كيف قادني مرض ألزهايمر إلى الإسلام / قصة هداية ممرضة
مترجم
اسمي كاسي عمري 23 سنة تخرجت كممرضة مؤهلة هذا العام وكان أول مريض لي رجل أنجليزي في الثمانين من عمره يعاني من مرض الزهايمر ( الخرف)
في لقائي الاول للمريض أعطيت سجلاته الطبية ومنها لاحظت أن المريض يعتنق الاسلام .
وبناء عليه أعتقدت أن هناك عدة أشياء يجب مراعاتها في تعاملي مع المريض خاصة تلك التي تخالف تعاليم دينه , مثل أن أشتري اللحم الحلال واتأكد بأن طعامه وشرابه خالي من منتجات الخنزير أو الكحول حيث قرأت بأنها محرمه في ديانته .
كان مريضي في حالة متأخرة من الزهايمر لذلك كان العديد من زملائي لا يفهمون سبب اهتمامي بتلك الامور خاصة وانه في حالة متأخرة من الزهايمر ولكن في داخلي كنت اعلم أن أي شخص يلتزم بديانة ما يستحق أن نحترم ذلك الالتزام منه حتى وأن كان في وضع لا يستطيع معه أن يلاحظ ذلك أو يفهمه .
على اية حال بعد عدة اسابيع مع مريضي لاحظت بعض العادات والحركات الغريبة التي يقوم بها في البدء اعتقدت أنها تقليد لبعض الحركات التي قد يكون رأى شخص ما يقوم بها فيقلده , ولكني استغربت تكراره لتلك الحركات في أوقات معينة في الصباح والظهر والمساء .
فقد كان يرفع يديه ثم يركع ثم يضع رأسه على الأرض , لم افهم مالذي كان يقوم به , كما كان يقوم بتكرار بعض الجمل بلغة أجنبية لم أكن أفهم أي حرف منها كما لم استطيع أن أتعرف عليها لكنه كان يكرر نفس الجمل دوما .
كما كان هناك أمر اثار استغرابي حيث كان المريض يرفض الطعام إذا ما حاولت اطعامه بيدي اليسرى حيث أني عسراء ويقبله اذا ما قدمته له بيدي اليمني وقد خمنت أن هذا الامر متعلق بشيء في ديانته ولكن لم اعلم لماذا .
عندما اخبرت احدى صديقاتي اخبرتني بأنني استطيع أن استفسر عن أي شيء يتعلق بالاسلام من خلال احد البرامج " البالتوك " وحيث أني لا اعرف في محيطي أي مسلم ماعدا مريضي المصاب بالزهايمر رأيت أنه من الجيد أن أجرب البرنامج واتحدث مع بعض المسلمين هناك لا ستفسر عما يفعله مريضي , وبالفعل دخلت إلى البالتوك وذهبت إلى قسم الاسلام ودخلت أحدى الغرف تحت مسمى الرسالة الحقيقية .
وقد سألتهم بعض الاسئلة المتعلقة بمريضي خاصة الحركات التي يقوم بها , فأخبروني أن هذه الحركات عبارة عن الصلاة في الدين الاسلامي لم اصدق ذلك حتى قام أحدهم بإعطائي رابط على اليوتوب يصور صلاة المسلمين , أصبت بصدمة كيف يمكن لرجل فقد كل ذاكرته حتى اسماء اطفاله ووظيفته وبالكاد يستطيع الأكل والشرب يمكن أن يتذكر ليس فقط حركات معينة بل ويستطيع تذكر مقاطع معينة غيبيا وبلغة أجنبية غير لغته الام .
في ذلك الوقت تيقنت أن هذا الرجل كان صادقا في إيمانه بالدين الذي اعتنقه , وهذا جعلني راغبة في ان اتعلم المزيد حتى اتمكن من العناية به كأفضل ما استطيع .
وكنت ادخل البالتوك كلما استطعت ذلك وقد اعطاني أحدهم رابط لتفسير القران بالغة الانجليزية و رابط لبعض التسجيلات الصوتية للقرآن لكي استمع لها .
قرأت سورة النحل تلك الايات جعلت القشعريرة تدب إلى جسدي لا اعلم لماذا وقد كررت قراتها عدة مرات .
انزلت بعض التسجيلات لبعض اجزاء القرآن على جهاز الاي باد و اعطيتها لمريضي حتى يستمع لها , حينما استمع لها كان يبتسم حينا ويبكي حينا آخر . وبقرائتي لترجمة ما يستمع إليه أستطيع أن افهم سبب ذلك .
بالرغم من تعلمي كل ما اريده والذي يمكن أن يفيدني في تعاملي مع مريضي من البالتوك إلا اني وجدت نفسي مازلت أذهب للبالتوك بانتظام ولكن هذه المرة لكي أجد اجابات لنفسي .
عن نفسي لم أخذ أي وقت خلال حياتي لأنظر واتأمل في حياتي . لم أعرف والدي وفقدت أمي وانا في سن الثالثة من عمري فتربيت أنا وأخي بواسطة جدتي والتيتوفيت قبل اربعة اعوام فلم يظل إلا انا واخي فقط .
وبصرف النظر عن كل ذلك , كنت دائما اعتقد أني سعيدة وقانعة بحياتي .
ولم اشعر بأني افتقد شيء إلا بعد امضائي فترة من الوقت مع مريضي , شعرت بأني افتقد الشعور بالسلام وراحة البال والطمأنينة التي كنت اراها في مريضي بالرغم من المعاناة التي يعيشها .
كنت ارغب بذلك الاحساس بالانتماء وأن اكون جزء من شيء ما, كما كان يشعر مريضي حتى بالرغم من عدم وجود أحد حوله .
أعطتني أحد السيدات في البالتوك لائحة بالمساجد القريبة من مكان سكني , فذهبت لأحدها , فشاهدت الصلاة و لم استطيع تمالك دموعي ولا ادري لماذا .
كنت اذهب للمسجد يوميا وقد اعطاني الامام وزوجته عدة كتب وأشرطة كما اخبرني بأنه يرحب بأي سؤال لدي .
كل سؤال سألته سواء في المسجد أو البالتوك تمت اجابته بوضوح وبعمق بحيث لم أملك إلا القبول والاقتناع به .
لم يسبق لي أن أعتنقت أو مارست أي ديانة ولكن دائما كنت أؤمن بوجود إله لكني لم أعلم كيف أعبده .
في أحدى الأيام ذهبت إلى البالتوك فقام أحد المتحدثين بتوجيه الحديث لي وسألني إذا كان لدي أي سؤال فأجبته بلا ثم سألني هل أنا سعيدة ومقتنعة بالاجابات التي اعطيت لي فأجبته نعم , بعد ذلك سألني مالذي يمنعك اذن من الدخول في الاسلام لكني لم استطيع الاجابة .
ذهبت بعد ذلك للمسجد لمشاهدة الصلاة وسألني الامام نفس السؤال , وايضا لم استطيع الاجابة .
ذهبت بعد ذلك إلى مريضي وحينما كنت اطعمه نظرت إلى عينيه عندها فقط أدركت أن السبب الوحيد الذي يمنعني من قبول الاسلام هو الخوف , ليس الخوف من شيء سيء ولكن الخوف من قبول شيء جيد قد لا استحقه كما كان يستحقه مريضي .
في ذلك اليوم ذهبت الى المسجد وأخبرت الامام بأني أريد اعتناق الاسلام و نطقت بالشهادة , لا استطيع ان اصف شعوري حينما تلفظت بها .
وكأنما شخص ما ايقظني من سبات طويل وجعلني ارى كل شيء بوضوح تام .
كان أول شخص أخبره بإسلامي ليس أخي بل مريضي فأنا ادين له بالكثير .
حينما ذهبت إليه وقبل حتى أن افتح فمي لاخبره بأي شيء تبسم إلي ثم بكى فقد شعر بطريقة ما أني أسلمت .
وحينما دخلت إلى البالتوك أخبرت الجميع بأني اسملت وقد ساعدني الجميع وبالرغم من اني لم أرى أي منهم شعرت بأنهم أقرب لي من اخي الشقيق .
بعد مدة من الوقت أخبرت شقيقي بأني اسلمت وبالرغم من أنه لم يكن سعيد بذلك إلا ان تقبل ذلك واخبرني بأنه سيكون دائما هنا حينما احتاجه و لم أكن لاطلب اكثر من ذلك .
بعد مضي أول اسبوع لي كمسلمة توفي مريضي وهو نائم ولم يكن معه الا انا لقد توفي في سلام .
لقد كان كالأب الذي لم أحصل عليه أبدا , كما كان بوابتي إلى الإسلام .
منذ اليوم الذي نطقت فيه الشهادة وحتى هذا اليوم وحتى اخر يوم في حياتي سأظل أدعو له بأن يرحمه الله ويضاعف له الجزاء .
فقد أحببته في الله .
ملاحظة : توفيت الاخت كايسي في اكتوبر 2010 بعد أن كانت سبب في دخول اخيها للإسلام .
============
منقول