الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ،،،
بخصوص سؤالك أخي المكرم ( إدريس ) حول مسألة الكنوز المتعلقة بالجن والشياطين ، فبعد دراستي وبحثي المستفيض لهذا الأمر تبين لي أن كثير مما يساق في هذا الموضوع هو من قبيل الدجل والاحتيال لاصطياد الناس وسرقة أموالهم ، وهذا الكلام لا يعني مطلقاً أن الأمر ليس له أساس من الصحة إنما هو موجود ولكنه في نطاق ضيق ومحدود جداً ، ومن هنا أنصحك أخي الكريم ( أدريس ) أن لا تشغل نفسك بهذه المسألة ، وتشتغل بما يفيدك في هذا العلم الذي يحتاج إلى كثير من القواعد والأحكام والأصول التي لا بد أن يتسلح بها المعالج في خضم كثير من الترهات والخزعبلات والأباطيل التي تنتهك باسم الرقية الشرعية ، وأنقل لك تحت هذا العنوان فتوى لفضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين بخصوص ذلك :
سئل فضيلة الشيخ محمد صالح العثيمين عن من يحضر الجن بطلاسم يقولها ويجعلهم يخرجون له كنوزا مدفونة في الأرض منذ زمن بعيد فما حكم هذا العمل ؟
الجواب : ( هذا العمل ليس بجائز فإن هذه الطلاسم التي يحضرون بها الجن ويستخدمونهم بها لا تخلو من شرك في الغالب والشرك أمره خطير قال الله تعالى : ( إِنهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ) ( سورة المائدة – الآية 72 ) والذي يذهب إليهم يغريهم ويغرهم ، يغريهم بأنفسهم وأنهم على حق ، ويغرهم بما يعطيهم من الأموال فالواجب مقاطعة هؤلاء ، وأن يدع الإنسان الذهاب إليهم ، وأن يحذر إخوانه المسلمين من الذهاب إليهم ، والغالب في أمثال هؤلاء أنهم يحتالون على الناس ويبتزون أموالهم بغير حق ، ويقولون القول تخرصا ثم إن وافق القدر أخذوا ينشرونه بين الناس ويقولون نحن قلنا وصار كذا ونحن قلنا وصار كذا ، وإن لم يوافق ادعوا دعاوى باطلة أنها هي التي منعت هذا الشيء ، وإني أوجه النصيحة إلى من ابتلي بهذا الأمر وأقول لهم : احذروا أن تمتطوا الكذب على الناس والشرك بالله – عز وجل – وأخذ أموال الناس بالباطل ، فإن أمد الدنيا قريب والحساب يوم القيامة عسير ، وعليكم أن تتوبوا إلى الله تعالى من هذا العمل ، وأن تصححوا أعمالكم ، وتطيبوا أموالكم والله الموفق – ص 292 – 293 ) ( مجموع فتاوى ورسائل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين ) 0
أما في بعض الحالات النادرة التي قد يحصل فيها مثل هذا الأمر ، وفي حالة العثور على كنز مرصود ، وهذا قد يحصل فعلاً ، فليس على المعالج في مثل هذه الحالة إلا أن يحصن نفسه ، ويعتمد ويتوكل على الله ، وأن لا يكون هدفه وغايته الحصول على جزء من المال ، بل قد يحدد مبلغاً يُتفق عليه لتوزيعه على الفقراء والمساكين ، ولا بد هنا من الإشارة إلى مسألة في غاية الأهمية تتعلق بالنية ، فبالنية أما أن يكرم المعالج أو يمتهن 0
هذا ما تيسر لي تحت هذا العنوان ، سائلاً المولى عز وجل أن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل 0
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ،،،
أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0