[COLOR="Blue"][SIZE="5"] سُئل أحد الصالحين
ما أعظم جنود الله؟؟
قال : إني نظرت إلى الحديد فوجدته أعظم جنود الله
،
ثم نظرت إلى النار فوجدتها تذيب الحديد فقلت النار أعظم جنود الله
،
ثم نظرت إلى الماء فوجدته يطفئ النار فقلت
الماء أعظم جنود الله
ثم نظرت إلى السحاب فوجدته يحمل الماء فقلت السحاب
أعظم جنود الله ،
ثم نظرت إلى الهواء فوجدته يسوق السحاب فقلت الهواء
أعظم جنود الله ،
ثم نظرت إلى الجبال فوجدتها تعترض الهواء فقلت الجبال
أعظم جنود الله
،
ثم نظرت إلى الإنسان فوجدته يقف على الجبال
وينحتها فقلت الإنسان أعظم جنود الله ،
ثم نظرت إلى ما يُقعد الإنسان فوجدته النوم فقلت النوم
أعظم جنود الله ،
ثم وجدت أن ما يُذهب النوم فوجدته الهم والغم فقلت
الهم والغم أعظم جنود الله ،
ثم نظرت فوجدت أن الهم والغم محلهما القلب فقلت
القلب أعظم جنود الله ،
ووجدت هذا القلب لا يطمئن إلا بذكر الله
فقلت
أعظم جنود الله ذكر الله
أعظم جنود الله ذكر الله
نعم
أعظم جنود الله ذكر الله
( الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب ) أ.هـــ
ومن أقوى الأمور التي تحرك القلب إلى ذكر الله تعالى التفكر في مخلوقات الله وفي كونه وفي خلقه السمائي والأرضي ، ( إن في خلق السماوات والأرض لآيات لأولي الألباب ) فحكمته جل وعلا لا تعدم في ذرة من ذرات الكون ( وكل شي عنده بمقدار ) فكل صغير وكبير ، جليل وحقير ، عظيم كان أو قطمير ، وكل إنسان أو حيوان أو جماد إنما اوجد لحكمة ربانية دقيقة ، قد تخفى على عقول البشر حينا ، فلو بحثوا في تفاصيلها، وتأملوها حق التأمل، كما أمرهم ربهم ( أفلا يعقلون) ( أفلم ينظروا في ملكوت الله السموات والأرض ) لوجدوا هناك حكمة مبهرة وأموراً مدهشة ، يتصاغرون أمام عظمتها ودقتها ، فيعظمون الرب سبحانه وحده لا شريك له ، ويزيد بذلك إيمانهم، وتقوى عقيدتهم، فيحفزهم هذا إلى عبادته بأكمل وجه ، وهذا ما يرنوا إليه أصحاب النفوس الأبية والنفوس المؤمنة ....