موقع الشيخ بن باز


 

  لتحميل حلقة الرقية الشرعية للشيخ أبو البراء اضغط هنا


ruqya

Icon36 صفحة المرئيات الخاصة بموقع الرقية الشرعية

الموقع الرسمي للشيخ خالد الحبشي | العلاج بالرقية الشرعية من الكتاب والسنة

الأخوة و الأخوات الكرام أعضاء منتدنا الغالي نرحب بكم أجمل ترحيب و أنتم محل إهتمام و تقدير و محبة ..نعتذر عن أي تأخير في الرد على أسئلتكم و إستفساراتكم الكريمة و دائماً يكون حسب الأقدمية من تاريخ الكتابة و أي تأخر في الرد هو لأسباب خارجة عن إرادتنا نظراً للظروف و الإلتزامات المختلفة

 
العودة   منتدى الرقية الشرعية > أقسام المنابر الإسلامية > المنبر الإسلامي العام

الملاحظات

صفحة الرقية الشرعية على الفيس بوك

إضافة رد
 
 
أدوات الموضوع
New Page 2
 
 

قديم 06-01-2009, 06:37 PM   #61
معلومات العضو
أسامي عابرة
مساعد المدير العام
 
الصورة الرمزية أسامي عابرة
 

 

افتراضي

(1/445)

الجواب : جلوس بعض أقارب الميت أو غيرهم عند الميت إذا مات يوم الخميس حتى يسلموه ليوم الجمعة هذا لا أصل له، بل هذا من البدع، وإنما السنة أن يوقف عليه بعد الدفن، ويدعى له بالمغفرة والثبات فيقفون وقفة للدعاء له بالمغفرة والثبات، ثم ينصرف الناس سواء كان ذلك في يوم الخميس أو في غيره.
أما أن يقف عنده أقارب الميت أو جيرانه إلى ليلة الجمعة، أو في بعض الليالي الأخرى وقفات خاصة، فهذا لا أصل له، وإنما الوقفة بعد الدفن للدعاء له، وسؤال الله له المغفرة والثبات؛ لأن النبي عليه الصلاة والسلام « كان إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه وقال: استغفروا لأخيكم واسألوا الله له التثبيت فإنه الآن يسأل » (1) .
فيستحب للمشيعين إذا فرغوا من الدفن أن يقفوا على الميت، وأن يدعوا له بالمغفرة والثبات ما شاء الله من الوقفة، ولا يلزمهم ولا يشرع لهم أن يقفوا طويلا كثيرا حتى يسلموه لليلة الجمعة، أو في ليال أخرى بطريقة خاصة، إنما هي وقفة للدعاء بالمغفرة والثبات فقط بعد الدفن، وقفة ليست لها حد محدود، بل وقفة لا تضرهم ولا تشق عليهم ثم ينصرفون.
__________
(1) سنن أبو داود الجنائز (3221).

(1/346)

تحلق جماعة واجتماعهم على التسبيح بالحجارة
س158: يقول السائل: أنا أعمل بمدرسة في الزلفي ، ومعنا جماعة من إخواننا من بنجلاديش والباكستان ، وبعد صلاة العشاء يبدءون بالتسبيح بالحجارة، وعدد الحجارة ألف حجر، وهم يجلسون دائرة في

(1/346)

المسجد، ويتبادلون الحجارة، وعندما يتبادلونها يقول الواحد منهم: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، أرجو منكم الإفادة في ذلك وفقكم الله؟
الجواب : هذا العمل مبتدع، كون الإنسان مع إخوان له يسبحون ويحمدون ويكبرون بالحصى أو بغيره ويتساعدون في هذا الأمر هذا لا يجوز، أما إذا كان الواحد يسبح بينه وبين نفسه، كل واحد بنفسه، ويذكر الله بينه وبين نفسه بأصابعه أو بالحجارة، أو بالنوى فلا بأس، لكن بالأصابع أفضل.
أما كونهم يتحلقون ويجتمعون على هذا الأمر، هذا يسبح كذا، وهذا يقول كذا، أو كل واحد عليه قول معروف، إذا فرغ شرع الآخر، فهذا هو الذي أنكره عبد الله بن مسعود رضي الله عنه حين خرج على قوم في مسجد الكوفة وهم متحلقون يقول لهم أحدهم : سبحوا مائة افعلوا كذا ، فيعدون الحصى ، فأنكر عليهم وقال إنكم لعلى ملة هي أهدى من ملة محمد صلى الله عليه وسلم أو مفتتحو باب ضلالة؟ فأنكر عليهم ذلك ، فقالوا يا أبا عبد الرحمن ما أردنا إلا خيرا ، فقال رضي الله عنه : كم من مريد للخير لم يصبه .
والمقصود أن هذا الفعل من البدع التي أحدثها الناس، لكن إذا أحب أن يذكر الله بينه وبين نفسه في الصف، أي في الصف الأول، أو في الصف الثاني، حسب مجيئه إلى الصلاة أو في ركن من أركان المسجد، أو في أي محل في بيته فلا بأس أن يذكر الله بينه وبين ربه، يسبح، ويهلل، ويستغفر، ويدعو ربه، يعد بأصابعه أو لا يعد ، كل ذلك لا بأس به، وإن عد بالنوى أو غيره فلا حرج، لكن

(1/347)

بالأصابع أفضل.

(1/348)

الصلوات النارية والتسبيح بأعداد كبيرة
س159: ما حكم ما يذكرونه من الصلوات النارية والتسبيح بأعداد كبيرة وتلاوة القرآن؟
الجواب : الصلوات النارية لا أعرفها لكن تعرض على الكتاب والسنة، فإذا كانت صلاة توافق الصلاة التي أتى بها النبي صلى الله عليه وسلم فتقبل، يصلي الإنسان كما صلى النبي عليه الصلاة والسلام سواء الفريضة أو النافلة ، أما صلاة لها صفات زائدة أو أحوال زائدة على ما فعله الرسول صلى الله عليه وسلم، ودعا إليه، وشرعه للأمة ، فلا تقبل.
والتسبيح كله طيب إذا كان موافقا للشرع ; مثل قوله: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله، ولو كثر ولو قال ذلك آلافا، أو سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم، أو لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، يحيي ويميت، وهو على كل شيء قدير، فهذا كله ينبغي الإكثار منه، والله سبحانه وتعالى يقول: ** يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا ** (1) ** وسبحوه بكرة وأصيلا ** (2) [الأحزاب: 41، 42] .
ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: « سبق المفردون قيل يا رسول الله ومن هم المفردون؟ قال : الذاكرون الله كثيرا والذاكرات » (3) أخرجه مسلم في الصحيح .
فالإكثار من ذكر الله هو المطلوب لكن على الوجه الشرعي، أما ذكر مقيد بقيود، أو بطريقة خاصة غير ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم فهذا لا يقبل
__________
(1) سورة الأحزاب الآية 41
(2) سورة الأحزاب الآية 42
(3) صحيح مسلم الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار (2676),مسند أحمد بن حنبل (2/411).

(1/348)

ويكون من البدع، فلا بد أن يكون الذكر على ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم، وعلى الطريقة المحمدية، التي بينها الرسول صلى الله عليه وسلم لأمته، وهكذا الأذكار بعد الصلوات تؤدى كما بينها النبي صلى الله عليه وسلم، وعلى الطريقة التي كان يفعلها ويعلمها أمته عليه الصلاة والسلام، وكل شيء يخالف ما فعله النبي صلى الله عليه وسلم، وما شرعه للأمة، يطرح.

(1/349)

من يقيمون حلقات للذكر، ويضربون أنفسهم بالسيوف، ويدخلون النار زاعمين أن هذا بسر مشايخهم
س160: يوجد عندنا في كل يوم جمعة أو اثنين حلقة ذكر يمدحون فيها الله والأنبياء والرسل، ثم يضربون أنفسهم بالسيوف أو بالأسياخ الحديد، أو يدخلون أنفسهم في النار، ويقولون إن في هذا الذي يفعلونه سرا بينهم وبين السيد، أي الشيخ الذي يأخذون عنه هذه الطريقة، وأنه لا يصيبهم أذى.
أيضا يدفعون إلى السيد الخرفان والهدايا والفلوس ويذبحون له الذبائح، ويقولون: هذا إلى الشيخ عبد القادر ، أو الدسوقي ، أو الشيخ فلان.. أفيدونا أفادكم الله؟
الجواب : بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله نبينا وإمامنا وسيدنا محمد بن عبد الله وعلى آله وأصحابه ومن سلك سبيله واهتدى بهداه إلى يوم الدين، أما بعد:
فهذا السؤال له شأن خطير، وهو واقع فيما بلغنا من أناس كثير، وهذا من عمل طائفة من طوائف الصوفية، وهو عمل منكر.

(1/349)

أما ذكر الله والصلاة على الأنبياء فهذا أمر مطلوب، وهذا أمر مشروع. الله جل وعلا أمر عباده بالذكر، والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، كما قال عز وجل: ** يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا ** (1) ** وسبحوه بكرة وأصيلا ** (2) [الأحزاب: 41، 42] .
وقال عز وجل: ** إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب ** (3) ** الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ** (4) [آل عمران: 190، 191] ، ويقول جل وعلا: ** إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما ** (5) [الأحزاب: 56] ، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: « من صلى علي واحدة صلى الله عليه بها عشرا » (6) .
فالإكثار من ذكر الله ، تسبيحه، وتهليله، وتحميده، وتكبيره، واستغفاره أمر مطلوب شرعا، وهكذا الإكثار من الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى جميع الأنبياء والرسل، كل هذا طيب.
لكن عملهم هذا بتسوية حلقات وقيامهم بضرب أنفسهم بالسيوف وغيرها من الآلات التي يضربون بها أنفسهم، ودخولهم النار، كل هذا منكر، وكل هذا شعوذة وتلبيس وخداع، وهذا عمل منكر ما فعله الرسول صلى الله عليه وسلم، ولا أصحابه، ولا فعله السلف الصالح، من الأئمة الأربعة: مالك ، والشافعي ، وأحمد ، وأبي حنيفة ، وغيرهم من أئمة الإسلام كالليث بن سعد ، والثوري ، وسفيان بن عيينة ، وإسحاق بن راهويه ، وغيرهم من أئمة الإسلام، فهذا مما أحدثه الناس، وهو عمل منكر يجب الحذر منه، ويجب أن ينصحوا ويوجهوا إلى الخير; وإذا كان شيخهم أخذ عليهم هذا فقد أخطأ شيخهم، وعليهم أن يرجعوا عن
__________
(1) سورة الأحزاب الآية 41
(2) سورة الأحزاب الآية 42
(3) سورة آل عمران الآية 190
(4) سورة آل عمران الآية 191
(5) سورة الأحزاب الآية 56
(6) صحيح مسلم الصلاة (384),سنن الترمذي المناقب (3614),سنن النسائي الأذان (678),سنن أبو داود الصلاة (523),مسند أحمد بن حنبل (2/168).

 

 

 

 


 

توقيع  أسامي عابرة
 

°°

سأزرعُ الحبَّ في بيداءَ قاحلةٍ
لربما جادَ بالسُقيا الذي عبَرا
مسافرٌ أنت و الآثارُ باقيةٌ
فاترك لعمرك ما تُحيي به الأثرَ .


اللهم أرزقني حسن الخاتمة و توفني وأنت راضٍ عني

°°
( )
°•°°•°
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 06-01-2009, 06:37 PM   #62
معلومات العضو
أسامي عابرة
مساعد المدير العام
 
الصورة الرمزية أسامي عابرة
 

 

افتراضي

(1/350)

هذا الخطأ، وألا يقلدوا شيخهم في الباطل.
والإمام المتبع هو رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهو إمام المسلمين وقائدهم، وهو الواجب الاتباع، كما قال سبحانه وتعالى: ** وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا ** (1) [الحشر: 7] ، وقال عز وجل: ** قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم ** (2) [آل عمران: 31] ، وقال سبحانه وتعالى: ** من يطع الرسول فقد أطاع الله ** (3) [النساء: 80] .
فعلينا أن نطيع الرسول صلى الله عليه وسلم ونتبع ما جاء به في الكتاب العظيم والسنة المطهرة، أما عمل هؤلاء الذين يلبسون على الناس ويخدعون الناس بأعمالهم القبيحة من ضربهم لأنفسهم بالسياط، أو بالسلاح، أو بالعصي، أو بغير ذلك; كل هذا منكر.
وهكذا دخولهم النار منكر أيضا، فالنار لا يجوز دخولها، ولا يجوز التلبيس على الناس بهذا الأمر، وقد يتعاطون أشياء يجعلونها في أجسادهم من المواد المضادة للنار، فيلبسون على الناس، ويزعمون أنهم بهذا أولياء، نعم هم من أولياء الشيطان، وإنما أولياء الله أهل التقوى، والإيمان، وأتباع الرسول صلى الله عليه وسلم; قال جل وعلا: ** ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون ** (4) ** الذين آمنوا وكانوا يتقون ** (5) [يونس: 62، 63] ، ويقول جل وعلا: ** والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان ** (6) [التوبة: 100] .
وهؤلاء ما اتبعوهم بإحسان; بل زادوا عليهم بدعا كثيرة، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: « من أحدث في أمرنا يعني ديننا هذا ما ليس منه فهو رد » (7) أي مردود، وقال أيضا صلى الله عليه وسلم: « من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد » (8) .
__________
(1) سورة الحشر الآية 7
(2) سورة آل عمران الآية 31
(3) سورة النساء الآية 80
(4) سورة يونس الآية 62
(5) سورة يونس الآية 63
(6) سورة التوبة الآية 100
(7) صحيح البخاري الصلح (2550),صحيح مسلم الأقضية (1718),سنن أبو داود السنة (4606),سنن ابن ماجه المقدمة (14),مسند أحمد بن حنبل (6/270).
(8) صحيح البخاري الصلح (2550),صحيح مسلم الأقضية (1718),سنن أبو داود السنة (4606),سنن ابن ماجه المقدمة (14),مسند أحمد بن حنبل (6/256).

(1/351)

أما إهداؤهم الخرفان والنقود والأموال لشيخهم الذي يتقربون إليه ويذبحون له ويستغيثون به ، فهذا من الشرك الأكبر; لأن الطلب من الأموات، والاستغاثة بهم، وطلب المدد، والتقرب إليهم بالذبائح والنذور، كل ذلك من الشرك الأكبر بإجماع المسلمين، أي بإجماع أهل العلم والإيمان من سلف الأمة، ولا عبرة بخلاف من تأخر عنهم في آخر الزمان ممن جهل دين الله، ورأى أن الشرك دين وقربة، فهؤلاء لا يعول عليهم.
والمقصود أن دعوة الأموات، والاستغاثة بالأموات، أو الجن أو بالملائكة، وطلب المدد من الميت ; من النبي صلى الله عليه وسلم، أو الرفاعي ، أو العيدروس ، أو الشيخ عبد القادر الجيلاني ، أو الشيخ أحمد البدوي ، أو الحسين ، أو غير ذلك، كل هذا شرك بالله; فمن طلبهم أو استغاث بهم، أو نذر لهم أو طلب منهم المدد عند قبورهم أو بعيدا من قبورهم، فهذا من الشرك الأكبر، ومن عبادة غير الله.
فيجب الحذر من ذلك، ويجب تحذير الناس من هؤلاء الضالين حتى يتوبوا فيتوب الله عليهم. نسأل الله لنا ولهم الهداية.

(1/352)

الدوران بالأبقار حول الجبال والذبح منها عند الاستسقاء
س161: يحكي لنا الآباء عن شيء مثل هذا في منطقتنا قبل أن تنتشر الدعوة من جديد بعد حكم آل سعود ، فيقولون: إنهم كانوا يأخذون الأبقار ويدورون بها حول الجبال وحول الأودية وبعد ذلك يذبحون

(1/352)

واحدة منها، وهم بذلك يريدون الاستسقاء فلعل هذا شبيه بذلك سماحة الشيخ؟
الجواب : ليس ببعيد أن يكون هذا المقصود، ولكن هذا غلط ولا أصل له، بل هذا من البدع، والمقصود هو التقرب إلى الله بصلاة الاستسقاء والدعاء، فيستغيثون بالله ويصلون الصلاة الشرعية، وإذا ذبحوا ذبائح وتصدقوا بها أو صاموا أو تصدقوا بنقود أو بأطعمة من الحبوب أو من التمور فكل هذا طيب، لكن لا يقصدوا مكانا يوهم أنهم يتعبدون فيه؛ لأنه قد سكنه رجل صالح، أو أقام به رجل صالح، أو دفن فيه رجل صالح، فلا يفعلوا هذه الأشياء ونحوها لأن ذلك من البدع المحدثة في الدين.
أما كونهم يدورون بها في الوادي أو حول الجبال فهذا لا أصل له، بل هو بدعة ولا حاجة إلى هذا، والمقصود هو التقرب إلى الله، في أي مكان ذبحوها كفى، على الوجه الذي شرعه وذلك بذبحها في أي مكان يتيسر من غير قصد بقعة معينة أو واد معين أو جبل معين، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: « من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد » (1) خرجه مسلم في صحيحه، والله ولي التوفيق.
__________
(1) صحيح البخاري الصلح (2550),صحيح مسلم الأقضية (1718),سنن أبو داود السنة (4606),سنن ابن ماجه المقدمة (14),مسند أحمد بن حنبل (6/256).

(1/353)

(22)
التوسل

(1/355)

حكم التوسل بالجاه وبالبركة وبالحرمة
س162: هل التوسل يجوز بالجاه وبالبركة وبالحرمة; كأن يقول الإنسان: اللهم افعل لي كذا بجاه الشيخ فلان أو ببركة الشيخ فلان أو بحرمة محمد صلى الله عليه وسلم ونحو ذلك؟ أفيدونا أفادكم الله.
الجواب : التوسل بالجاه والبركة والحرمة والحق ليس بجائز عند جمهور أهل العلم، لأن التوسلات توقيفية لا يجوز منها إلا ما أجازه الشرع، ولم يرد في الشرع ما يدل على هذه التوسلات.
فلا يقول الإنسان: اللهم اغفر لي بحق فلان، أو بحق محمد، أو بحق الصالحين، أو بحق الأنبياء، أو بجاه الأنبياء، أو بحرمة الأنبياء، أو ببركة الأنبياء أو ببركة الصالحين، أو ببركة علي ، أو ببركة الصديق ، أو ببركة عمر ، أو بحق الصحابة، أو حق فلان - كل هذا لا يجوز، هذا خلاف المشروع وبدعة، وهو ليس بشرك لكنه بدعة، لم يرد في الأسئلة التي دعا بها النبي صلى الله عليه وسلم، وكذلك أصحابه رضي الله عنهم.
وإنما يتوسل بما شرعه الله من أسماء الله وصفاته، ومن توحيده والإخلاص له ، ومن الأعمال الصالحات ، هذه هي الوسائل. قال الله تعالى: ** ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها ** (1) [الأعراف: 180] ، فتقول: اللهم اغفر لي برحمتك إنك أنت الغفور الرحيم، اللهم ارحمني يا أرحم الراحمين، اللهم أحسن إلي، اللهم أدخلنا الجنة برحمتك وفضلك وإحسانك، اللهم أنجني من النار واعف عني يا رحمن يا رحيم يا عفو يا كريم، وما أشبه ذلك.
__________
(1) سورة الأعراف الآية 180

 

 

 

 


 

توقيع  أسامي عابرة
 

°°

سأزرعُ الحبَّ في بيداءَ قاحلةٍ
لربما جادَ بالسُقيا الذي عبَرا
مسافرٌ أنت و الآثارُ باقيةٌ
فاترك لعمرك ما تُحيي به الأثرَ .


اللهم أرزقني حسن الخاتمة و توفني وأنت راضٍ عني

°°
( )
°•°°•°
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 06-01-2009, 06:38 PM   #63
معلومات العضو
أسامي عابرة
مساعد المدير العام
 
الصورة الرمزية أسامي عابرة
 

 

افتراضي

(1/356)

أو بالتوحيد والإخلاص لله، وتقول: اللهم اغفر لي، لأني أشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت؛ لأنك الواحد الأحد مستحق العبادة، أو تقول: « اللهم إني أسألك بأني أشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت، » (1) كما جاء الحديث الشريف بهذا السؤال، فلا بأس بهذا، فهذا وسيلة شرعية.
أو تتوسل بأعمالك الطيبة فتقول: اللهم اغفر لي بإيماني بك ومحبتي لك، أو بإيماني بنبيك ومحبتي له صلى الله عليه وسلم، اللهم ارحمني بطاعتي لك واتباعي لشريعتك، اللهم ارحمني ببري بوالدي، اللهم ارحمني بعفتي عن الفواحش، اللهم ارحمني بأداء الأمانة ونصحي لله والعباد، وما أشبه ذلك.
ومن هذا الباب ما ثبت في الصحيحين عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم: « أن ثلاثة آواهم المبيت إلى غار » (2) وفي رواية أخرى : « آواهم المطر إلى غار في الجبل فدخلوا فيه، فانحدرت عليهم صخرة من أعلى الجبل فسدت الغار عليهم، وكانت صخرة عظيمة لا يستطيعون دفعها، فقالوا فيما بينهم: إنه لا ينجيكم من هذه الصخرة إلا أن تدعوا الله بصالح أعمالكم فدعوا الله سبحانه وتعالى، فقال أحدهم: اللهم إنه كان لي أبوان شيخان كبيران، وكنت لا أغبق قبلهم أهلا ولا مالا ( والغبوق اللبن الذي يشربه الناس بعد العشاء، وكان هذا من عادة العرب سقي الضيوف والأهل اللبن في الليل)، يقول: كنت لا أغبق قبلهما أهلا ولا مالا وإنه نأى بي طلب الشجر ذات ليلة فلم أرح عليهما إلا في آخر الليل، يعني إلا متأخرا فوجدهما نائمين، فوقف والقدح على يديه ينتظر استيقاظهما، فلم يستيقظا حتى برق الفجر.
__________
(1) سنن الترمذي الدعوات (3475),سنن ابن ماجه الدعاء (3857).
(2) صحيح مسلم الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار (2743).

(1/357)

قال: اللهم إن كنت تعلم أنني فعلت هذا ابتغاء وجهك فافرج عنا ما نحن فيه. فانفرجت الصخرة بعض الشيء، ولكن لا يستطيعون أن يخرجوا.
وقال الثاني: اللهم إنه كانت لي ابنة عم أحبها كأشد ما يحب الرجال النساء، وإني أردتها على نفسها فأبت علي، ثم إنها ألمت بها سنة -أي: حاجة-، فجاءت إلي تطلب الرفد فقلت لها إلا أن تمكنيني من نفسك، فاتفق معها على مائة وعشرين دينارا فمكنته من نفسها، فلما جلس بين رجليها قالت له: اتق الله ولا تفض الخاتم إلا بحقه، فقام خائفا من الله وترك الذهب وترك الفاحشة، ثم قال: اللهم إن كنت تعلم أني فعلت هذا ابتغاء وجهك فافرج عنا ما نحن فيه، فانفرجت الصخرة زيادة لكن لا يستطيعون الخروج.
ثم قال الثالث: اللهم إنه كان لي أجراء فأعطيت لكل أجير حقه إلا واحدا ترك أجره، فثمرته له -أي: نميته له- حتى صار له إبل وبقر وغنم ورقيق، ثم جاء يطلب أجره فقلت له: كل ما تراه من أجرك. فقال: اتق الله ولا تستهزئ بي، فقلت له: إني لا أستهزئ بك، كله من أجرك فاستاقه كله، اللهم إن كنت تعلم أني فعلت هذا ابتغاء وجهك فافرج عنا ما نحن فيه، فانفرجت الصخرة وخرجوا » (1) بأسباب هذه الدعوات وهذه الأعمال الصالحة .
فالدعاء بهذا وأشباهه دعاء طيب ولا بأس به، ووسيلة صالحة، أما الدعاء بحق فلان أو بجاه فلان أو بركة فلان، أو حرمة فلان ، فهذا لا أصل له، ولم تأت به السنة، فالواجب تركه، وهو ليس من الشرك ولكنه من البدع، فالواجب ترك هذا، وهو الصواب الذي عليه جمهور أهل
__________
(1) صحيح البخاري الإجارة (2152),صحيح مسلم الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار (2743),مسند أحمد بن حنبل (2/116).

(1/358)

العلم. والله المستعان.

(1/359)

حكم التوسل بجاه النبي صلى الله عليه وسلم في الدعاء
س163: إذا دعونا الله سبحانه وتعالى، وتضرعنا له بالدعاء، وذكرنا في الدعاء أن يستجيب لنا سبحانه وتعالى بجاه نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وذلك كما فعل الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه عندما أصاب الجزيرة العربية قحط، فإنه دعا الله بجاه عم محمد صلى الله عليه وسلم العباس أن يفرج عن الأمة، فهل هذا جائز أم لا؟ أفيدونا أفادكم الله.
الجواب : التوسل بجاه النبي صلى الله عليه وسلم ليس بمشروع، وإنما المشروع التوسل بأسماء الله وصفاته ، كما قال الله سبحانه وتعالى:
** ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها ** (1) [الأعراف: 180] يعني يسأل الله بأسمائه كأن يقول الإنسان: اللهم إني أسألك بأنك الرحمن الرحيم، بأنك الجواد الكريم، اغفر لي، ارحمني، اهدني سواء السبيل وغير ذلك.
لأن الدعاء عبادة وقربة عظيمة، كما قال الله تعالى: ** وقال ربكم ادعوني أستجب لكم ** (2) [غافر: 60] ، وقال عز وجل: ** وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان ** (3) [البقرة: 186] .
ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: « الدعاء هو العبادة » (4) ، ويقول صلى الله عليه وسلم: « ما من عبد يدعو الله بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث إما أن تعجل له دعوته في الدنيا وإما أن تدخر له في الآخرة وإما أن يصرف عنه من الشر مثل ذلك قالوا يا رسول الله إذا نكثر قال: الله أكثر » (5) .
__________
(1) سورة الأعراف الآية 180
(2) سورة غافر الآية 60
(3) سورة البقرة الآية 186
(4) سنن الترمذي تفسير القرآن (2969),سنن ابن ماجه الدعاء (3828).
(5) مسند أحمد بن حنبل (3/18).

(1/359)

فالمسلم إذا دعا وتضرع إلى الله سبحانه وتعالى فهو على خير عظيم; مأجور ومثاب، وقد تعجل دعوته وقد تؤجل لحكمة بالغة، وقد يصرف عنه من الشر ما هو أعظم من المسألة التي سأل.
لكن لا يتوسل إلى الله إلا بما شرع; من أسمائه سبحانه وتعالى وصفاته، أو بتوحيده سبحانه، كما في الحديث: « اللهم إني أسألك بأني أشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت الأحد الصمد » (1) أو بأعمالك الصالحة، فتقول: يا ربي أسألك بإيماني بك وإيماني بنبيك محمد عليه الصلاة والسلام، اللهم إني أسألك بحبي لك، أو بحبي لنبيك محمد عليه الصلاة والسلام، أو اللهم إني أسألك ببري بوالدي، أو عفتي عما حرمت علي يا رب أو ما أشبه ذلك. فتسأله بأعمالك الصالحة التي يحبها وشرعها سبحانه وتعالى.
ولهذا لما دخل ثلاثة فيمن قبلنا غارا للمبيت فيه، وفي رواية أخرى بسبب المطر; يقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: « إنها انحدرت عليهم صخرة من أعلى جبل سدت عليهم الغار لا يستطيعون دفعها فقالوا فيما بينهم: إنه لن ينجيكم من هذه المصيبة إلا أن تدعوا الله بصالح أعمالكم فدعوا الله سبحانه وتعالى .
فتوسل أحدهم بأنه كان بارا بوالديه، ودعا ربه أن يفرج عنهم الصخرة بسبب بره بوالديه، فانفرجت الصخرة بعض الشيء.
ثم قال الثاني: إنه كان له ابنة عم يحبها كثيرا، وإنه أرادها عن نفسها فلم تجب، ولما ألمت بها حاجة شديدة، وجاءت إليه تطلب العون، فقال لها: إلا أن تمكنه من نفسها، فوافقت على ذلك بسبب حاجتها على
__________
(1) سنن الترمذي الدعوات (3475),سنن ابن ماجه الدعاء (3857).

 

 

 

 


 

توقيع  أسامي عابرة
 

°°

سأزرعُ الحبَّ في بيداءَ قاحلةٍ
لربما جادَ بالسُقيا الذي عبَرا
مسافرٌ أنت و الآثارُ باقيةٌ
فاترك لعمرك ما تُحيي به الأثرَ .


اللهم أرزقني حسن الخاتمة و توفني وأنت راضٍ عني

°°
( )
°•°°•°
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 06-01-2009, 06:38 PM   #64
معلومات العضو
أسامي عابرة
مساعد المدير العام
 
الصورة الرمزية أسامي عابرة
 

 

افتراضي

(1/360)

أن يعطيها مائة وعشرين دينارا، فلما جلس بين رجليها، قالت له: اتق الله ولا تفض الخاتم إلا بحقه، فخاف من الله وقام وترك الفاحشة، وترك الذهب لها، ثم قال: اللهم إن كنت تعلم أني فعلت هذا ابتغاء وجهك فافرج عنا ما نحن فيه، فانفرجت الصخرة بعض الشيء، لكن لا يستطيعون الخروج.
ثم توسل الآخر بأداء الأمانة، وأنه كان عنده أمانه لبعض الأجراء فنماها، وثمرها حتى اشترى منها إبلا وبقرا وغنما ورقيقا، وكانت آصعا من أرز أو من ذرة، ثم جاء الأجير يسأله حقه، فقال له: كل هذا من حقك، كل الذي ترى من حقك من إبل وغنم وبقر ورقيق، فقال له الأجير: اتق الله ولا تستهزئ بي، فقال: إني لا أسخر بك. هو مالك، فأخذه كله، فقال: اللهم إن كنت تعلم أني فعلت هذا ابتغاء وجهك فافرج عنا ما نحن فيه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: فانفرجت عنهم الصخرة وخرجوا » (1) ، هذا بأسباب إيمانهم بالله وتوسلهم إليه بأعمالهم الصالحة.
فالوسيلة الشرعية هي التوسل بأسماء الله وصفاته، أو بتوحيده والإخلاص له، أو بالأعمال الصالحات. هذه الوسيلة الشرعية التي جاءت بها النصوص.
أما التوسل بجاه فلان ، أو بحق فلان ، فهذا لم يأت به الشرع، ولهذا ذهب جمهور العلماء إلى أنه غير مشروع فالواجب تركه، وأن يتوسل الإنسان بالوسائل الشرعية التي هي أسماء الله وصفاته، أو بتوحيده، أو بالأعمال الصالحات، هذه هي الوسائل الشرعية التي جاءت بها النصوص.
__________
(1) صحيح البخاري الإجارة (2152),صحيح مسلم الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار (2743),مسند أحمد بن حنبل (2/116).

(1/361)

وأما ما فعله عمر رضي الله عنه، فهو لم يتوسل بجاه العباس ، وإنما توسل بدعائه، قال رضي الله عنه لما خطب الناس يوم الاستسقاء، لما أصابتهم المجاعة والجدب الشديد والقحط صلى بالناس صلاة الاستسقاء، وخطب الناس، وقال: اللهم إنا كنا إذا أجدبنا نستسقي إليك بنبينا فتسقينا وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا فيسقون .
وهكذا كانوا يتوسلون بالنبي صلى الله عليه وسلم في حياته يقولون: ادع لنا، فيقوم ويدعو لهم، ويخطب الناس يوم الجمعة ويدعو ويقول: « اللهم أغثنا اللهم أغثنا » (1) وهكذا في صلاة الاستسقاء يتوسل بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم إلى ربه سبحانه وتعالى، وسؤاله الغوث.
وهكذا قال للعباس : يا عباس قم فادع ربنا، فقام العباس ودعا ورفع يديه ودعا الناس وأمنوا، فسقاهم الله عز وجل على دعائهم، فهو توسل بعم النبي صلى الله عليه وسلم; بدعائه، واستغاثته ربه عز وجل، وسؤاله سبحانه وتعالى بفضل العباس وقربه من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهو عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو من أفضل الصحابة، ومن خير الصحابة رضي الله عن الجميع.
فإذا توسل المسلمون بالصالحين من الحاضرين عندهم، بدعائهم -كأن يقول الإمام أو ولي الأمر: يا فلان قم ادع الله-، من العلماء الطيبين، أو الأخيار الصالحين، أو من أهل بيت النبي الطيبين، وقالوا في الاستسقاء يا فلان قم فادع الله لنا، كما قال عمر للعباس ، هذا كله طيب.
أما التوسل بجاه فلان فهذا لا أصل له، ويجب تركه، وهو من البدع المنكرة. والله جل وعلا أعلم.
__________
(1) صحيح البخاري الجمعة (968),صحيح مسلم صلاة الاستسقاء (897),سنن النسائي الاستسقاء (1518).

(1/362)

حكم من يتوسل بجاه النبي صلى الله عليه وسلم
س :164: يقول السائل: فضيلة الشيخ، ما هو حكم المسلم الذي يقيم الفرائض ويتوسل بجاه النبي الكريم صلى الله عليه وسلم؟ وهل يجوز رميه بالشرك أفيدوني أفادكم الله؟
الجواب : المسلم الذي يوحد الله، ويدعوه وحده سبحانه وتعالى ويؤمن بأنه الإله الحق، ويعتقد معنى لا إله إلا الله، وأن معناها لا معبود حق إلا الله، ويؤمن بمحمد صلى الله عليه وسلم وأنه رسول الله حقا أرسله الله إلى العالمين من الجن والإنس، هذا يقال له مسلم لأنه أتى بالشهادتين، ووحد الله وحده، وصدق الرسول صلى الله عليه وسلم فإنه يكون مسلما.
فإذا أتى شيئا من المعاصي فإن هذا يكون قدحا في الإيمان ونقصا في الإيمان، كالزنا والسرقة والربا، إذا لم يعتقد حل ذلك ولكن أطاع الهوى في فعل هذه المعاصي أو بعضها فهذا يكون نقصا في إيمانه وضعفا في إيمانه.
أما إذا توسل بجاه النبي صلى الله عليه وسلم وقال: اللهم إني أسألك يا رب بجاه محمد أو بحق محمد; فهذا بدعة عند جمهور أهل العلم، ونقص في الإيمان وضعف، ولا يكون مشركا ولا يكون كافرا بل هو مسلم، لكن يكون هذا نقصا في الإيمان وضعفا في الإيمان مثل بقية المعاصي والبدع التي لا تخرج من الدين؛ لأن الدعاء ووسائل الدعاء توقيفية، ولم يرد في الشرع ما يدل على أن التوسل بجاه النبي صلى الله عليه وسلم من الوسائل الشرعية، بل هذا مما أحدثه الناس.

(1/363)

فالقول بالتوسل بجاه النبي صلى الله عليه وسلم، أو بجاه الأنبياء، أو بحق النبي، أو بحق الأنبياء، أو بجاه فلان أو بجاه علي، أو بجاه أهل البيت، كل هذا من البدع، والواجب ترك ذلك لكن ليس بشرك، وإنما هو من وسائل الشرك وليس بشرك، ولا يكون صاحبه مشركا، بل هو مسلم ولكن أتى ببدعة تنقص الإيمان وتضعف الإيمان عند جمهور أهل العلم، لأن الوسائل في الدعاء توقيفية، فالمسلم يتوسل بأسماء الله وصفاته، كما قال الله عز وجل: ** ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها ** (1) [الأعراف: 180] .
ويتوسل بالتوحيد والإيمان كما جاء في الحديث: « اللهم إني أسألك بأني أشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد » (2) ، وهذا توسل بتوحيد الله.
وهكذا التوسل بالأعمال الصالحات، كما في حديث أصحاب الغار، الذين انطبقت عليهم صخرة لما دخلوا الغار من أجل المطر أو المبيت « فانطبقت عليهم صخرة فلم يستطيعوا دفعها فقال بعضهم لبعض إنه لن ينجيكم من هذه الصخرة إلا أن تدعوا الله بصالح أعمالكم فدعوا الله بصالح أعمالهم فتوسل أحدهم ببره بوالديه فانفرجت الصخرة بعض الشيء
ثم توسل الآخر بعفته عن الزنا وأنه كانت له ابنة عم يحبها كثيرا، فأرادها لنفسه فأبت عليه، ثم إنه ألمت بها سنة، فجاءت إليه تطلب منه العون، فقال: إلا أن تمكنيني من نفسك، فوافقت على أن يعطيها مائة وعشرين دينارا من الذهب، فلما جلس بين رجليها، قالت له: اتق الله ولا تفض الخاتم إلا بحقه، فخاف من الله سبحانه وتعالى وقام عنها،
__________
(1) سورة الأعراف الآية 180
(2) سنن الترمذي الدعوات (3475),سنن ابن ماجه الدعاء (3857).

(1/364)

ولم يأت الفاحشة، وقال: اللهم إن كنت تعلم أني فعلت هذا ابتغاء وجهك فافرج عنا ما نحن فيه، فانفرجت الصخرة بعض الشيء، ولكن لا يستطيعون الخروج.
ثم توسل الثالث بأداء الأمانة، وأنه كان عنده آصع لبعض العمال تركها عنده فنماها، وعمل فيها حتى صارت مالا كثيرا من الإبل والبقر والغنم والرقيق، فلما جاء صاحبها أداها إليه كاملة، فقال: يا رب إن كنت تعلم أني فعلت هذا ابتغاء وجهك فافرج عنا ما نحن فيه فانفرجت عنهم الصخرة وخرجوا » (1) .
وهذا يدل على أن التوسل بالأعمال الصالحات من أسباب الإجابة.
أما التوسل بجاه النبي صلى الله عليه وسلم، أو بجاه فلان، أو بجاه علي، أو بجاه عمر، أو بجاه أبي بكر الصديق، أو بجاه آل البيت، أو ما أشبه ذلك فهذا ليس له أصل، ولكن يتوسل بإيمانه، فيقول: اللهم إني أسألك بإيماني بك، وبمحبتي لك، وبمحبتي لنبيك عليه الصلاة والسلام فهذا طيب وهذه وسيلة طيبة، أو يتوسل بالتوحيد: اللهم إني أسألك بأني أشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت، بأنك الواحد الأحد، كل هذا طيب، أو يتوسل إلى الله ببره بالوالدين، أو بالمحافظة على الصلوات أو بعفته عن الفواحش، كل هذه أعمال صالحة، هذا هو الذي قرره أهل العلم وأهل التحقيق وأهل البصيرة، أما التوسل بجاه فلان أو بحق فلان فهذا بدعة، والذي عليه جمهور أهل العلم أنه غير مشروع.
__________
(1) صحيح البخاري الإجارة (2152),صحيح مسلم الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار (2743),مسند أحمد بن حنبل (2/116).

(1/365)

حكم التوسل بجاه الله وجاه الأنبياء والصحابة
س165: يقول السائل: سمعني أحد المؤمنين وأنا في دعاء أطلب من الله عز وجل بعد الصلاة، فقلت: اللهم بجاهك، وبجاه محمد، وبجاه الصحابة الكرام أطلب أن تغفر لي وترحمني، فأخبرني أن هذا الدعاء لا يجوز. أفيدوني عن صحة ذلك بارك الله فيكم.
الجواب : التوسل بجاه الأنبياء، أو بجاه الصحابة، بدعة لا يجوز، أما بجاه الله معناه بعظمة الله فلا يضر، لكن بجاه النبي أو بجاه أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، أو بجاه الأنبياء، أو بجاه الصالحين، أو بحق الأنبياء، أو بحق الصالحين، هذا بدعة على الأصح عند جمهور أهل العلم وأجازه بعض أهل العلم، ولكنه قول ضعيف مرجوح، والصواب أنه لا يجوز.
إنما التوسل يكون بأمور أخرى، فيكون بأسماء الله وصفاته سبحانه وتعالى، كما قال عز وجل: ** ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها ** (1) [الأعراف: 180] فتقول: اللهم إني أسألك بأسمائك الحسنى وصفاتك العلى أن تغفر لي، وأن ترحمني، وأن تعتقني من النار، وأن ترزقني الذرية الصالحة، إلى غير ذلك، أو تقول: اللهم إني أسألك بأنك الرحمن الرحيم، بأنك الرءوف الرحيم، بأنك السميع العليم، بأنك الجواد الكريم أن ترحمني وأن تغفر لي وأن تهب لي كذا وكذا، فهذا لا بأس به.
وهكذا التوسل بتوحيد الله، والإيمان به ، تقول اللهم إنني أشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت، اللهم إني أسألك بأني أؤمن بك وأحبك وأخافك
__________
(1) سورة الأعراف الآية 180

 

 

 

 


 

توقيع  أسامي عابرة
 

°°

سأزرعُ الحبَّ في بيداءَ قاحلةٍ
لربما جادَ بالسُقيا الذي عبَرا
مسافرٌ أنت و الآثارُ باقيةٌ
فاترك لعمرك ما تُحيي به الأثرَ .


اللهم أرزقني حسن الخاتمة و توفني وأنت راضٍ عني

°°
( )
°•°°•°
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 06-01-2009, 06:39 PM   #65
معلومات العضو
أسامي عابرة
مساعد المدير العام
 
الصورة الرمزية أسامي عابرة
 

 

افتراضي

(1/366)

وأرجوك أن تغفر لي وترحمني، اللهم إني أسألك بتوحيدك وإيماني بك.
وهكذا بأعمالك الصالحة الأخرى بأن تقول: اللهم إنني أسألك بحبي لك ولنبيك، اللهم إني أسألك بابتعادي عما حرمت علي، بعفتي عن الزنا، بأدائي الأمانة، ببري بوالدي.
فتسأل الله بأعمالك، كما جاء في قصة أهل الغار الذين انطبقت عليهم الصخرة، وهم ثلاثة وسدت الباب عليهم ولم يستطيعوا دفعها، فقالوا فيما بينهم: إنه لا ينجيكم من هذه الصخرة إلا أن تسألوا الله بصالح أعمالكم، فألهمهم الله هذا الخير، فدعوا الله بصالح أعمالهم; فتوسل أحدهم بأنه بار بوالديه، وأنه كان لا يغبق قبلهما أهلا ولا مالا، عندما يأتي بالحليب في الليل، فانفرجت الصخرة شيئا لا يستطعيون الخروج معه.
ثم توسل الثاني بأنه كان يحب ابنة عمه حبا كثيرا، وأنها ألمت بها سنة، يعني حاجة، فجاءت تطلبه المساعدة، فأبى إلا أن تمكنه من نفسها، فمكنته من نفسها على مائة وعشرين دينارا من الذهب، فلما جلست بين رجليها قالت: يا عبد الله اتق الله، ولا تفض الخاتم إلا بحقه، فقام خائفا من الله، وترك الفاحشة، وترك لها الذهب خوفا من الله عز وجل، فقال: اللهم إن كنت تعلم أني فعلت هذا ابتغاء وجهك فافرج عنا ما نحن فيه، فانفرجت الصخرة شيئا لكن لا يستطيعون الخروج.
ثم توسل الثالث بأدائه الأمانة، فكان عنده أجراء فأعطاهم حقوقهم إلا واحدا، بقي حقه عنده فنماه له وثمره له، حتى صار منه إبل وغنم

(1/367)

وبقر ورقيق. فلما جاء الرجل صاحب الأجر يطلب حقه ، قال له: كل هذا من حقك ، كل ما ترى من الإبل والغنم والبقر والرقيق كله من حقك ، فقال الرجل: اتق الله ولا تستهزئ بي ، قال: إني لا أستهزئ بك. إن هذا كله من مالك ثمرته لك ، فاستاقها كلها; استاق البقر والإبل والغنم والرقيق ، ثم قال الرجل: اللهم إن كنت تعلم أني فعلت هذا ابتغاء وجهك فافرج عنا ما نحن فيه ، فانفرجت الصخرة وخرجوا.
وهذا توسل بأعمالهم الطيبة الصالحة ، فهذه هي الوسائل الشرعية.
أما التوسل بجاه فلان ، وبحق فلان ، وبذات فلان ، فهذا بدعة ، ومن وسائل الشرك ، والواجب ترك ذلك ، هذا هو الصواب من قولي العلماء في ذلك. والله المستعان.

(1/368)

(23)
الولاء والبراء
حكم مصاحبة الكافر
س166: فضيلة الشيخ ، سائل يقول: يسكن معي شخص مسيحي ، وهو يقول لي: يا أخي ، ونحن إخوة ، ويأكل معنا ويشرب فهل يجوز هذا العمل أم لا ؟
الجواب: الكافر ليس أخا للمسلم ، والله يقول: ** إنما المؤمنون إخوة ** (1) [الحجرات: 10] ، ويقول صلى الله عليه وسلم : « المسلم أخو المسلم » (2) فليس الكافر -يهوديا أو نصرانيا أو وثنيا أو مجوسيا أو شيوعيا أو غيرهم- ليس أخا للمسلم ، ولا يجوز اتخاذه صاحبا وصديقا ، لكن إذا أكل معكم بعض الأحيان من غير أن تتخذوه صاحبا وصديقا ، وإنما يصادف أن يأكل معكم ، أو في وليمة عامة فلا بأس.
أما اتخاذه صاحبا وصديقا وجليسا وأكيلا فلا يجوز ; لأن الله قطع بيننا وبينهم المحبة والموالاة ، فقال الله سبحانه وتعالى في كتابه العظيم: ** قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا برآء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدا حتى تؤمنوا بالله وحده ** (3) [الممتحنة: 4] ، وقال سبحانه: ** لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ** (4) يعني يحبون ** ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم ** (5) [المجادلة: 22] .
فالواجب على المسلم البراءة من أهل الشرك وبغضهم في الله ، ولكن لا يؤذيهم ولا يضرهم ولا يتعدى عليهم بغير حق ، لكن
__________
(1) سورة الحجرات الآية 10
(2) صحيح البخاري المظالم والغصب (2310),صحيح مسلم البر والصلة والآداب (2580),سنن الترمذي الحدود (1426),سنن أبو داود الأدب (4893),مسند أحمد بن حنبل (2/68).
(3) سورة الممتحنة الآية 4
(4) سورة المجادلة الآية 22
(5) سورة المجادلة الآية 22

(1/370)

لا يتخذهم أصحابا ولا أخدانا ، ومتى صادف أن أكل معهم في وليمة عامة أو طعام عارض من غير صحبة ولا ولاية ولا مودة فلا بأس.

(1/371)

علاقة المسلم بغير المسلمين والمشاركة في حفلات توديعهم
س167: كيف يحدد المسلم علاقته بالآخرين من غير المسلمين من حيث المعاملة ، ومن حيث الاشتراك في حفلات التوديع لبعض الزملاء غير المسلمين ؟
الجواب: هذا أمر فيه تفصيل; فإن الكافر له حالات مع المسلم ، غير حالته مع الكفار ، وغير حالة المسلم مع إخوانه المسلمين ، والمقصود أن المسلم لا يبدأ الكافر بالسلام ، ولا مانع بل يجب أن يرد عليه إذا سلم ، يقول: وعليكم.
ولا مانع أن يسأله عن أولاده وعن حاله ، فلا بأس في ذلك ، ولا بأس أن يأكل معه إذا دعت الحاجة إلى ذلك ، ولا بأس أن يجيب دعوته كما أجاب النبي عليه الصلاة والسلام دعوة اليهود وأكل من طعامهم إذا رأى المصلحة الشرعية في ذلك.

(1/371)

الواجب على المسلم تجاه غير المسلم
س168: يسأل السائل فيقول: ما هو الواجب على المسلم تجاه غير المسلم سواء كان ذميا في بلاد المسلمين أو كان في بلاده والمسلم يسكن في بلاد ذلك الشخص غير المسلم.
والواجب الذي أريد توضيحه هو المعاملات بكل أنواعها ابتداء

(1/371)

من إلقاء السلام وانتهاء بالاحتفال مع غير المسلم في أعياده؟ وهل يجوز اتخاذه صديق عمل فقط ، أفيدونا أفادكم الله؟
الجواب: إن واجب المسلم بالنسبة إلى غير المسلم أمور متعددة:
أولا: الدعوة إلى الله عز وجل أن يدعوه إلى الله ويبين له حقيقة الإسلام حيث أمكنه ذلك ، وحيث كانت لديه البصيرة؛ لأن هذا أعظم إحسان وأكبر إحسان يهديه إلى مواطنه وإلى من اجتمع به من اليهود أو النصارى أو غيرهم من المشركين ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: « من دل على خير فله مثل أجر فاعله » (1) وقوله عليه الصلاة والسلام لعلي رضي الله عنه لما بعثه إلى خيبر وأمره أن يدعو اليهود إلى الإسلام قال: « والله لئن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم » (2) وقال صلى الله عليه وسلم:
« من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا » (3) .
فدعوته إلى الله وتبليغه الإسلام ونصيحته في ذلك ، هذا من أهم المهمات ومن أفضل القربات.
ثانيا: لا يظلمه ، لا في نفس ، ولا في مال ، ولا في عرض ، إذا كان ذميا أو مستأمنا أو معاهدا فإنه يؤدي إليه حقه ، فلا يظلمه في ماله لا بالسرقة ولا بالخيانة ولا بالغش ، ولا يظلمه في بدنه بالضرب ولا بالقتل ، لأن كونه معاهدا أو ذميا في البلد أو مستأمنا هذا كله يعصمه.
ثالثا: لا مانع من معاملته في البيع والشراء والتأجير ونحو ذلك ، فقد صح عن رسول الله عليه الصلاة والسلام أنه اشترى من الكفار عباد الأوثان واشترى من اليهود وهذه معاملة وتوفي عليه الصلاة والسلام ودرعه مرهونة عند يهودي في طعام لأهله عليه الصلاة والسلام.
__________
(1) صحيح مسلم الإمارة (1893),سنن الترمذي العلم (2671),سنن أبو داود الأدب (5129),مسند أحمد بن حنبل (4/120).
(2) صحيح البخاري الجهاد والسير (2783),صحيح مسلم فضائل الصحابة (2406),سنن أبو داود العلم (3661),مسند أحمد بن حنبل (5/333).
(3) صحيح مسلم العلم (2674),سنن الترمذي العلم (2674),سنن أبو داود السنة (4609),مسند أحمد بن حنبل (2/397),سنن الدارمي المقدمة (513).

(1/372)

رابعا: في السلام لا يبدؤه بالسلام ، ولكن يرد ، لقوله صلى الله عليه وسلم: « لا تبدءوا اليهود ولا النصارى بالسلام » (1) وقال صلى الله عليه وسلم: « إذا سلم عليكم أهل الكتاب فقولوا وعليكم » (2) فالمسلم لا يبدأ الكافر ولكن متى بدأ فسلم عليك اليهودي أو النصراني أو غيرهما تقول: وعليكم ، كما قاله النبي عليه الصلاة والسلام.
هذا من الحقوق المتعلقة بين المسلم والكافر ، ومن ذلك أيضا حسن الجوار إذا كان جارا تحسن إليه ولا تؤذيه في جواره وتتصدق عليه إذا كان فقيرا ، وتهدي إليه ، وتنصح له فيما ينفعه لأن هذا مما يسبب رغبته في الإسلام ، ودخوله في الإسلام.
ولأن الجار له حق; قال الرسول صلى الله عليه وسلم: « ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه » (3) متفق على صحته ، وإذا كان الجار كافرا كان له حق الجوار ، وإذا كان قريبا وهو كافر صار له حقان: حق الجوار ، وحق القرابة.
ومن حق الجار أن يتصدق عليه إن كان فقيرا من غير الزكاة لقوله تعالى: ** لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين ** (4) [الممتحنة: 8] ، وفي الحديث الصحيح « عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله تعالى عنهما أن أمها دخلت عليها وهي مشركة في الصلح الذي كان بين النبي صلى الله عليه وسلم وبين أهل مكة تريد المساعدة فاستأذنت أسماء النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك هل تصلها؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم صليها »
أما بالنسبة لاحتفالاتهم بأعيادهم فالمسلم لا يشاركهم في
__________
(1) صحيح مسلم السلام (2167),سنن الترمذي الاستئذان والآداب (2700).
(2) صحيح البخاري الاستئذان (5903),صحيح مسلم السلام (2163),سنن الترمذي تفسير القرآن (3301),سنن أبو داود الأدب (5207),سنن ابن ماجه الأدب (3697),مسند أحمد بن حنبل (3/218).
(3) صحيح البخاري الأدب (5669),صحيح مسلم البر والصلة والآداب (2625),مسند أحمد بن حنبل (2/85).
(4) سورة الممتحنة الآية 8

 

 

 

 


 

توقيع  أسامي عابرة
 

°°

سأزرعُ الحبَّ في بيداءَ قاحلةٍ
لربما جادَ بالسُقيا الذي عبَرا
مسافرٌ أنت و الآثارُ باقيةٌ
فاترك لعمرك ما تُحيي به الأثرَ .


اللهم أرزقني حسن الخاتمة و توفني وأنت راضٍ عني

°°
( )
°•°°•°
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 06-01-2009, 06:39 PM   #66
معلومات العضو
أسامي عابرة
مساعد المدير العام
 
الصورة الرمزية أسامي عابرة
 

 

افتراضي

(1/373)

احتفالاتهم بأعيادهم ، لكن لا بأس أن يعزيهم في ميتهم ويقول لهم: جبر الله مصيبتكم ، أو أحسن لك الخلف في خير ، أو ما أشبه ذلك من الكلام الطيب ، ولا يقول: غفر الله له ، ولا رحمه الله إذا كان الميت كافرا ، فلا يدعو للميت إذا كان كافرا ، ولكن يدعو للحي بالهداية والعوض الصالح ونحو ذلك.

(1/374)

حكم إلقاء السلام على المسيحي والرد عليه
س169: هذه رسالة من سائل يقول فيها: هل يجوز إلقاء السلام على المسيحي أفيدونا أفادكم الله؟
الجواب: المسيحي لا يبدأ بالسلام ، وهكذا بقية الكفرة لقول النبي صلى الله عليه وسلم: « لا تبدءوا اليهود ولا النصارى بالسلام » (1) ولقوله صلى الله عليه وسلم: « إذا سلم عليكم أهل الكتاب فقولوا وعليكم » (2) .
فإذا كان اليهود والنصارى لا يبدءون بالسلام ; فالكفار الآخرون كذلك من باب أولى ، فالوثني أكفر من اليهود والنصارى ، فلا يبدأ اليهودي ولا النصراني ولا البوذي ولا الوثني ولا غيرهم ، لكن إذا بدءوا يقال: وعليكم.
__________
(1) صحيح مسلم السلام (2167),سنن الترمذي الاستئذان والآداب (2700).
(2) صحيح البخاري الاستئذان (5903),صحيح مسلم السلام (2163),سنن الترمذي تفسير القرآن (3301),سنن أبو داود الأدب (5207),سنن ابن ماجه الأدب (3697),مسند أحمد بن حنبل (3/218).

(1/374)

فيما يقال للكافر إذا مات
س170: يقول السائل: إذا مات رجل أو امرأة وهو كافر فهل يمكن أن نقول: إنا لله وإنا إليه راجعون ، وكذلك هل نقول أيضا ** يا أيتها النفس المطمئنة ** (1) ** ارجعي إلى ربك راضية مرضية ** (2) [الفجر: 27 ، 28] ، إلى آخره؟
__________
(1) سورة الفجر الآية 27
(2) سورة الفجر الآية 28

(1/374)

الجواب: الكافر إذا مات فلا بأس أن نقول: إنا لله وإنا إليه راجعون ، والحمد لله ، ولو كان من غير أقربائك لأن كل الناس إليه راجعون ، وكل الناس ملك لله سبحانه وتعالى فلا بأس بهذا ، ولكن لا يدعى له ما دام كافرا ، ولا يقال له: ** يا أيتها النفس المطمئنة ** (1) ** ارجعي إلى ربك راضية مرضية ** (2) لأن نفسه ليست مطمئنة بل نفسه فاجرة ، فلا يقال له هذا ، وإنما يقال هذا في المؤمن.
فالحاصل أن الكافر إذا مات ، لا بأس أن نقول: إنا لله وإنا إليه راجعون ، ولا بأس أن يقول لك غيرك: أعظم الله أجرك فيه ، وأحسن عزاءك فيه; لأنه قد يكون لا مصلحة في حياته ، وقد يكون في حياته يحسن إليك وينفعك ، فلا بأس لكن لا يدعى له ، ولا يستغفر له ، ولا يتصدق عنه إذا مات كافرا.
__________
(1) سورة الفجر الآية 27
(2) سورة الفجر الآية 28

(1/375)

التبرع بالدم لغير المسلم
س171: هل يجوز لي التبرع بنقل دم لمريض أوشك على الهلاك وهو على غير دين الإسلام؟
الجواب: لا أعلم مانعا من ذلك؛ لأن الله تعالى يقول جل وعلا في كتابه العظيم: ** لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم ** (1) [الممتحنة: 8] .
فأخبر سبحانه أنه لا ينهانا عن الكفار الذين لم يقاتلونا ولم يخرجونا من ديارنا أن نبرهم ونحسن إليهم ، والمضطر في حاجة شديدة إلى الإسعاف ، وقد جاءت أم أسماء بنت أبي بكر الصديق رضي الله تعالى
__________
(1) سورة الممتحنة الآية 8

(1/375)

عنها إلى بنتها; وهي كافرة ، في المدينة في وقت الهدنة بين النبي صلى الله عليه وسلم وأهل مكة تسألها الصلة ، فاستفتت أسماء النبي صلى الله عليه وسلم ذلك فأفتاها أن تصلها ، وقال: « صلي أمك » (1) وهي كافرة.
فإذا اضطر المعاهد أو الكافر المستأمن الذي ليس بيننا وبينه حرب ، إذا اضطر إلى ذلك فلا بأس بالصدقة عليه من الدم ، كما لو اضطر إلى الميتة ، وأنت مأجور في ذلك; لأنه لا حرج عليك أن تسعف من اضطر إلى الصدقة.
__________
(1) صحيح البخاري الهبة وفضلها والتحريض عليها (2477),صحيح مسلم الزكاة (1003),سنن أبو داود الزكاة (1668),مسند أحمد بن حنبل (6/347).

(1/376)

التعامل مع غير المسلمين بالبيع والشراء
س172: سائل يقول: هناك أصحاب مهن كالحلاقة والخياطة وعمال في المطاعم أو غير ذلك وهم غير مسلمين; إما مسيحيون أو لا دينيون فما حكم تعامل المسلم معهم؟
الجواب: ما داموا في البلاد يتعاطون هذه الأمور فلا مانع من الشراء منهم ، وقضاء الحاجة ، والبيع عليهم ، فقد اشترى الرسول صلى الله عليه وسلم من اليهود ، واشترى من بعض المشركين ، فلا بأس ، ولكن لا يحبهم ، ولا يواليهم ، بل يبغضهم في الله ، ولا يتخذهم أصدقاء ولا أحبابا ، والأفضل أن يستخدم المسلمون والمسلمات دون الكفار في كل الأعمال.
لكن إذا كان العمل في الجزيرة العربية حرم استقدام الكفار إليها واستخدامهم فيها; لأن الرسول صلى الله عليه وسلم أوصى بإخراجهم من هذه الجزيرة العربية وقال: « لا يجتمع فيها دينان » لكن إذا قدموا لتجارة ثم

(1/376)

يعودون أو بيع حاجات على المسلمين أو قدموا إلى ولي الأمر برسالة من رؤسائهم فلا حرج في ذلك; لأن رسل الكفار كانوا يقدمون على النبي عليه الصلاة والسلام في المدينة ، وكان بعض الكفار من أهل الشام يقدمون على المدينة لبيع بعض ما لديهم من طعام وغيره.

(1/377)

مشاركة النصراني أو غيره في التجاوة أو غيرها
س173: هل يجوز للمسلم أن يكون شريكا للنصراني في تربية الأغنام أو تجارتها أو أي تجارة أخرى. أفيدونا أفادكم الله؟
الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه أما بعد.
فإن اشتراك مسلم مع نصراني أو غيره من الكفرة في المواشي أو في الزراعة أو في أي شيء آخر ، الأصل في ذلك جوازه إذا لم يكن هناك موالاة ، وإنما تعاون في شيء من المال كالزراعة أو الماشية أو نحو ذلك ، وقال جماعة من أهل العلم بشرط أن يتولى ذلك المسلم ، أي أن يتولى العمل في الزراعة ، أو في الماشية المسلم ولا يتولى ذلك الكافر لأنه لا يؤمن.
وهذا فيه تفصيل فإن كانت هذه الشركة تجر إلى موالاة ، أو لفعل ما حرم الله ، أو ترك ما أوجب الله حرمت هذه الشركة لما تفضي إليه من الفساد ، أما إن كانت لا تفضي لشيء من ذلك ، والمسلم هو الذي يباشرها وهو الذي يعتني بها حتى لا يخدع فلا حرج في ذلك.
ولكن بكل حال فالأولى به السلامة من هذه الشركة ، وأن يشترك مع

(1/377)

إخوانه المسلمين دون غيرهم ، حتى يأمن على دينه ويأمن على ماله ، فالاشتراك مع عدو له في الدين فيه خطر على خلقه ودينه وماله ، فالأولى بالمؤمن في كل حال أن يبتعد عن هذا الأمر ، حفظا لدينه ، وحفظا لعرضه ، وحفظا لماله ، وحذرا من خيانة عدوه في الدين ، إلا عند الضرورة والحاجة التي قد تدعو إلى ذلك ، فإنه لا حرج عليه بشرط مراعاة ما تقدم.
أي بشرط أن لا يكون في ذلك مضرة على دينه أو عرضه أو ماله ، وبشرط أن يتولى ذلك بنفسه فإنه أحوط له ، فلا يتولاه الكافر بل يتولى الشركة والأعمال فيها المسلم ، أو مسلم ينوب عنهما جميعا .

(1/378)

تفضيل العمال الكفار على العمال المسلمين
س174فضيلة الشيخ: يعقد السائل مقارنة أو موازنة بين العمال من المسلمين وغير المسلمين فيقول: إن غير المسلمين هم من أهل الأمانة ، وأستطيع أن أثق فيهم ، وطلباتهم قليلة ، وأعمالهم ناجحة ، أما أولئك فهم على العكس تماما ، فما رأيكم سماحة الشيخ؟
الجواب: هؤلاء ليسوا بمسلمين على الحقيقة ، هؤلاء يدعون الإسلام ، أما المسلمون في الحقيقة فهم أولى وأحق وهم أكثر أمانة وأكثر صدقا من الكفار ، وهذا الذي قلته غلط لا ينبغي أن تقوله ، والكفار إذا صدقوا عندكم وأدوا الأمانة حتى يدركوا مصلحتهم معكم ، وحتى يأخذوا الأموال عن إخواننا المسلمين ، فهذه لمصلحتهم; فهم ما أظهروا هذا لمصلحتكم ولكن لمصلحتهم هم ، حتى يأخذوا الأموال

(1/378)

 

 

 

 


 

توقيع  أسامي عابرة
 

°°

سأزرعُ الحبَّ في بيداءَ قاحلةٍ
لربما جادَ بالسُقيا الذي عبَرا
مسافرٌ أنت و الآثارُ باقيةٌ
فاترك لعمرك ما تُحيي به الأثرَ .


اللهم أرزقني حسن الخاتمة و توفني وأنت راضٍ عني

°°
( )
°•°°•°
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 06-01-2009, 06:40 PM   #67
معلومات العضو
أسامي عابرة
مساعد المدير العام
 
الصورة الرمزية أسامي عابرة
 

 

افتراضي

وحتى ترغبوا فيهم.
فالواجب عليكم ألا تستقدموا إلا الطيبين من المسلمين; وإذا رأيتم مسلمين غير مستقيمين فانصحوهم ووجهوهم فإن استقاموا وإلا فردوهم إلى بلادهم واستقدموا غيرهم ، وطالبوا الوكيل الذي يختار لكم أن يختار الناس الطيبين المعروفين بالأمانة ، المعروفين بالصلاة ، المعروفين بالاستقامة; لا يستقدم من هب ودب ، وكثير من الناس يدعي الإسلام وهو كافر ليس بمسلم كالمنافقين. ولكن أنتم أرباب الأعمال عليكم أن تستقدموا الناس الطيبين ، وألا تغتروا بهؤلاء الكفرة الذين يتصنعون عندكم ويظهرون عندكم ما يرغبكم فيهم ، من أمانة وصدق ونحو ذلك ، فهذا لا ينبغي منكم بل إخوانكم المسلمون أولى بأموالكم وأولى بخدمتكم ، وإذا حصل منهم نقص فوجهوهم وعلموهم ولاحظوهم حتى يستقيموا.
وهذا لا شك أنه من خداع الشيطان ، أن يقول لكم: إن هؤلاء الكفار أحسن من المسلمين ، أو أكثر أمانة ، أو كذا أو كذا; كله لما يعلمه عدو الله وجنوده من الشر العظيم في استقدام الكفرة واستخدامهم بدل المسلمين; فلهذا يرغب فيهم ويزين لكم استقدامهم حتى تدعوا المسلمين ، وحتى تستقدموا أعداء الله ، إيثارا للدنيا على الآخرة ولا حول ولا قوة إلا بالله.
وقد بلغني عن بعضهم أنه يقول: إن المسلمين يصلون ويعطلون الأعمال بالصلاة ، والكفار لا يصلون حتى يأتوا بأعمال أكثر. وهذا أيضا من جنس ما قبله ، ومن البلاء العظيم; أن يعيب المسلمين بالصلاة

(1/379)

ويستقدم الكفار لأنهم لا يصلون ، فأين الإيمان؟ وأين التقوى؟ وأين خوف الله؟ أن تعيب إخوانك المسلمين بالصلاة! نسأل الله السلامة والعافية.

(1/380)

دخول غير المسلمين المساجد
س175: يقول السائل: بالنسبة لدخول غير المسلمين من المشركين والشيوعيين المساجد هناك من يقول: يجوز لهم دخول المساجد لعل الله أن يهديهم. وهناك من يقول: لا يجوز لهم. فنرجو إفادتنا بالصواب أفادكم الله؟
الجواب: أما المسجد الحرام فلا يجوز دخوله لجميع الكفرة; اليهود ، والنصارى وعباد الأوثان والشيوعيين ، فجميع الكفرة لا يجوز لهم دخول المسجد الحرام لأن الله سبحانه وتعالى يقول: ** يا أيها الذين آمنوا إنما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا ** (1) [التوبة: 28] فمنع سبحانه من دخولهم المسجد الحرام .
والمشركون يدخل فيهم اليهود والنصارى عند الإطلاق ، فلا يجوز دخول أي مشرك المسجد الحرام ، لا يهودي ، ولا نصراني ، ولا غيرهما ، بل هذا خاص بالمسلمين.
وأما بقية المساجد فلا بأس من دخولهم للحاجة والمصلحة ، ومن ذلك المدينة وإن كانت المدينة لها خصوصية ، لكنها في هذه المسألة كغيرها من المساجد؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم ربط فيها الكافر في مسجد النبي
__________
(1) سورة التوبة الآية 28

(1/380)

صلى الله عليه وسلم وأقر وفد ثقيف حين دخلوا المسجد قبل أن يسلموا وهكذا وفد النصارى دخلوا مسجده عليه الصلاة والسلام ، فدل ذلك على أنه يجوز دخول المسجد النبوي للمشرك. وهكذا بقية المساجد من باب أولى إذا كان لحاجة ، إما لسؤال ، أو لحاجة أخرى ، أو لسماع درس ليستفيد ، أو ليسلم ويعلن إسلامه ، أو ما أشبه ذلك.
والحاصل أنه يجوز دخوله إذا كان هناك مصلحة ، أما إذا لم يكن هناك مصلحة فلا حاجة إلى دخوله المسجد ، أو أن يخشى من دخوله العبث في أثاث المسجد ، أو النجاسة فيمنع.

(1/381)

(24)
المناهي اللفظية

(1/383)

السؤال ببركة فلان -أحد الصالحين-
س176: يقول السائل: فضيلة الشيخ: لنا إمام مسجد يقول: إنه يجوز للإنسان أن يسأل الله ببركة فلان ، كأن يقول: اغفر لي يا رب ببركة فلان -أي أحد الصالحين مثلا- فهل هذا نوع من الشرك؟ علما بأنه في نفس الوقت لا يصرح بها شفهيا إلا إذا سألناه ، كما أن هذا الإمام يكتب الحجاب والبخورات للناس كطرق علاج فهل نصلي خلفه أم لا ؟ أفيدونا أفادكم الله؟
الجواب: هذا ليس من الشرك ، ولكنه من وسائل الشرك وهو التوسل ببركة فلان ، أو بحق فلان ، أو جاه فلان ، أو ذات فلان ، هذا من وسائل الشرك ، وليس من الشرك بل هو بدعة عند جمهور أهل العلم؛ لأن التوسل عبادة لا بد لها من توقيف ، ولا بد لها من بيان من الله عز وجل أو من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والله سبحانه بين لنا وهكذا الرسول صلى الله عليه وسلم بين لنا وسائل العبادة ، وأن المشروع أن نتوسل إلى الله في دعائنا إياه بأسمائه ، كما قال سبحانه: ** ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها ** (1) [الأعراف: 180] ، وهكذا صفاته سبحانه وتعالى ، وهكذا التوسل بالتوحيد: اللهم إني أسألك بأنني أشهد أن لا إله إلا أنت ، كما جاء في الحديث.
وهكذا التوسل بالأعمال الصالحات ، فيتوسل المؤمن بإيمانه بالله ورسله ، وبمحبته لله ورسله ، وببره لوالديه ، وبأدائه الأمانة ، وبعفته عن الفواحش ، وبمحافظته على الصلوات ، إلى غير ذلك.
وفي هذا الباب قصة أهل الغار ، الثابتة في الحديث الذي رواه
__________
(1) سورة الأعراف الآية 180

(1/384)

الشيخان البخاري ومسلم في الصحيحين عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما ، « أن ثلاثة من الناس فيمن كان قبلنا ، آواهم المبيت ، وفي رواية المطر ، إلى غار فدخلوا فيه ، فانحدرت عليهم صخرة سدت عليهم الغار ، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: فقالوا: لا ينجيكم من هذه الصخرة إلا أن تدعوا الله بصالح أعمالكم ، فقام أحدهم فسأل ربه ببره لوالديه فانفرجت الصخرة بعض الشيء ، وقام الثاني وسأل الله بعفته عن الفاحشة عن الزنا فانفرجت الصخرة بعض الشيء ، وقام الثالث وتوسل إلى الله بأدائه الأمانة فانفرجت الصخرة وخرجوا » (1) وهذا دليل على أن التوسل بالأعمال الصالحات وسيلة شرعية.
وهكذا التوسل بأسماء الله وصفاته كما تقدم وهكذا التوسل بتوحيده والإخلاص له ، أما التوسل بجاه فلان ، أو ببركة فلان ، أو بحق فلان ، فهذا لا أصل له ، ولا يجوز، بل هو من البدع ولكن ليس من الشرك.
والصلاة خلف الإمام الذي يقول هذا : صحيحة. لكن ينبغي أن يعلم ويوجه إلى الخير ، فإن عرف الحق وامتثل وتاب إلى الله من ذلك وإلا فالواجب أن يبدل بغيره ، والواجب على المسئولين أن يلتمسوا إماما أصلح منه للمسجد حتى لا يغر الناس ، وهكذا إذا كان يتعاطى كتابة الحجب وهي التمائم فهذا أيضا منكر ، والرسول صلى الله عليه وسلم أمر بقطع التمائم وقال: « من تعلق تميمة فلا أتم الله له ومن تعلق ودعة فلا ودع الله له » (2) وأخبر أنها شرك فلا يجوز كتابة التمائم لا من العظام ، ولا من الخرز ، ولا من الطلاسم ، ولا من غير ذلك.
واختلف العلماء فيما إذا كانت التمائم من القرآن على قولين:
__________
(1) صحيح البخاري الإجارة (2152),صحيح مسلم الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار (2743),مسند أحمد بن حنبل (2/116).
(2) مسند أحمد بن حنبل (4/154).

 

 

 

 


 

توقيع  أسامي عابرة
 

°°

سأزرعُ الحبَّ في بيداءَ قاحلةٍ
لربما جادَ بالسُقيا الذي عبَرا
مسافرٌ أنت و الآثارُ باقيةٌ
فاترك لعمرك ما تُحيي به الأثرَ .


اللهم أرزقني حسن الخاتمة و توفني وأنت راضٍ عني

°°
( )
°•°°•°
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 29-01-2009, 11:09 PM   #68
معلومات العضو
لقاء
اشراقة ادارة متجددة

افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيك أختي الحبيبة أم سلمى2

موضوع أكثر من رائع

ومجهود يستحق كل شكر وتقدير

جعله الله بميزان حسناتك

أسأل الله أن يجزيك من الخير أقصاه

ومن الثواب أعـــلاه

ولتسمحي لي بأن أهديك باقة من الورود

شذى عبيرها لا يفوق عطائكم المحمل بأريح المسك والياسمين

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 02-02-2009, 07:47 PM   #69
معلومات العضو
أسامي عابرة
مساعد المدير العام
 
الصورة الرمزية أسامي عابرة
 

 

افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

حياك الله أختي الحبيبة

الرائع والنفيس هو مرورك الكريم وكلماتك الغالية ..

وإني لأقف عاجزة أمام ما أكرمتني به درر تدل على أصل كريم ومعدن شريف ..

أسأل الله أن يبلغك رضاه ..وأن يرزقك الفردوس الأعلى من الجنة ..

بوركتي أخية وبورك أصلك ..

تمنياتي لكم بوافر الصحة والسلامة والرضا والقبول من الله عز وجل

في حفظ الله ورعايته

 

 

 

 


 

توقيع  أسامي عابرة
 

°°

سأزرعُ الحبَّ في بيداءَ قاحلةٍ
لربما جادَ بالسُقيا الذي عبَرا
مسافرٌ أنت و الآثارُ باقيةٌ
فاترك لعمرك ما تُحيي به الأثرَ .


اللهم أرزقني حسن الخاتمة و توفني وأنت راضٍ عني

°°
( )
°•°°•°
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 31-07-2010, 08:36 PM   #70
معلومات العضو
أبوسند
التصفية و التربية
 
الصورة الرمزية أبوسند
 

 

افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاك الله خير وبارك الله فيك
وفي جهدك وعلمك وعملك
والله ينفع بموضوعك
الجميع
والله يجعلكم من أهل الفردوس
الأعلى


موضوع مميز
 

 

 

 


 

توقيع  أبوسند
 

يقول العلاّمة محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله

طالب الحق يكفيه دليل ...
... وصاحب الهوى لايكفيه ألف دليل

الجاهل يُعلّم
وصاحب الهوى ليس لنا عليه سبيل

--------------------------
حسابي في تويتر

@ABO_SANAD666



    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 


بحث عن:


الساعة الآن 12:17 AM



Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
By Media Gate - https://mediagatejo.com