‘”هكذآ ” دومآ “ تَبدو آلاشْياء بَعيدَة بعيدة”
نــ ع ــم
هكذا دوما
تبدو الاشياء والمواعيد واللحظات المنتظرة والمرتقبة بعيدة بعيدة
فعندما ننتظر عودة المسافر
دقيقة تلو دقيقة
بل لحظة بلحظة
فإننا نشـ ع ـر بأن
الانتظار قد طال كثيرا وقد فرغ صبرنا لدقائق معدودة
فنتصل بالغائب للاطمئنان
ونتفاجأ بصوته يتحدث الينا وهو يطرق الباب
نــ ع ــم
هكذا دوما
تبدو الاشياء والمواعيد واللحظات المنتظرة والمترقبة بعيدة بعيدة
.
.
.
.
.
.
.
فهكذا عندما انتظر عودة اخي (من خارج البلاد لتعليمه)
.
.
.
.
وهكذا عندما انتظر نتائج الاختبارات
.
.
.
.
وهكذا عندما انتظر احداثا شبه "مصيرية"
.
.
.
.
وهكذا عندما انتظرت خروج ابي من غرفة العمليات
.
.
.
.
وهكذا عندما عدتُ شوقا لاهلي من سفري
.
.
.
.
.
وهكذا عندما وصل المعالج بيتنا
.
.
.
.
وهكذا عندما اصبحت "عمّة"
.
.
.
.
وهكذا عندما اصيب معظم اهلي بحادث سير
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
ولا زال الكثير
ومع كل تجربة اتعلم حقا بأن
‘”هكذآ دومآ “ تَبدو آلاشْياء بَعيدَة بعيدة”
ولكنها في الواقع هي أقرب من ذلكـ بكثير
وبشيء من الصبر والتصبر
وبإستغلال اوقاتي بالمفيد
وملىء اوقات الفراغ بما يسعدني
اصبحتُ اشعر بأن البعيد هو اقرب بكثير مما اتصور
وايضا فإنه
|| لن يصيبنا الا ما كتب الله لنا ||
وهكذا يجب ان افعل كلما وجدتُ نفسي تُسحق قلقا بانتظار ما يحمل المستقبل
.
.
.
.
.
اما عندما اشعر بأن هذا الاستراتيجية لا تُجدي نفعا
أتذكر جارتنا تلكـ
التي تزوجت بعد ان تجاوز عمرها الاربعين
وهي الآن سعيدة – الحمد لله... وفقها الله -
وأتخيل كم حرمتْ نفسها من السعادة وهي تنتظر زواجها
وربما لو علمت بأنها ستتزوج بذاكـَ السن
لربما استطاعت استغلال اوقاتها –قبل الزواج- بجودة اكبر وسعادة اكثر
.
.
.
.
.
وعندها احاول ان اتعلم شيئا من تجربتها تلكـ
واحذر نفسي من اضاعة عمري وهي تنتظر أي شيء
واذكرها بأن رزقها مقسوم
**وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ * فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ**
فربما سيكون شفائي بعد ايام... اشهر... سنين... او قد لا يكون
فلماذا لا احاول ان اقدم شيئا قبل ان ارحل ؟
أفليس ممكنا أن يكون رحيلي اسرع واقرب من شفائي ؟
.
.
.
.
بلى وربي انه ممكنا جدا وليس ببعيد ابدا ابدا!
.
.
.
.
.
دقات قلب المرء قائلة له... ان الحياة دقائق وثواني
.
.
.
.
.
اللهم اني اسالكـَ حسن الخاتمة