قل الحمد لله ..إن الله ابتلاني
عندما يبتلى الإنسان بمرض روحي أو عضوي قد يكون شفاؤه بأحد حالتين ..
شفاء بمجاهدة :باتخاذ أسباب الشفاء ..
شفاء تلقائي : تواجد أسباب غير مباشرة تساعد على الشفاء..
فمثلاً في حالة الإصابة الروحية ..
في الحالة الأولى قد تتيسر لك أسباب الشفاء دون جهد يذكر..
كأن يتم فك السحر مصادفة ..في هذه الحالة قد تعلم بإصابتك وتشعر بزوالها ..
لا شك ستحمد الله ولكن معظم الوقت سيكون حمداً مجوفاً عارضاً..
وفي حال آخر تشعر بوجود مرض أو وجود ما يعرقل أمورك ، ولا تعرف له سبب ..
ثم تشعر بزوال هذا الأمر، في هذه الحالة سيعزى الأمر إلى أنه أسباب نفسية (أوهام وتخيلات)..
هنا قد لا يذكر فضل الله إطلاقاً..
ولكن أنظر إلى حالة الإصابة :
وأنت تلجأ إلى الله..
وتتكل عليه وتفوض أمرك إليه ..
تذل إليه.. وتعلم أنك قد أخطأت بحق نفسك ..وترجع إلى ذاتك فتبحث عن أخطاءك وتعمد إلى تصحيحها..
تكثر الطاعات لله عز وجل ..
تدعو في جوف الليل بصفاء إيماني..
تدعو بحضور القلب وتجرد النفس عن كل ما يخالجها من شواغل ..
ستكون مع الله تشكو إليه ما أهمك ..
لن تكون بحاجة إلى وساطة ..
لن تكون بحاجة إلى مال لشراء تذكرة دخول ..أو شراء الدواء ..
لن تحتاج الجلوس بالساعات لانتظار دورك..
لن تحتاج النظر في وجه الدكتور لترى قبوله لشخصك أو عدمه ..
ستدعو الله المجيب لمن دعاه..
{وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ **غافر60
{وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ **البقرة186
لن يكون أمامك إلا النية والوضوء والصلاة ركعتين أو ما تيسر لك..
ثم تدعو الله بقضاء حاجتك ..
ستصل إلى ذروة الإيمان ..
ستشعر بعظمة الله ..
سترى جحودك لنعم الله ..
وترى فضل الله وإنعامه ومنه وكرمه عليك ..
ستبرز لك أخطاءك الكثيرة ..
وترى عفو الله وستره لك ..
ستشعر برحمة الله بك أن هداك إلى سبيله ، وقد يسر لك الأسباب للأوبة إليه ..وتفويض الأمر إليه ..
وإقرارك بذنبك و العذول عنه ..
ستتضح أمامك الكثير من الرؤى..
ستملأ قلبك سعادة غامرة ..
ستكثر الحمد في كل أحوالك ، لن تكون كلمات مجوفة أعتاد اللسان تكرارها ..
ولكن تنبع من شعور عميق يفيض به الوجدان يشعرك بعظم هذا المعنى بحلاوته وعذوبته ..
تشعر بحاجتك إلى ذكره والشوق إلى ترديده في كل لحظاتك..
وكلما زاد حمدك زاد عظم المعنى في قلبك ..
تكون رقيباً على نفسك ، تحرص عليها من الزلل ، فلا يتسرب إلى نفسك شيء دون أن يخضع للمراقبة والتمحيص ..
تشعر بالرضا والصفاء والراحة ..
ستكون رحلتك المؤلمة تكفير لسيئاتك ..
{لِيُكَفِّرَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي عَمِلُوا وَيَجْزِيَهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ **الزمر35
تعلمك الصبر..
{وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ **فصلت35
ستكون سعيداً بأن الله ابتلاك ..لفضل البلاء..
{كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ **البقرة216
ستصل إلي الإيمان ..
{قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِن تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُم مِّنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئاً إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ **الحجرات14
فأحمد الله أن ابتلاك لتكون مؤمناً.
كتبته أم سلمى2
الأربعاء
بتاريخ 13 ــ رجب ــ 1429هـ
الموافق 16ــ 7 ــ 2008م