_ المتن :
وقوله : ** وهو شديد المحال **
سورة الرّعد 13
وقوله :
** ومكروا ومكر الله والله خير الماكرين **
سورة آل عمران 54
وقوله : ** ومكروا مكراً ومكرنا مكراً وهم لا يشعرون ** سورة النّمل 50
وقوله : ** إنّهم يكيدون كيداً وأكيد كيداً **
سورة الطّارق 15 - 16
_ الشرح :
قوله ( وهو ) أي : الله سبحانه
( شديد المحال ) المحل في اللغة الشدة
– أي شديد الكيد -
قال الزجاج : يقال ما حلته محالا إذ قاويته حتى يتبين أيّكما أشد .
وقال ابن الأعرابي : المِحال المكر .
فهو سبحانه شديد المكر وشديد الكيد .
والمكر من الله إيصال المكروه إلى من يستحقه من حيث لا يشعر .
وقوله : ( مكروا ) أي : الذين أحس عيسى منهم الكفر وهم كفار بني إسرائيل الذين أرادوا قتل عيسى وصلبه .
والمكر : فعل شي يراد به ضده
( ومكر الله ) أي : استدرجهم وجازاهم على مكرهم فألقى شَبَهَ عيسى على غيره ،
ورفع عيسى إليه
( والله خير الماكرين ) أي : أقواهم وأقدرهم على إيصال الضرر بمن يستحقه من حيث لا يشعر ولا يحتسب .
وقوله : ( ومكروا ) أي : الكفار الذين تحالفوا على قتل نبي الله صالح عليه السلام وأهله خِفْيَةً خوفا من أوليائه
( ومكرنا مكرا ) جازيناهم بفعلهم هذا فأهلكناهم ونجيّنا نبيّنا
( وهم لا يشعرون ) بمكرنا .
وقوله : ( إنهم ) أي كفار قريش
( يكيدون كيدا )
أي : يمكرون لإبطال ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم من الدين الحق
( وأكيد كيدا )
أي : أستدرجهم وأجازيهم على كيدهم فآخذهم على غِرَة وهم لا يشعرون .
الشاهد من الآيات : في هذه الآيات وصف الله بالمكر والكيد .
ونسبة ذلك إليه سبحانه حقيقة
على بابه فإن المكر إيصال الشئ إلى الغير بطريق خفي ،
وكذلك الكيد والمخادعة والمكر
والكيد نوعان : قبيح وهو إيصال ذلك لمن لا يستحقه ،
وحسن وهو إيصاله إلى من يستحقه
عقوبةً له .
فالأول مذموم ،
والثاني ممدوح .
والرب تعالى إنما يفعل من ذلك ما يحمد عليه عدلاً منه وحكمةً
وهو تعالى يأخذ الظالم والفاجر من حيث لا يحتسب لا كما يفعل الظلمة بعباد الله .
والله أعلم والله سبحانه لم يَصِفْ نفسَه بالكيد والمكر والخداع إلا على وجه الجزاء لمن فعل ذلك بغير حق .
وقد عُلِم أن المجازاة حسنة من المخلوق فكيف بالخالق سبحانه وتعالى .
تنبيه : نسبة الكيد والمكر ونحوهما إليه سبحانه من إطلاق الفعل عليه تعالى ،
والفعل أوسع من الاسم
ولهذا أَطلَق اللهُ على نفسِه أفعالا .
لم يَتَسَمَّ منها بأسماء الفاعل ،
كأراد وشاء ولم يُسَمَ بالمريد والشائي .
وكذا مكر ويمكر .
وأكيدُ كيداً ولا يقال الماكر والكائد
لأن مسمياتها تنقسم
إلى ممدوح ومذموم .
( يتبع ) ...................