شاع مصطلح الطب البديل خلال الخمس سنوات الأخيرة بطريقة كبيرة، ولكن للأسف الشديد ارتبط هذا المصطلح عند كثير من الناس بعلم الأعشاب فقط رغم ان هذا الاعتقاد خاطئ من حيث المصطلح والمحتوى.
فمصطلح “طب بديل” هو مصطلح خاطئ من حيث التسمية حيث لا يوجد طب بديل لطب آخر، بل بالعكس وجد هذا الطب ليكون مكملا للطب الحديث بأقسامه، فلذلك أصبحت التسمية عند أهل العلم والخبرة بالطب الشمولي complementary medicine أو الطب المكمل (او التكميلي)، وهذا المصطلح يعني الطب بكل أصنافه إن كان تقليديا أو بديلا كما يسمونه حيث إن طرق العلاج بالطب الشمولي مكملة للطب الحديث ومعتمده عليه من حيث التشخيص المخبري ولا يلغي أحدهما الآخر. فكيف لطبيب الطب البديل أن يشخص مرض السرطان؟
لذلك وجب التنبيه أن المصطلح الأنسب والأشمل هو الطب الشمولي، ولذلك لا بد من العلم أن التشخيص الطبي التقليدي هو أساس من أساسيات الطب البديل أو الشمولي ولا يستطيع أحدهما إلغاء الآخر.
أما المحتوى: فكثير من الناس يعتقدون أن الطب الشمولي أو (البديل كما يسمونه) هو طب الأعشاب والسحر والجن، وهذا اعتقاد خاطئ بكل تأكيد. حيث إن الطب الشمولي هو عنوان كبير لأقسام عديدة منها على سبيل المثال لا الحصر:
الطب النبوي والحجامةIslamic medicine and cupping :
يعتبر من أرقى أنواع الطب بما فيه من اكتشافات علمية تساعد كثيراً من الناس على عللهم بالوقاية من الوصفات النبوية، وقد درس الغربيون الحسنات التي تلحق بالفرد والجماعة من جراء اتباعهم الفروض والسنن والمستحبات الإسلامية دراسة بعيدة عن الإيمان، فرأوا فيها تعاليم صحية مثالية ترفع رسولنا الكريم إلى مكانة علمية متميزة، أما الحجامة وهي روافد الطب النبوي (الشفائي، الوقائي) فهي طريقة مستخدمة منذ القدم. وقد حثنا رسولنا الكريم على اتباع هذه الطريقة بقوله صلى الله عليه وآله وسلم “خير ما تداويتم به الحجامة”، ومن الناحية العلمية فالحجامة مفيدة لتنقية الدورة الدموية ولتنشيط الجهاز المناعي ومفيدة من الناحية الطبية الوقائية إذا عملت بشكل دوري ولها عدة مواقع بالجسم وأكثر من نظرية تطبيقية.
الإبر الصينيةAcupuncture :
وهي نوع من أنواع العلاج بالإبر وذلك بالحقن الجاف بمناطق معينة بالجسم مرتبطة بالمسار العصبي (مسارات الطاقة) والتي حددها الأطباء الصينيون من خبرتهم وعملهم في هذا المجال، كذلك لاحظوا أنه ليس هناك فرق في مدى عمق الإبرة أو حجمها ومسارات الطاقة هي خطوط غير مرئية داخل النسيج الداخلي تتألف من إثني عشر مسارا مزدوجا بشكل متواز، كل مسار أمام الآخر وكل مسار يمثل عضوا وللطاقة فيها نوعان من الحركة:
* من أعلى الجسم إلى أسفله أي من الرأس إلى أخمص القدمين.
* من أسفل الجسم إلى الأعلى أي من الأطراف إلى الرأس أو إلى الأعضاء العليا وكثير من الأمراض يمكن علاجها بالإبر الصينية.
التشخيص القزحيIridology :
وهذا العلم خاص بدراسة أنسجة القزحية بجهاز يصورها ومنطقة القزحية مقسمة إلى كل أقسام الجسم ومن ثم تحديد أي من الأعضاء به خلل مع إمكانية تحديد نوع المرض وهذه طريقة تشخيصية وعلاجية بنفس الوقت.
تنظيف القولون بالماءColonic therapy :
وذلك باستخدام جهاز لتنظيف وغسل القولون بالماء وذلك لاستخراج السموم والرواسب المتراكمة حيث إن القولون هو مخزن لتجميع السموم وكثير من علماء الطب الشمولي يعتمدون هذه الطريقة كبداية للعلاج من كثير من الأمراض.
الماكروبيوتيكMacrobiotic :
هو نظام شرقي قديم صيني الأصل ويعتمد الحبوب والشعير والنباتات البحرية كغذاء أساسي ويعتمد علاجات مبنية على بنية وتكوين الإنسان وما يناسبها من توازنات وترتكز هذه الوسيلة الغذائية على موازنة التيار السالب والموجب أي بحسب الفلسفة الصينية توازن الطاقة الحيوية تشي التي يسميها اليابانيون الكي، وتقسم الأطعمة إلى الأطعمة السالبة والأطعمة الموجبة حسب هذا النظام.
الأيروفيداAyurveda :
هو أقدم أنواع الطب الهندي ويعتمد بشكل أساسي على البنية وما يتناسب معها من غذاء وأعشاب وأسلوب حياة ويعتمد التشخيص بالنبض أو اليدين أو الوجه.
الهوميوباتي “العلاج المثلي”Homeopathy :
يعتمد مبدأ “وداوها بالتي كانت هي الداء” فالأشياء التي تسبب المرض للإنسان السليم يمكن أن تعالج نفس المرض الذي تسببه، فمثلا في حالة ارتفاع الحرارة بالنسبة للطب المثلي يصف دواء يزيد في ارتفاع الحرارة حتى في الجسم السليم ولكن بجرعة مخفضة والنظرية هنا أنه علينا أن نساعد أجهزة الجسم الدفاعية ضد المرض.
وأغلب العلاجات مستخلصة أو مستمدة من أعشاب ومعادن.
المعالجة بتقويم العظامOsteopathy :
نظام يعتمد على اليدين من خلال العمل بالأنسجة الإنشائية في الجسم كالعظام والعضلات والمفاصل وذلك بالمحافظة على هيكل البنية الأساسي وقوامها السليم وهذا يجري مبدئيا على أساس تصحيح وضعية المفاصل بطريقة تعيد إليها حركتها وليونتها ومرونتها الطبيعية بإزالة التقلصات والتشنجات غير العادية في العضلات والأربطة.
تاسعا: المعالجة بتقويم العمود الفقريChairopractic :
يعتمد دعم الطاقة العصبية للأنسجة والأعضاء التي تعاني من القصور في وظائفها، يعمل من خلال العمل اليدوي لمنطقة العمود الفقري، حيث إن الكثير من القصور في أداء الأعضاء يرجع إلى افتقار الإمداد للطاقة العصبية إليها عن طريق الفقرات مما يسبب لها القصور والمرض.
الرفلكسولوجي (العلاج الانعكاسي) Reflexology
هو علاج يعتمد على علاقة أسفل القدم والكف بأنسجة وأعضاء الجسم، لكل عضو من أعضاء الجسم، انعكاس في منطقة معينة في أسفل القدم والكف حيث يستجيب العضو للعلاج من خلال الضغط بالأصابع على المنطقة التي تعكس وجوده في أسفل القدم وفي الكتف.
المعالجة بالزيوت العطريةAroma Therapy :
هنا تستعمل حاسة الشم في الوقاية وفي المعالجة المرضية وتستخدم هذه الطريقة باستعمال خلاصات عطرية ممزوجة ببعض الزيوت يدهن بها الجلد كما يستعمل بعضها كأبخرة للاستنشاق، وتستعمل في الحمام وفي بعض الأحيان تؤخذ بالفم ومن أهم الأمراض التي تعالج بالزيوت العطرية، أمراض الجهاز التنفسي، عسر الهضم ومشاكل المفاصل ومشاكل المعدة والأمعاء وغيرها.
والزيوت المستعملة لمثل هذا العلاج مستخرجة من مجموعة متنوعة من الأعشاب والتوابل والزهر والخشب والراتنج وتكون ذات كثافة شديدة وتحفظ في زجاجة قاتمة صيانة لها من الضوء.
المساج أو فن التدليكMassage :
هو طريقة معالجة باللمس ويتعلق بالأنسجة اللينة والهدف الرئيسي منه بعث الراحة والاسترخاء وعلى صعيد آخر ممكن أن يقوم ببعث الحيوية والنشاط وإزالة التشنج العضلي وإزالة التوتر والإجهاد ويعمل التدليك على تحرير العضلات وبعث الراحة والاسترخاء ومن ثم يفسح المجال أمام الطاقة الحيوية لتنتقل بحرية دون معوقات.
مساج التصريف الليمفاوي اليدويManual lymph drainage massage :
هو سائل مائل للصفرة ذو تفاعل قلوي موجود في الأوعية الليمفاوية، مؤسسا هذه الطريقة هما الدكتوران النمساويان (إميل فودر وإستريد فودر) وهذه الطريقة مبنية على نظرية مفادها أن جهازا ليمفاويا سليما يؤدي إلى جسم متعاف بخلايا وأعضاء تؤدي عملها بتكامل وتناغم.
ويجري المساج هنا بخفة متناهية وحسب اتجاه الأوعية الليمفاوية إلى العقد الليمفاوية مثل عملية تفريغ لطيفة فهذه الأوعية تقع تحت الجلد مباشرة والضغط الخفيف يؤدي إلى تصريف السائل الليمفاوي حسب المسالك الطبيعية.
المساج الياباني “الشياتسو”Shiatsu massage :
هي طريقة علاجية باستخدام الأصابع وبنفس فكر الطب الصيني التي تعتمد بدورها على عملية الحث والتفريغ لإعادة معادلة الطاقة الحيوية وفي هذه الطريقة لا تستعمل فيها أي معدات أو أجهزة طبية أو زيوت وتكون الجلسة حوالي ساعة وتكون المعالجة في أوضاع مختلفة مثل جلوس على كرسي للعمل على الكتفين والعنق وانبطاح على البطن للعمل على العمود الفقري واستلقاء على الظهر للعمل على عضلات الصدر والبطن والساقين. ويتم العمل بالضغط على مسارات ونقاط الطب الصيني، أحيانا يستعمل الإبهام وأحيانا باطن الكف وأحيانا الركبة أو الكوع أو القدمان ويختلف مقدار الضغط بين عضو وآخر حسب حاجة المريض المطلوب ويختلف هذا النوع من المساج عن المساج العادي بشدته وضغطه.
الرولفنغRolfing :
الرولفنغ أو تقويم البنية هو تكنيك خاص يعتمد المساج العضلي العميق لتحرير البنية الفيزيولوجية للجسم ليتيح له الفرصة ليعيد هو نفسه عملية التقويم والترميم ويعتمد هذا النوع من العلاج على أن مفتاح تقويم الجسم هو العمود الفقري.
العلاج بالغذاءNutritional therapy :
هو إحدى أهم طرق العلاج والتي ترتبط كثيرا بالتشخيص الحدقي وتنظيف القولون وتعتمد على مبدأ العلاج بالطعام مع الاعتماد على التنوع والتنظيم والموسمية كذلك الاعتماد على الصيام على أنواع معينة من الطعام لاستخراج السموم من الجسم.
وهناك طرق أخرى كثيرة من العلاج بالطب الشمولي أو البديل تصل إلى 98 مدرسة علاجية وهذا يضعنا في أهمية هذه العلوم الطبية ويؤكد مدى مصداقية هذا العلم والذي إذا استعمل بطريقة صحيحة وعلى يد أهل العلم والخبرة كانت النتيجة جيدة بإذنه تعالى.
وفي نهاية هذا الموضوع أؤكد أن الطب الشمولي يتميز بميزة عالية بأنه يعالج الأسباب أكثر من اهتمامه بمعالجة الأعراض فمع تمنياتي للجميع بالصحة والعافية.
من مجلة الصحة والطب .