وما من كاتب إلا سـيـبـلى ... وُيبقي الدهر ما كتبت يداه
فلا تكتب بكفـك غير شـئ ... يسرك في الـقـيـامة أن تراه
الكاتب – أي كاتب – يجب ان يكون عمله كالطبيب.
فهو من يبحث عن مواطن الضعف في نفسه ليقوي بها غيره ، ويبحث عن مواقع الضعف في الآخرين ليقوي بها غيرهم.
هذا الطبيب قد يتحسس نبض مجتمعه بصورة عشوائية ويضع يده بالصدفة على مواقع ومحاور حساسة ونقاط ضعف أساسية .
ويظهر من كل هذا الجواب على هذا السؤال:
لماذا نقرأ ونتعلم ونكتب...................؟؟؟
من أجل تكوين المعرفة والثقافة الصحيحة الخاصة بنا ونستفيد منها لتحسين أو تصحيح أخطاء اجتماعية تعود علينا بالضرر يرتكبها من حولنا عن حمق أو جهل أو مكر .
في كتاباتي الاولى... قبل عشرين سنة.....
كنت أحاول ان ارسم رفضي لممارسات المجتمع من حولي... من خلال النقد الساخر...
وكان كل من حولي يضحكون ويفرحون بما اقدمه...... !!!
ماذا استنتجت ؟؟؟؟؟؟
ان من حولي اقتنعوا باسلوبي الساخر...
ولم يعلقوا أهمية على هذه الممارسات التي ارسمها لهم ويضحكون عليها.. !!
بل ان مزيدا من هذه الممارسات... يعني مزيدا من النقد الساخر.... يعني مزيدا من الضحك !!!!!!!
ومع تقد م العمر... تغير اسلوبي واصبح النصح والتذكير....لانه
ليس من المهم ان يقتنعوا بشخصيتي وقدرتي على التصور.... ولكن الاهم... هو ان يقتنعوا بمحتوى ما اقدمه !!
ليس من المهم ان يضحكوا.... المهم ان يصدقوا ان هذه الاخطاء في الممارسات ستعود عليهم بالضرر..
وايضا ........ليس المهم ان يصدقوا فقط........المهم ان يطبقوا ايضا....
لان من حولي...وهم اهلي وأقربائي ومعارفي.... هم بالطبع عينة ثابتة من كل مجتمع...
والنتائج هي نفسها ثابتة لكل الناس.....
نــــقرأ ! نكــــتب ! نؤيــــد !
ولكن هل يوجد فعلا تطبيق عملي معنوي لما نحن نقرأه أو نكتبه أو نؤيده............؟
لما نحن مقتنعين به..............؟
لا شك ان من يعتنق أفكاره ويؤمن بمبادئه ويطبقها على نفسه ثم يطلقها بكل صدق وصراحة الى من حوله ، ويحاول بكل ما أوتي من علم وثقافة ان يكشف بوضوح عن الاخطاء الاجتماعية المنتشرة ، هو من يملك اسلوب الاقناع ذو الاثر العميق .
لم أخجل يوما من قلمي ... عندما أعري به الاخطاء التي اراها مني او من حولي ،
الاخطاء المتعلقة بمفهوم ........... العلم
الاخطاء المتعلقة بمفهوم........... الثقافة
الاخطاء المتعلقة بمفهوم........... الدين
الاخطاء المتعلقة بمفهوم........... المعرفة
الاخطاء المتعلقة بمفهوم........... الادب والفكر
عندما يوظف الدين والعلم والادب والفكر .....
عندما توظف الثقافة والمعرفة...لمصالح دنيوية !!!
فينطلق العلم لنشر نظريات الباطل......وتتولى الثقافة شرح وتفسير هذه النظريات الزائفة
وتنطلق من الفكر النير أبخرة الخزعبلات والاوهام السامة ...
ويشارك الادب في وصف الافاعي السامة على انها حبال معرفة وحضارة.........!!
وهاكم بعض علماء الدين ، والذين أصبحت حرفتهم الاساسية هي (القص والخياطة) للفتاوي الاسلامية ! لتناسب .........المطلوب.
أما ارتفاع مكانتهم الاجتماعية فهي حسب (المهارة في الخياطة والتفصيل) و (المرونة) في التحكم بالمقاس المناسب.!
عندما يوظف الدين والعلم والادب والفكر .....
عندما توظف الثقافة والمعرفة...لمصالح دنيوية !!!
فتفرد لهم صفحات الجرائد والمجلات .... وتفتح لهم قنوات بالتلفاز والاذاعة وكل مكان.
رغما عن الاسلوب الضعيف الركيك والذي ليس بأفضل من أولى محاولاتي بالكتابة وأنا في سن الثامنة !! والذي يكاد يفضح النفاق والتزوير ان لم يكن أبرزه.
هل هذا هو الفكر والعلم الذي يرفع الانسان درجات !!
هل هذه هي المعرفة والثقافة والتي ترتقي بالانسان سموا ورفعة وتعاليا فيصبح فوق مرتبة الانسان العادي !!
كيف يلقي هؤلاء بأنفسهم في مكب النفايات ؟؟
كيف انخفض الحس الى المستوى اللانساني ليحط بهم في قعر الانسانية ؟
فيصبحون في مستوى هم أقرب منه الى الحيوان الاليف جيد الترويض ! والذي يدب على الارض بحركات آلية موجهة !
................ وهناك الكثير من هذه النسخ المكررة ، ولعل بعض ما يتكرر :
صورة المضطهد الفقير ، طالب العلم والمعرفة المجتهد الامين ، ...
وأكثر هؤلاء ، من اثبت لاحقا بكل جدارة وحقارة الصورة الدنيوية الجشعة الدنيئة .!
وان قيم الانسان ومبادئه : الدين ، الامانة ، الشرف ، الاخلاص ، الشهامة ، الوطنية . ليست قالبا ليوجه سلوك وتصرفات ومشاعر..... !
بل هي العكاز التي يستند عليها الضعيف لحماية حقوقه الصغيرة ومعاملاته البدائية التافهة.!
وبعد أن يصبح قويا لامعا واسما عريضا دفع ثمنه طبعا من دينه و مبادئه وضميره واخلاقه....
وقف متحديا بلا دين ولا مبادئ ولا اخلاق، وقد يستعملها في وقت لاحق ان احتاج اليها.....!!
قال تعالى : " كلا ان الانسان ليطغى * ان رءاه استغنى ". ( العلق : 6 - 7 )
ان الثقافة هي (لون خاص) يتميز به كل فرد تبعا لانواع العلوم و المعارف التي تلقاها.
وهي مسؤولية كبرى.......نعم....
مسؤولية كل صاحب قلم...وكل صاحب دين، وصاحب علم، وصاحب معرفة...
وهذه المسؤولية قد تكون مقتصرة على من حوله....أو على أكبر من هذا المحيط..
كل حسب وضعه...
تتجلى هذه المسؤولية من خلال السؤال التالي :
ما هو مقدار تأثير اسلوبنا على من حولنا ؟؟؟؟؟
سؤال أسأله ايضا لبعض المثقفين و(العارفين) :
لماذا عند تعرضك الشخصي لبعض المسائل والاحتكاك بها على الواقع ، تتضح ردة الفعل التلقائية والعفوية والتي لا تختلف عن ردة فعل ابيك أو جدك ، أو أي احد ممن حولك ممن لا يملكون ثقافتك ومعلوماتك الدينية وعلمك ، وتكون ردة الفعل هذه مخالفة لما تنادي به من مبادئ ومن نظريات ومن آراء الدين والشرع ؟؟؟؟؟؟؟
أقول لك ما هي مشكلتك ، عساك تجد حلا لها :
لا شك انك صاحب شخصية مفككة ولا زلت متأثرا بثقافة العيب السائدة والتي تختلف من عدة نواحي مع الثقافة الدينية الحقة .
فلم يفلح العلم الذي تعلمته في رسم شخصية قوية مقتنعة داخليا بمبادئ هذا العلم.
ولم تفلح المعرفة في تحديد معالم الشخصية الجريئة الصحيحة والقادرة على اقناع من حولها بسلامة مبادئها.
ولم تنجح الثقافة التي نهلتها في تغيير مسارك عن الطريق الذي نهجه المجتمع بكل ما فيه من أخطاء وتخلف.
لانك تخاف ....................... تخاف من مستقبلي هذه الاراء والافكار.
تخـــــــــاف ....... من أي خطوة تخطوها لئلا تكون شاذا عن القاعدة العامة التي يسير عليها كل من حولك.....
تتخلى عن مبادئك ومسؤوليتك العلمية والدينية والثقافية .... خوفا من الفشل في هذه الدنيا....!
وتستبدل علومك وثقافتك ومعرفتك..... بمشاعر الحس الدنيوية المتبلدة ....
وتسير على نهج الضالين الذين اختطوه من قبلك .... متوهما النجاح والتألق.
لا يا أخي المثقف..... ليس هذا نجاحا....
قبرت افكارك وعلمك...... الذي أنت مسؤول أمام الله ، عما فعلت به وبم استثمرته ؟
فأنت خسران يا أخي......
يا من رضيت واقتنعت بمرتبة الحيوان.......
عثت في بحار التيه ومجاهل الظلمات ........فلا زرعت ولا حصدت
(إلا تنفروا يعذبكم عذابا أليما ويستبدل قوما غيركم ولا تضروه شيئا والله على كل شيء قدير) (التوبة : 39 )
أمةً أسرفت على نفسها كثيراً وتمادت في طغيانها أمداً بعيداً واغترت بحلم الله وعفوه وحسبت أن ذلك من رضى الله عنها ونسيت أن الله يمهل ولايهمل .