بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على سيدنا النبي المصطفى محمد أشرف المرسلين
أخط لكم في هذا الموضوع و الذي أحببت التطرق فيه لقضية وجدت أن بعض المرضى و المعالجين قد ينكرونها
و منهم من لا يكثرت و يعطيها حقها من الإهتمام و بعضهم يهمل جوانبها و لا يلقي لها بالا
و هي عن تأثر و تأثير الأمراض الروحية و النفسية و العضوية بعضها على بعض
في الحقيقة لقد كتبت موضوعا مطولا و لكنني ألغيته و إتبعت طريق الإختصار
قدر الإمكان حفاظا على وقت القارئ الكريم و أبدأ بعون الله
لا شك و أن الإنسان جسد و روح و نفس
الجسم مادي قائم متقن الخلق قال سبحانه ( لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم )
الروح حقيقة علمها عند الله عز و جل و ما كشف لنا منها إلا قليل
و النفس خلقها سبحانه و سواها فألهمها فجورها و تقواها و جعل فيها من الخبايا و الخفايا
ما ينطق عن إعجاز عظمته و إبداعه جل جلاله
فسبحانه و بحمده عدد خلقه و رضا نفسه و زنة عرشه و مداد كلماته
و هذه العناصر الثلات التي تبدو لنا أنها منفصلة مستقلة كل عنصر منها يقوم بحد ذاته
ما هي في الحقيقة إلا كل متكامل و مزيج متفاعل
متأثر و مؤثر بين أخذ و عطاء مد و جزر إنفعال و تفاعل ...
فالجسم بقوته أو ضعفه بمرضه أو صحته يؤثر في النفس و الروح إما بالإيجاب و إما بالسلب
و النفس تتأثر بتأثر الجسد فينتج عنها ردات أفعال قد تمتد للتفاعل مع الروح أيضا
و العملية قد تكون عكسية فردية أو مزدوجة أي عنصر يؤثر في عنصرين
أو عنصران يؤثران في عنصر واحد و في كل الحالات يحدث التفاعل
و يقول قائل و ما دخل ذلك في الأمراض الروحية
خاصة و أن الفصل قائم في العلاج بين الروح و النفس و الجسم
فأقول إن الفصل في العلاج و الذي يتبعه الكثير من المعالجين بين النفس و الروح و الجسد
هو سبب كوني يؤثر على الإصابة و قد يعطل سرعة الشفاء
و أضرب أمثلة مختصرة موجزة
أولا :
لا شك و أن كل مريض روحي يعاني من تأثر نفسي و قد يصل إلى المرض
(و بعض الناس يعتقدون خطأ أن المريض النفسي إنسان مختل عقليا أو مجنون )
و لو بحثنا بجد لوجدنا أن ذلك التأثر النفسي أو المرض إما كان قبل المرض الروحي أو أثناءه أو بعده
و نعم أقولها فبعض المرضى يتأثرون نفسيا بعد الشفاء من المرض الروحي (و قد أعود لتفصيل هذه النقطة )
فإذا كانت الإصابة النفسية قبل فإنها قد تهيء الأجواء للإصابة الروحية
و إن حدثت أثناء الإصابة الروحية فإنها قد تمد هذه الأخيرة بالمدد و العمر لتطول مدتها
و تتمكن أكثر و كل هذا بمشيئة الله سبحانه مسبب الأسباب
و إن حدثت الإصابة النفسية بعد المرض الروحي فإنها قد تتوغل و تضرب بقوة بجذورها الممتدة فتعيد تهيئة الأجواء للتجديد الإصابة
و من هنا فالمرض الروحي يتأثر بالعرض النفسي
و عارض المرض الروحي يعزف كثيرا على هذا التوتر الحساس ليتمكن و يطبق بقوته على المريض
و لذلك فإننا ننصح دائما المريض الروحي بأن لا يتوقف مباشرة عن العلاج النفسي إن وجد فيه نفع بعد أن يبدأ الرقية و العلاج الروحي و هذا لأسباب
فإن كانت الحالة النفسية متصلة بالروحية فلن يتعارض العلاجان
و إن كانت منفصلة حدث المقصود من علاج كل على حسب الإصابة
لي عودة قريبة إن شاء الله للإتمام