الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .
نعم ، يُمكن أن تُصيب العين مِن بُعْد .
قال الأصمعي: رأيت رَجلا عَيونا سَمِع بَقرة تُحْلَب ، فأعجبه شَخبها ، فقال : أيتهن هذه؟ فقالوا : الفلانية ! لِبَقَرة أخرى ، يُورُّون عنها ، فهلكتا جميعا ، الْمُوَرَّى بها والْمُورَّى عنها . ذَكَره القرطبي في تفسيره .
ولا يُبطِل أثر العين إشاعة الإصابة بالعين والتحدّث بها ، وإنما يُذهب أثرها أخذ أثر مِن العائن ، أو رُقية المصَاب إذا لم يُعلَم العائن .
قال القرطبي : العائن إذا أصاب بِعينه ولم يُبَرِّك ، فإنه يؤمر بالاغتسال ، ويُجْبَر على ذلك إن أبَاه ، لأن الأمر على الوجوب ، لا سيما هذا ، فإنه قد يُخَاف على المعِين الهلاك ، ولا ينبغي لأحد أن يمنع أخاه ما ينتفع به أخوه ولا يَضره هو ، ولا سيما إذا كان بسببه وكان الجاني عليه .
وقال : روى مالك عن حميد بن قيس المكي أنه قال : دُخِل على رسول الله صلى الله عليه وسلم بابني جعفر بن أبي طالب فقال لحاضنتهما : " ما لي أراهما ضارعين " ؟ فقالت حاضنتهما : يا رسول الله ! إنه تُسْرِع إليهما العين ، ولم يمنعنا أن نَسترقي لهما إلاَّ أنا لا ندري ما يوافقك من ذلك ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " اسْتَرْقُوا لهما ، فإنه لو سبق شيء القَدَر سَبَقَتْه العين ".
قال القرطبي : وهذا الحديث منقطع ، ولكنه محفوظ لأسماء بنت عميس الخثعمية عن النبي صلى الله عليه وسلم مِن وُجوه ثابتة مُتَّصِلَة صِحاح . وفيه أن الرُّقَى مما يُسْتَدْفَع به البلاء ، وأن العين تُؤثِّر في الإنسان وتضرعه ، أي تُضْعِفه وتُنْحِله ، وذلك بِقَضاء الله تعالى وقدره . اهـ .
قال القرطبي : واجب على كل مسلم أعجبه شيء أن يُبَرِّك ، فإنه إذا دَعا بالبركة صُرِف المحذور لا محالة . اهـ .
وسبق :
أسئلة حول ما يتعلق بالإصابة بالعين .
http://almeshkat.net/vb/showthread.php?t=12995
و
هل هناك فرق بين الحسد والعين ؟
http://almeshkat.net/vb/showthread.php?t=40374
والأذكار تحمي وتحفظ بإذن الله من كل شرّ .
والله تعالى أعلم .
أجاب على السؤال فـضـيـلة الشـيـخ / عبدالرحمن بن عبدالله السحيم..
حفظه الله ونـفـعـنـا الله بـه وبـعـلـمـه .