السلام عليك ورحمة الله
أما بعد :
قلت أخي أبا البراء بارك الله فيك وفي علمك:
السؤال الأول : لما لم يقرأ النبي عليه السلام على نفسه كما يفعل الرقاة اليوم ليبطل السحر ؟؟؟
الجواب : اعلم أخي الحبيب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن يعلم بأنه مسحور ، وعندما علم ذلك لجأ إلى أقصر الطرق لعلاج ذلك الداء ، ومما لا شك فيه بأن معرفة مكان السحر واستخراجه يعتبر من أفضل وأنجع وأسرع وسيلة لفك السحر 0
كما ثبت من حديث عائشة – رضي الله عنها – قالت : قال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( يا عائشة ! أشعرت أن الله أفتاني فيما استفتيته فيه ؟ جاءني رجلان ، فقعد أحدهما عند رأسي ، والآخر عند رجلي ، فقال الذي عند رأسي للذي عند رجلي : ما وجع الرجل ؟ قال : مطبوب ، قال : من طبه ؟ قال : لبيد بن الأعصم ، قال : في أي شيء ؟ قال : في مشط ومشاطة وجف قال طلعتي ذكر ، قال : فأين هو ؟ قال في بئر ذروان ، يا عائشة ! والله لكأن ماءها نقاعة الحناء ، ولكأن نخلها رؤوس الشياطين ) ( متفق عليه ) ، وقد روي مثل ذلك الحديث عن أم المؤمنين -رضي الله عنها- بأسانيد مختلفة 0
قال ابن القيم – رحمه الله - : ( استخراج السحر وتبطيله هو أبلغ علاج كما صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه سأل ربه سبحانه وتعالى في ذلك فدله عليه فاستخرجه من بئر فكان في مشط ومشاطة وجف طلعة ذكر ، فلما استخرجه ذهب ما به حتى كأنما نشط من عقال 00
فهذا من أبلغ ما يعالج به المطبوب " المسحور " وهذا بمنزلة إزالة المادة الخبيثة من الجسد ) ( زاد المعاد – 3 / 104 ) 0
يقول سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز - رحمه الله - : ( ومن علاج السحر أيضا - وهو من أنفع علاجه - بذل الجهد في معرفة موضع السحر من أرض أو جبل أو غير ذلك فإذا عرف واستخرج وأتلف بطل السحر ) ( فتوى سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز – برقم ( 8016 ) – الصادرة بتاريخ 22 / 1 / 1405 هـ ) 0
وهذا لا يعني مطلقاً أن علاج السحر يقتصر على استخراج مادة السحر بل أن هناك وسائل مشروعة لاستخراج السحر وإبطاله ومن ذلك :
1)- التوجه الخالص لله سبحانه وتعالى ودعائه لتفريج الكربة وإزالة الغمة :
إن من أنجع وأنفع الوسائل التي قد يسلكها المريض بالسحر هو التوجه إلى الله سبحانه وتعالى ودعائه والتضرع إليه ، وهذا ما حصل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم كما ثبت في صحيح الإمام مسلم من حديث عائشة - رضي الله عنها - حيث قالت : ( فدعا 000 ثم دعا 000 ثم دعا ) ويقول الحق جل وعلا في محكم كتابه : ( أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضطَرَّ إِذَا دَعَاهُ 000 ) ( النمل – الآية 62 ) 0
قال الحافظ بن حجر في الفتح : ( 000 بحيث أنه توجه إلى الله ودعا على الوضع الصحيح والقانون المستقيم 0 ووقع في رواية ابن نمير عند مسلم ( فدعا ، ثم دعا ، ثم دعا ) وهذا هو المعهود منه أنه كان يكرر الدعاء ثلاثا 0 وفي رواية وهيب عند أحمد وابن سعد ( فرأيته يدعو ) 0 قال النووي : فيه استحباب الدعاء عند حصول الأمور المكروهات وتكريره والالتجاء إلى الله تعالى في دفع ذلك 0
وقال - رحمه الله - : ( سلك النبي صلى الله عليه وسلم في هذه القصة - يعني قصة السحر - مسلكي التفويض وتعاطي الأسباب ، ففي أول الأمر فوض وسلم لأمر ربه فاحتسب الأجر في صبره على بلائه ، ثم لما تمادى ذلك وخشي من تماديه أن يضعفه عن فنون عبادته جنح إلى التداوي ثم إلى الدعاء ، وكل من المقامين غاية في الكمال ) ( فتح الباري – 10 / 228 ) 0
ورسول الله صلى الله عليه وسلم قد أخبر بوحي السماء عن ذلك الأمر ، فعلم بالساحر ومكان السحر المعقود كما ثبت في الصحيح ، أما بالنسبة لنا فقد يحصل ذلك الأمر بإحدى طريقين :
* الأول : الدعاء :
أن يدعو المصاب ربه ويجتهد قدر طاقته في البحث والتحري عن مكان السحر حتى يوفق لرؤيته والعثور عليه ومن ثم إبطاله ، هذا وسوف يعرج على هذا الموضوع بالتفصيل لاحقا 0
* الثاني : الرؤى والمنامات :
كثيرا ما توجه بعض المرضى بالدعاء والإنابة إلى الله سبحانه وتعالى ، وفرج الله كربتهم عن طريق رؤى رأوها في منامهم تبين لهم من خلالها مكان السحر ، ويتطابق ذلك مع الواقع في بعض الأحيان فيزيلون مادة السحر ويتلفونها ويحمدون الله سبحانه وتعالى على ما أنعم به عليهم من نعمه التي لا تعد ولا تحصى 0
أقول أخي :
كلام والحمد لله صائب , ولكن لو تأملنا الحديث لوجدنا أن النب عليه السلام ظل ستة أشهر بدون رقية بل تطبب بالحجامة , وحين لم تجد الحجامة نفعا معه عليه السلام دعا ربه , ولكن ما قرأعلى نفسه القرءان ليسترقي به , بل حتى أفتاه ربه أن به سحرا ومكانه هو البئر حينها أمر به فإستخرج وقرأعليه وجعل كلما قرأ إنحلت عقدة حتى بطل , واليوم الرقاة لا يدري أصلا إن كان المريض به سحر أو لا يشرع في الرقية وأسوته ما فعل ذالك لما ياترى ؟؟؟ , فإما أن خير الهدي هديه وإما أنما بصرنا بما لم يبصر به عليه السلام , أرجوا منك أخي الفاضل أبا البراء إزلة هذا اللبس بعون الله تعالى
قلت أخي بارك الله فيكم :
الجواب : لأن استخراج السحر من أنفع وأقرب الوسائل للعلاج والشفاء بإذن الله عز وجل ، ويرى ذلك من استعراض أقوال علماء الآمة كما مر معنا آنفاً 0
أقول يرعاكم الله تعالى :
هو كذالك وفيه يكون الشفاء للمريض وهو أيضا سنة إسترقاء النبي عليه السلام في السحر وخير الهدي هديه , وحين نوافق النبي عليه السلام زمانا ومكانا وكيفية وصفة وعددا نكون من إصابة الهدف أقرب من أن نخطأه , وأنتم بارك الله فيكم تعرفون هذا أنعم الله بكم
أقلتم حفظكم الله :
الجواب : هذا مما لا نشك به مطلقاً ، ولكن لماذا يعمد كثير من المعالجين لعلاج السحر بالرقية الشرعية ، والإجابة على هذا السؤال لأن كثير من الأسحار لا يعلم مصدرها وأي هي ، والمعالج صاحب العلم الشرعي لا يلجأ إلا الى الله ثم الرقية الشرعية التي تكون له عوناً من اله في ذلك 0
أقول أعانك الله :
نعم الكثير من الأسحار لا يعلم مكانها إلا عن طريق الرؤى أو إعتراف الشيطان إن صدق أو إعانة من جني مسلم كأن يأتي من نفسه وهو في الغالب يدخل في مسمى الرؤية
ولكن هنا سؤال : لما النبي عليه السلام ما إسترقى من مصابه بالقرءان إلا بعد إخبار الله تعالى له ؟؟؟؟
قلت أخي أبا البراء بارك الله فيكم:
فالمسألة هنا أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يفعل ذلك ، بمعنى أنه لم ينتظر حتى نزول المعوذتين بل أوحي إليه في تلك اللحظة عن طريق جبريل الأمين عليه السلام 0
أقول بارك الله فيكم :
لا إشكال هنا , ولكن أمرالله تعالى له عن طريق جبريل عليه السلام بهاتين السورتين دلالة على فضلها وقوتهما فيه دون ما سواهما , وهذا ما قصدت من كلامي بارك الله فيكم
قلت أخي بارك الله فيك :
هذا ما تيسر لي أخي الحبيب ( الإسلام اسلام ) ، مع الترفق بأخيكم في مسألة النقاش والحوار العلمي ، بارك الله فيكم وزادكم الله من فضله ومنه وكرمه ، مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية
أقول حفظكم الله :
هذا أصلي الترفق والحلم والصبر وما كان وقتها...كان دفاعا عن من الظلم جملة وكان نصرا للمسلمين , فقد أخطأ فيهم الأخ....xxxx
والسلام عليك ورحمة الله