نصائح وإرشادات للمعالجين والمعالجات
كتبها :
أبو بكر عمر خضر أبو جربوع
قدم لها فضيلة الشيخ :
أبو مالك محمد بن إبراهيم شقرة
قرأها واطلع عليها واقر ما فيها :
فضيلة الشيخ أبو محمد سليمان بن عبد بن سليمان أبو دام
فضيلة الشيخ أبو عبد الرحمن محمد بن خليل الجمل
أستاذ اللغة العربية أبو صهيب محمد بن شحادة العاصي
مقدمة الشيخ أبو مالك محمد بن إبراهيم شقرة
بسم الله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبيَّ بعده .
أما بعد ....
فقد عرض عليَّ الأخ الكريم السيد عمر خضر أبو جربوع ، هذه الرسالة التي أوجز فيها تجربته في دائرة الرقية ، والقراءة بها على من يظن أنه في حاجة إلى القراءة بالرقية التي تناسب الحال الرقية المطلوبة لها ، فرأيت أنها رسالة جمعت بين الخصائص التي يجب على الراقي أن يستحضرها في قلبه حين يستذكر الرقية المطلوبة لتلك الحال .
أولها : أن الرقية الشرعية علاج عام للأمراض النفسية القلبية ، والأمراض البدنية الحسية ، فأيما مرض كان فعلى الراقي أن يحرص على مداواته بإخلاص فهو زائل لا محال بإذن الله .
ثانيها : أن الذين يلجأون إلى المداواة بالرقية عن طرق الضرب ، والضغط ، وجسِّ الأعضاء كما يفعل بعضهم مع النساء ، فهذا من الشر الوبيل الذي يحدث الفتنة ، ويوقع في الفاحشة ، فجزاه الله خيراً على تنبيهه هذا .
ثالثها : أغفل - وما كان له أن يُغفِل – تقاضي الأجرة وإدخال العسل وغيره في الرقية جزءاً منها ، وهذا من الأخطاء الشديدة التي كان يجب عليه التنبيه عليها والتحذير منها ، وما كان أرخص العسل من قبل أن يدخله الرقاة الكذبة الدجالون في علاجهم ، ثم ما أغلى ما صار جزءاً من علاجهم ، فيا ضيعة الرقية التي يغلو سعرها بإضافة العسل إليها .
رابعاً : أن الرقية هي دعاء يستشفى به بصدق الدعاء ، والإخلاص بالتوجه إلى الله سبحانه وتعالى ، وأرجو أن يتقي الله أولئك الكذابون الدجالون الذين اتخذوا من الرقية وسيلة تكسُّب واسترزاق ، ثم أصبحت تسُّولاً ، ودجلاً ، وولوجاً باب فتنة إلى النساء ، واستدراجاً لهن .
خامساً وأخيراً : أما قصة اللديغ ، وقول النبي عليه السلام : ( إن أحق ما أخذتم عليه الأجر كتاب الله ) فلسوف أكتب فيه مقالاً مفصلاً أعرضه في مقال في بعض الصحف إن شاء الله ، أنفي فيها الفهم القاصر السخيف الذي أحاط بعقول الراقين الكذبة المتسكعين على مائدة الشيطان ، الجالبين الشر ، الموبقين أنفسهم في سخط الله وسوء المصير . [*]
فأقول : جزى الله خيراً صانع هذه الرسالة فقد أحسن فيها إحساناً كبيراً ، ونفى عن نفسه بتحذيره وبيانه هذه الفتن ، جزاه الله خيراً ، وفقنا الله وإياه لكل خير ، وهدانا وإياه والمسلمين كافة من كل سوء وابتلاء .
وصلى الله وسلم على نبينا محمد صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وصحبه أجمعين
وأسأل الله أن يتقبل منا ومن إخواننا المسلمين قاطبة صالح أعمالنا إنه سميع قريب
محمد إبراهيم شقرة
عمان في ....
12 جمادى الآخرة 1430 هجري
الموافق 6 حزيران 2009 ميلادي
[*] لعل شيخنا الفاضل عنى بكلامه أولئك الذين يجعلون من الرقية وسيلة للكسب المادي ، وإرهاق جيوب الناس .
نصائح وإرشادات للمعالجين والمعالجات
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على رسوله الكريم ، أما بعد ...
فهذه بعض النصائح التي أقدمها للمعالج والمريض ، وهي ثمرة تجربتي على مدار اثني عشر عاماً من البحث والعلاج ، وقد اقتنعت أخيراً بضرورة كتابة هذه المطوية التي أسأل الله – عز وجل - أن يجعل جهدي فيها خالصاً لوجهه الكريم ، وأن ينفع بها من يطلع عليها .
إن العلاج بالرقية سبب شرعي يقدر الله به الشفاء ، والنفع بإذنه من الأمراض النفسية ، والعضوية . والإقرار بذلك يعتمد على الإيمان ، والتسليم لله تعالى ، وبما جاء عنه ، وعن رسوله - صلى الله عليه وسلم - في ذلك كما في قصة اللديغ الذي شفي بقراءة الفاتحة عليه ، وأقر النبي - صلى الله عليه وسلم - الراقي على ذلك [1] . فالمسلم طبيباً كان أو غير طبيب يجب عليه أن يسلم بما ثبت شرعاً من الشفاء بالرقية لا سيما الرقية بالقرآن الكريم الذي وصفه الله تعالى بقوله : ( هدىً وشفاء ) [2] . لقد صح أن النبي - صلى الله عليه وسلم – قد رقاه جبريل - عليه السلام - بقوله : (( بسم الله يبريك ، ومن كل داء يشفيك )) [3] . فهذا دليل على شمولية الرقية لجميع الأمراض النفسية ، والعضوية ، وباستقراء السنة نجد الأمراض التي عولجت بالرقية في عهد النبي – صلى الله عليه وسلم – كانت من الأمراض العضوية وغير العضوية . وقد ثبت لي بالتجربة والبحث أن أعراض المس , والسحر , والحسد تتشابه تماماً مع أعراض الأمراض النفسية ، والعصبية ، وبعض الأمراض العضوية ؛ ولذا فقد كان هناك لبس عند كثير من الراقين في الحكم على الحالة ، ولذلك لا حرج في أن يطلع الراقي على شيء من الطب النفسي ، بل يجب أن يكون عنده دراية , وعلم بعلم وظائف جسم الإنسان ، حتى يستطيع أن يميز نوع المرض : أهو مرض عضوي أم روحي ؟ وبعد ذلك يسهل عليه تشخيص الحالة ، ولذلك أنبه على ما يلي :
أولاً : إن كثيراً من الحالات التي حكم عليها بعض المعالجين بأنها مسٌّ ، أو سحر ، أو حسد ، ما هي في الغالب إلا أمراض عضوية ، أو نفسية تعالج عند الأطباء .
ثانياً : وجدت بالتجربة أن أكثر الذين يعانون من المشكلات النفسية ، أو العصبية ، أو العضوية ، هم أناس عاطفيون , وحساسون جداً ؛ فكانوا أكثر عرضة للإصابة بهذه الأمراض , وذلك نتيجة الضغط الزائد على الدماغ من كثرة التفكير , وحمل الهموم التي تلمُّ بالإنسان .
ثالثاً : كنت أعتقد أن الرعشة ، والخدر في الجسم ، والصراخ أثناء القراءة سببها المس أو السحر ، لكن الحقيقة أن هذه الأعراض ليست قطعاً أعراض مس ، أو سحر ، أو حسد ، أو كما يدعي بعض الراقين أنه مس , أو سيطرة قرين . بل الغالب فيها أنها حالات نفسية يمكن أن يكون للمس , والسحر مدخل فيها ، ولكن كثيراً من الرقاة يحكم على مثل هذه الحالات بأنها مس أو سحر و بلا تردد ؛ وسبب جزم بعض الرقاة بذلك هو أن المريض الذي قام بعملية الشهيق والزفير مع ذكر اسم الله تعالى يتعب , ويتشنج , وأحياناً يبكي مع رعشة في جسمه , وبالتجربة ثبت لي أن أخذ الشهيق وحده من غير بسملة قد يُحْدِث الأعراض نفسها ، وسببها هو حدوث عملية تهيج للجهاز العصبي ، فيؤدي ذلك إلى رعشة , وخدر , وتشنجات في الجسم . وأما دعوى مس واستحواذ القرين فلا دليل عليها لا من كتاب , ولا من سنة صحيحة , والخبرة , والتجربة الطويلة مع المرضى تدل على خلاف ذلك تماماً , فالقرين لا يؤثر في الإنسان إلا من خلال الوسوسة , والأمر بالشر , والدليل على ذلك قوله تعالى : ( من شر الوسواس الخناس الذي يوسوس في صدور الناس ) [4] . وقول الرسول – صلى الله عليه وسلم – : (( ما منكم من أحد إلا وكِّلَ به قرينه من الجن , وقرينه من الملائكة . قالوا : وإياك يا رسول الله ؟ قال : وإياي , ولكن الله أعانني عليه فأسلم , فلا يأمرني إلا بخير )) [5] . فإذا كان عند القرين القدرة على صنع أمراض عضوية عند أناس محافظين على الصلوات الخمس , وحافظين لكتاب الله , فما الذي يمنعه من صنع هذه الأمراض عند جميع المسلمين ؟ وما الذي يحمينا منه ؟! .
رابعاً : بالنسبة إلى طريقة الخنق من الرقبة ، والضرب المبرح ، واستخدام الكهرباء في العلاج : إن من أخطر ما يفعله الرقاة هذه الأيام أسلوب الكشف عن المس عن طريق الضغط على الأوداج ، والبعض منهم إن لم يكن أكثرهم لا يدري ماذا تفعله هذه الطريقة ، إلا أن أكثرهم يظنون أن الضغط على الأوداج حتى يغمى على المريض فيه دليل على مس الجن للإنس ، وهذه نظرية خاطئة ، عارية من الصحة ، فأي شخص يضغط على أوداجه يحبس الدم عن دماغه فيغمى عليه ، سواء أكان به مس من الجن أم لم يكن ، وبعض الناس بمجرد الضغط على أوداجه يغمى عليه ، وبعضهم يحتاج إلى فترة طويلة حتى يغمى عليه ، فيزيد الراقي في الضغط حتى يكاد أن يموت المريض بين يديه . ويذكر الدكتور محمد علي البار في كتابه موت القلب أو موت الدماغ : أن القلب يدفع الدم إلى الرأس في ثمان ثواني فقط وإلى الرجلين في ثمانية عشر ثانية ، وإن خلايا الدماغ أقل خلايا الجسم قاطبة تحملاً لانقطاع الدم عنها ، وإذا ما توقف الدم عن الدماغ لمدة دقيقتين فإن خلاياه تموت .
أما بالنسبة لطريقة الضرب المبرح فنجد أن بعض الرقاة فهموا مسألة الضرب فهماً خاطئاً ، فبعضهم يضرب المريض ضرباً مبرحاً ، ويرجع منهم المصاب وقد عظم بلاؤه وتكسرت عظامه .
أما مسألة صعق الكهرباء فهي مسألة خطيرة جداً قد تودي بحياة المريض ومن آثارها : تعلق قلب المعالج بالكهرباء فيضعف يقينه بكتاب الله ، وثبت أن استخدام الكهرباء ذات التيار المتردد أنها تتلف خلايا الدماغ فيصاب الإنسان باختلاجات عصبية يصعب علاجها ، فأغلب المرضى الذين يأتون للقراء من أجل الاستشفاء بالرقية الشرعية فقط والكهرباء ليست من الرقية وليست من الأدوية النبوية ، وقد تصرف قلوب المرضى إلى التعلق بالكهرباء بدلاً من القرآن .
خامساً : ضرورة تجنب الراقي وضع اليد على رأس المريضة , أو أي جزء من جسمها ؛ لما في ذلك من المحاذير الشرعية , وسداً لذريعة الفتنة .
سادساً : وجدت بعض الرقاة - وللأسف الشديد ، وبعد الانتهاء من القراءة على المريض - يقول له : أخرجت منك سبعة ، أو ثمانية من الجن ، وبقي اثنان أو ثلاثة !! وهذا على سبيل المثال لا الحصر . أقول : ليتقِ الله ربه . قال تعالى ولا تقف ما ليس لك به علم ان السمع والبصر والفؤاد كل اولئك كان عنه مسؤولا)[6] .
سابعاً : كنت أعتقد أن الضغط على البطن يؤذي الجن ، وأن الجني هو الذي يشد البطن ، بل إن هذا هو اعتقاد كثير من الرقاة ، ولكنني أقول : إن هذا الأمر غير صحيح ، بل الذي يحدث هو أنه وأثناء الضغط على البطن ، أو المعدة تحدث ردة فعل . وجدير ذكره أن العلاج بالضغط علاج قائم بذاته ، وليس له صلة بالمس , أو السحر ، وهو علاج نافع , ومجرب , ومثاله العلاج بـ ( بالريفلوكسولوجي ) [7] , وهذا العلاج استخدم كثيراً ، ووجدت له نتائج كبيرة .
ثامناً : وجدت بعض الرقاة يتتبع الألم باليد ظاناً أنه يطارد الجني , وهذا - والله - من تلبيس الشيطان عليه ؛ لإيقاعه في المحظور .
إن مسألة دخول الجن في الإنس من الناحية الشرعية يرجع فيها إلى مذهب أهل السنة والجماعة ، ولا ينظر إلى غيرهم ، والعجب ممن يعلم أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال ( اخرج عدو الله ..)) [8], ثم يجادل في هذه المسألة ؟! .
وعليه فإن كثيراً من الناس يتوهمون أنهم مصابون بالمس ، أو السحر ، أو الحسد . نعم ، إن هذه الأمراض موجودة بلا شك ، ولكن أكاد أجزم بأن أغلب الناس الذين يذهبون إلى الرقااة يعانون من مشكلات نفسية ، وتوترات ، وقلق ، واضطرابات وتشنجات و .....
وذلك نتيجة لظروف معينة يمر بها هؤلاء الناس . لقد جاء في صحيفة الغد الأردنية يوم الأحد 18 ربيع الأول 1430 هـ - 15 آذار 2009م أن مليون أردني يعانون من إضطرابات نفسية ، وذلك وفق دراسة ترأس فريق عملها أستاذ الأمراض النفسية الدكتور توفيق درادكه ، ومن الأسباب التي تؤدي إلى مثل هذه الأمراض التي ذكرناها سابقاً :
أولاً : الحزن والبكاء : وهذا ناتج عن الوحدة ، فتجد الشخص يجلس وحده فترات طويلة ، حيث يأتيه الشيطان ، فيلعب بأفكاره ، ويحزنه , ويضع هموم الدنيا أمامه ، ويذكره أشياء تحزنه ، حتى يكون هذا حاله ، ويجعله يتضايق من الآخرين , ويشك بهم ، حتى من أقرب الناس إليه . ومع طول المدة يتأثر نفسياً , ومن ثم عضوياً ؛، ولذا فإن الأطباء يقولون : كل مرض نفسي يخلف مرضاً عضوياً ، والعكس صحيح , قال النبي – صلى الله عليه وسلم - : (( عليكم بالجماعة , وإياكم والفرقة , فإن الشيطان مع الواحد , وهو من الاثنين أبعد , ومن أراد بحبوحة الجنة فليلتزم الجماعة )) [9] . وقوله : (( لو يعلم الناس ما في الوحدة ما أعلم ما سار راكب بليل وحده )) [10] .
وسئل الإمام أحمد عن الرجل يبيت وحده ؟ فقال : أحب إليَّ أن يتوقى ذلك [11] وقال الطبري : هذا الزجر زجر أدب ، وإرشاد لما يخشى على الواحد من الوحشة والوحدة ، وليس بحرام ، فالسائر وحده في فلاة ، وكذا البائت في بيت وحده لا يأمن من الاستيحاش ، لا سيما إذا كان ذا فكرة رديئة وقلب ضعيف [12] .
ثانياً : المكث طويلاً في الخلاء : فقد ورد عن زيد بن أرقم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( إن هذه الحشوش محتضرة فإذا أتى أحدكم الخلاء فليقل : اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث )) [13] ومعنى محتضرة أي تحضرها الجن ذكوراً وإناثاً ، وإني لأعلم أناساً يفضلون شرب القهوة في الخلاء ، وبعضهم لا يستطيع التركيز إلا في الحمام ، وهذا مخالف للفطرة السليمة ، وسبب ذلك راجع إلى بعض الضغوطات النفسية التي يسببها الشيطان بالوسوسة .
ثالثاًً : حب النوم على البطن : لقد ورد النهي عن النوم على البطن ، فعن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال : (( رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم – رجلاً مضطجعاً على بطنه فقال : إن هذه ضجعة لا يحبها الله )) [14] . وأفضل النوم ما كان على الشق الأيمن , وهو السنة وذلك بأن تضع يدك اليمنى تحت خدك الأيمن وتنام على جنبك الأيمن وتقول باسمك ربي وضعت جنبي وبك أرفعه إن أمسكت نفسي فارحمها ، وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين [15] .
رابعاً : كثرة النظر في المرآة : فنجد أن أكثر الذين يعانون من مشكلات نفسية ، وعصبية يحبون الوقوف طويلاً أمام المرآة ، ويطيلون النظر فيها ، حتى إن بعضهم يتكلم مع صورته في المرآة ، خاصةً إذا كان غضبان . وأذكر أن بعضهم حدثني بأن زوجته طلبت منه أن يجعل لها مرآة على واجهات الغرفة الأربع .
خامساً : الاستمناء أو العادة السرية : وهذا الفعل من أكثر الأسباب التي تؤثر في الشخص ، بل إن كثيراً من الشباب ، والشابات وقعوا فيها نتيجة لضعف الوازع الديني ، والفراغ ، والشعور بالوحدة ، ووجود مشكلات عاطفية ، أو قلق ، أو حزن ، أو هم ، أو حرمان من العطف , والمحبة داخل البيت . أما آثارها ، فحدث ولا حرج : إضعاف الجهاز العصبي ، والذي بدوره يؤدي إلى إضعاف الجسم كله ، والفتور ، والإعياء ، والخجل ، والصمت ، والوحدة ، وانحباس اللسان ، وشحوب اللون ، وفقدان الذاكرة ، وتأنيب الضمير ، والاضطراب ، والحزن ، والخمول , والكسل ، وضعف البصر ، وضعف السمع , وفقر الدم ، وانسداد الشهية ، والنحافة .
أما حكم الاستمناء فقد سئل عنه شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – فأجاب : (( أما الاستمناء باليد فهو حرام عند جمهور العلماء ، وهو أصح القولين في مذهب أحمد )) [16] ، وممن أفتى بحرمته من العلماء المعاصرين الشيخ ابن باز ، وابن عثيمين ، والألباني – رحمهم الله – وبغيره أفتى غيرهم بشروط لا بد من مراعاتها .
سادساًً : الاكتئاب ، والهم ، والحزن الشديد بشكل مستمر : حيث ثبت أنها تتلف خلايا الدماغ . كما كشفت دراسة علمية أجراها عدد من الباحثين أن الأشخاص الأكثر عرضة لحالات الاكتئاب , والحزن الشديد بشكل مستمر هم أكثر الناس عرضة لتلف وموت خلايا الدماغ ، وأن أكثر الناس حزناً أقربهم إلى الإصابات الدماغية . وقد ثبت أن النبي – صلى الله عليه وسلم – كان يستعيذ بالله من الهم , والحزن [17] .
دعوني الآن أذكر لكم أكثر المشكلات التي يعاني منها الناس في هذه الأيام ، حيث يختلط على كثير من المعالجين تشخيص الحالة : أهي من تأثير السحر ، والحسد ، والمس ، أم هي أمراض نفسية ، وعصبية سببها بعض الضغوطات التي يتعرض لها الشخص في حياته ، ومنها : تساقط شعر الرأس ، وزوغان البصر ، والصداع ، وآلام متنقلة في البطن ، والخواصر ، بل وفي الجسم كله ، وانتفاخات في البطن ، وآلام في المعدة ، وكتمة في الصدر ، وضيق في الخُلُق ، وإمساك شديد لعدة أيام ، وعدم اتزان في المشي ، ورؤية خيالات ، وسماع أصوات أحياناً ، ونخزة في الصدر من جهة القلب ، والخوف دون سبب ، وتسارع في دقات القلب ، والميل إلى الوحدة ، والنظر طويلاً في المرآة ، وبعد فترة من الزمن تجده يكره المرآة ، وتشويه التركيز , والنسيان .
وختاماً : هذا جهد المقل ، فإن أصبت فبتوفيق من الله ، وإن أخطأت فمني ومن الشيطان ، وأستغفر الله عما بدر مني , وحسبي أني اجتهدت ، والمجتهد في فنه مغفور له بإذن الله .
ولا يسعني في هذا المقام إلا أن أتقدم بالشكر الجزيل لفضيلة الشيخ أبي مالك محمد بن إبراهيم شقرة على ما أبداه من ملاحظات وتوجيهات وكذلك على مقدمته التي أتحف بها مطويتي هذه .
وكذلك أتقدم بالشكر الجزيل لفضيلة الشيخ أبي محمد سليمان بن عبد بن سليمان أبو دامس ولفضيلة الشيخ أبي عبد الرحمن محمد بن خليل الجمل ولأستاذ اللغة العربية أبي صهيب محمد بن شحادة العاصي ، وذلك على ما أبدوه من آراء وإضافات واستدراكات على مطويتي هذه حتى خرجت بهذا الشكل الجميل .
أسأل الله تعالى أن يغفر لي ما قدمت ، وما أخرت ، وما أسررت ، وما أعلنت
وأنصح نفسي وإخواني بالتأني في التشخيص ، فإن التشخيص السليم هو العلاج
وكتبه : عمر خضر أبو جربوع
هاتف : يمنع وضع أرقام الهواتف والايميلات من قبل ادارة المنتدى
الجمعة 7 ربيع ثاني 1430 هجري
الموافق : 3 نيسان 2009 ميلادي
هذا والله أعلم وأحكم
[1]. رواه البخاري ، حديث رقم ( 5737 ) .
[2]. سورة فصلت من الآية 44 .
[3]. صحيح مسلم ، المسند الصحيح ، حديث رقم ( 2185 ) .
[4] . سورة الناس ( الآية 4 – 5 ) .
[5] . رواه مسلم ( 17 / 157 نووي ) .
[6] . الإسراء ( الآية 36 ) .
[7]. هي كلمة مشتقة من كلمة ريفلكس ، أي فعل انعكاسي ، والريفلوكسولوجي مشابه تماماً لما يسمى المعالجة بالضغط بالإصبع . انظر كتاب : طبب نفسك بنفسك بالريفلوكسولوجي للدكتورة سامية حمزة عزام .
[8]. انظر تمام الحديث في صحيح سنن ابن ماجة للشيخ الألباني رحمه الله ، كتاب الطب رقم ( 2858 ) وفي رواية ذكرها الشيخ الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة ( 1 : 796 ) : (( أخرج عدو الله أنا رسول الله )) .
[9] . رواه الترمذي ( 4 : 465 ) رقم ( 2165 ) وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة ( 3 : 109 ) .
[10] . رواه البخاري ( 2998 ) في باب السير وحده .
[11]. نقلاً عن الآداب الشرعية ( 1 : 428 ) .
[12]. قاله ابن حجر - رحمه الله - في فتح الباري ، ( 6 : 53 ) .
[13]. رواه أبو داود في كتاب الطهارة باب 3 ، والنسائي في كتاب الطهارة باب 17 ، وابن ماجة في كتاب الطهارة باب 9 ، والإمام أحمد في مسنده ( 4 / 369 ) وهو صحيح .
[14]. رواه ابن أبي شيبة ( 115 / 9 ) ، والترمذي ( 2768 ) ، وأحمد ( 287 / 2 ) ، صححه الشيخ الألباني في صحيح سنن الترمذي ( 2221 ) ، والمشكاة ( 4718 ) ، وصحيح الترغيب والترهيب ( 188 / 3 ح 3079 ) .
[15]. رواه البخاري ( 11 / 126 فتح ) ، ورواه مسلم ( 17 / 37 نووي ) .
[16]. مجموع الفتاوى ( 34 : 229 ) .
[17]. رواه البخاري ( 5425