الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين ، وعلى آله وصحبه أجمعين ، أما بعد :
فقد عرف أعداء الإسلام أن مصدر عزة
هذا الدين وأهله ،
وسر تجدده في نفوس المسلمين
هو هذا القرآن العظيم ،
الذي لا يخلق من كثرة الترداد ،
ولا تنقضي عجائبه ،
ولا يمله القارئ والسامع ولا يزداد به المؤمن إلاّ يقينا بدينه وتعلقا به ،
هذه المعجزة الخالدة ،
والآية الباقية ما بقي الليل والنهار ،
هذا الكتاب الذي وعد الله تعالى بحفظه بقوله : ** إنا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ** [ الحجر : 9 ] .
ولما كانت هذه منزلة القرآن ،
اجتهد أعداء الدين
بالطعن في هذا القرآن ؛
حتى يسلخوا المسلمين من التعلق به ، فيصبحوا صيدا سهلا وغنيمة باردة .
وحرب أعداء الدين هذه ليست فقط على القرآن ،
بل على كل أساساته وقواعده ؛
فهناك الحرب على الرسول
( صلى الله عليه وسلم ) وسنته ،
والطعن في عدالة الصحابة ،
والحرب على المرأة المسلمة وحجابها وعفافها ،
والحرب على بعض الشعائر كالجهاد ، وغيرها من الجبهات ،
ولكن الحرب على القرآن هي أخطرها وأشدها وأشرسها ؛
لأن القرآن هو الذي يدل على الأصول السابقة ويحث عليها ،
فهو أصلها وهي فروعه ،
وبذهاب الأصل تذهب الفروع ؛
ومن هنا عزمت في هذه الرسالة على جمع هذه المطاعن والإشكالات التي تثار الآن ، والتي هي عبارة - في غالبها -
عن ترديد لما سبق ،
فلو عرفها الناس وتحصنوا منها لما حصل هذا الاضطراب من هذه الشبه ...
أرجوا اتمام قراءة هذه الرسالة لأهميتها .
_ الطعن في القرآن الكريم
والرد على الطاعنين في القرن الرابع عشر الهجري .
رسالة لنيل درجة الدكتوراة
مقدمة من الطالب :
عبدالمحسن بن زبن بن متعب المطيري
https://www.ust.edu/usty/images/open...d/1169/001.doc