|
اقتباس: |
|
|
|
|
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الخزيمة |
|
|
|
|
|
|
|
جزاك الله خيرا اخي ولكن بالنسبة لي لا بد ان اعود الى التفاسير واقوال اهل العلم في هذه الاية
وبعدها يتم التحاور
|
|
|
|
|
|
وكما وعدتك اخي لا بد من وضع تفسير الاية حتى تتم مناقشة هذه المسئلة وما تحوي من معان
قال الطبري
وقوله: طَلْعُها كأنَّهُ رُؤُوسُ الشَّياطِين يقول تعالـى ذكره: كأن طلع هذه الشجرة، يعنـي شجرة الزقوم فـي قُبحه وسماجته رؤوس الشياطين فـي قُبحها.
وذُكر أن ذلك فـي قراءة عبد الله: «إنَّها شَجَرَةٌ نابِتَةٌ فِـي أصْلِ الـجَحِيـمِ»، كما:
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: طَلْعُها كأنَّهُ رُءُوسُ الشَّياطِينُ قال: شبهه بذلك.
فإن قال قائل: وما وجه تشبـيهه طلع هذه الشجرة برؤوس الشياطين فـي القبح، ولا علـم عندنا بـمبلغ قبح رؤوس الشياطين، وإنـما يـمثَّل الشيء بـالشيء تعريفـا من الـمُـمِّثل الـمُـمَّثل له قربُ اشتبـاه الـمـمثَّل أحدهما بصاحبه مع معرفة الـمُـمَثَّل له الشيئين كلـيهما، أو أحدَهما، ومعلوم أن الذين خوطبوا بهذه الآية من الـمشركين، لـم يكونوا عارفـين شَجَرة الزقوم، ولا برؤوس الشياطين، ولا كانوا رأوهما، ولا واحدا منهما؟.
قـيـل له: أما شجرة الزقوم فقد وصفها الله تعالـى ذكره لهم وبـينها حتـى عرفوها ما هي وما صفتها، فقال لهم: شَجَرَةُ تَـخْرُجُ فِـي أصْلِ الـجَحِيـمِ طَلْعُها كأنَّهُ رُؤُوسُ الشَّياطِينِ فلـم يتركهم فـي عَماء منها. وأما فـي تـمثـيـله طلعها برؤوس الشياطين، فأقول لكلّ منها وجه مفهوم: أحدها أن يكون مثل ذلك برؤوس الشياطين علـى نـحو ما قد جرى به استعمال الـمخاطبـين بـالآية بـينهم وذلك أن استعمال الناس قد جرى بـينهم فـي مبـالغتهم إذا أراد أحدهم الـمبـالغة فـي تقبـيح الشيء، قال: كأنه شيطان، فذلك أحد الأقوال. والثانـي أن يكون مُثِّل برأس حية معروفة عند العرب تسمى شيطانا، وهي حية لها عُرْف فـيـما ذُكر قبـيح الوجه والـمنظر، وإياه عنى الراجز بقوله:
عَنْـجَرِدٌ تَـحْلِفُ حِينَ أحْلِفُ
كمِثْلِ شَيْطانِ الـحَماطِ أعْرَفُ
ويروى عُجَيِّزٌ.
والثالث: أن يكون مثل نبت معروف برؤوس الشياطين ذُكِر أنه قبـيح الرأس فإنَّهُمْ لآَكِلُونَ مِنْها فَمالِئُونَ منها البُطُونَ يقول تعالـى ذكره: فإن هؤلاء الـمشركين الذين جعل الله هذه الشجرة لهم فتنة، لآكلون من هذه الشجرة التـي هي شجرة الزَّقوم، فمالئون من زَقُّومها بطونهم
قال صاحب تفسير الجلالين
{طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ ٱلشَّيَاطِينِ **.
65ـ {طَلْعِهَا ** المشبه بطلع النخل {كَأَنَّهُ * رُءوسُ * ٱلشَّيـٰطِينِ ** أي الحيات القبيحة المنظر.
قال النسفي
{طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُءوسُ ٱلشَّيَـٰطِينِ **[الصافات:56] الطلع للنخلة فاستعير لما طلع من شجرة الزقوم من حملها، وشبه برءوس الشياطين للدلالة على تناهيه في الكراهة وقبح المنظر، لأن الشيطان مكروه مستقبح في طباع الناس لاعتقادهم أنه شر محض. وقيل: الشيطان حية عرفاء قبيحة المنظر هائلة جداً.
قال البيضاوي
إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِى أَصْلِ ٱلْجَحِيمِ ** منبتها في قعر جهنم وأغصانها ترتفع إلى دركاتها.
{طَلْعِهَا ** حملها مستعار من طلع التمر لمشاركته إياه في الشكل، أو الطلوع من الشجر. {كَأَنَّهُ * رُءوسُ ** ٱلشَّيـٰطِينِ ** في تناهي القبح والهول، وهو تشبيه بالمتخيل كتشبيه الفائق الحسن بالملك. وقيل **ٱلشَّيـٰطِينِ ** حيات هائلة قبيحة المنظر لها أعراف، ولعلها سميت بها لذلك.