..أسلحتك
التاسع والعاشر : الذكر المطلق وأذكار الصباح والمساء
9- ذكر الله عز وجل
وهو الحصن الحصين فطالما كان لسان المرء رطباً من ذكر الله فلا سبيل للشيطان عليه فقد أوصى النبي صلى الله عليه وسلم بذلك فقد أخرج أحمد والترمذي وحسنه وابن ماجه وابن حبان عن عبدالله بن بسر أن أعرابيا قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: إن شرائع الإسلام قد كثرت علي فأنبئني منها بشيء أتشبث به، قال: «لا يزال لسانك رطبا من ذكر الله عز وجل» صححه الألباني في صحيح ابن ماجه برقم 3060.
وأخرج ابن ماجه عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن الله عز وجل يقول أنا مع عبدي إذا هو ذكرني وتحركت بي شفتاه» صححه الألباني برقم 3059 في صحيح ابن ماجه.
وقد شبهه النبي عليه الصلاة والسلام بالحصن فقد أخرج الترمذي من حديث أبي مالك الأشعري رضي الله عنه وفيه: «وآمركم أن تذكروا اللّه فإن مثل ذلك كمثل رجل خرج العدو في أثره سراعا حتى إذا أتى على حصن حصين فأحرز نفسه منهم كذلك العبد لا يحرز نفسه من الشيطان إلا بذكر اللّه» الحديث. وقال فيه: حديث حسن صحيح غريب، وصححه الألباني في صحيح الترغيب برقم: 552 والوادعي في الصحيح المسند برقم: 295.
هذا في عموم الذكر أو الذكر المطلق كالتسبيح والتحميد والتكبير والتهليل والحوقلة والاستغفار، ثم بعد هذا هناك أذكار خاصة تقال في مواطن وأزمنة محددة لها أثر كبير بإذن الله في صرف الشيطان وطرده كأذكار الصباح والمساء.
و من ذلك أيضا ما يكون عقب الانتهاء من صلاة الفجر فقد روى الترمذي وغيره، عن أبي ذر رضي الله عنه أن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ قالَ فِي دُبُرِ صَلاةِ الصُّبْحِ وَهُوَ ثانٍ رِجْلَيهِ قَبْلَ أنْ يَتَكَلَّمَ: لا إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ يُحْيي وَيُمِيتُ وَهُوَ على كُلّ شَيْءٍ قَدِيرٌ عَشْرَ مرَّاتٍ كُتِبَ لَهُ عَشْرُ حَسَناتٍ، ومُحِيَ عَنْهُ عَشْرُ سَيِّئاتٍ، وَرُفِعَ لَهُ عَشْرُ دَرَجاتٍ، وكانَ يَوْمَهُ ذلكَ فِي حِرْزٍ مِنْ كُلّ مَكْرُوهٍ وَحُرِسَ مِنَ الشَّيْطانِ ولَمْ يَنْبَغِ لِذَنْبٍ أنْ يُدْرِكَهُ في ذلكَ اليَوْمِ إِلاَّ الشِّرْكَ باللَّهِ تَعالى». قال الترمذي: هذا حديث حسن، وفي بعض النسخ: صحيح.
10- أذكار الصباح والمساء
وهي كثيرة واخترنا لك منها ما جاء فيه نص يتناول الوقاية من الشيطان:
* ومنها ما رواه الترمذي عن عُثْمَانَ بنَ عَفّانَ رضي الله عنه يقول: قالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «مَا مِنْ عَبْدٍ يَقُولُ في صَبَاحِ كُلّ يَوْمٍ وَمَسَاءِ كُلّ لَيْلَةٍ بِسْمِ الله الّذِي لا يَضُرّ مَعَ اسْمِهِ شَيْءٌ في الأرْضِ وَلا في السّمَاءِ وَهُوَ السّمِيعُ العَلِيمُ ثَلاَثَ مَرّاتٍ لم يضُرّهُ شَيْءٌ».
* وروىالبخاري ومسلم في صحيحيهما عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ قَالَ: لاَ إِلَهَ إِلاّ اللّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَىَ كُلّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، فِي يَوْمٍ، مِائَةَ مَرّةٍ. كَانَتْ لَهُ عِدْلَ عَشْرِ رِقَابٍ. وَكُتِبَتْ لَهُ مِائَةُ حَسَنَةٍ. وَمُحِيَتْ عَنْهُ مِائَةُ سَيّئَةٍ. وَكَانَتْ لَهُ حِرْزاً مِنَ الشّيْطَانِ، يَوْمَهُ ذَلِكَ، حَتّىَ يُمْسِيَ. وَلَمْ يَأْتِ أَحَدٌ أَفْضَلَ مِمّا جَاءَ بِهِ إِلاّ أَحَدٌ عَمِلَ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ. وَمَنْ قَالَ: سُبْحَانَ اللّهِ وَبِحَمْدِهِ، فِي يَوْمٍ، مِائَةَ مَرّةٍ، حُطّتْ خَطَايَاهُ. وَلَوْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ» وهذا لفظ مسلم.
* ومنها أيضاً: قوله «أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق» ففي سنن أبي داود وغيره بإسناد صحيح، عن رجل من أسلم من أصحاب النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: كنتُ جالساً عند رسول اللّه صلى الله عليه وسلم فجاء رجلٌ من أصحابه فقال: يا رسول اللَّهِ! لُدِغْتُ الليلةَ فلم أنم حتى أصبحتُ، قال: «مَاذَا؟» قال: عقربٌ، قال: «أما إنَّكَ لَوْ قُلْتَ حِينَ أمْسَيْتَ: أعُوذُ بكَلِماتِ اللَّهِ التَّامَّاتِ مِنْ شَرّ ما خَلَقَ لَمْ يَضُرَّكَ شَيْءٌ إنْ شاءَ اللَّهُ تَعالى».قال الحافظ في الفتح: سنده صحيح.
فقوله صلوات الله وسلامه عليه: «لم يضرك شيء» يدل على العموم، ومما لا شك فيه أن أشد الأشياء ضرراً بالإنسان هو الضرر الواقع عليه من الشيطان إن تمكن منه.
* ومنها أيضا ما جاء في سنن ابن ماجه عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: "لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يدع هؤلاء الكلمات حين يصبح ويمسي: اللهم إني أسألك العافية في الدنيا والآخرة. اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي. اللهم استر عوراتي وآمن روعاتي واحفظني من بين يدي ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي وأعوذ بك أن أغتال من تحتي". قال وكيع: يعني الخسف. وصححه الألباني في المشكاة برقم 2334.
فالدعاء بستر العورات مطلوب لأن الشيطان يرانا ولا نراه كما قال تعالى: )إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لا تَرَوْنَهُمْ( [الأعراف: 27].
* وورد في سنن أبي داود والترمذي، عن أبي هريرة رضي الله عنه أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه قال: يا رسول اللّه! مُرْني بكلمات أقولهنّ إذا أصبحتُ وإذا أمسيت، قال: «قُل:ِ اللَّهُمَّ فَاطِرَ السَّمَوَاتِ وَالأرْضِ، عالِمَ الغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ، رَبَّ كُلِّ شَيْءٍ وَمَلِيكَهُ، أشْهَدُ أن لا إلهَ إِلاَّ أنْتَ، أعُوذُ بِكَ مِنْ شَرّ نَفْسِي وَشَرِّ الشَّيْطانِ وَشِرْكِهِ. قالَ: قُلْها إذَا أصْبَحْتَ وَإذَا أمْسَيْتَ وَإذَا أخَذْتَ مَضْجَعَكَ» قال الترمذي: حديث حسن صحيح.