السوال هناك بعض الاعتقادات عند بعض الناس لإفساد السحر وإبطاله، وهي عبارة عن أخذ شيء من الرصاص المذاب على النار وسكبه في إناء فيه ماء، ثم يوضع على رأس المسحور، وتعاد العملية ثلاث مرات في اليوم، فهل هذا له أصل، وما حكم الشرع فيه؟
هذا شيء لا أصل له ولا فائدة فيه وهو تلبيس وتخييل وإلا فهذا لا فائدة فيه, إذابة الرصاص وجعله على الرأس، وجعله في الماء كل هذا يفعله الكاهنات ويفعله الملبسون والمشعوذون تلبيساً, وإلا فهم يعملون في خدمة الجن في خدمة الشياطين فلا يجوز الحل بهذا الشيء, وإنما يحل السحر بما شرع الله من الأدوية الشرعية كالقراءة هذا هو الطريق في حل السحر, فإذا أصيب الإنسان بالسحر, أو حبس عن زوجته عولج بالقراءة يقرأ عليه رجل طيب معروف بالخير, وإن كانت امرأة قرأت عليها امرأة طيبة بالخير المعروفة بالخير آيات من القرآن بفاتحة الكتاب آية الكرسي آية السحر المعروفة في سورة الأعراف, وفي سورة يونس, وفي سورة طه مع قراءة: (قل يا أيها الكافرون), و(قل هو الله أحد) والمعوذتين, ثم يشرب منه ما تيسر ثم يتروش بالباقي فإنه بإذن الله يزول عنه السحر, وهكذا يزول عنه الحبس الذي جرى عليه حين حبس عن زوجته, وإذا كرر ذلك مرتين أو ثلاثة أو أكثر فلا بأس حتى يزول عنه الأذى, وإذا جعل فيه سبع ورقات من سدر كان هذا أيضاً طيباً, فقد استعمل هذا وذكره المتقدمون, وينفع بإذن الله والسدر شيء طاهر لا بأس به, فإذا دق وجعل في الماء مع القراءة فيه كان هذا من أسباب الشفاء, وإذا أضاف إلى ذلك الدعاء المعروف الثابت عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: (اللهم رب الناس أذهب البأس واشف أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك شفاءً لا يغادر سقماً) إذا دعا بهذا الدعاء ثلاث مرات كان حسناً ينفث به في بالماء, وهكذا (بسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك من شر كل نفس وعين كل حاسد الله يشفيك بسم الله أرقيك) ثلاث مرات يكرر هذا بسم الله أرقيك يعني المريض والله يشفيك يخاطبه من كل شيء يؤذيك ومن شكر كل نفس أو عين حاسد الله يشفيك بسم الله أرقيك) ويكرر هذا ثلاث مرات هذا أيضاً من دعوات المناسبة لهذا العلاج ، وآية السحر في الأعراف قول سبحانه: وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ * فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * فَغُلِبُوا هُنَالِكَ وَانقَلَبُوا صَاغِرِينَ, وفي يونس: وَقَالَ فِرْعَوْنُ ائْتُونِي بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ * فَلَمَّا جَاءَ السَّحَرَةُ قَالَ لَهُمْ مُوسَى أَلْقُوا مَا أَنْتُمْ مُلْقُونَ * فَلَمَّا أَلْقَوْا قَالَ مُوسَى مَا جِئْتُمْ بِهِ السِّحْرُ إِنَّ اللَّهَ سَيُبْطِلُهُ إِنَّ اللَّهَ لا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ * وَيُحِقُّ اللَّهُ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ وفي طه يقول-سبحانه-: قَالُوا يَا مُوسَى إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقَى * قَالَ بَلْ أَلْقُوا فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى * فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسَى * قُلْنَا لا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الأَعْلَى * وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى, ثم يقرأ: (قل يا أيها الكافرون), و(قل هو الله أحد) ثلاث مرات و (قل أعوذ برب الفلق), ثلاث مرات, (قل أعوذ برب الناس) ثلاث مرات ، هذا هو الدواء الشرعي والعلاج الشرعي الذي قد وصفه أهل العلم وجربه أهل العلم وجربناه أيضاً فنفع الله به, فهو دواء طيب في آيات الله, وإذا جعل فيه ما تقدم من ورقات السدر السبع ودقت هذا كله طيب أيضاً, وإذا عرف دواءٌ آخر لا محذور فيه دواء آخر بأوراق, أو بحبوب, أو بإبر إذا كان سليماً مما حرم الله من نجاسة أو غيرها أما التداوي بما أعطاه خدام الجن, والمشعوذون من الرصاص وغيره, أو بالذبح للجن, أو بالاستشارة بالجن هذا كله ما يجوز منكر, وبعضه شرك من الاستشارة بالجن, ودعائهم, والاستغاثة بهم والذبح لهم, كل هذا من الشرك الأكبر نسأل الله العافية, فيجب الحذر, ويجب على من بلي بهذا الشيء أن يحذر ما حذر الله, وأن يتعاطى ما أباحه له الله لا بأس يشرع له التداوي. بارك الله فيكم
الشيخ عبدالعزيز الراجحي(حفظه الله)
المصدر
http://shrajhi.com/?Cat=1&Fatawa=717
أخوكم المحب أبومعاذ شاكر الرويلي