،،،،،،
بارك الله فيكم أخيتي الفاضلة ومشرفتنا القديرة ( ام سلمى ) ، بخصوص حرق الاوراق والتخر بها اليكم التالي :
أما قولكم - يا رعاكم الله - :
( وأتى بقطعة قماش كتب عليها سورة البروج ثم دهن السطور المكتوبة بالمسك ثم حرقها وأطفأها فخرج منها الدخان )
قلت وبالله التوفيق : وهذا الفعل من البدع المحدثة في العلاج والاستشفاء ، وقد تعرضت لهذه المسألة في كتابي الموسوم ( المنهج اليقين في بيان أخطاء معالجي الصرع والسحر والعين ) تحت عنوان ( الاعتقاد بحرق الأوراق المكتوبة والتبخر بها حفظا من الصرع والسحر والعين والحسد ) ، ونقلت فتوى للعلامة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان - حفظه الله حيث يقول عن ذلك :
( هذا من الخرافات التي ما أنزل الله بها من سلطان وهذه الورقة لا ندري ماذا كتب فيها ربما يكون قد كتب فيها الشرك والكفر بالله عز وجل من هؤلاء المشعوذين فعلى كل حال يجب عليكم تجنب مثل هذا الشيء وعليكم بالاعتماد على الله سبحانه وتعالى كما قال تعالى : ( وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كَاشِفَ لَهُ إِلا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلا رَادَّ لِفَضْلِهِ )( سورة يونس - الآية 107 ) ، وقال تعالى : ( وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كَاشِفَ لَهُ إِلا هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ )(سورة الأنعام - الآية 17 ) 0
قال الخليل عليه السلام : ( وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ )( سورة الشعراء - الآية 80 ) فيجب على المسلم أن يعتمد على الله في طلب الشفاء بالدعاء والعبادة والتضرع إلى الله سبحانه وتعالى فهو الذي يملك الشفاء والعافية أما الذهاب إلى المخرفين والمشعوذين وأخذ الأوراق منهم واحراقها واستنشاقها وما أشبه ذلك فهذا من تلاعب الشيطان فعليكم بالتوبة إلى الله عز وجل من هذا وعليكم أيضا بالأخذ بما أباح الله من الأدوية فإن الله : ( ما أنزل داء إلا أنزل له دواء ، علمه من علمه وجهله من جهله )( أخرجه الإمام البخاري في صحيحه - كتاب الطب ( 1 ) - برقم 5678 ) ، وكلاهما من حديث عبدالله بن مسعود رضي الله عنه ) فعليكم بتعاطي الأدوية المباحة والعلاج بالطب المباح أما التعالج بالشعوذة والخرافات فهذا لا يجوز للمسلم )( السحر والشعوذة - ص 87 - 88 ) 0
سئل الشيخ محمد صالح المنجد - حفظه الله - السؤال التالي :
ابنتي التي تبلغ من العمر 7 أشهر مرضت فذهبت بها لعدة أطباء لعلاجها وأنا أعلم عندما يصيب المسلم في جسده يلجأ إلى الله أولاً ثم الأطباء والعلاج . عندما كانت ابنتي مريضة وبعد عرضها على الأطباء ذهبت بها أمها إلى أهلها وحكت لهم بأن ابنتنا مريضة وكانت موجودة في بيت أهلها امرأة وهذه المرأة عندما سمعت بمرض ابنتنا الصغيرة قالت : أحضروا لي خرقة سوداء فحرقتها بالنار تم أطفأتها وأدخلت الخرقة المحروقة في أنف ابنتنا المريضة وعندما أخبرتني زوجتي بهذا الفعل غضبت جداً ووبخت زوجتي لأن هذا العمل شعرت بأنه نوع من السحر والدجل واتباع الشياطين . السؤال : ما هو حكم فعل هذا الشيء الذي أرعبني؟ وهل هذه المرأة بهذا الفعل الذي فعلته نعرف أنها من النساء اللواتي يتبعن السحر في العلاج ؟؟؟
الجواب : ( الحمد لله ،،،
أولاً : نسأل الله تعالى أن يشفي ابنتكم شفاء تاماً لا يغادر سقماً .
ثانياً : أمرنا الرسول بالتداوي من الأمراض فقال :
( إن الله خلق الداء والدواء ، فتداووا ، ولا تتداووا بحرام )
( رواه الطبراني وحسنه الألباني في " سلسلة الأحاديث الصحيحة " - برقم " 1633 " )
والأدوية التي يتداوى بها المسلم نوعان :
1- أدوية دل الشرع على اعتبارها ، كالتداوي بالقرآن والأدعية ، أو بالعسل والحبة السوداء ... ونحو ذلك .
2- أدوية دل العلم والتجربة على اعتبارها .
فهذان النوعان من الأدوية لا حرج من التداوي بهما .
أما ما لم يثبت لا شرعاً ولا علماً وتجربةً أنه دواء مفيد نافع فلا يجوز التداوي به ، كالتداوي بالبخور أو الشبة ، بل هذا نوع من الدجل والشعوذة ، ويخشى أن يكون فيه شيء من الاستعانة بالجن .
ومن هذا النوع : ما قامت به تلك المرأة ، فلا يعلم لا من الشرع ولا من جهة العلم والتجربة أن ما فعلته المرأة يكون دواء وعلاجاً نافعاً .
وقد سئل علماء اللجنة الدائمة للإفتاء : هل يجوز التبخر بالشب أو الأعشاب أو الأوراق وذلك من إصابة بالعين ؟؟؟
فأجابوا : ( لا يجوز علاج الإصابة بالعين بما ذكر ؛ لأنها ليست من الأسباب العادية لعلاجها ، وقد يكون المقصود بهذا التبخر استرضاء شياطين الجن والاستعانة بهم على الشفاء ، وإنما يعالج ذلك بالرقى الشرعية ونحوها مما ثبت في الأحاديث الصحيحة )( فتاوى اللجنة الدائمة - 1 / 275 ) .
فالواجب التوبة مما حصل ، وعدم تكرار مثل ذلك ، والأخذ بالأسباب الصحيحة للعلاج ، سواء كانت أسبابا شرعية كالرقية الشرعية ، أو كانت أسباباً كونية قدرية صحيحة بالتطبب بالعلاج والدواء الذي يعرفه الأطباء من خلال علومهم وتجاربهم .
كما يجب نصح هذه المرأة ، ويبين لها أن ما فعلته مخالف للشرع ، حتى لا تعود إليه .
والله أعلم )
المصدر
موقع الإسلام سؤال وجواب
فتوى رقم ( 129551 )
زادكم الله من فضله ومنه وكرمه ، مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية :
أخوكم / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0