الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد :
إن مما ينبغي للرقاة الإعتناء به، كتاب الله تعالى حفظاً وتلاوة وتدبراً وفهماً .
سيما أن المعالج بكتاب الله لاينبغي أن يهمل تفسير أشرف الكلام خاصة وهو ما يقوم به في علاج الناس بهذا الكتاب المبارك كلام ربنا جل وعلا .
لذا لما تشبعت قلوب السلف رحمهم الله تعالى بكتاب الله ، وفقهوا معاني كلام الله وعلموا ما المراد منها . تعلموا وعملوا كما جاء في الأثر الصحيح عن عمر وابنه في تعلم العشر آيات والعمل بهن ومن ثم التجاوز لغيرها .فلله درهم رحمهم الله .
وإذا كان ذلك كذلك ، فإذا نظرنا في باب الرقية وفي مبحث قراءة القرآن على العليل ومن به وجع وجدنا روعة فقههم رحمهم الله تعالى .
فذا شيخ الاسلام أبو العباس ابن تيمية رحمه الله ما حاله حين يشتد به الوجع .
وإلى ماذا يهب مباشرة .
يقول عنه تلميذه ابن قيم الجوزية رحمهما الله :
"وكان شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله إذا اشتدت عليه الأمور : قرأ آيات السكينة وسمعته يقول في واقعة عظيمة جرت له فى مرضه تعجز العقول عن حملها من محاربة أرواح شيطانية ظهرت له إذ ذاك في حال ضعف القوة قال : فلما اشتد علي الأمر قلت لأقاربي ومن حولي : اقرأوا آيات السكينة قال : ثم أقلع عني ذلك الحال وجلست وما بي قلبة
وقد جربت ( والكلام لابن القيم ) أنا أيضا قراءة هذه الآيات عند اضطراب القلب مما يرد عليه فرأيت لها تأثيراً عظيمافي سكونه وطمأنينته " اهـ كلام ابن القيم رحمه الله من مدارج السالكين _ منزلة السكينة ( 2 / 502 )
وأما آيات السكينة فهي كالتالي :
ذكر الله سبحانه السكينة في كتابه في ستة مواضع :
الأولى : قوله تعالى : وقال لهم نبيهم : إن آية ملكه : أن يأتيكم التابوت فيه سكينة من ربكم
[ البقرة : 248 ]
الثاني قوله تعالى ثم أنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين [ التوبة : 26 ]
الثالث : قوله تعالى إذ يقول لصاحبه : لا تحزن إن الله معنا فأنزل الله سكينته عليه وأيده بجنود لم تروها [ التوبة : 40 ]
الرابع : قوله تعالى هو الذي أنزل السكينة في قلوب المؤمنين ليزدادوا إيمانا مع إيمانهم ولله جنود السموات والأرض وكان الله عليما حكيما [ الفتح : 4 ]
الخامس : قوله تعالى : لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحا قريبا [ الفتح : 18 ]
السادس : قوله تعالى : إذ جعل الذين كفروا في قلوبهم الحمية حمية الجاهلية فأنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين [ الفتح : الآية 26 ]
فانظر يا رعاك الله فقه السلف رحمهم الله
وأقول وصية مجرب للرقاة يعلم الله إن لها تأثيرأ عجيباً في الرقية وكم هي حالات الجبروت من الجن المتمردة على الرقاة أو على المرضى _ واسأل المولى أن يعافي كل مبتلى بسحر أو عين أو حسد أو مرض _ ليظهروا عجزهم _ زعموا _ فاقرأ أخي الراقي هذه الآيات وأنظر إلى تأثيرها
فالله الله في هذه الآيات سيما أنها وصية عالم رباني خبيرٌ بالأحوال الشيطانية .
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى
والله أعلم
محبكم
أبو الليث
عفا الله عنه