أهلا فيك يا إلهام ، سرّتني مشاركتك واشكرك على استفسارك
سؤال مهم
فعليا ، ما يفعله أغلبية البشر ويدرجونه ضمن بند الايثار ..تزويرا وتغطية للكثير من النقائص الداخلية ، ليس ايثارا ....بل ما يسمى ( السعي للقبول الاجتماعي )
وذلك عن طريق الاهتمام باحتياجات الناس على حساب احتياجاته
مع الأيام سيشعر ان احتياجات الناس ورغباتهم اهم من احتياجاته ورغباته
وتتضاءل الثقة بالنفس واحترامها يوما بعد يوم
لانه سيضطر الى تغيير هويته الشخصية مقابل الحصول على ( القبول ) من الآخرين ، انه لا يختلف عمن يضحي بكرامته من اجل المال !
وكلاهما يعاني من مشاكل الثقة بالنفس واحترام الذات .
ان السعي للقبول الاجتماعي ، امر يهدد الثقة بالنفس واحترامها ويجعلها في خطر .
لأنه سيسمح لمصادر خارجية تقييم قيمته الذاتية ، فإن مدحه من حوله ذات يوم اذن فهو ( يسوى ) وان كان مزاجهم سيئا او مشغولين ولم يوجهون له كلمة ثناء فإذن هو ( لا يسوى )
بالطبع العلاقات الاجتماعية بحاجة الى التواصل والتذكية وبحاجة الى ان يكون الانسان ( مقبولا ) ممن حوله وفي محيطه
جميل هو الوقوف الى جانب الغير ومساعدتهم في اللحظة التي يكونون فيها محتاجين للعون لأنهم سيشعرون وقتها بقوتك واهميتك لهم والناس تميل بطبيعة الحال الى من يحسن اليها ، ولكن عمل ذلك بشكل ثابت والتضحية باحتياجاتك وما تفضله على الدوام سيجعلك بنظر الآخرين ( محتاجا ) الى تصديقهم وقبولهم وهذا يجعلك اقل جاذبية وهو يدل على ( اضطراب ما في نفسيتك ) وليس ( فضيلة )
ثم ان الناس مختلفين ، وان عاملت كلهم بنفس الطريقة فهذه مشكلة ، هناك من يستقبلون هذا اللطف بلطف واهتمام وامتنان، وهناك ما قد يؤدي بهم تساهلك عن احتياجاتك وعما تملكه الى الطمع ، فقد يسرقونك وقد يكيدون لك المؤامرات وفي النهاية بدل ( القبول الاجتماعي ) الذي تبحث عنه ستنتهي علاقتك بهؤلاء شرّ نهاية .
ان هؤلاء الساعين الى القبول الاجتماعي ، هم اشخاص ( لمجموعة من العقد النفسية والظروف الداخلية ) يخافون النقد ، ولا يستطيعون التعامل مع الرفض فإن رفضهم من حولهم او شخص منهم فهذه كارثة وينبغي تعديل الاحداثيات لتناسب رغبات الغير واهتماماتهم ولو على حسابهم الشخصي .
لتوضيح ما اقصد بفقدان الهوية الشخصية ، فلا افضل من قصة الاسد الذي حاول ان يعيش في ارض القنافذ ، فطلب رئيسهم منه ان يقص ذيله ليتشابه معهم ، ففعل ، ثم طلب منه ان يحلق كل شعره ، ففعل ( سعيا للقبول الاجتماعي ) ، ثم طلب منه ان يقص مخالبه ، ففعل ، وفي النهاية قال له رئيس القنافذ لا يبدو انك تستطيع ان تكون مشابها لنا لذا ، لا يمكنك العيش هنا ، فغادر مهموما ، وكانت المفاجأة عندما عاد الى أرضه ان رفضت الاسود اقامتها معه ، فهو لم يعد اسدا مثلهم
وهذه هي خطورة السعي الى القبول الاجتماعي
اما الرفض ، ووقتها يكون فقد كل شيء
واما القبول ، ووقتها يكون فقد كرامته وثقته بنفسه ومميزاته
اذن عليه اولا ان يتوقف عن سلسلة التنازلات ارضاءا للغير وسعيا الى موافقتهم وقبولهم
وان يحاول ان يفعل شيئا مميزا لنفسه يجعله قائدا لا تابعا وبهذا تزيد ثقته بنفسه لأنه تخلص من الاشياء التي تشعره بقلة قيمته الذاتية
وان يفهم جيدا ان كل شخص حوله من الاشخاص الذي يحبونه والذين لا يحبونه وهذا امر طبيعي لأنه لا يسعى الى ارضاء الجميع واسعادهم على حسابه
وان يراقب افعاله من الآن وصاعدا جيدا فيتوقف عن كل عمل يشعر فيه انه يضحي من اجل الحصول على صك القبول والترحيب
وان يعتاد ان يقول ..لا .. لبعض الامور التي لا يقبلها .. دون الكثير من المبررات والشروحات والحجج