بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بعد أن أقتنع بالعلاج بالرقية الشرعية جلس يحادث نفسه ..
المصاب: ــ سأقوم بإستعمال العلاج حتى أتخلص من هذا الجني القابع داخل جسدي الذي أرقني ونغص عليَّ عيشتي وعطل أموري ..
وحديث معاكس من نفسه يقطع عليه استرساله ..
وساوس الشيطان :ــ لن تستطيع ..! الجن أقوياء وهم متشبثون بالجسد ..، ثم ما هذا البرنامج المتعب ...؟
هل ستقيم في حالة طوارئ ...؟
ما هذا ..!!برنامج يستهلك ساعات طويلة ..مغطس.. ، أدهان..، شرب ماء ..، قراءة ..، استماع ...؟
وحياتك الأخرى ..؟ إنه برنامج متعب ..ستحرم نفسك من أشياء كثيرة
سوف تكون مقيد ..!
المصاب :ــ سأتغلب عليهم ، هى فترة وتمر عليَّ أن أصبر لأعود لحالتي الطبيعية ..
أطرق قليلاً وأقتنع دون أن ينتبه ..
المصاب: ــ يبدو لي أني لن أبدأ الآن ...سأنتظر الوقت المناسب فعندي أشياء كثيرة أريد عملها ..أكملها ومن ثَمَ أتفرغ للعلاج ..
وتتوالى الأيام وتمضي ..تذكر ..فتسويف ...فنسيان ..
إلى أن يأذن الله .. ويجزم بتنفيذ العلاج بكل حذافيره مستعيناً بالأذكار ،
وعند بدء أول يوم علاج والجني مازال في أوج قوته وجبروته وسيطرته على الجسد
أصيب الخصمان بالإنهاك والألم ..
فالجني تأثر بالعلاج وتضرر وتألم أشد الإيلام ..
وفي المقابل أحدث أعراض كثيرة وقوية في جسد المصاب من صداع وثقل في الأكتاف وجميع الجسد ، وكدمات وتقرحات وغيرها ..
لأن الجني لازال قوياً ، و حتى يثني المصاب عن مواصلة العلاج فيوهمه أن هذا ما سيتعرض له إذا أستمر في العلاج ..
الآن الاثنان يطلبان المدد والمساعدة كلاً من بني جلدته ..
فالإنسان المصاب يحتاج التشجيع والحث على الاستمرار وتبيان الأمور الغامضة ، والتذكير بوضعه السيئ قبل العلاج وما سيكون عليه بعد العلاج ..
ــ والجني يحتاج إلى إسعافات أولية وعلاج لاستعادة قوته ومواصلة عمله الموكل به ..فالمعركة بالنسبة له حاسمة والعلاج يعني موته ..
المصاب :ــ إني متعب لا أستطيع الأستمرار سأوقف العلاج ...
المعالج :ــ أستمر فهذه مؤشرات جيدة عن الضرر الذي لحق بالعارض ..
الأهل :ــ أصبر ..أنظر إلى وضعك السيئ هل تريد الاستمرار فيه ..؟
أصبر ما هي إلا أيام وترى نفسك وقد تعافيت وعدت إلى حياتك الطبيعية .
العارض :ـــ أنقذوني ...أنقذوني إني أحترق ..لن أستطيع المقاومة ...
بداية العلاج كانت موفقة بالنسبة للإنسان فقد كان حوله المعالج يرشده ويوضح له ما أشكل عليه ..
وكذلك الأهل يحثونه على المواصلة ...
بينما الجني في حالة انكسار وضعف كل يوم ، والجني المكلف بحراسة الجني الماكث في الجسد لا يستطيع عمل شيء ، فالإنسان محصن بالأذكار وقراءة سورة البقرة وما تيسر من ورد يومي ..
وبعد أن أخذ الضنى والتعب من الجني كل مأخذ ، فالموت يترصده من كل صوب ، إن خرج فسيقتله موكله ، وإن بقي سيموت من العلاج ..
وليس أمامه إلا الاستمرار في المقاومة ، عندها استعان بوساوس الشيطان
العارض :ــ أسمعي ياوساوس الشيطان عليك مساعدتي فوجودي في الجسد مفيد لك ، تستطيع أن تقضي مآربك دونما تعب .
وساوس :ـــ حسناً وكيف يمكنني المساعدة ...؟
العارض :ــ بما أن هناك من يعينه فلن يترك العلاج ، ولكن أشغله عن الأذكار ، خاصة وأن اليوم موعد قراءة سورة البقرة ..
كما أن قبيلي خارج الجسد سيفعلون ما بوسعهم من إلهاء حتى ينتهي الوقت المحدد للأذكار ، من ثم يستطيعون تقديم إسعافات لي لأستطيع المقاومة ..
وبدأت المكيدة ....
بعد صلاة العصر مباشرة كانت المشاغل والملاهي التي شغلت عن الأذكار
وكان كلما تذكر أنه لم يقم بأذكار المساء ألهته المشاغل وسوفته ،
وسواس الشيطان :ــ ستفعل هذه وتقوم بعدها بقول الأذكار ....!!
فيبعد الفكرة ويسترسل في الأعمال المختلفة ..، وكانت الحسرة لنهاية الوقت المخصص للأذكار ، ثم تذكر أنه اليوم المحدد لقراءة سورة البقرة ، ويجد أن الكثير من المهام قد تعطلت ويجب أن تنفذ الآن وأعمال أخرى تأتي غير موجودة مسبقاً في البرنامج اليومي ..
والوقت قد أستهلك في العمل ويأتي المساء وقد خارت القوى وتسلل النوم إلى الأجفان وكان النوم ..
وطبعاً الجن لم يتوانى عن معالجة الجني المصاب وإعادته إلى سابق عهده ..
يستيقظ الإنسان وضوء الشمس قد غمر المكان ..
المصاب :ــ يا إلهي..لم أصل الفجر ..!!
نسيت أذكار المساء ...
تراكمت الأعمال ..
ما العمل ..
إني منهك القوى ...
ليس أمامي سوى ترك البرنامج العلاجي لهذا اليوم ...
ويأتي من يذكره أنه أحدث خللاً كبيراً في برنامج العلاج للتهاون الذي أحدثه ، وقد تراجع خطوات كبيرة إلى الوراء ..
ويعود للمتابعة ..ويكون التعب أضعاف الأيام السابقة بعد أن كان يقل تدريجياً ، لأن الجني أستعاد قوته..
المصاب :ــ هذه المرة سأقضي عليك بإذن الله أيها الجني ..
العارض:ــ لن تستطع فقد استعدت قدرتي ، لن أمكنك مني ، سأكون لك بالمرصاد.
المصاب :ــ ربي الله يعنني وينصرني،وحليفك الشيطان يخذلك ..
وفي وجود الراقي يوضح كل خطوة والأهل يوفرون المساعدة ويلاحظون أوجه الإخفاق أو التقصير ، يتم التوجيه مع إرادة المصاب بإتكاله على الله ، يتم الالتزام
بفضل من الله ومنة .. ومع الأيام يتضاءل الألم ويصبح الشعور بالتحسن ملحوظ وكل يوم يقل الألم ..
وضعف الجني فلم يعد قادراً على أحداث الأذى وإنما تنميل بسيط في الأطراف تلاشى تدريجياً حتى انتهى وحصلت الراحة التامة
وأنتهت رحلة علاج ..
لتبدأ رحلة الشفاء
كتبته أم سلمى
اليوم الأربعاء
بتاريخ 27/08/2008م
الموافق :26/08/1429هـ