شكرا جزيلا لكلماتك الطيبة غاليتنا ام سلمى
واليك ردودي :
1 ـ ما الذي يجعل الإنسان متفائل ..؟
2 ـ ما الذي يدفع الإنسان للتشاؤم ..؟
انها المنظومة الفكرية التي لدى الانسان
بعض الناس يفكرون بالأمور بطريقة مثيرة للمخاوف الجانبية المتوقعة حول اي امر ، أكثر من التفكير بالأمور الايجابية
ويرجحون كفة الامور السلبية التي يمكن ان تحدث ، ثم يفكرون مرارا وتكرارا حتى تتبلور لديهم الافكار السلبية
وهكذا يكوّنون القوة الطاردة للنجاحات وتحقيق الانجازات ، خوفا من الفشل ، المسؤولية المترتبة ،
وبعض الناس لديهم خوف دفين ولا يسمحون لأنفسهم الشعور بأقل قسط من الراحة والسعادة ، فهم يتوقعون حدوث امور سلبية اذا حدثت امور ايجابية ونسمع كثيرا من الناس يتخوفون اذا ضحكوا في مناسبة او كانوا سعيدين في زيارة من ان الاشياء المحزنة المثيرة للقلق والمعكرة للمزاج تحدّق بهم
يعود ذلك الى تجارب سابقة حدثت بالصدفة امور محزنة خلال امور مفرحة
يعود هذا الى حالات الخوف ( الفوبيا ) من المستقبل
وحالات الفوبيا من المجهول
وينتج عن التشاؤوم حالات القلق المستمر ، ، فالتشاؤوم يعيق القيام بالأعمال خوفا من النتيجة ، وتبقى كثير من الامور بدون حل وبدون تصرف من جراء الخوف والتشاؤوم مما يولد القلق المستمر بشأن انجازها ، كيف ومتى سيتم
والبعض نظرتهم متدنية الى انفسهم فهم يعاقبون انفسهم بخلق الشعور بالقلق المستمر داخلها
ويعتقدون انهم لا يستحقون السعادة وان كل ما يفعلونه يجلب الحزن
والبعض يعتقدون ان امور الحياة لا تُعالج ولا تُنجز ولا تُناقَش الا بالتور والقلق والتشاؤم
هكذا اعتادوا وتعلموا ان التعب والصدمات والفشل مرافق للحياة وان شعورهم بالتشاؤم امر صحي وطبيعي
3 ـ بما أن الإنسان يتغير من نفسه ومن داخله فما نسبة التأثيرات الخارجية عليه مقارنة من نفسه ...؟
على الانسان ان ينمي ارادته ، وحينها ستصبح عناصر الكون الخارجية من بشر واشياء عوامل محفزة له حتى وان كانت سلبية
ان العلة هناك في الداخل ، فإن كان الداخل والرغبة والاتجاه للتغيير قويا ، فهو سيحتوي كل العناصر الخارجية ويحولها لخدمته في انجاز التغيير
اما ان كان مترددا من الداخل فإن الخارج سيؤثر عليه كثيرا خاصة ان كان سلبيا بعكس ما يريد
فهو سيستلم بسهولة الى التيار المعاكس لما يرغب به ان لم تكن رغبته وارادته قوية
على ان الانسان الذي يشعر بضعف في داخله ان يحاول مبدأيا تغيير بعض الامور الخارجية لتشجعه على الاستمرار وتقوية الارادة الخارجية
ولكن هذا لن يفيد على المدى الطويل ان لم يشعر بقوة الارادة من الداخل
فشراء زينة رمضان وحذف كل القنوات التلفزيونية الا الدينية منها ، وكون شهر رمضان جاء في شتاء ، لا تكفي لدفع الانسان الضعيف الارادة ان يصوم رمضان
ان لم يكن الدافع قويا من الداخل ، دافع روحي لا يكترث بالاشكال ولا بالتحضيرات ، فمن المؤكد انه سيفشل
وشراء وسادة من ماركة جيدة قد تساعد على الراحة ولكنها لن تجلب لنا النوم !
الزواج من رجل ناجح قد يحسّن نفسيتنا
ولكنه لن يجلب السعادة الا ان كان هذا الانسان بحد ذاته يسعدنا حقا
4 ـ كيف يمكن دفع ثأتير البيئة الخارجية المحبطة على الإنسان ..؟
احيانا لا سبيل الى تغيير المحيط ان لم نكن نملك عليه سيطرة وكونترول
الا اننا نملك الكونترول والقدرة على ضبط انفسنا ان اردنا ذلك
وقتها لن نرى ما تكون عليه البيئة الخارجية
5 ـ كيف يمكن الاستفادة من الإيحاءات الإجابية في البيئة ...؟
ايحاءات البيئة هي ظواهر ذهنية قبل كل شيء
فالشمس تشرق في السماء التي تغرب فيها كل يوم دون ملل
والفجر يولد كل يوم ولا يثنيه اي وضع عن تكرار ولادته
واوراق الاشجار الجافة التي تسقط على الارض لا تعود الى الازهار بل تصبح جزءا من التراب
والشجرة قادرة على الاثمار ثانية وثالثة وعاشرة
والبحر والارض يحتويان على الميت والحي ويبقيان دوما في حالة شكلية رائعة ، لا يغير الميت من خضرة الاشجار كما لا يزيد الحي من زرقة البحر
6 ـ كيف نجعل الإنسان متفائلاً ...؟
الأمر مرتبط بالحلقة الرئيسية وهي : كيف نفكر ؟
ان البداية في التفكير في اي موضوع هي ما تقود الى سلسلة الافكار السلبية المتتالية
او الايجابية المتتالية
وان اخترنا ان نفكر في اي امر بطريقة ايجابية متفائلة سيقودنا هذا الى المزيد من الافكار الرائعة والتي تحتوي حلولا لأي معضلة
وان اخترنا الحلقة السلبية في البداية فسنبقى وقتا طويلا في قاع التشاؤم غير قادرين الا على اجترار كل ما هو سيء
حتى وان لم يكن له علاقة بالموضوع
لهذا نرى الانسان غاضب من امر ما ، ولكنه ينفعل بطريقة سلبية مفاجئة تجاه اي موضوع آخر لا علاقة له
علينا ان نضبط انفسنا
في البداية ان نعرف من هو عدونا الحقيقي
ما هي الفكرة الحقيقية التي اغضبتنا
بدل ان نوزع اشعاعات الغضب على كل ما نراه
وهكذا على الانسان الذي لا يقدر ان يفكر بطريقة ايجابية
ان يسأل نفسه ما هو السبب الحقيقي الذي ولّد هذه السلسلة من الاحباطات الفكرية
علينا دوما ان نبحث عن تلك الحلقة المفقودة
انها البداية لكل شيء