تساؤلات مبعثرة في الرقية والمسترقين
تعددت أنواع الأدوية التي توصف لعلاج الأمراض الروحية ..
وكانت على حد سواء فتعددت الوصفات سواء بالقرآن الكريم أو بالوصفات الحسية ..
فأصبحت شبيهة بأدوية الأطباء ..من حيث وصفة لكل داء ..
لا شك أنها تجارب رقاة ومعالجين ثبت نجاحها ..
أبدأ تساؤلاتي ...إن أحد طرق علاج الأمراض الروحية هو عن طريق إستفراغها بأحد الطرق المعروفة
و حسب فهمنا القاصر أن الإستفراغ بأنواعه سواء قيء أو إسهال فصد أو حجامة هو
لإستخراج الأخلاط الردئية في الجسم بفعل السحر ومخلفات الجن ..وهذه الأشياء هى عقد
تعمل على تثبيت الجن داخل جسد المصاب و عند إستفراغها من الجسم فإن الجن يصبح
ضعيف ويخرج من الجسد أو يضعف ..
فهل كل مسهل ومقيء موجود يساعد في إستفراغ أثر السحر ...؟؟؟
أم أنه هناك أشياء مخصصة في إستفراغ أثر الجن بمعنى وقوع الدواء على الداء فيجثته
ويخرجه من مكمنه ..؟؟؟
هناك من طلاب العلاج من يقول أريد آيات السحر ، وآخر آيات العين ، وآخر آيات الزواج، وآيات
التثبيت ...وغيرها من المسميات ...سبحان الله ..قسمت آيات القرآن الكريم حسب طلبات طلاب
الشفاء ..
ونحن نعلم أن القرآن الكريم كله شفاء ولكنه لا يتيسر للجميع ...
وأيضاً نعلم أن الآيات التي ورد فيها نص صريح للإستشفاء من داء شياطين الجن والإنس هى
الفاتحة البقرة آل عمران آية الكرسي الإخلاص والمعوذتين ...
فعلى طالب الشفاء أن يأخذ منها ما يتيسر له ويداوم عليه مع حسن التوكل على الله و يعلم
علم اليقين أن الله تعالى هو الشافي وما سواه أخذ بالأسباب التي تساعد على الشفاء بإذن الله
تعالى ..
والذي أفهمه أن قراءة آيات السحر أو العين أو المس كما تسمى ..قد يستفد منها في معرفة نوع
الإصابة ..عين ، سحر ، مس ...
ولكن عندما يكررها طالب الشفاء أو يكررها المعالج ..فإن الجن يتأثر منها وينزعج ..ولكن هل
يشفى ..؟
الذي أريد أن أفهمه ..ما هى نية طالب الشفاء عند قراءة آيات الرقية ..؟؟؟
عندما يقرأ أيات السحر أو العين أو المس ..اوغيرها من التقسيمات ماذا يدور بخلده ...؟
وأغلب الظن أن لسان حاله يقول أنا أشعر بالألم إذاً الجن يتألم ..هذه الآيات تزعجه أكثر ..إذا
هذه الآيات سوف تشفيني لأنها تؤثر في أكثر من غيرها..إلى غيرها من الأفكار والتوقعات ..
هنا لا ننسى أن الرقية هى العوذة ..أي التعوذ بالله ..وهي ما يقرأ من الدعاء لطلب الشفاء من الله تعالى
بالقرآن الكريم ..
لا أعتراض أنها قد أنتفع منها كثيرين ..وثبتت فاعليتها لأن القرآن الكريم كله شفاء ..ولكن
هنا وقع التخصيص وقد أباح علماء الأمة ما ثبت نفعه وليس به شرك ..
ولكن هذا التخصيص يؤثر في نية طالب الشفاء ...
القرآن الكريم يحتاج التدبر في آياته عند تلاوته ..فما بالك بطالب الشفاء ..
فعندما نوجه طالب الشفاء إلى قراءة سور الإخلاص والمعوذتين ..بتوضيح كل آية ومعناها
نوضح له كيف يقرأ بتدبر وحضور قلب ويدعو الله تعالى بإن يعيذه من شر كل ذي شر بهذه
الآيات الكريمة ..لا شك أن هذا سوف يوجه طالب الشفاء إلى التعلق بالخالق وليس بغيره من
الأسباب ..
معظم الوقت نرى أن كل معالج قد ألتزم طريقة لعلاج الحالات التي تقصده ..والإختلاف في
تكرار الوصفة حسب شدة الحالة ..
ماذا يفعل طالب الشفاء عندما يأخذ الوصفة من المعالج ...؟
هذا تبخير ..هذا غسل .. هذا شرب ..هذا مغطس ..هذه قراءة ثلاث مرات في اليوم ..هذا سماع لا
يقل عن ساعة أو ساعتين ..
أول ما يفعله طالب الشفاء يجهز ما تيسر له من متطلبات العلاج ..يكون سعيداً جداً إذا تحصل
على ماء وزيت وعسل مقروء فيه ومستعد أن يشتريه بأغلى الأثمان ..لماذا..؟لانه يظن أن قراءة
ونفث المعالج أقدر على شفاءه ..((وهذا تعلق بالمعالج ثم بالمادة الحسية ..))
وعندما يقرأ بنفسه فإنه يشعر بقصور في العلاج لأنه قرأ بنفسه .. و هو لا يملك الثقة
بنفسه ..وربما يعتقد أن الشفاء يأتي من المعالج لانه يظن أن إتصاف المعالج ببعض الأوصاف
يجعله أقدر على علاجه ..
يبدأ العلاج وكل تركيزه على أن المادة الحسية هى التي تشفيه ويتعلق بها تعلق كلي ..
ثم يأتي إلى قراءة الآيات .. يشعر بتأثير الآيات إذا هو سوف يشفى وتطول المدة ولا يشفى ..
طبعاً القراءة دون فهم أو تدبر ..أن كانت سورة وخاصة سورة البقرة فإنه سوف ينشغل في
حساب كم قرأ آية وكم تبقى له آية ويكمل السورة .. وإن كان عدد معين من الآيات والسور القصار
فالإنشغال في عدد التكرار ويسرع حتى ينهي الأمر ..
وعند السماع فإنه ينشغل بما يعتريه من ألم أو وخز أو رجفة أو غيرها من أعراض ..مع حساب
كم مضى من الوقت وكم تبقى
إلى شطحات الخيال والآمال ..كم ألحق بالجني من أذى ومتى سوف يخرج ..
فالكثير من الناس يجد مشقة في العلاج ومتطلباته بحجة الإنشغال في ظروف الحياة
العلمية والعملية ..
ولا شك أن الجن له يد ..
الشعور بالألم عند قراءة الرقية أو القرآن الكريم بصفة عامة ..لا يدل على أن الإنسان قطع
طوراً في الإستشفاء غالب الأمر ..فالجن يتأثر ولكن لا يخرج أو ينتهى ..ويجدد نشاطه في
أسرع فرصة يبحث عنها ويصلها..فهو عدو يعلم عن المصاب ووضعه وتحركاته الكثير والجن
قوي على من لا يعرف قوته بالله ...
فعندما يقرأ طالب العلاج الآيات في عجالة دون فقه وتدبر ..وفي نيته أن الآيات تخرج الجن
وتقتله أو تحرقه أو غيره من المسميات المتعارف عليها ...فغالباً لن يصل مراده ..
فالقرآن الكريم شفاء ..ولكن بتدبر آياته ..
ننتظر توضيحاتكم وتعليقكم بارك الله فيكم ونفع بعلمكم وزادكم من فضله وعلمه وكرمه