جزاك الله خيرا شيخنا ابو البراء على الاشارة لهذه النقطة الهامة في العلاج فليس الراقي مجرد قارئ للقرآن لكنه في المقام الاول داعي الى ربه عز وجل فيستلزم ذلك علما وفهما وحكمة في التعامل مع المرضى ومع الشياطين فهو بالمرضى رؤوف رحيم يقربهم لربهم لانه يعلم ان لا شفاء لهم في الحقيقة الا باصلاح علاقتهم مع ربهم فيعرفهم بربهم وبالطريق الموصل اليه ويبين لهم كيفية اصلاح انفسهم ويبين لهم عدوهم وطرقة في الاضلال ومصائده ومكائده انه في البداية والنهاية يريد صنع عبد لله حقا . ومع الشياطين فهو مجاهد شديد الباس غليظ على الكافرين والمنافقين بعد دعوتهم الى ربهم وخالقهم فأن ابو الا الكفر فهو يشهر سيف الحق يضرب به بالله في الله لاجل الله .
ومسالة الحالة النفسية هامة جدا فكم من مرضى يهول لهم الشيطان حالتهم حتى يجعلهم يصلو للياس بانه لا علاج فيهزمهم نفسيا فيتخلو عن الاسلحه فيتلاعب بهم كما يتلاعب الصبيان بالكرة . فيجب على الراقي رفع الحالة المعنوية لديهم بطريقة دعوية رقيقة تبين لهم عظمة ربهم وضعف عدوهم اذا ما قوبل كيده بمنهج الله عز وجل .
وكم من مريض يحقر لهم الشيطان حالتهم فيجعلهم يتعاملون معها كانها شيئ عادي ليس فيه شيئ فتجدهم كالسفهاء يتلاعب بهم الشيطان مع ابتسامتهم تلك الابتسامة العريضة البلهاء فيجب ان يوضح لهم ان الامر جد وليس بالهزل ويضبط نفسيتهم على ان الموضوع ليس فيه لعب ولا تساهل .
وصدق من قال ما من امر الا وللشيطان فيه نزغتان اما الى افراط واما الى تفريط .
فالمعالج طبيب جامع بين الطب الشرعي والحسي والنفسي ( ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور )
وكم من معالج لا يتكلم الا القليل مع المريض ولا يدع المريض يتكلم ويبدء في القراءة واعطاء برنامج العلاج وانتهى ويدع المريض في اضطرابات نفسية بسبب الوساوس الشيطانية . فاذا انهزم نفسيا استطاع الشيطان ان يتمكن منه بكافة الطرق لترك العلاج بسهوله كالحروب النفسية التي تستخدمها الدول في الحروب مع بعضها البعض بتهويل القوة للدوله فتنهزم نفسية جنود الدولة الاخرى فينهزمو قبل بدء الحرب
واوضح ذلك دخل انسان عيادة راقي شرعي فاول ما بدء به ان دفع مبلغ من المال مبالغ فيه للكشف ( وسوسة الشيطان : ايه الناس اللي بتاخد فلوس كتير دي دول مش مخلصين ومش بيعملو لله )
دخل الى الراقي فابتدءه الراقي بالسؤال عن الحاله فيتمنى المريض ان يكمل بعض كلامه فلا يستطيع فيقول المعالج خلاص ( وسوسه الشيطان : مال هذا الانسان لا يسمع انه فظ غليظ لابد ان تكرهه وتبغضه لو كان انسان طيب لتركك تتكلم ولو قليلا ) يبدء المريض في الغضب والتوتر
يبدء الراقي في القراءة ( خمس دقائق ) ثم يقول حتى لا يكون هناك وهم سوف نعطيك برنامجا تمشي عليه ثم تايتنا بعد كذا يوم وان لم تمشي على هذا البرنامج لا تاتيني . ( وسوسه الشيطان : هذا راقي لا يعرف شيئ حتى انه لم يقل لك مرضك انه جاهل لابد ان يزداد بغضك له وكرهك ) يزداد المريض في الغضب والتوتر
الراقي تفضل خذ البرنامج من الاخت في الخارج : يخرج المريض لا هو فهم شيئ ولا اراحه ببعض الكلمات الدعوية التي ترفع معنوياته ولا تركه يتكلم ليخرج ما في صدره من بركان الم وحزن وضيق . ثم يصدم
الاخت في الخارج البرنامج ثمنه كذا وكذا ( مبلغ مبالغ فيه ) زيت وماء مقروء عليه القران . ( وساوس الشيطان : انهم عصابة لا رقاه ولا دعاه اخرج من هذا المكان .) ينفجر المريض غضبا مكتوما فيقول المريض والله ما معي اي فلوس السلام عليكم ويخرج ولا يعود ويتاسف ويتندم على انه جاء الى هذا الانسان ويندم على المبلغ الذي دفعه
ويستقبله الشيطان ضاححكا دافعا به في بحرالوساوس والافكار والتوتر والقلق المتلاطم الامواج .
فبالله هل هذه طريقة علاج .
لا نتهم نية هؤلاء ونلتمس لهم الاعذار ولكن نقول اتقو الله وابتسمو ورتبو على اكتافهم وامسحو على رؤوسهم وقولو لا باس طهور ان شاء الله .