أختي الفاضلة ( زهرة الأمل ) حفظها الله ورعاها
بخصوص ما تفضلتم به فيسرني الإجابة على النحو التالي :
الأول : ألا تعتمد الرقية على العلم و التقوى ؟؟؟
الجواب : ألم يقل صلى الله عليه وسلم : ( ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للبّ الرجل الحازم من إحداكن ) ( متفق عليه ) 0
وقد بوّب عليه الإمام النووي : باب نقصان الإيمان بنقص الطاعات .
وهذا القول له جوابان أجاب بهما من لا ينطـق عن الهوى صلى الله عليه وسلم :
أما الأول : فهو إجابته صلى الله عليه وسلم على سؤال النساء حين سألنه : وما نقصان ديننا وعقلنا يا رسول الله ؟؟؟
فقال : أليس شهادة المرأة مثل نصف شهادة الرجل ؟؟؟
قلن : بلى ، قال : فذلك نقصان مِنْ عقلها .
أليس إذا حاضت لم تُصل ولم تَصُـم ؟؟؟
قلن : بلى 0
قال : فذلك من نقصان دينها .
والحديث في الصحيحين .
فهذه العلّة التي عللّ بها رسول الله صلى الله عليه وسلم نقصان الدين والعقل ، فلا يجوز العُدول عنهـا إلى غيرها ، كما لا يجوز تحميل كلامه صلى الله عليه وسلم ما لا يحتمل أو تقويله ما لم يَقُـل .
قال ابن أبي العز في شرح الطحاوية : ( فيجب أن يفهم عن الرسول مراده من غير غلو ولا تقصير فلا يحمّل كلامه ما لا يحتمله ، ولا يُقصر به عن مراده وما قصده من الهدى والبيان ، فكم حصل بإهمال ذلك والعدول عنه من الضلال والعدول عن الصواب ما لا يعلمه إلا الله ، بل سوء الفهم عن الله ورسوله أصل كل بدعة وضلالة نشأت في الإسلام ، وهو أصل كل خطأ في الفروع والأصول ، ولا سيما إن أضيف إليه سوء القصد ، والله المستعان ) [ وأصل الكلام لابن القيم في كتاب الروح ] 0
أما نقصان الدِّين ؛ فلأنها تمكث أياماً لا تصوم فيها ولا تصلّي ، وهذا بالنسبة للمرأة يُعـدّ كمالاً !
كيف ذلك ؟
من المعلوم أن التي لا تحيض تكون – غالباً – عقيماً لا تحمل ولا تلد ؛ وقد جعل الله الدم غذاءً للجنين .
قال ابن القيم : ( خروج دم الحيض من المرأة هو عين مصلحتها وكمالها ، ولهذا يكون احتباسه لفساد في الطبيعة ونقص فيها . اهـ ) 0
ثم إن نقص الدين ليس مختصا بالمرأة وحدها .
فالإيمان ينقص بالمعصية وبترك الطاعة – كما بوّب عليه الإمام النووي في ترجمة هذا الحديث 0
الثاني : هل ينقص هذان الشرطان في جنس النساء و يكتمل عند الرجال ؟؟؟
الجواب : لو تمعنا في البند الأول وتفسيره لوجدنا الجهة التي يطرقها الشيطان للوصول إلى المرأة 0
الثالث : أما عن مسألة الإيذاء و ما قد تتعرض له المرأة الراقية فإني أتساءل ألا تتعرض له الكثير من النساء الغير راقيات بل و يتعرضن لما هةو أشد و أنكى و إلا ما وجدنا أكثر المرضى بالأمراض الروحية من النساء ؟؟؟
الجواب : نعم هذا صحيح مع فارق أن الأولى قد اعتدي عليها بسبب من الأسباب أما الثانية فقد تصدرت هذا الأمر وشتان بين الأمرين 0
الرابع : وما أكثر المصائب والإنتهاكات التي تسببت في رقية الرجل للمرأة وهي مفاسد كبرى وإن كانت فيها المصالح ، وأن تذرأ مفسدة أولى من أن تجلب مصلحة قاعدة شرعية لا تخفى عليكم ؟؟؟
الجواب : قد يتحمل المريض عبئاً كبيراً في اختيار المعالج قبل الذهاب إليه ، وكنا نسعى دائماً كي ننادي بتقنين الرقية ومن يدخل معتركها ، وبالتالي لا يعتبر ذلك ذريعة حتى نحمل هؤلاء الجهلة أخطاء ما يحصل في الرقية والعلاج والاستشفاء 0
هذا من ناحية أما من ناحية ثانية وبخصوص الفاعدة الفقهية :
( المصالح والمفاسد )
فلو تمعنا في كافة الجوانب المحيطة بها لوجدنا أن المصلحة تقتضي ترك ذلك للمرأة لأن المفاسد المترتبة عن دخولها معترك هذا المجال خطيرة ومتشعبة 0
وبالعموم فهي وجهات نظر ، ويرى شيخنا العلامة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين - حفظه الله - خلاف ما أقوله ، فنسأل الله لنل ولكم التوفيق والسداد لما فيه الخير والصلاح 0
هذا ما تيسر لي أخيتي الفاضلة ( زهرة الأمل ) ، بارك الله فيكم وزادكم الله من فضله ومنه وكرمه ، مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية :
أخوكم / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0