فالإيمان بالقدر يجعل نفس المؤمن لاتخاف ما سوى ربها
لا تطمع إلا فى الله ولا تلجأ إلا إلى الله
فى الدنيا تزهد فى الموت لا تبالى
لاتخضع للطغيان بل تخضع للرحمن
لسان حالها ماضٍ وأعرف ما دربي وما هدفي& والموت يرقض لي في كل منعطف وما أبالي به حتى أحاذره & فخشية الموت عندي أبرد الكربى
وأهديكم كلاما لابن الجوزى فى كتاب صيد الخاطر بعنوان ليس لك من الأمر شيء
تأمله أخى وإقرأه أكثر من مره وافهم واطمئن فربنا حكيم سبحانه له الأسماء الحسنى والصفات العلى
يقول رحمه الله : من الجهل أن يخفى على الإنسان مراد التكليف، فإنه موضوع على عكس الأغراض. فينبغي للعاقل أن يأنس بانعكاس الأغراض.
فإن دعا وسأل بلوغ غرض تعبد الله بالدعاء. فإن أعطى مراده شكر، وإن لم ينل مراده فلا ينبغي أن يلح في الطلب، لأن الدنيا ليست لبلوغ الأغراض، وليقل لنفسه وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم.
ومن أعظم الجهل أن يمتعض في باطنه لانعكاس أغراضه، وربما إعترض في الباطن، أو ربما قال: حصول غرضي لا يضر، ودعائي لم يستجب. وهذا كله دليل على جهله وقلة إيمانه وتسليمه للحكمة
ومن الذي حصل له غرض ثم لم يكدر؟
هذا آدم طاب عيشه في الجنة وأخرج منها.
ونوح سأل في إبنه فلم يعط مراده.
والخليل إبتلى بالنار. وإسماعيل بالذبح
ويعقوب بفقد الولد. ويوسف بمجاهدة الهوى،
وأيوب بالبلاء. وداود وسليمان بالفتنة، وجميع الأنبياء على هذا.
وأما ما لقي نبينا محمد من الجوع والأذى وكدر العيش فمعلوم.
فالدنيا وضعت للبلاء،
فينبغي للعاقل أن يوطن نفسه على الصبر،
وأن يعلم أن ما حصل من المراد فلطف،
وما لم يحصل فعلى أصل الخلق والجبلة للدنيا،
كما قيل:
طبعت على كدر وأنت تريدها صفوا من الأقذاء والأكدار
ومكلف الأيام ضد طباعها متطلب في الماء جذوة نار
وها هنا تتبين قوة الإيمان وضعفه،
فليستعمل المؤمن من أدوية هذا المرض
التسليم للمالك، والتحكيم لحكمته.
وليقل. قد قيل لسيد الكل: ليس لك من الأمر شيء....
ثم ليسل نفسه بأن المنع ليس عن بخل، وإنما هو لمصلحة لا يعلمها،
وليؤجر الصابر عن أغراضه وليعلم الله الذين سلموا ورضوا.
وإن زمن الإبتلاء يسير، والأغراض مدخر تلقى بعد قليل،
وكأنه بالظلمة قد إنجلت، وبفجر الأجر قد طلع.
ومتى إرتقى فهمه إلى أن ما جرى مراد الحق سبحانه،إقتضى إيمانه
أن يريد ما يريد، ويرضى بما يقدر، إذ لو لم يكن كذلك كان خارجا عن حقيقة العبودية في المعنى.
وهذا أصل ينبغي أن يتأمل ويعمل عليه في كل غرض إنعكس.
انتهى كلامه رحمه الله ورزقنى الله وإياكم الفهم الفهم عنه سبحانه
فالواجب على الرقاه والمعالجين
أن يربطوا الناس بخالقهم سبحانه لأنه لايقدر على دفع البلوى الإالله
فقد يكون المعالج مخلص والدواء مجرب وكل أسباب الشفاء موجودة لكن... لم يأذن الله بالشفاء لحكمه قد يعلمها البعض وتخفى على الكثير
وبالنسبه للمريض
ادعوه أولا إلى الإحتساب لكى ينال اللأجر
ثانيا الصبر وعدم الجزع
واعلم أن ما أنت فيه هو خِيرتُ الله وخِيرتُ الله لك خير من خيرتك لنفسك
ومن عَلِمَ الله وسعة رحمته لاملك إلا حسن الظن به]
ومما يعين على الصبر والراحه والتسليم للخالق أن تعلم أن الله مَالك وللمالك أن يتصرف كيف يشاء أن الله حكيم والحكيم لا يعبث تصرفاته بحكمه
ولن أطيل أكثر من ذلك
ولكن أهديك دعاء لحبر الأمة عبد الله بن عباس
إحفظه وردده دائما وعلمه غيرك
فالدال على الخير كفاعله
(اللهم إنى أسألك بنور وجهك الذى أشرقت له السماوات والأرض أن تجعلنى فى حرزك وحفظك وجوارك وتحت كنفك)