1- فى نفس اليوم التى تطلع الشمس من مغربها تطلع الدابة
من أشراط الساعة الكبرى خروج دابة من الأرض في آخر الزمان تكلم الناس وتسميهم مؤمنا وكافرا، وذلك عند فساد الناس وتركهم أوامر الله تعالى.
: الأدلة على خروجها من الكتاب والسنة
عن ابن عباس رضي الله عنهما، أن معنى تكلمهم:
تجرحهم، بمعنى تكتب على جبين الكافر كافرا، وعلى جبين المؤمن مؤمنا. وروي عنه أيضا بمعنى تخاطبهم.
" هذه الدابة تخرج في آخر الزمان عند فساد الناس وتركهم أوامر الله وتبديلهم الدين الحق. يخرج الله لهم دابة من الأرض فتكلم الناس على ذلك "
( " أي تكلمهم بأنهم لا يتيقنون بآيات الله تعالى الناطقة بمجيء الساعة ومباديها أو بجميع آياته التي من جملتها تلك الآيات "
فمنها حديث أبي أمامة t يرفعه إلى النبي r قال:
** ثم تخرج الدابة فتسم الناس على خراطيمهم ثم يعمرون فيكم حتى يشتري الرجل البعير، فيقال: ممن اشتريت؟ فيقول اشتريته من أحد المخطمين **
ومنها حديث أبي هريرة t قال: قال رسول الله r
** بادروا بالأعمال ستا: الدجال، والدخان، ودابة الأرض، وطلوع الشمس من مغربها، وأمر العامة، وخويصة (: الواقعة التي تخص أحدكم ، يريد حادثة الموت التي تخص كل إنسان) أحدكم **
ومنها حديث حذيفة بن أسيد t قال:
** اطلع النبي r علينا ونحن نتذاكر، فقال:
" إنها لن تقوم الساعة حتى تروا قبلها عشر آيات فذكر الدخان، والدجال، والدابة، وطلوع الشمس من مغربها، ونزول عيسى ابن مريم، ويأجوج ومأجوج، وثلاثة خسوف: خسف بالمشرق وخسف بالمغرب وخسف بجزيرة العرب، وآخر ذلك نار تخرج من اليمن تطرد الناس إلى محشرهم
ومنها حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال:
** حفظت من رسول الله r حديثا لم أنسه بعد، سمعت من رسول الله r يقول:
" إن أول الآيات خروجا طلوع الشمس من مغربها، وخروج الدابة على الناس ضحى، وأيتهما ما كانت قبل صاحبتها فالأخرى على إثرها قريبا **
قيل: أنها دابة جمعت من خلق كل حيوان.
وقيل: أنها دابة مزغبة شعراء ذات قوائم، طولها ستون ذراعا، ويقال: إنها الجساسة المذكورة في حديث تميم الداري t والذي أخرجه الإمام مسلم في صحيحه عن فاطمة بنت قيس رضي الله عنها عن رسول الله r.
تقول فاطمة بنت قيس رضي الله عنها، وهي تحكي قصة اعتدادها بعد وفاة زوجها ابن المغيرة عند ابن عمها عبد الله بن عمرو بن أم مكتوم:
** فلما انقضت عدتي سمعت نداء المنادي - منادي رسول الله r - ينادي: الصلاة جامعة، فخرجت إلى المسجد، فصليت مع رسول الله r فكنت في صف النساء التي تلي ظهور القوم، فلما قضى رسول الله r صلاته، جلس على المنبر وهو يضحك فقال:
" ليلزم كل إنسان مصلاه "، ثم قال
" أتدرون لم جمعتكم "؟ قالوا: الله ورسوله أعلم. قال:
" إني والله ما جمعتكم لرغبة ولا لرهبة ولكن جمعتكم لأن تميما الداري كان رجلا نصرانيا فجاء فبايع وأسلم، وحدثني حديثا وافق الذي كنت أحدثكم عن المسيح الدجال: حدثني أنه ركب في سفينة بحرية مع ثلاثين رجلا من لخم وجذام، فلعب بهم الموج شهرا في البحر ثم أرفؤوا إلى جزيرة في البحر حتى مغرب الشمس، فجلسوا في أقرب السفينة، فدخلوا الجزيرة، فلقيهم دابة أهلب كثير الشعر لا يدرون ما قُبلُهُ من دبره من كثرة الشعر، فقالوا: ويلك ما أنت؟! فقالت: أنا الجساسة. قالوا: وما الجساسة؟
قالت: أيها القوم انطلقوا إلى هذا الرجل في الدير، فإنه إلى خبركم بالأشواق. قال: لما سمت لنا رجلا فرقنا منها أن تكون شيطانة، قال: فانطلقنا سراعا حتى دخلنا الدير، فإذا فيه أعظم إنسان رأيناه قط خلقا، وأشده وثاقا، مجموعة يداه إلى عنقه وما بين ركبتيه إلى كعبيه بالحديد، قلنا: ويلك، ما أنت؟! قال: قد قدرتم على خبري، فأخبروني ما أنتم؟ قالوا: نحن أناس من العرب ركبنا في سفينة بحرية، فصادفنا البحر حين اغتلم، فلعب بنا الموج شهرا ثم أرفأنا إلى جزيرتك هذه فجلسنا في أقربها فدخلنا الجزيرة، فلقيتنا دابة أهلب كثير الشعر، لا يدرى ما قُبلُهُ من دبره من كثرة الشعر. فقلنا: ويلك ما أنت؟ فقالت: أنا الجساسة: قلنا: وما الجساسة؟ قالت: اعمدوا إلى هذا الرجل في الدير فإنه إلى خبركم بالأشواق. فأقبلنا إليك سراعا، وفزعنا منها، ولم نأمن أن تكون شيطانة، فقال: أخبروني عن نخل بَيْسان؟
(دينة بالأردن ، بين حوران وفلسطين ، وتوصف بكثرة النخل ، تبعد عن القدس 127 كيلا ، وقد هدمها اليهود وأقاموا مكانها مستعمرة).
قلنا: عن أي شأنها تستخبر؟ قال: أسألكم عن نخلها هل يثمر؟ قلنا له: نعم. قال: أما إنه يوشك أن لا يثمر. قال: أخبروني عن بحيرة الطبرية. قلنا: عن أي شأنها تستخبر؟ قال: هل فيها ماء؟ قالوا: هي كثير الماء. قال: أما إن ماءها يوشك أن يذهب. قال: أخبروني عن عين زُغَر
(وهي قرية بمشارف الشام ، قيل: إن زغر اسم بنت لوط عليه السلام نزلت بهذه القرية فسميت باسمها ، وعين زغر تغور في آخر الزمان)؟
قالوا: عن أي شأنها تستخبر؟ قال: هل في العين ماء؟ وهل يزرع أهلها بماء العين؟ قلنا له: نعم هي كثيرة الماء وأهلها يزرعون من مائها. قال: أخبروني عن نبي الأميين ما فعل؟ قالوا: قد خرج من مكة ونزل يثرب. قال: أقاتله العرب؟ قلنا: نعم. قال كيف صنع بهم؟، فأخبرناه أنه قد ظهر على من يليه من العرب وأطاعوه، قال لهم: قد كان ذلك؟ قلنا: نعم. قال: أما إن ذلك خير لهم أن يطيعوه. وإني مخبركم عني، إني أنا المسيح، وإني أوشك أن يؤذن لي في الخروج، فأخرج فأسير في الأرض فلا أدع قرية إلا هبطتها في أربعين ليلة غير مكة وطيبة، فهما محرمتان علي كلتاهما، كلما أردت أن أدخل واحدة أو واحدا منهما استقبلني ملك بيده سيف صلتا ( يصدني عنها، وإن على كل نقب منها ملائكة يحرسونها ".
قالت: قال رسول الله r وطعن بمخصرته في المنبر:
" هذه طيبة، هذه طيبة، هذه طيبة "يعني المدينة " ألا هل كنت حدثتكم ذلك "؟ فقال الناس: نعم. قال: " فإنه أعجبني حديث تميم أنه وافق الذي كنت أحدثكم عنه وعن المدينة ومكة ألا إنه في بحر الشام أو بحر اليمن لا بل من قبل الشرق ما هو من قبل الشرق، ما هو من قبل الشرق، ما هو " وأوما بيده إلى المشرق،
قالت: فحفظت هذا من رسول الله r **
وسميت بالجساسة؛ لأنها تجس الأخبار للدجال
قال الشيخ أحمد شاكر - رحمه الله -:
" والآية صريحة بالقول العربي أنها (دابة)، ومعنى الدابة في لغة العرب معروف واضح، لا يحتاج إلى تأويل، وقد بين الحديث بعض فعلها، ووردت أحاديث كثيرة في الصحاح وغيرها بخروج هذه الدابة الآية، وأنها تخرج آخر الزمان، ووردت آثار أخر في صفتها لم تنسب إلى رسول الله r المبلغ عن ربه والمبين آيات كتابه، فلا علينا أن ندعها.
اختلف العلماء في مكان خروج الدابة إلى عدة أقوال:
أنها تخرج من جبل الصفا أو من المسجد الحرام بمكة المكرمة.
" واختلف من أي موضع تخرج، فقال عبد الله بن عمر: تخرج من جبل الصفا بمكة، يتصدع فتخرج منه، وقال عبد الله بن عمرو نحوه، قال: لو شئت أن أضع قدمي على موضع خروجها لفعلت "
ومما يدل على خروجها من أعظم المساجد
، ما أخرجه الطبراني في الأوسط عن حذيفة بن أسيد - أراه رفعه - قال: ** تخرج الدابة من أعظم المساجد، فبينا هم إذ دبت الأرض فبينا هم كذلك إذ تصدعت **.
تخرج حين يسوي الإمام الجمع، وإنما جعل سابقا ليخبر الناس أن الدابة لم تخرج
أن لها خرجات، الأولى من أقصى البادية، ثم تختفي، ثم تخرج من بعض أودية تهامة، ويصدق عليها أنه من وراء مكة، وفي المرة الأخيرة تخرج من مكة. وهذا القول الأخير هو الذي يجمع بين الأقوال في خروجها.
عمل هذه الدابة كما جاءت به الأحاديث أنها تسم الناس المؤمن والكافر، حتى إنه جاء في بعض الروايات: فتلقى المؤمن فتسمه في وجهه، ويشترك الناس في الأقوال ويصطحبون في الأمصار، يعرف المؤمن الكافر وبالعكس.
قال ابن كثير: وعن ابن عباس:
تكلمهم، تجرحهم، يعني تكتب على جبين الكافر كافر، وعلى جبين المؤمن مؤمن، ومنه تخاطبهم، وتخرجهم، وهذا القول ينتظم من مذهبين وهو قوي حسن جامع، والله تعالى أعلم .
ويتلخص عمل الدابة في الأمور التالية:
ا - أنها دابة تكلم الناس.
2 - أنها تسم المؤمن بعلامة وتجلو وجهه حتى ينير.
3 - أنها تسم الكافر بعلامة قيل: هي خطم الأنف.
يعني تصيبه فتجعل له أثرا مثل أثر الخطام
التكملة ثم تاتى العلامة الاخرى
وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين