كلنا نعرف أهمية الصلاة ومكانتها في الدين ..ونعرف كذلك عقوبة تاركها او المتهاون بها ...فهل وضعنا قيمة لكل ذلك ؟ وهل جعلنا خوف الله أمام ناظرينا
نتسابق ونحرص على هذا الركن العظيم الذي يعد من اعظم الاعمال بعد الايمان ..واول ما يسال عليه العبد في القبر ..فان صلحت صلح ما بعدها من عمل وان فسدت فسد ما بعدها .
قال ابن القيم الجوزي رحمه الله : الصلاة : مجلبة للرزق . حافظة للصحة دافعة للأذى ، طاردة للأدواء ، مقوية للقلب ، مبيضة للوجه ، مفرحة للنفس ، مذهبة للكسل ، منشطة للجوارح ، ممدة للقوى ،شارحة للصدر، مغذية للروح ، منورة للقلب ، حافظة للنعمة ، دافعة للنقمة ، جالبة للبركة, مبعدة من الشيطان, مقربة من الرحمن
فكم نحن نضيع من خير وبركات بعدم محافظتنا على الصلاة وتهاوننا بها ولو عرفنا عقوبة تاركها في الدنيا والاخرة وفي الظلمات القبر لبادرنا بأدائها والحفاظ عليها وعدم تفويت أي وقت منها فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أن العبد الذي ينام عن الصلاة ويفرّط في بعض صلواته بسبب النوم عمداً، أن عقوبته في القبر أن الله يسلّط عليه ملكاً يضربه بحجر على رأسه حتى يهشم رأسه، وأنه يكرر ذلك ويفعل ذلك به عقوبة وجزاء في ظلمة قبره.
وأما في الآخرة فإن أول ما يُسأل عنه في يوم القيامة هو الصلاة، فمن صلحت صلاته، صلح عمله، ومن فسدت صلاته فسد سائر عمله، كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم،
فحافظي على صلاتك اختي وحاولي ان تخشعي فيها بقدر الإمكان وابعدي عنك الهواجس و أنت تصلي
واستشعري أنك ِأمام الله وحين تسمعين الأذان تذكري أن ربك تعالى يناديك فأنتِ تستعدين لمقابلة ملك الملوك وانك ستدخلين في مناجاته وأنتِ تقرئين سورة الفاتحة في الصلاة بأنك في حوار خاص بينك وبين خالقك ..فأي راحة تشعرين بها وأنت تؤدينها بخشوع وتذلل فالصلاة راحة وطمأنينة للنفس والقلب .. وقد أرشدنا النبي صلى الله عليه وسلم عندما تحدق بنا المصائب ، وتدلهم بنا الخطوب والأحزان أن نفزع إلى الصلاة "كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا حزّ به أمر فزع إلى الصلاة .."
وحافظي اختي على صلاة الفجر خاصة فهي منبع كل خير ولا تتخاذلي عليها فمن صلاها كان في ذمة الله و حفظه وهي سبب بإذن الله في دخولك الجنة قال صلى الله عليه و سلم (من صلى البردين دخل الجنة)-متفق عليه - والبردين هما الفجر و العصر و حسبك أنها صلاة مشهودة ...وحافظي على وقت كل صلاة وعودي نفسك على ذلك تكوني من عباد الله المقربين واصفيائه وتجدين تغيرا في نفسك ..لأن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر
ومن الأسباب التي تُعين على المحافظة على الصلاة المبادرة إلى فعلها في أول وقتها، بحيث أنك بمجرد سماع الأذان تبادرين إلى الوضوء والصلاة حتى تقطعي حبائل الشيطان، بحيث لا يشغلك عن أدائها في وقتها...وإياكِ اختي وتأخير صلاتك من اجل ملهيات دنيوية لا تنفعك بل تزيدك آثاما كان تبقين تتابعين فلما او مسلسلا ويشق عليك قطعه لدقائق تؤدين فيها صلاتك بوقتها او تتماطلين وعن القيام من على جهاز الكمبيوتر حتى تكتشفي ان الوقت قد فات ..او تتقاعسين عن ادائها في مكان دراستك او عملك لأي سبب كان فصلاتك من اهم اولوياتك اجعليها ...وما يساعدك على ادائها هو محافظتك على الوضوء واسباغك إياه قبل كل خروج واجعلي سجادة صغيرة مطوية في حقيبتك دائما حتى تتمكني من اداء صلاتك في وقتها وفي اي مكان .. وإياك اختي من التهاون بصلاتك فان رأيت في نفسك اقبالا على المعاصي وبعدا عن الطاعات فاعلمي انه بسبب اهمالك وتهاونك بالصلاة ..وان رأيت تيسيرا من الله في أمورك وتقوى في قلبك وراحة في نفسك فاعلمي انها من ثمرات المحافظة على الصلاة ..
واعلمي أن الصلاة هي سبب فلاحك ونجاحك في الدنيا والآخرة، فإذا حافظتِ عليها كان لك عند الله العهد العظيم بالنجاة في الدنيا والآخرة، وتأملي قول الله تعالى: **والذين هم على صلواتهم يحافظون * أولئك هم الوارثون * الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون** وقال تعالى: {والذين على صلواتهم يحافظون * أولئك في جنات مكرمون**- وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "خمس صلواتٍ كتبهن الله على العباد في اليوم والليلة، فمن حافظ عليهن كن له عهداً عند الله أن يدخله الجنة، ومن لم يحافظ عليهن لم يكن له عند الله عهد، إن شاء عذبه وإن شاء غفر له**.أخرجه ابي داود وأخرجه ايضا البيهقي في السنن عن عبادة بن الصامت
واعلمي أيضاً، أن الصلاة راحةٌ وطمأنينة وهدوء نفس وانشراح في الصدر، وتأملي كيف تجدين راحة وأنساً بالله بعد القيام بالصلاة، وهي أيضاً سبب للفلاح في أمور الدنيا والتوفيق في الحياة، وفي الزواج، وفي الذرية الصالحة.
اللهم اجعلنا من التوابين واجعلنا من مقيمي الصلاة ومن ذريتنا ..وامنحنا التوفيق واهدنا ..انا نسألك سعادة الدارين ..