هل القرآن الكريم كله رقية ...؟
لازال هناك خلط بين الرقية الشرعية وبين طرق أخرى أستخدمت للعلاج فالكثيرون معالجين ومتعالجين لا يقفون على المعنى الحقيقي للرقية الشرعية ولا يفرقون بينها وبين ما أضيف إليها من أمور أخرى
وهذا الخلط يمنع الكثيرين من التداوي الصحيح بالرقية الشرعية أو الرقى الصحيحة الواردة في الكتاب والسنة ويقف حائلا بين استيعاب المفهوم الحقيقي للرقى
فكان في نظرهم الأستماع رقية والعلاج رقية والقراءة على الماء والمواد الأخرى رقية
لاريب أن القرآن الكريم شفاء لأمراض القلوب والأبدان كما هو واضح من الكتاب والسنة فهو كلام الله عز وجل به تطمئن القلوب وتشفى من أسقامها
يقول تعالى: **وَنُنَزِّلُ مِنْ الْقُرْءانِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلاَّ خَسَارًا** [الإسراء: 82].
وقوله: {قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آَمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ** [فصلت: 44]
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ** [يونس: 57]
وقوله تعالى : ألا بذكر الله تطمئن القلوب
ولكن هل هذه الآيات تعني أن القرآن الكريم كله يرقى به ...؟
إذا كان القرآن الكريم كله يرقى به لما كان الأقتصارعلى آيات معينة هى فقط التي تم الرقية بها ...؟
قال الرسول صلى الله عليه وسلم : "وما أدراك أنها رقية"لمن رقى اللديغ بسورة الفاتحة
هنا يجب أن نقف عند هذا التساؤل الكريم
والذي يتضح لي والله أعلم أن هناك رقى معينة وليس القرآن الكريم كله رقى
لنرجع إلى مفهوم الرقية الشرعية وطريقتها كما ثبت عن الرسول صلى الله عليه وسلم وسنجد أنها بعيدة عن كل الخلط الموجود
لما لا يتم تصويب التجاوزات الحاصلة حاليا لأنها تقف عثرة في الأستشفاء بالرقى الشرعية كما أن التوسع والتجارب في الرقى تجعلها تفقد مفهومها و أستيعابها
وخاصة الأعتقاد في الرقية
فالخروج عن الآيات المحددة في الكتاب والسنة يؤثر في الأعتقاد وهذا الأمر لمسته و تأكدت منه لأن الغالبية يعتقدون في الآيات أنها تشفي وإن قال بعضهم غير هذا
كذلك يعتقدون أن الآيات تخصص كأنواع العلاج الطبي فهذه للسحر وهذه للعين وهذه للمس ..
والمعلوم أن الرقية الشرعية دعاء وكل الآيات والسور التي تم أضافتها من قبل المعالجين لا تشمل في مضمونها دعاء
وإن أراد المعالج معرفة سبب الإصابة فهذا ليس سبب للتوسع فلم يتم تخصيص آيات معينة لشفاء هذا المرض أو ذلك سواء كان عضوي أو من الجن لأن الله عز وجل هو الشافي علام الغيوب مادامت الرقية دعاء لأجل الشفاء فأدعوا بما ثبت شرعاً
أما تحديد آيات معينة لأمراض معينة فهو يدل أن الآيات هى الشافية أو أن المعالج هو الشافي أو من يرقي هو يشفي نفسه بتأثير الآيات ولا يوجد معنى غير ذلك ..
فقولهم هذه للحرق وهذه للصعق وهذه للأخراج وهذه للأنزال وهذه للطرد وهذا الأمر غير صحيح فلم يثبت هذا الأمر لا في الكتاب ولا في السنة كما أنه تعدي على كتاب الله
وتفسير الآيات تفاسير لا تدل على معناها الحقيقي مطلقاً
والأدهى والأمر أن الغالبية عوام وهذا الأمر يؤثر في عقيدتهم
فبدل أن تقود الرقية الشرعية الصحيحة إلى التوحيد وكمال الأعتقاد في الله عز وجل أنه الشافي نجد ما تم أدخاله على الرقى يقود إلى الشرك والعياذ بالله
الذي يجب التركيز عليه هو الرقية بالرقى المشروعة فقط و اليقين أنا الله عز وجل يشفي بها مهما كان نوع المرض لأن الله عز وجل هو الشافي
القرآن الكريم شفاء ورحمة لأمراض القلوب والأبدان إذا تم قرآته كله دون أستثناء بتدبر وتأني
ولكن ليس رقية شرعية
كتبته أم سلمى
السبت
08/03/2014