ونتابع معكم معاشر الفضلاء تسليط الضوء على الصم ضمن من أحداث هذه القصة ونستعرض أبرز ما ذكره المختصون مع التعليق عليه...فإلى التفاصيل ...
(( خصائص النمو العقلي للأصم وضعيف السمع ))
حرمان الأصم من حاسة السمع يكون له الأثر الواضح في عاداته السلوكية وعدم تناسق حركاته ومدى التحكم في إصداره للأصوات وإحساسه لها وتقليده لها ...
ورغم هذا ...
تبين إن الأطفال الصم وضعاف السمع لديهم نفس التوزيع العام في الذكاء كباقي الأطفال العاديين وكذلك في عدم وجود علاقة مباشرة بين الصمم والذكاء ....
ولكن ...
هذا الحرمان الحسي السمعي يترك بعض آثاره على .....
النشاط العقلي للطفل ...
فالسمع هي الحاسة الأكثر أهمية في الفهم والتعلم و تلقي العلوم والقدره على الابداع...
ولذلك ...هناك علماء كثيرون فاقدون للبصر ولكن نادراً جداً ... ما نشاهد ان هناك عالم فاقد للسمع ...خاصة الأصم منذ الصغر ...
* التحصيل الدراسي
هذا المجال يتأثر بعمر الطفل عند حدوث الإعاقة السمعية فكلما زاد السن الذي حدث فيه الصمم كانت التجارب السابقة في محيطاللغة ذات فائدة كبيرة في العملية التعليمية وقد بينت البحوث أن السن الحرجة والخطيرة عند الإصابة بالصمم هي ما يقع بين السنة الرابعة والسادسة وهي الفترة التيتنمو فيها اللغة وقواعدها الأساسية لهذا فكل من الأطفال المولودبن بالصمم أو منفقدوا سمعهم فيما بين 4-6 غالباً ما يعانون تخلفاً في التحصيل الدراسي في المستقبل لو قورنوا بمن أصيبوا بالصمم في سن متأخرة عن ذلك
وتبين أن الأصم يتأخر في النشاط العقلي بمقدار سنتين وخمس سنوات دراسية عن زميله العادي إلا أن هذا الفرق يتضاءل قليلاً بالنسبة لمن أصيبوا بالصم بعد ست سنوات مما يتعذر معه أن يحصل الأصم على نفس المقدار العلمي الذي يحصل عليه التلميذ العادي .
ومما سبق يتضح ان الأصم ليس قليل الذكاء ...بل يعاني من فقر المعلومات التي تؤثر على فهمه وإدراكه للأمور ...
ولذلك لو أحضرت شخصاً غاية في الذكاء لكنه لا يعرف شيئا عن قوانين الكيمياء ولم يسمع بها من قبل ...وطلبت منه حل معادلة ...
قطعاً ستكون إجابته خاطئة بل (.....)
* الذاكــرة
ثبت أن هناك أثر للحرمان الحسي والسمعي على التذكر ففي بعض أبعاده يفوق المعوقون سمعياً زملائهم العاديين وفي بعضها الآخر يقلون عنهم فمثلاً تذكر الشكل أو التصميم وتذكرالحركة يفوق فيه الصم زملائهم العاديين بينما يفوق العاديون زملائهم الصم في تذكرالمتتاليات العددية ...
وقد رأينا بأنفسنا كيف يستطيع الصم حفظ القرآن من خلال كتابته بالرسم العثماني بدقة أكبر من أقرانهم السامعين .
(( الخصائص النفسية للأصم وضعيف السمع ))
- سوء التكيف الذاتي والمدرسي والاجتماعي وهذا يتطلب تعاون من كافة المعنين الأسرة والمدرسة والمجتمع .
- الجمود بمعنى صعوبة تغيير السلوك لكثير الظروف ولذا ينبغي التحلي بالنفس الطويل ونحن نحاول تغيير سلوك الأصم .
- مستوى الطموح غير الواقعي أما بارتفاعه كثيراً عن الإمكانيات والقدرات أو إنخفاضه كثيراً عنها وهذا يحتاج لحوار متكرر لمحاولة توجيه طموحه نحو الطريق الأمثل والمناسب .
- عدم الإتزان الإنفعالي بمعنى سرعة الإنفعال أو شدته أو زيادة حدته أو التقلب الإنفعالي وهذا لمسته ولذلك وطنت نفسي على تقبله ومع الوقت يشعر الأصم بمحبتك له وصبرك عليه فتتحول العلاقة لعلاقة شبه مستقرة لكنها تحتاج دوماً لتعزيز .
- الإنقباض بمعنى زيادة الحزن ولوم النفس ربما يرجع السبب لهذه الجزئية في كون الأصم لا يتتطيع التعبير بشكل كافي عما في داخله فيكون حزنه أكثر من غيره .
- الإنطواء الإنسحاب من المجتمع لأنه يشعر أن المجتمع إما أنه لا يفهمه أو أنه يقلل من شأنه ...
والصم بل المعاقين عموماً لديهم حساسية عالية يجب مراعاتها ....
ولذلك يوصي بعض الباحثين بان تكون لغة الإشارة لغة أساسية تضاف للغات الاخرى الأساسية في النظام التعليمي .
- العدوان والتمرد والعصيان وأظن هذه أيضاً ترجع للأسباب التي ذكرناها في النقظة السابقة بالإضافة لتأثير النشأة الاجتماعية كباقي الناس .
- الشك وعدم الثقة في الغير أي (السامعين) وهذا طبيعي حينما يكون العالم من حولك مجرد حركات وإيماءات قد لا تعرف معناها أو تفسيرها أما الأصم مع أخيه الأصم فثقة مطلقة في الغالب .
- حب السيطرة ربما لتعويض نقص يشعر به الأصم .
- الخوف وعدم الإطمئنان وهذا أمر متوقع مع إنسان يعيش مع أناس ويشعر أنهم من كوكب آخر .
- الافتقار للأساليب التحسينية في الحوار وهذا طبيعي فالأصم يختصر الكلام ويعبر بأبرز الأوصاف والإشارات لتوصيل المعلومة ....
مما يجعل ظاهر كلامه فيه نوع عدم السلاسة أو فيه شيء من الجفاف ...
فهو لو أراد أن يقول جاء المسئول الفلاني وأحضر لنا هدية بمناسبة العيد ...
فإنه سيبحث عن أبرز صفة فيه ...ليوصل لك المعلومة ...ولو كان ظاهر هذه الصفة نوع من الانتقاص ...
حيث يمكن أن يقول لك :
جاء ذلك الرجل السمين جداً والأعرج ...وقدم لنا هدايا !!!
يتبع...بإذن الله