الشفعاء و ذكر الجهنميين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال الله تعالى
فما تنفعهم شفاعة الشافعين
فمن دخل النار من الموحدين مات و احترق ثم يخرجون بالشفاعة
1-فى مسلم " عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أما أهل النار الذين هم أهلها فإنهم لا يموتون فيها و لا يحيون و لكن ناساً أصابتهم النار بذنوبهم أو قال بخطاياهم فأماتهم الله إماتة حتى إذا كانوا فحماً أذن لهم في الشفاعة فيجيء بهم ضبائر ضبائر فبثوا على أنهار الجنة ثم قيل يا أهل الجنة أفيضوا عليهم ، فينبتون نبات الحبة تكون في حميل السيل " فقال رجل من القوم كان رسول الله صلى الله عليه و سلم قد كان يرعى الغنم بالبادية
و أحاديث شفاعة النبي ص متواترة
والشفاعة التي ادخرها لهم، [أي: لأمته] حق كما روي في الأخبار"]:-
وهي متواترة .. وقد تضمنت أن شفاعته ص ثمانية أنواع
2- شفاعته صلى الله عليه و سلم الخاصة به هي المقام المحمود :[قال رسول الله ص]:«إن الشمس تدنو حتى يبلغ العرق نصف الأذن، فبيناهم كذلك استغاثوا بآدم فيقول: لست صاحب ذلك، ثم بموسى، فيقول كذلك، ثم محمد ص، فيشفع بين الخلق، فيمشي حتى يأخذ بحلقة الجنة، فيومئذ يبعثه الله مقاماً محموداً، يحمده أهل الجمع كلهم».
و هذا حديث عزيز في المقام المحمود وأنه شفاعته ص الخاصة به . "
3- الشفاعة لعصاة الموحدين ويشهد لهذا نصوص كثيرة منها حديث أنس مرفوعاً: «ما زلت أشفع إلى ربي عز وجل ويشفعني وأشفع ويشفعني، حتى أقول: أي رب شفعني فيمن قال: لا إله إلا الله . فيقول: هذه ليست لك يا محمد ولا لأحد، هذه لي، وعزتي وجلالي ورحمتي لا أدع في النار أحداً يقول: لا إله إلا الله» أ وهو حديث صحيح، وقد أخرجه مسلم وغيره بمعناه كما بينت هناك.
4- شفاعة رب العالمين وقد:تواتر في أحاديث الشفاعة؛ أن الله يأمر الشافعين بأن يخرجوا من النار من كان في قلبه ذرة من الإيمان.
5- ولكن كيف الجمع بين قوله صلى الله عليه و سلم : «أمتي أمة مرحومة» وبين الأحاديث التي فيها أنه يخرج ناس من أمته من النار بالشفاعة؟
الحقيقة أنه لا تعارض عند التأمل والابتعاد عن التظاهر بالتحقيق المزيف كما هو الواقع في هذا الحديث الصحيح، فإنه ليس المراد به كل فرد من أفراد الأمة، وإنما من كان منهم قد صارت ذنوبه مكفرة بما أصابه من البلايا في حياته؛ "وحديث الشفاعة يكون فيمن لم تَصِر ذنوبه مكفرة في حياته".
: فالحديث إذن من باب إطلاق الكل وإرادة البعض؛ أطلق "الأمة" وأراد بعضها؛ وهم الذين كفرت ذنوبهم بالبلايا ونحوها مما ذكر في الحديث، وما أكثر المكفرات في الأحاديث الصحيحة والحمد لله ."
6- شفاعة القرآن والصيام للعبد يوم القيامة،وتجسيد الأعمال يوم القيامة. :
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال: «الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة؛ يقول الصيام:أي رب منعته الطعام والشهوة فشفعني فيه، ويقول القرآن منعته النوم بالليل فشفعني فيه قال فيشفعان».(حسن صحيح).
أي: يشفعهما الله فيه ويدخله الجنة، قال علماؤنا: " وهذا القول يحتمل أنه حقيقة بأن يجسد ثوابهما ويخلق الله فيه النطق ﴿وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾، ويحتمل أنه على ضرب من المجاز والتمثيل".
: والأول هو الصواب الذي ينبغي الجزم به هنا وفي أمثاله من الأحاديث التي فيها تجسيد الأعمال ونحوها، كمثل تجسيد الكنز شجاعاً أقرع، ونحوه كثير، وتأويل مثل هذه النصوص ليس من طريقة السلف، رضي الله عنهم، بل هو طريقة المعتزلة ومن سلك سبيلهم من الخلف، وذلك مما ينافي أول شروط الإيمان ﴿الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ﴾، فحذار أن تحذو حذوهم، فتضل وتشقى، والعياذ بالله تعالى."
7- اما عن نوع الشفاعة التي يشفعها الطفل لوالده إذا عق عنه؟
معلوم في كثير من الأحاديث؛ أن الأطفال الصغار يوم القيامة يقفون عند باب الجنة، ويبكون يطلبون آباءهم، فيرسل الله تبارك وتعالى إليهم جبريل عليه السلام ليسألهم عن سبب بكائهم - والله تبارك وتعالى أعلم بهم - فيأتيهم جبريل عليه السلام فيسألهم فيقولون: لا ندخل الجنة إلا وآباؤنا معنا، فيأتيهم الإذن من رب العالمين تبارك وتعالى أن يدخلوا هم وآباؤهم الجنة فهذا النوع من الشفاعة وهو الاستعجال بدخول الجنة هو الذي يستحقه الآباء الذين عقوا، أي ذبحوا عن أبنائهم، والله أعلم.
- في الشافعين لمن دخل النار و ما جاء أن النبي صلى الله عليه و سلم يشفع رابع أربعة
1-" عن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يشفع يوم القيامة ثلاثة : الأنبياء ثم العلماء ثم الشهداء
2- و عن عبد الله بن مسعود يشفع نبيكم رابع أربعة : جبريل ثم إبراهيم ثم موسى أو عيسى ثم نبيكم صلى الله عليه و سلم ثم الملائكة ثم النبيون ثم الصديقون ثم الشهداء ، و يبقى قوم من جهنم فيقال لهم " ما سلككم في سقر * قالوا لم نك من المصلين * و لم نك نطعم المسكين " إلى قوله : " فما تنفعهم شفاعة الشافعين "
قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه :
فهؤلاء الذين يبقون في جهنم -: و قيل إن هذا هو المقام المحمود لنبينا صلى الله عليه و سلم
2 -و ذكر مسلم من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه و فيه بعد قوله في نار جهنم : حتى إذا خلص المؤمنون من النار فوالذي نفسي بيده ما من أحد منكم بأشد منا شدة لله تعالى في استيفاء الحق من المؤمنين يوم القيامة لإخوانهم الذين في النار
3-وقال الحبيب : إذا خلص الله المؤمنين من النار و آمنوا فما مجادلة أحدكم لصاحبه في الحق يكون له في الدنيا أشد مجادلة من المؤمنين الذين دخلوا النار .
قال يقول ربنا إخواننا كانوا . ه . يقولون ربنا كانوا يصومون معنا و يصلون و يحجون ، فيقال لهم : أخرجوا من عرفتم فتحرم صورهم على النار فيخرجون خلقاً كثيراً قد أخذت النار إلى نصف ساقه و إلى ركبتيه يقولون ربنا ما بقي فيها أحد ممن أمرتنا به ، ثم يقول الله عز و جل : ارجعوا فمن وجدتم في قلبه مثقال دينار من خير فأخرجوه فيخرجون خلقاً كثيراً
، ثم يقولون ربنا لم نذر فيها أحداً ممن أمرتنا به ، ثم يقول : ارجعوا فمن وجدتم في قلبه مثقال نصف دينار من خير فأخرجوه فيخرجون خلقاً كثيراً ، ثم يقولون ربنا لم نذر فيها أحداً ممن أمرتنا به ، ثم يقول ارجعوا فمن وجدتم في قلبه مثقال ذرة من خير فأخرجوه فيخرجون خلقاً كثيراً ربنا لم نذر فيها خيراً
4-البخارى " عن أنس عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : يخرج قوم من النار بعد ما مسهم منها سفع فيدخلون الجنة فيسميهم أهل الجنة الجهنميين "
وقال صلى الله عليه وسلم قال ليخرجن قوم من النار بشفاعتي يسمون الجهنميين
5-و عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي :
6- قال رسول الله صلى الله عليه و سلم شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي ": فقال لي جابر من لم يكن من أهل الكبائر فما له و للشفاعة ؟
7--و قد جاء في صحيح مسلم " من حديث النواس بين سمعان الكلابي قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :
يؤتى بالقرآن يوم القيامة و أهله الذين كانوا يعملون به تتقدمه سورة البقرة و آل عمران و ضرب لهما رسول الله صلى الله عليه و سلم ثلاثة أمثال ما نستيهن بعد قال كأنهما غمامتان أو ظلتان سوداوان بينهما شرق أو كأنهما فرقان من طير صواف تحاجان عن صاحبهما "
-" تحاجان عن صاحبهما "
أي يخلق الله من يجادل عنه بثوابهما ملائكة
8- وقال صلى الله عليه وسلم لقيس :
إنه لا بد لك يا قيس من قرين يدفن معك و هو حي و تدفن معه و أنت ميت ، فإن كان كريماً أكرمك و إن كان لئيماً أسلمك ، ثم لا يحشر إلا معك و لا تبعث إلا معه و لا تسأل إلا عنه ، فلا تجعله إلا صالحاً فإن كان صالحاً فلا تأنس إلا به ، و إن كان فاحشاً فلا تستوحش إلا منه و هو فعلك
9-وقال صلى الله عليه وسلم " يؤتى يوم القيامة بالتوبة في صورة حسنة و رائحة طيبة فلا يجد رائحتها و لا يرى صورتها إلا مؤمن فيجدون لها رائحة و أنساً ، فيقول الكافر و العاصي المصر : ما لنا ماوجدنا ماوجدتم و لا رأينا ما رأيتم فتقول التوبة : طال ما تعرضت لكم في الدنيا فما أردتموني فلو كنتم قبلتموني لكنتم اليوم وجدتموني فيقولون : نحن اليوم نتوب فينادي مناد من تحت العرش : ههيات ذهبت أيام المهلة و انقضى زمان التوبة ، فلو جئتموني بالدنيا و ما اشتملت عليه ما قبلت توبتكم و لا رحمت عبرتكم ، فعند ذلك تنأى التوبة عنهم و تبعد ملائكة الرحمة عنهم ، و ينادي مناد من تحت العرش : يا خزنة النار هلموا إلى أعداء الجبار"
معرفة المشفوع فيهم بأثر السجود و بياض الوجوه
1-و خرج مسلم من " حديث أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه و سلم و فيه بعد قوله منهم المجازى حتى ينجى إذا فرغ الله من القضاء بين العباد و أراد أن يخرج برحمته من أراد من أهل النار أمر الملائكة أن يخرجوا من النار من كان لا يشرك بالله شيئاً ممن أراد الله أن يرحمه ممن يقول لا إله إلا الله ، فيعرفونهم في النار بأثر السجود تأكل النار ابن آدم إلا أثر السجود ، و حرم الله على النار أن تأكل آثر السجود ، فيخرجون من النار قد امتحشوا فيصب عليهم ماء الحياة فينبتون منه كما تنبت الحبة في حميل السيل "
2-وإنه يؤتى بأهل الكبائر من أمة محمد صلى الله عليه و سلم شيوخاً و عجائز و كهولاً و نساء و شباباً ، فإذا نظر إليهم مالك خازن النار ، قال : من أنتم معشر الأشقياء ما لي أرى أيديكم لا تغل ، و لم توضع عليكم الأغلال و السلاسل و لم تسود وجوهكم و ما ورد علي أحسن منكم ، فيقولون : يا مالك نحن أشقياء أمة محمد صلى الله عليه و سلم دعنا نبكي على ذنوبنا . فيقول لهم :
ابكوا فلن ينفعكم البكاء فكم من شيخ وضع يده على لحيته و يقول : وا شيبتاه وا طول حسرتاه وا ضعف قوتاه ، و كم من كهل ينادي وا مصيبتاه وأطول مقاماه . و كم من شاب ينادي وا أسفاه وا شباباه على تغيير حسناه ، و كم من امرأة قد قبضت على ناصيتها و شعرها و هي تنادي وا سوأتاه واهتك أستارها ، فيبكون ألف عام ، فإذا النداء من قبل الله : يا مالك أدخلهم النار في أول باب منها ، فإذا همت النار أن تأخذهم فيقولون بجمعهم : لا إله إلا الله فتنفر عنهم النار خمسمائة عام ، ثم يأخذون في البكاء فتشتد أصواتهم ، و إذا النداء من قبل الله تعالى : يا نار خذيهم ، يا مالك أدخلهم الباب الأول من النار ، فعند ذلك يسمع لها صلصلة كالرعد القاصف ، فإذا همت النار أن تحرق القلوب زجرها مالك و جعل يقول : لا تحرقي قلباً فيه القرآن ، و كان وعاء الإيمان ، فإذا بالزبانية قد جاءوا بالحميم ليصبوه في بطونهم فيزجرهم مالك
، فبقول : لا تدخلوا الحميم بطوناً أخمصها رمضان ، و لا تحرق النار جباهاً سجدت لله تعالى ، فيعودون فيها حمماً كالغاسق المحلو لك و الإيمان يتلألأ في القلوب .-:
وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين