ان من أهم الاسباب وراء انتشار الامراض النفسية، وصعوبة علاجها ،
هو البعد عن ديننا الحنيف، الذي به تستقيم حياة الإنسان ويصلح حال المجتمعات،
فيعيش الإنسان في دنياه مطمئنًا مرتبط بالله عز وجل وباليوم الآخر.
و يعلم أن المحسن سوف يكافأ على إحسانه، بينما يعاقب المسيء على إساءته،
أما الذي يعيش بدون هذه الأجوبة، ويفتقد لهذا الوضوح فهو إنسان شقي محروم لا يخضع إلا لقوة العصا ولا يعيش إلا لبريق المال ولذة الشهوة، فهو يعيش بدون أن يعرف للحياة هدفًا، إنه يرى في نفسه مخلوق صغير تافه لا وزن له ولا قيمة،
فمن الحاجات الهامة التي يلبيها الدين، حاجة الإنسان إلى الاطمئنان النفسي، فإن الإنسان في أشد الاحتياج إلى ركن شديد يأوي إليه، وإلى سند متين يعتمد عليه، فإذا ألمت به الشدائد، وحلت بساحته الكوارث،
هنا تأتي العقيدة الدينية، لتمنحه القوة عند الضعف، والأمل في ساعة اليأس، والرجاء في لحظة الخوف، والصبر في البأساء والضراء، وحين البأس
وما أقسى حياة إنسان يعيش في جحيم الشك والحيرة أو في ظلمات العمى والجهل،
في أخص ما يخصه: في حقيقة نفسه، وسر وجوده، وغاية حياته، إنه الشقي التعيس حقا،
وإن غرق في الذهب والحرير وأسباب الرفاهية والنعيم، وحمل أرقى الشهادات، وتسلم أعلى الدرجات.
وكذلك ، فإن إغفال معظم الاطباء النفسيين الى أهمية بث روح الايمان في نفسيات مرضاهم ، والتي تأتي في المرتبة الاولى من الاهمية ، تجعل تلك الامراض مزمنة لا علاج لها.