✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨
✨✨✨✨✨✨✨✨✨
✨✨✨✨✨✨✨
✨✨✨✨✨
✨✨✨
✨✨
✨
شروط الصّلاة نقلتها من كتاب الشرح
الممتع على زاد المستقنع للعلاّمة محمّد بن
صالح العثيمين رحمه الله تعالى
باختصار شديد وتصرفٍ يسير
( 2 / 93 - 291 )
_ بابُ شُرُوط الصَّلاة
الشَّرط لُغةً : العلامة،
ومنه قوله تعالى: ** فَهَلْ يَنْظُرُونَ إلاّ السّاعَةَ أنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً فَقَدْ جاءَ أشْراطُهَا **
سورة محمد 18
أي: علاماتها .
والشَّرطُ عند الأصوليين :
ما يلزم من عَدَمِهِ العدمُ،
ولا يلزم من وجوده الوجودُ .
مثل : الوُضُوء للصَّلاة؛
يلزمَ من عدمه عدم صحَّة الصَّلاة؛
لأنه شرط لصحَّة الصَّلاة،
ولا يلزم من وجوده وجود الصَّلاة،
فلو توضَّأ إنسان فلا يلزمه أن يُصلِّي،
لكن لو لم يتوضَّأ وصلَّى لم تصحَّ .
إن الشرُوط تقع قبل الصلاة ؛ لكن لا بُدَّ من استمرارها فيها،
والأركان توافق الشُّروط في أنَّ الصَّلاة لا تصحُّ إلا بها،
لكن تُخالفها فيما يلي :
أولاً: أنَّ الشُّروط قبلها، والأركانَ فيها .
وثانياً: أنَّ الشُّروطَ مستمرَّة من قبل الدّخول في الصَّلاة إلى آخر الصَّلاة،
والأركان ينتقل من ركن إلى ركن :
القيام، فالرُّكوع، فالرَّفع من الرُّكوع، فالسُّجود، فالقيام من السُّجود، ونحو ذلك .
ثالثاً: الأركان تتركَّبُ منها ماهيَّةُ الصَّلاة بخلاف الشُّروط،
فَسَتْرُ العورة لا تتركَّبُ منه ماهيَّة الصَّلاة؛
لكنه لا بُدَّ منه في الصَّلاة .
1) الإسلام،
2) والعقل،
3) والتَّمييز،
هذه الشُّروط معروفة، فكلُّ عبادة لا تصحُّ
إلا بإسلامٍ وعقلٍ وتمييزٍ .
4) دخول الوقت
والدَّليل على اشتراط الوقت :
قوله تعالى : ** إنَّ الصَّلاَةَ كانَتْ على المؤْمِنينَ كِتابًا مَوْقُوتًا ** سورة النساء 103
والصَّلاة لا تصحُّ قبل الوقت بإجماع
المسلمين .
فإن صلَّى قبل الوقت،
فإن كان متعمِّداً فصلاته باطلة،
ولا يَسْلَم من الإثم، وإن كان غير متعمِّد لظنِّه أنَّ الوقت قد دخل، فليس بآثم، وصلاته نَفْل،
ولكن عليه الإعادة؛
لأنَّ من شروط الصَّلاة دخول الوقت .
5) الطّهارة من الحدث .
ودليله قوله صلى الله عليه وسلم : ( لا يَقبَلُ
الله صلاة أحدِكم إذا أحْدثَ حتى يتوضَّأ )
_ رواه البخاري ومسلم
6) الطّهارة من النّجَس .
ومن أدلته أن الرّسول الله عليه وسلم :
سُئل عن دم الحيض يُصيب الثّوب فأمر أنْ
( تَحُتَّه ثم تَقْرُصَه بالماء ، ثم تَنضِحَه ثم
تُصلي فيه )
_ رواه البخاري ومسلم
وأمْرُ النبي صلى الله عليه وسلم
بغسل المذي . _ متفقٌ عليه
يدلّ على أنّه يُشترط التّخلّي من النّجاسة
في البدن .
7) سَتْرُ العَوْرَةِ : والسّتر بمعنى التغطية .
والعورة هي كلّ شيء يَسوءُكَ النّظرُ إليه
فإنّ النّظر إليه يُعتبر من العيب .
ومن أدلته قوله تعالى : ** يـٰبنيٓ ءادم خُذوا
زينتكم عند كلّ مسجد ** سورة الأعراف 31
8) اجتناب النّجاسات : أي : التنزّه منها ،
وهذا في البدن والثوب والبقعة .
لقوله تعالى : ** أن طهّرا بيتي للطّآئفين
والرّكّع السّجود ** سورة البقرة
وأيضاً : أنّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم
قال في المساجد : ( إنَّه لا يصلُح فيها شيءٌ من الأذى والقَذَر )، وأمر أن يُصبَّ على بول الأعرابي ذَنوبٌ من ماء ليطهِّرَه .
9) إستقبال القِبلة : والمراد بالقِبلة الكعبة، وسُمِّيَت قِبْلة؛ لأن النَّاس يستقبلونها بوجوههم ويؤمُّونها ويقصدونها،
و من أدلته قوله تعالى : ** وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ **
سورة البقرة 150 .
و قوله صلّى الله عليه وسلّم للمسيء
في صلاته : ( إذا قمت إلى الصَّلاة فأسبغ الوُضُوء، ثم استقبل القِبْلة فكبِّر ) .
_ رواه البخاري ومسلم
10) النّـيّة : هي العزم على فعل العبادة
تقرُّباً إلى الله تعالى .
والنّيّة محلّها القلب
لقوله صلى الله عليه وسلم : ( إنَّما الأعمال بالنيَّات، وإنَّما لكلِّ امرئٍ ما نوى ) .
_ متفق عليه .
إنّ التلفّظ بالنيّة بدعة ،
فلا يُسَنُّ للإنسان إذا أراد عبادةً
أن يقول : اللهم إني نويت كذا؛
أو أردت كذا،
لا جهراً ولا سِرًّا؛
لأن هذا لم يُنقل عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم،
ولأنَّ الله تعالى يعلم ما في القُلوب،
فلا حاجة أن تنطق بلسانك
ليُعْلم ما في قلبك،
فهذا ليس بِذِكْرٍ حتى يُنطق فيه باللسان،
وإنَّما هي نيَّة محلُّها القلب . اهـ