نتابع معكم بإذن الله
دخلت غرفتي و أغلقت الباب و أطفأت المصباح و بقيت أنظر و أترقب حتى تيقنت من أن غريبا مسلحا دخل البيت
بل و تربص و ترصد بعد أن علم أنني فيه لوحدي غافلة عما يدور حولي تجرأ رغم أنه لم يكن يعلنم أنني لا أمتلك سلاحا
حاول فتح باب غرفتي فلم يستطع
فمد يده لصندوق يبدو للرائي و أنه المتحكم في إنارة البيت فضغط عليه ليطفأه
فإذا به يخطئ التقدير بل أشعل ضوء الباب الخارجي فما كان مكنه إلا أن ركض بخفة متجها صوب المطبخ الذي كان منيرا مفتوح الباب
ثم سمعت حركته في الغرفة التي تتوسط المطبخ و غرفتي
عندها أحسست صدقا بأن الموت يرقص لي في كل زفرة كان يزاحمني فيها
بل يختطف مني جزءا من الهواء الذي يدخل بصعوبة إلى أعماقي
إنه الموت الذي يعرض لي شريط حياتي فتمر حلقاته تريني بسرعة الومض
صورة أمي و أبي و إخوتي صديقاتي و جيراني و جل أهلي و أحبتي
جميعهم يمرون علي سريعا حتى صورة مسجدي و مدرستي و حيي
و شجرات غرستها و أزهار قطفتها كان لها حضور في مخيلتي ...
لا عجب أن رأيت كل ذلك في لحضات مرت علي سريعا
زادتني ثقة و يقينا بأنه الموت القادم لا يرتضي غير معانقتي
ابتسمت فقد كنت راضية بذلك و لكنني سألت الله سؤالين فقط لا ثالث لهما
أن يكتها لي شهادة في سبيله فيتقبلني في الصالحين
و أن يفرغ على أهلي منه صبرا و يربط على قلوبهم
عندما يرجعون ليجدوا طفلتهم مدرجة بالدماء و قد أسلمت الروح لمليكها
أحسست باطمئنان عجيب و سكون و راحة و شجاعة قليل أن تؤتى لمن في مثل موقفي
فوقفت بهدوء و فتحت الباب برفق و خرجت من غرفتي متجهة إلى المطبخ المكان الذي دخل إليه اللص ليختبئ في الغرفة المجاورة له
أهي شجاعة حقا أم تهور و طيش ؟
لم يكن عندي وقت للموازنة بين ذلك غير أنني أكره كره العمى أن أكون جبانة