سئل فضيلة الشيخ عبدالله بن عبد الرحمن الجبرين عن الحكم الشرعي للاستعانة بالجن في الكشف عن الجرائم والسرقات الخطيرة ونحو ذلك ؟؟؟
فأجاب – حفظه الله – : ( لا شك أن في الجن مسلمون وصالحون ، ولا شك أنهم جميعا يروننا ونحن لا نراهم ، وأنهم يتكلمون وقد نسمع كلامهم وقد لا نسمعه ، فعلى هذا لا ينكر أنهم يخبرون بعض البشر بأشياء لا يعلمها الإنس لأنهم لخفتهم يقطعون المسافات الطويلة في زمن قصير ، وقد حكى الله عنهم قولهم : ** وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَسًا شَدِيدًا وَشُهُبًا * وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ 000 ) ( سورة الجن – الآية 8 ، 9 ) ، ففي الإمكان أن يعلموا عن السارق ومكان الضالة ومجتمع أهل الإجرام ومكائد الأعداء وموضع ذخائرهم ونوعها ، ولكنهم لا يعلمون الغيب ** 000 وَمَا تَدْرِى نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا 000 ) ( سورة لقمان - الآية 34 ) ، فأما الاستعانة بهم فأرى أنه لا يجوز لأن في ذلك استخدام لهم وقد لا يخدمون إلا بتقرب إليهم واستضعاف لهم ، فأما إن تلبس أحدهم بإنسان وسألناه عن بعض ما لا نعلمه فلا مانع من اعتبار خبره ، مع أنه قد يظن ظنا ، وقد يتعمد الكذب أما إن تحقق من بعض الصالحين منهم خبر بواسطة بعض الصالحين من البشر فلا مانع من قبوله دون طلب ذلك من أحدهم وقد تواتر عن بعض الصالحين من الناس أن هناك من يوقظهم للصلاة آخر الليل ولا يرون أحدا وإنما هم من صالحي الجن والله أعلم ) ( القول المعين في مرتكزات معالجي الصرع والسحر والعين ) 0
وقال أيضا : ( لا أرى ذلك فإن المعتاد أن الجن إنما تخدم الإنس إذا أطاعوها ولا بد أن تكون الطاعة مشتملة على فعل محرم أو اقتراف ذنب فإن الجن غالبا لا يتعرضون للإنس إلا إذا تعرضوا لهم أو كانوا من الشياطين ) ( الفتاوى الذهبية – جزء من فتوى – ص 198 ) 0
وقال فضيلة الشيخ صالح الفوزان -حفظه الله- في كتابه " السحر والشعوذة " : ( لا يستعان بالجان ، لا المسلم منهم ولا الذي يقول أنه مسلم ، لأنه قد يقول مسلم وهو كذاب من أجل أن يتدخل مع الإنس فيسد هذا الباب من أصله ، ولا يجوز الاستعانة بالجن ولو قالوا أنهم مسلمون ، لأن هذا يفتح الباب 0 والاستعانة بالغائب لا تجوز سواء كان جنيا أو غير جني وسواء كان مسلما أو غير مسلم 0 إنما يستعان بالحاضر الذي يقدر على الإعانة كما قال تعالى عن موسى : ( 000 فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِى مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ 000 ) ( سورة القصص – الآية 15 ) هذا حاضر ويقدر على الإغاثة فلا مانع من هذا في الأمور العادية ) ( السحر والشعوذة - ص 86 ، 87 ) 0
والجان المسلمين لم ينكرهم احد بل ان هناك من حضر منهم لتلقي
العلم عند بعض من علماء السنة وطلعوا لهم وتحاوروا معهم
وهناك القصة الشهيرة والتي رآها بعض طلبة العلم عن الرجل الأسود
والذي كان يتلقى الدروس عند الشيخ بن باز..
وذلك عندما كان الشيخ رحمه الله يلقي الدرس وكان باب القاعة مفتوحا
وكان هناك بعض الإزعاج من الخارج وكان هناك بعض النقاش بين بعض
طلبة العلم وبين الشيخ فأمر الشيخ بإغلاق الباب ويبدو ان الكل كان
منشغلا بذلك النقاش وإذا بالرجل الأسود يمد يده لعدة أمتار ويغلق الباب
وهو في مكانه فخاف الجالسون وأخذوا يذكرون الله فسألهم الشيخ
فأخبروه بالقصة وسأل الرجل وقال امن الإنس أم من الجن وقال له
الرجل بل انا من الجن ومعي بعضهم ونحن نحضر الدروس منذ سنوات
فنحن من المسلمون ونريد ان نستفيد و نفيد قومنا
فأخذ عليه الشيخ رحمه الله العهد هو ومن معه بأن لا يغيروا أشكالهم
عن أشكال البشر وأن لا يؤذوا أحدا ، وهذه القصة مشهورة وذكرها عدد
من المشائخ الموجودون الآن ..
ولكن يا أخي ماذا يدريني ان من يتعامل معي او معك
من المسلمين هل رأيناهم وهل لو كانوا شياطينا متربصين
نستطيع ان نفرق بينهم وبين المسلمين من خلال الصوت فقط
ثم ان 98% من السحرة المسلمين اتاهم الشياطين عن طريق انهم من
المسلمين ويريدون التعامل معهم ونصرة الاسلام و..و..و..
ثم بعد ذلك انقلب الحال بهؤلاء الجهلة إلى سحرة وصاروا معاول هدم
لبناء عقيدة المسلمين من الداخل ..
أبدا يا أخي فإن توكلنا التوكل الصادق على ربنا لا سواه هو وحده الطريق
الوحيد للنصرة من الأعداء وللنجاة من كل سوء والحمد لله رب العالمين
واسال الله ان يشفي جميع مرضى المسلمين وصلى الله على محمد والحمدلله رب العالمين..