تسأل المذيعة البغبغان شخصا ما ..
قد يكون سياسيا ، أو مفكرا ، أو طبيبا ، أو نصّابا رسميا ، أو لصّا معتمدا ، أو فنانا ، أو هبّاشا ، أو عالما ..... .......
لو عادت بك الايام الى الوراء ، ماذا تختار ان تكون.؟؟؟
ثم إجابة نموذجية - على الغالب - تقدّم مع تنهيدة طويلة ، ومغلّفة بابتسامة صفراء......
.... لو عدت الى الوراء لما اخترت الا ما كان .....
ان هذه الاجابة قد تكون مقنعة لبعض المحطات الشخصية ..
كأن تعود لحظات السعادة بالنجاح في الثانوية العامة.
او ان نستذكر حلاوة القرب من الوالدين.
او التواصل مع اصدقاء اعزاء.
صحيح ان فكرة العودة إلى الوراء مستحيلة على ارض الواقع ، وانّ هذا مجرد تصور ذهني.
ولكن الاجابات النموذجية التي يقدمها البعض على هذا التساؤل ، هي اجابات تكشف عن تقاطعات خطيرة !
ان اختار لنفسي - الذي كان - معناه...
ان ينصب علينا من نصب علينا من قبل !
ان يكذب علينا من كذب علينا من قبل !
وان نبتلع الطعم مرة أخرى !
وان نصدّق من تشدّق علينا بالشعارات والمبادئ ثانية !
وان تضيع منا فلسطين ثانية !
وان تُهرق نفس الدماء ثانية !
وان نتجرع الاحزان والالآم ثانية !
وان نستنزف الاحلام الواهمة ثانية !
ان نواجه نفس خيبات الامل ونفس الصدمات ونفس المواجهات ،
ان نتعرف على نفس الاشخاص الذين جرحونا لقلة حذرنا،
ان نخسر نفس الاشخاص الذين خسرناهم بحماقاتنا،
ان نقبل ثانية أن تستغفلنا مكائد الاعداء ،
ونعود ثانية نبحث عن تضاريس ملامحنا التي فقدناها.
ان نواجه نفس العواصف التي اغرقتنا من قبل ...
ان نواجه نفس اللحظات الحرجة التي لم نعرف فيها كيف نصل الى قرار.
ان نقوم بصنع نفس القرارات التي اودت بمستقبلنا ...
ان ندفع ثمن اخطائنا باهظا ... مرة أخرى!
ان يعود حبل الصلة بيننا وبين الله ضعيفا يكاد يكون مقطوعا
ان نعود الى نفس التراخي ونفس الاهمال بواجباتنا الدينية.....
أن نسيء الظن ثانية ...!
أو أن لا نحترس مما يُحاك لنا من مؤامرات !
ان نسير بنفس الدروب التي لم نصل فيها الى شيء!
ان نرتاد نفس الاماكن التي ندمنا على التواجد فيها
اختيار نفس الذي كان ..ما هو الا مسح للذاكرة ، وتكاسل او عجز في التعلم من الاخطاء !
انا شخصيا لو عادت بي الايام الى الوراء،،،
لما اخترت شيئا مما كان !