هكذا فلتكن النساء العفيفات
قال ابن العربي المالكي في أحكام القرآن (3/1535/ سورة الأحزاب-آية 33) :
ولقد دخلتُ نيّفاً على ألف قرية من البرّيّة، فما رأيتُ نساءً أصون عيالاً، ولا أعف نساءً من نساء نابلس التي رُمِي فيها الخليل - عليه السلام - بالنار، فإني أقمتُ فيها أشهراً، فما رأيتُ امرأةً في طريق، نهاراً، إلاّ يوم الجمعة، فإنهنّ يخرجن إليها حتى يمتلئ المسجد منهنّ، فإذا قُضِيَت الصلاة، وانقلبن إلى منازلهن، لم تقع عيني على واحدة منهن إلى الجمعة الأخرى، وسائر القرى تُرى نساؤها متبرّجات بزينة وعطلة، متفرّقات في كلّ فتنة وعُطلة . اهـ
قال الشيخ عبد الحميد بن باديس رحمه الله :
"إذا أردتم إصلاح المرأة الحقيقي فارفعوا حجاب الجهل عن عقلها قبل أن ترفعوا حجاب الستر عن وجهها، فإن حجاب الجهل هو الذي أخرها، فأما حجاب الستر فإنه ما ضرها في زمان تقدمها، فقد بلغت بنات بغداد وبنات قرطبة وبنات بجاية مكانا عليا من العلم وهن محجبات".
[ "مجلة الشهاب" (1929) ].
نساء بجاية
كان في بجاية أكثرمن 500 فتاة يحفظن المدونة !.
نقل العلامة الحسين الورتلاني (ت 1193) في كتابه " نزهة الأنظار في فضل علم التاريخ و الأخبار" ص 43، عن الإمام الشريف التلمساني (ت 771) قولَهُ: "دَخَلتُ بِجايةَ فِي القَرْنِ الثَّامِنِ فَوَجَدْتُ العِلْمَ يَنْبُعُ مِنْ صُدورِ رِجالِها كَالماءِ الَّذي يَنبُعُ مِنْ حِيطَانِهَا".
وَقَدْ سَمِعْنا أَنَّ بِجايَةَ فِيها خَمْسُمِئَةِ (500) صَبِيَّةٍ يَحْفَظْنَ ٱلمُدَوَّنَةَ، وَأَمَّا اللَّاتِي يَحْفَظْنَ ٱبْنَ الحَاجِبِ، فَلا يُحْصِي عَدَدَهُنَّ إلا اللهُ تَعالى. » اهـ.
ذكر إبراهيم المازني (ت1368هـ) في الكتاب : (ص 34 / ط . البشائر )في رحلته أنه مرّ بمدينة (ينبع / السعودية) فقال:
"ولم أرَ امرأة ولا بنتًا ..
وقيل لي: إن النساء لا يخرجن من البيوت".
فاطمة بنت العطار البغدادية رحمها الله
قال أخوها
إنها خرجت من البيت ثلاث مرات
يوم تزوجت
ويوم حجت
ويوم ماتت.
تاريخ الاسلام للذهبي (40/126)
فاطمة بنت الإمام البِرْزالي، ماتت وعمرها (24) سنة
حفظت من القرآن الكريم، وحجت بيت الله الحرام، وسمعت الحديث من الشيوخ، فبلغ عدد الشيوخ الذين سمعت منهم الحديث (185) شيخًا، وكتبت نسخة من "صحيح البخاري" كاملة، بيدها.
وذكر الإمام الصفدي هذه النسخة، فقال: «ونسختها هذه بدمشق: من النسخ التي يعتمد عليها، وينقل منها».
وقال الإمام البرزالي ، وهو يتحدث عن ابنته:
«1- وكانت إمرأة مباركة، محافظة على الفرائض والنوافل.
2- لها اجتهاد وحرص على فعل الخير.
3- تزوجَت نحو خمس سنين، ولم تخرج من البيت.
4- وما رأيت منها إلا ما يسرني.
5- وكنت إذا رأيتها تصلي = أفرح وأقول: أرجو الله أن ينفعني بها؛ فإنها كانت تصلي صلاة مكملة، وتجتهد في الدعاء.
6- ولم تسألني قط شيئا من الدنيا، ولا شراء حاجة».
"أعيان العصر وأعوان النصر" للصفدي (ج4/ص30و31) وقد كان بعض النساء تكثر صلاة الليل فقيل لها في ذلك، فقالت:إنها تحسِّن الوجه وأنا أحب أن يحسن وجهي.
ابن القيم روضة المحبين321