الأخ المكرم ( أبو عمر الليبي ) حفظه الله ورعاه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،
اعلم – يا رعاك الله - أن إجابة الدعوة من حقوق المسلم على أخيه المسلم 0
فقد ثبت من حديث أبو هريرة - رضي الله عنه - قال : ( سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : حق المسلم على المسلم خمس . وذكر منها : .. وإجابة الدعوة ) ( متفق عليه ) 0
والدعوة على قسمين :
القسم الأول : دعوة إلى وليمة عرس :
والصحيح في هذه المسألة هو وجوب إجابة دعوتها إلا لعذر شرعي معتبر يمنع الإجابة ، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( شر الطعام طعام الوليمة يمنعها من يأتيها ويُدعى إليها من يأباها ومن لم يجب الدعوة فقد عصى الله ورسوله ) ( أخرجه الإمام البخاري في صحيحه ) 0
والوجوب في دعوة الإجابة للوليمة ـ وليمة العرس ـ صريح ، لأن معصية الله ومعصية رسوله لا تكون إلا بترك واجب ، وهو قول جمهور أهل العلم وهو الصحيح إن شاء الله 0
وإذا كان الأمر للوجوب في تلبية الدعوة لوليمة العرس ، فمن الأعذار التي تمنع الوجوب ولحوق الإثم في حق الداعي إذا امتنع ما يلي :
1- ألا يكون هناك منكر في مكان الدعوة ، فإن كان هناك منكر وهو يستطيع إزالته وجب عليه الحضور لسببين : إجابة الدعوة ، وتغيير المنكر ، وإن كان لا يمكنه إزالته حرم عليه الحضور 0
2- أن يكون الداعي للوليمة ممن لا يجب هجره أو يُسنّ 0 ( كأن يكون مجاهرا بفسق أو معصية ، وهجره قد ينفع في توبته من ذلك ) 0
3- أن يكون الداعي مسلما ، وإلا لم تجب إجابته لقوله صلى الله عليه وسلم : ( حق المسلم على المسلم .. ) 0
4- أن يكون طعام الوليمة مباحا ، يجوز أكله 0
5- أن لا تتضمن إجابة الدعوة إسقاط واجب أو ما هو أوجب منها فإن تضمن ذلك حرمت الإجابة 0
6- أن لا تتضمن ضررا على المجيب مثل أن يحتاج إلى سفر أو مفارقة أهله المحتاجين إلى وجوده بينهم ، أو نحو ذلك من أنواع الضرر ا . هـ ) ( القول المفيد – للعلامة الشيخ محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله - 3 / 111 بتصرف ) 0
القسم الثاني : الدعوة إلى غير وليمة عرس :
فهذه مسألة اختلف فيها العلماء على قولين :
- منهم من قال أنها مستحبة : وهو قول للجمهور
- ومنهم من قال أنها واجبه : وهو قول للشافعية وابن حزم والصحيح أنها مستحبة استحبابا أكيدا .. ويراعى في الذهاب شروط حضورها والتي بيناها آنفاً من كلام الشيخ ابن العثيمين رحمه الله 0
هذا ما سبق من ناحية مسألة حكم إجابة الدعوة وأنواعها . وكما هو معلوم من السؤال فإنها دعوة إلى العرس أي هي من القسم الأول .. فإن كانت توفرت الشروط للإجابة فاذهب وإلا فلا تذهب ، والله تعالى أعلم 0
مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية :
أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0