بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمن والصلاة والسلام على أشرف الخق والمرسلين، محمد بن عبد الله، صلى الله عليه وآله وصحبه أجمعين، ومن سار على نهجه إلى يوم الدين.
بداية أبارك لجميع الأخوة الأفاضل والقائمين على المنتدى بافتتاح هذا الصرح الذي أسال الله أن يكون منارة للمسلمين وبوابة لتعلم أمور الدين، ولنكون قادرين على الذوذ عن حبيب الله عز وجل المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم.
خطأ كبير في عبا رة (( إلا رسول الله )) الشيخ أبو مالك الجهني
يقول الشيخ أبو مالك عبد الحميد بن خليوي الجهني :
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد :
عبارة كأنها أصبحت شعاراً لحملة المقاطعة لبضائع الدنمرك وهي عبارة (( إلا رسول الله )) التي أراها على بعض الملصقات وفي الزجاج الخلفي لبعض السيارات، بل بعض مؤسسات الشريط الإسلامي أنتجت شريطاً حول المقاطعة وجعلت هذه العبارة عنواناًللشريط، بل تسمع في داخل الشريط نشيداً على الطريقة الحديثة يردد المنشدون هذه العبارة ذاتها .
وعجبت - والله - كيف لم ينتبه أحد إلى الخطأ الكبير في هذه العبارة إذ مضمون هذه العبارة (( إلا رسول الله )) أن كل شيء يمكن غض الطرف عنه والمسامحة فيه إلا رسول الله !
فيا إخوة الإسلام فإن التعرض للذات الإلهية بالتنقص أعظم وأعظم من التعرض لرسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم!
بل إن ما عند هؤلاء من الكفر والوثنية والكذب على الله والبهت على عيسى بن مريم وقولهم بأنه ابن الله -تعالى الله عن ذلك- أعظم من تلكم الصورة القذرة !
وفي هذا يقول الإمام العلامة ابن القيم الجوزية - رحمه الله -: " لا غرابة في جحد النصارى رسالة محمد صلى الله عليه وسلم وقد سبوا رب العالمين حيث نسبوا له الولد بل قالوا إنه حَلَّ في عيسى بن مريم نفسه ، ثم اعتقدوا أن عيسى الذي حَلَّ فيه الرب بزعمهم أخذته اليهود وأهانته وبصقت في وجهه وعذبته ثم صلبته ، ثم زعموا أن عيسى
مَكَّنَ اليهود منه ليكفر عن خطيئة آدم ثم خرج بعد ثلاثة أيام من قبره ليدبر أمر العالم، فواغوثاه من هذا الكفر والسب "،
قال ابن القيم : " وقد ذكرنا اتفاق أمة الضلال وعُبَّاد الصليب على مَسَبَّةِ رب العالمين أقبح مَسَبة ، على ما يعلم بطلانه بصريح العقل ، فإِن خفي عليهم أنَّ هذا مسبة لله وأن العقل يحكم ببطلانه وبفساده مِن أول وَهلة لم يكثر على تلك العقول السخيفة أن تَسب بَشراً أرسله الله وتجحد نبوته وتكابر ما دل عليه صريح العقل مِن صِدقه وصِحة رسالته
، فلو قالوا فيه ما قالوا لم يبلغ بعض قولهم في رب الأرض والسموات الذي صاروا به ضحكة بين جميع أصناف بني آدم " . انتهى المراد من كلامه رحمه الله (( هداية الحيارى47 ــ 48 ))
قلت : صدق رحمه الله، لو قال النصارى في نبينا صلى الله عليه وسلم ما قالوا، ما بلغوا في القبح وسخافة العقل وبهيمية الطبع ما بلغوا بقولهم في رب العالمين سبحانه وتعالى.
فكيف يقال بعد ذلك (( إلا رسول الله )) ؟!
هذا ما قد وردني بخصوص هذه العبارة، وفعلا لقد سمعت الكثير من المشايخ الافاضل والدعاة والمنشدين وغيرهم يتغنون بهذه العبارة، فهل هذا جائز ؟؟ اعلم أن الأعمال بالنيات، وأن لكل امرئ ما نوى، ولكن هذه العبارة تدل على التخصيص، أي بمعنى هل يجوز ان يستهزأ بكل شيء إلا رسولنا المصطفى محمد صلى الله عليه وآله وسلم ؟ لذلك ارجو من اهل العلم والذين منّ الله عليهم بفضله أن يتبينوا من هذا القول وأن يثبتوا مدى صحته أو خطأ وجزاكم الله عنا كل خير ان شاء الله.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته