الفقه في الدين ثم الرقية
دائماً نتسائل لماذا لا يشفى الكثير من المصابين بأمراض الجن ..؟
لماذا تطول الأمراض التي تكون بسبب المس أو العين أو السحر ..؟
رغم كل الأسباب و التعليلات التي تم إستنباطها مازال السؤال مطروح و مازالت الحالة قائمة ..
لعلنا نتناول الموضوع من بعض الجوانب
أولاً العلاجات المطروحة لهذه الأمراض أسباب حسية و أسباب غير حسية
الغير حسية هى الرقية و قراءة القرآن و الإستماع له و الأذكار و الذكر ..
الحسية متمثلة في علاجات الطب النبوي و بعض الأعشاب و المواد
العلاج يتم بعلاج الإنسان لنفسه بأن يقرأ و ينفث على نفسه
أو يستعين بمعالج أو راقي شرعي عن طريقة الرقية الشرعية المباشرة أو عن طريق إتباع برنامج علاجي ..
نظرة المصاب لهذه الإصابات و موقفه منها ..
موقف الإنسان منها الرهبة و الخوف و خاصة أن الإنسان لا يستطيع تقبل شيء يجهله
أغلب الإضافات و الإجتهادات التي أضيفت إلى الرقية لم تكن في صالح المصاب بل شتت إنتباهه و ضيعت معنى الرقية الشرعية الحقيقية ..
كثيراً من الإضافات كانت خطأ عقدي خطير على المصاب ..
من أخطاء الرقاة تقسيم الآيات إلى مسميات لا تليق بكلام الله عز وجل
منها أن الآيات تفسر بغير ما نزلت به
و منها أن الآيات تبتر لتلائم ما يريده المعالج
و منها أن المعالج يقرأ على الجن و طريقته في تكرار الآيات المبتورة أنه سيخرج الجن أو يقتله بإجتهاده
هذا الواضح و إن تم إنكاره
و من ناحية أخرى نجد أن المصاب لا يثق في نفسه بغض النظر عن المصاب الذي تعرقله إصابته عن العلاج لوحده
فالمصاب لا يثق في نفسه من نواحي عدة
قد يقول أنه ليس خبرة
و هذه ليست مشكلة إذا وجد من يلقنه الرقية على أصولها بدون تشعبات
لأن الرقية لوحدها بسيطة جداً
و كل شيء يؤخذ ببساطة يفهم بيسر و سهولة
و قد يعتقد أنه ليس بإلتزام المعالج بالدين و قربه من الله عز وجل ..
و منها جهله بما يحصل له من أعراض فلا يعرف هل هى ضده أم في صالحه
و منها إعتقاده أن الجن أقوى منه ..
الرقية كانت و لازالت بسيطة و سهلة و لكن هذه الإضافات جعلتها أمراً صعب و مجهول للكثيرين ..
فنحن نرى المصاب الذي يطلب رقية معينة و كأنه يطلب أقراص معينة من الصيدلي أو وصفة من الساحر و الحقيقة أن الرقية و ما ثبت في الكتاب و السنة أن الرقية عامة و غير مخصصة ..
و لا يوجد داعي إلى التفصيل و التخصيص لأن الله عز وجل هو الشافي و قادر على شفاء أي داء دون أن يخصص له المعالج الآيات المطلوبة لسحر أو مس أو سحر أو غيرها من التسميات الأخرى
فالتخصيص إلى هذه المسميات تصلح إذا كان المعالج هو من يشفي ..
هذا المسميات تقع في دهن المصاب على هذا الأساس ستجده يفكر أن الآيات تشفي و هكذا تؤثر على الإعتقاد
نحن نعلم أن الرقية و غيرها سبب و ما يتخذه المعالج أسباب و لكن هناك أسباب قد تؤدي إلى مفسدة أكبر من المصلحة المرجوة و قد تصل إلى شرك ..
و لذا فإن هذه الإجتهادت أحد أسباب تأخر العلاج
فعندما يعتقد المصاب أن المعالج أقدر منه
و عندما يعتقد أن هناك رقية للإحراق و رقية للإنزال و رقية للإخرج و رقية للقتل و غيرها من المسميات فهنا سيعتقد في الآيات أن تعالجه ..
نحتاج إلى بدء طرح جديد في كيفية العلاج بأسلوب مختلف ..
قبل أن يتم رقية المصاب يجب أن يفقه في الدين
يجب الإطلاع على مستواه الديني في العقيدة كأن يعرف التوحيد و دلائله
و يتم توضيح هذا الجانب و صقله لدى المصاب مع جميع العبادات و القضاء و القدر و التوكل و أنواع الشرك وغيرها
و متى تم توضيح هذا الجانب و فهمه
تم الإنتقال إلى توضيح معنى الرقية و كيفيتها
بعدها يتم الرقية و العلاج
ذكرت هذا الأمر لأن الرقية دعاء و تتضمن أيضاً أستغاثة و أستعانة و رجاء و توكل و خشية و تعظيم و كل هذه الأمور لا تصلح إلا لله عز وجل
فعندما يعرف الإنسان هذه الأمور و فقهها سهلت الرقية و الشفاء ..
بقلم أم سلمى
غفر الله لها
بتاريخ 27 ـ 7 ـ 2015