس وأعراضهم؟
وأذكرك أنه عليه الصلاة والسلام بعد أن انصرف الناس عن رجم أحد المسلمين
الذين اعترفوا بذنبهم..
سمع رجلين من أصحابه يقول أحدهما لصاحبه: انظر إلى هذا الذي ستر الله عليه...
فلم تدعه نفسه حتى رُجم رجم الكلب.
فسكت عنهما ثم سار ساعة حتى مر بجيفة حمار شائل برجله فقال: أين فلان وفلان؟
فقالا : نحن ذان يا رسول الله . قال: انزلا فكلا من جيفة هذا الحمار.
فقالا : يا نبي الله من يأكل من هذا ؟
قال : فما نلتما من عرض أخيكما آنفا أشد من أكلٍ منه ...
والذي نفسي بيده إنه الآن لفي أنهار الجنة ينغمس فيها.
][][ o0o0o0o0o0 منقول أسأل الله لي ولكم الفائدة o0o0o0o0o ][][
][][ o0o0o0o0o0 وجزى الله الكاتب خير الجزاء o0o0o0o0o0o ][][
اللهم آمين ولك بمثله ومثله .
اختي الفاضلة : منبر الحق
شاكرة على طيب المرور .
وأسأل الله رب الأرض والسموات العلى ...
أن يتقبل أعمالنا فلا تضيع سدى....
وينور حياتنا بالهدى ...
ويعمر أفئدتنا بالتقى ....
وكل من قال : آمين
ولا يسعني إلا أن أقول إلا كما قال الشاعر وهو يناجي ربه:
والله لو علموا قبيح سريرتي *** لأبى السلام عليّ من يلقاني
ولأعرضوا عنّي وملّوا صحبتي *** ولبوءت عن كرامةٍ بهوان
لكن سترت معايبي ومثالبي *** وحلمتَ عن سخطي وعن طغياني
فلك المحامد والمدائح كُلّها ****** بخواطري وجوانحي ولساني
شخصيه ضعيفه ومهزوزه ......شخصيه تشعر بالنقص دائما ......
شخصيه تتجاهل الدين وهو عندها كلام يقال باللسان فقط ولا يصل الى القلب
الحقد ....الحسد....... ضعيف التوكل والاراده
الأخ الفاضل : الباحث
المشرف الفاضل : إسماعيل مرسي
أشكركما على كريم مروركما ...
وأسأل الله أن يسدد على طريق الصلاح خطانا وخطاكما
ويجعل الفردوس بعد الشهادة مثوانا ومثواكما.
وكل من قال : اللهم آمين